* صبحي : على المواطنين رد الجميل للجيش ..وإسرائيل دعمت المصالحة الفلسطينية لطرد فتح وحماس الإسكندرية – شيماء عثمان : رفض الفنان المسرحي محمد صبحي الدعوات التي أُطلقت عقب انتهاء الثورة المصرية على مواقع الإنترنت والتي تحض على الزحف المليوني إلى الأراضي الفلسطينية لتحريرها من العدو الصهيوني ،معتبرين أن تحرير الدول العربية من حكامها الطغاة لا يكتمل إلا بتحرير القدس،وحذر صبحي الشباب المصري من توريط مصر في حروب هي في غنى عنها ،مفسراً ذلك بان إسرائيل لديها رغبة ملحة في القيام يتلك المسيرات حتى تتخذها ذريعة لدخول سيناء مرة أخرى بحجة حماية أمنها القومي. وأضاف صبحي في المؤتمر الذي عُقد مساء أمس بكلية الحقوق-جامعة الإسكندرية لتدشين حملته لمكافحة العشوائيات تحت اسم”حملة المليار لمكافحة العشوائيات” أنه يؤيد الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات التي تُنظم داخل الأراضي المصرية حتى تستطيع البلد أن تنهض مرة أخرى ،ولتوصيل الرسالة للكيان الصهيوني ،دون ترك الفرصة لتحقيق ما يبغونه ،مشيراً إلى أن إسرائيل دعمت المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس ليتجمعوا مرة أخرى وتقوم بطردهم وتدخل الضفة الغربية إلى الأردن وتتكون الأردن الكبرى. وأشار إلى أن الثورة جمعت بن الشعب المصري وجعلته كتلة بشرية واحدة دون قصد بعد أن كان مفتت ،وكسرت حاجز الخوف ،ولكن لا يعني ذلك كسر حاجز الاحترام الإنساني والأخلاقي ،وعلى المواطنين أن يجعلوا منها ثورة أخلاق ويحافظوا على أخلاق الثورة، فبناء مصر لا يكون بالخطاب الزاعق وترديد هتافات “مسلم ومسيحي إيد واحدة” باللسان فقط وتشتعل من ورائها النيران ،وإنما عن طريق ترديدها في القلوب قبل الألسن عن طريق التكاتف والتوحد. وأشاد صبحي بدور القوات المسلحة في الثورة والتي لم تقتل مواطنيها كما حدث في ليبيا وسوريا واليمن ،وعلى الشعب أن يرد لها الجميل بالحفاظ على مصر وعدم منح الفرص لأعدائها لتحقيق مساعيها في تدميرها. ويرى صبحي أن مصر تعيش حالياً في الفصل الثاني من ثلاث ،الأول امتلكناه بعد الشعور بالذل والتهميش والفساد ،والثاني بيد أعدائنا الذين يسعون إلى هدم البلد وتقسيمها إلى ثلاثة دويلات وتحويل الأردن إلى الأردن الكبرى بالاستيلاء على السعودية والعراق. ودلل على قوله بكلمة لمستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي السابق جون كنيدي ترجع إلى عام 83 ،والذي قال إن الشعوب العربية سوف تثور على حكامها بعد أن يتوغل الحكام في الفساد ،ومن هنا ستقسم إلى دويلات صغيرة ، مشيراً إلى أن الخطأ يرجع للشعوب العربية عندما تقدم للعدو أكثر مما يتمناه من خلال الكليبات الفاضحة ،والأفلام الهابطة وتعليم لا يظهر ابتكارات الأجيال ،ثم الوقيعة بين الشعب والقوات المسلحة. وحذر من استخدام الفيس بوك بقوله أنه كان قبل الثورة جامع للحشود ،فكان وسيلة حقيقية لحشد الملايين للمشاركة في الثورة إلا أنه سلاحاً ذو حدين حيث لم يعد كما كان قبل الثورة ،وهناك من يخفون شخصياتهم في إناث وفي جنسيات مصرية ،والحقيقة أنهم يتجنسون بجنسيات أخرى ،وتعد اليد الخفية التي تسعى إلى إثارة الفتن لهدم ما تسعى الثورة إلى بنائه. ورفض حصر الثورة في ميدان التحرير بقوله أنه رمز للثورة ولكنه ليس هو الثورة ،وأن السبب الحقيقي لإطلاق مشروعه البيئي من الإسكندرية باعتبارها النبتة الأولى لثورة 25 يناير ، وقام بتحية وتقبيل يد والدة طالب كلية الحقوق حسين طه حسين أحد شهداء الثورة على المنصة ،مبدياً رغبته في تقبيل أيدي أهالي الإسكندرية الذين أشعلوا فتيل الثورة،وكذلك يد أم كل شهيد ،ومن بينهم خالد سعيد الذي كانت وفاته أولى تلك الشرارات. وفي إطار مشروعه للقضاء على العشوائيات قال صبحي أن هناك أسر تحيا تحت خط الفقر بلا أسقف أو خدمات ،و أن أول تأثير للثورة يجب أن ينصب على تحسين حالة هؤلاء الذين جلدوا بسياط الفقر والانعزال ،وتعهد بالتبرع لمشروعه بمبلغ 100,000 جنيه كدفعة أولى ،داعياً الحضور إلى انتواء وضع ما يستطيع في صندوق مشروع تنمية العشوائيات للمساهمة في هذا المشروع التنموي. ودعا العميد أيمن المهدي ممثل المنطقة الشمالية العسكرية الشعب المصري مسلم ومسيحي ،رجل وامرأة، قوي وضعيف إلى التكاتف فكان عدونا واحد نعلم ما يدور بأذهانه ،وانتصرنا عليه ،إلا أننا اليوم أمام عدو مذنب ومجهول المكان والعدد قد يكون بجوارنا ونحادثه دون أن نعرفه ،وهو حر طليق يلهو بأذهاننا ويشتت جهودنا ،ويضعف من قوتنا ،ويريد الانتصار علينا دون أن يبقي لنا سوى الدمار والهلاك ،داعياً إلى ضرورة أن ننأى بالمصالح الشخصية جانباً ،وتوحيد أهدافنا وهو صالح مصر ،ومطالباً بالقضاء على محاولات إجهاض الثورة . وتابع :إسرائيل عدو يتربص لنا في الشرق والغرب والجنوب ،مطالباً بعدم “استنهاك” القوات المسلحة بقضايا داخلية من شأنها أن تضر بمصالح البلاد عن طريق الانتباه لها وترك واجباتها تجاه عدوها الحقيقي الذي يتربص لها. وفي نهاية حديثه ورداً على تساؤلات أثيرت حول فكرة ترشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة قال صبحي مداعباً جمهوره الذي بكي في بداية حديثه بعد رؤيته لحب أهالي الإسكندرية في أعينهم أنه ليس مجنونا ً حتى يسمح بأن يقال له “مش هنمشي هو يمشي” وقال أن الله وهب له ملكية حكم الفن وأنه ليس برجل سياسة حتى يرشح نفسه ،فدور الفنان من وجهة نظره أكثر خطورة من دور السياسي .