بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد النصر بالعريش    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين بمُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة Thinqi    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    رئيس قناة السويس: ندرس تنفيذ مشروع للتحول لمركز إقليمي لتوزيع قطع الغيار وتقديم خدمات الإصلاح والصيانة السريعة    حماية العمالة غير المنتظمة.. "العمل": آلاف فرص العمل ل"الشباب السيناوي"    الإسكان: تنفيذ 24432 وحدة سكنية بمبادرة سكن لكل المصريين في منطقة غرب المطار بأكتوبر الجديدة    بالفيديو والصور- ردم حمام سباحة مخالف والتحفظ على مواد البناء في الإسكندرية    الاتصالات الفلسطينية: عودة خدمات الإنترنت بمناطق وسط وجنوب قطاع غزة    معلق مباراة الأهلي ومازيمبي في دوري أبطال أفريقيا    فانتازي يلا كورة.. جدول مباريات الجولة 35 "المزدوجة"    مصرع شخص في حادث تصادم ببني سويف    انتداب الطب الشرعي لمعاينة جثث 4 أشخاص قتلوا على يد مسجل خطر في أسيوط    25 مليونًا في يوم واحد.. سقوط تجار العُملة في قبضة الداخلية    "المكون الثقافي وتأثيره في السياسات الخارجية المصرية" ندوة بمكتبة الإسكندرية    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا    خبير دولي: مصر رفضت مخطط التهجير الخبيث منذ اليوم الأول للعدوان على غزة    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    أسعار البيض والدواجن اليوم الجمعة.. البلدي ب 117 جنيهًا    المندوه: لاعبو الزمالك في كامل تركيزهم قبل مواجهة دريمز    تواجد مصطفى محمد| تشكيل نانت المتوقع أمام مونبلييه في الدوري الفرنسي    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    11 مساء ومد ساعة بالإجازات.. اعرف المواعيد الصيفية لغلق المحلات اليوم    كاتب صحفي: الدولة المصرية غيرت شكل الحياة في سيناء بالكامل    منها «ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن».. 7 أهداف للحوار الوطني    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    وزير الخارجية الأمريكي يلتقي مع الرئيس الصيني في بكين    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    شاهد البوسترات الدعائية لفيلم السرب قبل طرحه في السينمات (صور)    في ذكرى ميلادها.. أبرز أعمال هالة فؤاد على شاشة السينما    احتجت على سياسة بايدن.. أسباب استقالة هالة غريط المتحدثة العربية باسم البيت الأبيض    موضوع خطبة الجمعة اليوم: تطبيقات حسن الخلق    دعاء صباح يوم الجمعة.. أدعية مستحبة لفك الكرب وتفريج الهموم    الصحة: إجراء الفحص الطبي ل مليون و688 ألف شاب وفتاة ضمن مبادرة «فحص المقبلين على الزواج»    تنظيم قافلة طبية مجانية ضمن «حياة كريمة» في بسيون بالغربية    طريقة عمل هريسة الشطة بمكونات بسيطة.. مش هتشتريها تاني    نائب وزير خارجية اليونان يزور تركيا اليوم    حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي يوم الخميس    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    انطلاق انتخابات التجديد النصفي لنقابة أطباء الأسنان بالشرقية    خبير: أمطار غزيرة على منابع النيل فى المنطقة الإستوائية    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور في 20% من عينات الألبان في الولايات المتحدة    جامعة الأقصر تحصل على المركز الأول في التميز العلمي بمهرجان الأنشطة الطلابية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    حكاية الإنتربول مع القضية 1820.. مأساة طفل شبرا وجريمة سرقة الأعضاء بتخطيط من مراهق    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نكبة فلسطين من وعد بلفور إلى الاقتتال الفلسطينى الفلسطينى
نشر في أخبار مصر يوم 13 - 05 - 2008

شكل القرن التاسع عشر بداية حقيقية لظهور المأساة الفلسطينية،عندما تلاقت أهداف الحركة الصهيونية، مع مصالح الدول الاستعمارية فى هذا الوقت، وعلى رأسها بريطانيا ،على ضرورة إنشاء دولة لليهود،وتم اختيار فلسطين لتكون هي الأرض التي تقوم عليها الدولة اليهودية، وهكذا بدأ الفلسطينيون مسلسل النكبات و التى كان أهم فصولها مايلى :
*وعد بلفور1917 :
نصت اتفاقية سايكس – بيكو على تقسيم السيطرة على بلاد الشام بين بريطانيا و فرنسا، وكانت فلسطين جزءا من المناطق الخاضعة للسيطرة البريطانية.بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى حصل اليهود من بريطانيا على وعد بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين و جاء على شكل رسالة كتبها وزير خارجية بريطانيا آنذاك " آرثربلفور" حيث وعد بلفور على لسان بريطانيا رسميا بتحويل فلسطين إلى "بيت اليهود" .
وعلى إثر إعلان هذا الوعد عمت الاحتجاجات جميع أنحاء فلسطين وبعض الأقطار العربية،وفي 11 ديسمبر/كانون أول 1917 دخلت الجيوش البريطانية بقيادة الجنرال اللنبي القدس وبدأت في تنفيذ وعد بلفور عملياً وحدثت على إثر ذلك صدامات بين العرب واليهود وتشكلت جمعيات عربية ضد المشروع الصهيوني ،عندما أراد اليهود الاحتفال بمرور عام على وعد بلفور هدد العرب بالتظاهر غير أن المندوب السامي البريطاني هربرت صموئيل هدد بإلقاء القبض على كل عربي يتظاهر .
خلال انعقاد مؤتمر فرساي في يناير/ كانون ثاني 1919 قدمت الحركة الصهيونية إلى المؤتمر خطة مدروسة واضحة المعالم لتنفيذ مشروعها، دعت إلى :
1- إقامة وصاية بريطانية لتنفيذ وعد بلفور .
2- أن تشمل حدود فلسطين ضواحي صيدا ومنابع الليطاني ونهر الأردن وحوران وشرق الأردن والعقبة وأجزاء من صحراء سيناء المصرية .
*الانتداب البريطاني على فلسطين من1920 - 1948:
في أبريل 1920 اجتمع مندوبي "دول الاتفاق" المنتصرة في الحرب العالمية الأولى في مدينة سان ريمو الإيطالية، بما يسمى مؤتمر سان ريموٍٍ، ليقرروا الشكل النهائي لتقسيم الأراضي المحتلة من الدولة العثمانيةتم البدء بهذا الانتداب بعد الحرب العالمية الأولي، و بعد تفكيك الإمبراطورية العثمانية .وغطى هذا الإنتداب فلسطين و معظم الأردن.وكانت عاصمة الانتداب على فلسطين هي القدس.
استمر نظام السلطة الانتدابي في فلسطين لمدة 28 عاما بين يوليو 1920 ومايو 1948 وبالحدود التي قررتها بريطانيا وفرنسا.ويذكر أنه تم تشكيل الانتداب على فلسطين بشكل رسمي على أساس وعد بلفور. حيث كان يسهل من عملية نزع السلطة من العرب و إعطائها إلى اليهود المتوافدين من أوروبا.فبعد ثلاثة أيام فقط من إعلان صك انتداب بريطانيا على فلسطين، كشفت بريطانيا عن مضمون وعد بلفور، واحتج الفلسطينيون وحدثت اشتباكات لأول مرة بين الحرس البريطاني والفلسطينيين . كما منعت بريطانيا المؤتمر الفلسطيني الثاني من الانعقاد في حيفا عام 1920 .وقد وفرت بريطانيا لنفسها غطاءاً دولياً باستصدار قرار من عصبة الأمم في 24 يوليو 1922 بانتدابها على فلسطين ، وتم تضمين وعد بلفور في صك الانتداب ، بحيث أصبح التزاماً رسمياً معتمداً دولياً .ويذكر أن فكرة الانتداب التي اقرتها عصبة الأمم ، كانت قائمة على أساس مساعدة الشعوب المنتدبة وإعدادها لنيل استقلالها. وقد تضمن صك الانتداب نفسه على فلسطين مسئولية الدولة المنتدبة وهى بريطانيا، في الارتقاء بمؤسسات الحكم المحلي ، وصيانة الحقوق المدينة والدينية لجميع سكان فلسطين.وهذا يعني ألا يقف وعد بلفور في نهاية الأمر عائقاً في وجه أبناء فلسطين ضد الارتقاء بمؤسساتهم وإقامة دولتهم ، إلا أن هذا لم يحدث أبداً فى الواقع.
* قيام الفلسطينيين بأول ثورة شعبية عام 1920:
يذكر المؤرخون ان جهود العرب لم تتوقف في الدفاع عن حقوقهم في فلسطين منذ مطلع القرن.. ففي العام 1918 تشكلت جمعية الفدائية وهي جمعية سرية ضمت عدداً من رجال الشرطة الفلسطينية ، وقد لعبت الجمعية دوراً مهماً في الإعداد للثورة العربية في فلسطين وفي نشر الوعي بالخطر الصهيوني بين عشائر البدو في شرق الأردن ضد اليهود غير أن اعتقال زعمائها أضعفها وقضى عليها إلا أنه لم يوقف جهاد الفلسطينيين والعرب ضد المخططات الصهيونية فكانت ثورة النبي موسى (4 -10 أبريل/ نيسان 1920) وثورة يافا (1-5 مايو/أيار 1921)، ثورة البراق ( 15أغسطس/ آب 1929) وهي مواجهات محدودة كانت دوافعها عاطفية، ولم تكن منظمة مما حدّ من إمكانات تطورها أو تحقيق أهدافها وان كانت لعبت دوراً في تأجيج الصراع وتعطيل المشروع الصهيوني جزئياً وبشكل مؤقت .
*قيام الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936:
اعتبرت هذه الثورة من أطول الثورات في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث عمت المظاهرات والإضراب العام مدن وقرى فلسطين وكانت التحرك الشامل الأول من نوعه حيث تداخلت الوسائل المدنية للثورة مع العمليات الجهادية .ويشير المؤرخون إلى أن من الأسباب غير المباشرة التي أدت الى قيام الثورة :
- تزايد عدد العمال العاطلين عن العمل .
- الهجرة اليهودية المستمرة ، والتواطؤ البريطاني الظاهر معها ومع كل جهود تنفيذ المشروع الصهيوني .
- تسرب الأراضي إلى اليهود ، بسبب الضغوط البريطانية على أصحابها الفلسطينيين .
- الأزمة الاقتصادية الخانقة عام 1935 .
- كفاح مصر وسوريا ضد الاستعمار البريطاني والفرنسي .وكانت الأحداث قد تصاعدت في 15 ابريل/ نيسان 1936 عندما قتلت المنظمات الفدائية مستوطناً صهيونياً وجرحت اثنين آخرين على طريق نابلس - طولكرم.وفي الليلة التالية قتل اليهود مدنيين فلسطينيين، وعند تشييع جنازة المستوطن اليهودي حدثت اشتباكات مع العرب، وحدثت صدامات على حدود يافا- تل أبيب .بعد ذلك أعلنت السلطات البريطانية منع التجول في يافا- تل أبيب، وفرضت حالة الطوارئ في جميع البلاد، وتشكلت في 20ابريل / نيسان 1936 لجنة عربية في نابلس اعلنت الاضراب العام،وبعد أن زاد عدد القوات البريطانية إلى قرابة 20 ألف جندي حصلت معارك عنيفة بين الثوار والقوات البريطانية والصهيونية في شهر اكتوبر/ تشرين الأول عام 1935. وقامت وفود فلسطينية بزيارات إلى عمّان والرياض وبغداد، ونتيجة لضغوطات بريطانية، قام الملوك والرؤساء العرب بإصدار نداء مشترك في 10 أكتوبر/ تشرين أول 1935 دعوا فيه الفلسطينيين إلى «وقف الثورة، والاعتماد على النيات الطيبة لبريطانيا العظمى التي أعلنت أنها ستحقق العدالة». ونتيجة لذلك دعت اللجنة العربية العليا إلى وقف الإضراب، وإلى حل التنظيمات العربية وعودة الثوار العرب إلى دولهم .واستمرت هذه الثورة الكبرى التى قامت لتؤكد تصميم الشعب الفلسطيني على الكفاح لتحقيق الاستقلال. من سنة 1936 حتى بدء الحرب العالمية الثانية عند توقيع الدول العربية على اتفاق "الكتاب الأبيض" الذي وعدت فيه بريطانيا بإيقاف الهجرة اليهودية وإقامة حكم ذاتي فلسطيني يكون خطوة أولى نحو الاستقلال الكامل.وكانت حصيلة هذه الثورة : مقتل 16 رجل بوليس و22 جندياً بريطانياً، وجرح 104 رجال بوليس و148عسكرياً، ومقتل 80 مستوطناً اسرائيلياً وجرح 308 مستوطن اسرائيلي . أما العرب فقد استشهد منهم 145 رجلاً وجرح 804 آخرون . وأرسلت بريطانيا لجنة بيل الملكية لتقصي الحقائق إلى فلسطين.بعد ذلك استمرت الثورات بدون توقف، فبعد مقتل أندروز حاكم الجليل البريطاني،أقدم البريطانيون على اتخاذ سلسلة اجراءات انتقامية ضد القادة العرب في فلسطين مما جدد الثورة وعمت البلاد ثورة مسلحة أرغمت البريطانيين على التراجع عن عدد من مواقفهم السياسية التي كانوا يعتزمون بموجبها فرض تقسيم لفلسطين بين العرب والصهاينة فى ذلك الوقت .
* قرار 181لتقسيم فلسطين 29 /11/1947:
عدد المهاجرين اليهود عام 1947 حوالى20 – 25 % من عدد سكان فلسطين، وكانو يملكون مساحة 6% من مساحة فلسطين. ثم اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 181 الذي ينص على تقسيم فلسطين، و إنشاء دولتين مستقلتين – عربية ويهودية، ومنح 56 % من مساحة فلسطين لليهود من اجل إقامة دولتهم. وبناء على هذا القرار أصبحت القدس منطقة تحت الإشراف و الحماية الدوليين.وقد رفضت بريطانيا القرار بينما أيدته أمريكا و الاتحاد السوفيتي.وقد قررت الجامعة العربية رفض المقترحات الأمريكية والبريطانية، مؤكدة أن كل اقتراح لا ينص على استقلال فلسطين كدولة عربية مرفوض جملة وتفصيلا.
* مذبحة دير ياسين9/4/1948:
قامت العناصر المسلحة الصهيونية بمشاركة مناحيم بيجين - الذي أصبح عام 1977 رئيسا لوزراء إسرائيل- بقتل عدد كبير من سكان قرية دير ياسين الواقعة بالقرب من مدينة القدس.وتحت ضغط الإرهاب الصهيوني هرب بعض الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان و مصر و المناطق المعروفة الآن باسم الضفة الغربية خوفا من مواصلة المجازر.
* قيام دولة إسرائيل 14/5/1948:
أعلن زعيم الحركة الصهيونية دافيد بن جوريون قيام دولة إسرائيل بعد أن سحبت بريطانيا قواتها .
* الحرب العربية – الإسرائيلية الأولى ( النكبة)15/5/1948:
في اليوم التالي لإعلان إقامة دولة إسرائيل في ارض فلسطين انطلقت الحرب العربية –الإسرائيلية الأولى بمشاركة خمس دول عربية هي مصر و سوريا و لبنان و الأردن و العراق بالإضافة إلى الفدائيين الفلسطينيين.ووقع عبء المقاومة في فلسطين على ثلاث منظمات هي الجهاد المقدس" "وجيش الانقاذ" و"اللجان القومية الفلسطينية و بقيت المعارك مستمرة حتى شهرأكتوبر/ تشرين الأول عام 1949، حيث قامت اسرائيل بتوقيع اتفاقية الهدنة مع كل الدول العربية المشتركة فى الحرب. وكانت مفاوضات قد بدأت في 13 يناير 1949 في جزيرة رودس هدنة بين مصر وإسرائيل بإشراف الدكتور رالف بانش نائب الوسيط الدولي، وبقيت المفاوضات بين جزر ومد حتى توقيع الاتفاق بين الجانبين في 24 فبراير 1949.
أهم بنود اتفاقات رودستمثل فى : عدم جواز استغلال اتفاقات الهدنة الدائمة لأغراض عسكرية أو سياسية، وعدم اللجوء إلى القوة مرة أخرى من أجل تقرير مصير فلسطين، وأن الخط الفاصل المحدد بموجب الهدنة يجب ألا يعتبر حدوداً سياسية أو إقليمية، ولا يمس الحقوق والمطالب التي تنتج عن تسوية القضية الفلسطينية تسوية نهائية.وحدد خط الهدنة في قطاع غزة بناء على تقديرات عسكرية، وحاول كل طرف أن يضمن لنفسه أكبر قدر ممكن من الأرض. وكان طبيعياً أن تعكس خطوط الهدنة مصالح الجانب المنتصر في الحرب، كما تلته اتفاقات هدنة أخرى مع لبنان في 23 مارس 1949، ومع الأردن في 4 أبريل 1949 وبعدها مع سوريا.في 20 أكتوبر 1949.
نتائج حرب 48
-هزيمة الجيوش العربية نتيجة افتقادها للقيادة الموحدة والتسلح الجيد والمعلومات الجيدة عن العدو، وحتى العدد لم تستطع هذه الجيوش التفوق فيه، فيذكر أن عدد الجيوش الصهيونية كانت 4.5 أضعاف الجيوش العربية النظامية.
- خلال الحرب تم تهجير حوالي 850 ألف فلسطيني أرضهم (أي حوالي 80 % من تعداد الشعب الفلسطيني). وبفعل الحرب سيطر الإسرائيليون على 77.4% من أراضي فلسطين. وأدى قيام اسرائيل بمذابح ارتكبتها ضد الفلسطينيين، إلى إحداث حركة نزوح ضخمة أبقت على 160000 فلسطيني فقط في الأراضي المحتلة عام 48، مقابل أكثر من مليون يهودي، كما هاجر إلى فلسطين خلال الأشهر الستة الأولى لقيام اسرائيل 101828 يهوديًّا.
-كان هناك الكثير من الآثار المترتبة من الهزيمة على مدينة القدس، حيث تمت السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الضواحي والأحياء المقدسية، وعملت اسرائيل على تغيير معالمها الحضارية والتاريخية، عن طريق اعتبار المناطق العربية التي كانت قبل 48، يطبق عليها القانون الإسرائيلي وإعلان القدس عاصمة إسرائيل، وإقامة منشآت إسرائيلية فوق مبان عربية، وإصدار تشريعات لمصادرة الأراضي العربية.
-توالى ردود الأفعال العربية تأثرًا بالهزيمة، حيث انفجرت قطاعات الرأي العام الغاضبة، وحدثت إنشقاقات سياسية داخل الدول العربية.
-انطلاق المقاومة الفلسطينية مع بداية النكبة في العام 1948، والتى شهدت بعدها تشكيل خلايا مسلحة وصولا الى تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1965
-ضم معظم الإراضى الفلسطينية عام 1949،فبعد انتهاء الحرب قامت اسرائيل بضم 78% من فلسطين، بينما خضع الجزء الباقي لسيطرة الأردن و مصر، فاحتفظت مصر بالسيطرة على قطاع غزة، وفرض الأردن سيطرته على ضواحي القدس و الأراضي المعروفة الآن بالضفة الغربية. كما تم تقسيم القدس إلى جزأين: قدس غربية - خاضعة لسيطرة اسرائيل، قدس شرقية - خاضعة لسيطرة الأردن.ثم أصبحت اسرائيل العضو التاسع و الخمسين في هيئة الأمم المتحدة.
* اغتيال مندوب الأمم المتحدة السيد فولك بيرنادوت17/9/1948:
قام اعضاء من منظمة "شتيرن" الصهيونية المسلحة باغتيال السيد فولك بيرنادوت و مساعده العقيد بيير اندريو سيرو في طريق عودتهم من دمشق الى القدس.وكانت هيئة الأمم المتحدة أوفدت السيد فولك بيرنادوت رئيس منظمة الصليب الأحمر السويسري لتسوية الصراع العربي –الإسرائيلي و يقدم بعض الاقتراحات بما فيها تنسيق عملية هجرة اليهود إلى فلسطين على المستوى الدولي و وضع حدود جديدة بين الدولة العربية و الدولة اليهودية و انتقال القدس إلى الحكم العربي بشرط عدم التدخل في أمور اليهود.
*إصدارالقرار رقم 194/12/1948 لحقوق اللاجئين :
دعم هذا القرار قضية 850 ألف لاجئ فلسطيني جرى تهجيرهم نتيجة للنكبة، وكان ينص على حق اللاجئين و أحفادهم بالعودة إلى أراضيهم و بيوتهم الأصلية التي هجروا منها و على اسرائيل تقديم تعويضات مقابل الممتلكات المدمرة.
*إصدار قانون العودة 1950:
الكنيست "البرلمان الإسرائيلي" يصدر قانون العودة والذي يسمح لأي يهودي في العالم بان يحصل على المواطنة الكاملة في اسرائيل.
*مذبحة قبية 14/10/1953:
تعرضت قرية قبية فى هذا اليوم لهجوم اسرائيلى قامت به فصائل الجيش بقيادة أرييل شارون، فقام الجيش بإطلاق نار المدافع و الرشاشات ثم هاجمت قوات المشاة سكان القرية و قتلوهم ، بعد أن وضعت الوحدات العسكرية الهندسية عبوات ناسفة تحت المنازل التي تكتظ بالسكان العزل ثم قامت بتفجيرها، و قد أسفرت هذه المجزرة الهمجية عن تدمير 56 بيتا و مسجد و مدرسة و حوض مياه و استشهاد 27 امرأة و رجلا و إصابة عدد كبير من سكان القرية بجروح.
*مذبحة كفر قاسم 29/10/1956:
هذه المجزرة تمت أيضا على يد قوات الجيش الإسرائيلي ، ضحايا المجزرة كانوا سكان قرية كفر قاسم العائدين من مزارعهم و حقولهم.وكان ذلك بسبب إصرارهم على البقاء في أرضهم و عدم الانصياع للضغوط الإسرائيلية التي كانت تحاول تهجيرهم. ونتيجة لهذه المذبحة سقط 49 شهيدا أغلبهم من النساء و الأطفال .*إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية1964:
في يناير/ كانون الثاني 1964 قامت قيادات الدول العربية بالتصويت لقيام منظمة التحرير الفلسطينية كي تكون ممثلا للفلسطينيين،وكانت تضم في ذلك الوقت جميع المنظمات الفلسطينية الموجودة على الساحة . ولهذا تم عقد المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس الشرقية بتاريخ 28/5/1964 بمشاركة عدد كبير من الشخصيات البارزة الفلسطينية بالإضافة إلى الملك حسين ملك الأردن، عبد الخالق حسونة أمين عام جامعة الدول العربية ،وممثلون عرب على مستوي عالي من تونس، الجزائر، السودان، الجمهورية العربية السورية، العراق، مصر، الكويت، لبنان، المغرب وجمهورية اليمن.
و قد آلت رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية إلى احمد الشقيري (1964-1967) الذي قام بكتابة المسوّدة الأولى من الميثاق الوطني الفلسطيني الذي أصبح النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وقد شكل تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في سنة 1964 بداية جديدة للقوى الفلسطينية في الشتات، وتحولت منظمة التحرير إلى حركة مقاومة حقيقية بعد هزيمة 1967 عندما سيطرت عليها التنظيمات الثورية المختلفة، وانتخب ياسر عرفات رئيساً لها سنة 1969. وكان هدف منظمة التحرير في البداية "تحرير الأرض من النهر إلى البحر" واسترجاع الحقوق الفلسطينية بواسطة "الكفاح المسلح" على نمط جبهة التحرير الجزائرية.
*الحرب العربية –الإسرائيلية الثانية(النكسة) 5/6/1967:
ردا على أعمال أسرائيل الاستفزازية أغلقت مصر خليج العقبة للسفن الإسرائيلية و بدأت استنفار قواتها في شهرمايو/ أيار عام 1967 و كذلك سوريا و الأردن . في 5 يونية /حزيران قامت إسرائيل بالعدوان على الدول العربية الثلاث المذكورة مدعوما من الولايات المتحدة الأمريكية و نتيجة للتفوق التقني و العسكري الهائل تمكنت اسرائيل خلال 6 أيام من احتلال شبه جزيرة سيناء و قطاع غزة و الجولان و الضفة الغربية و القدس الشرقية، و بذلك أصبحت القدس بكاملها أصبحت تحت الاحتلال الإسرائيلى.وفقا لإحصائيات هيئة الأمم المتحدة أدى هذا العدوان إلى تشريد نصف مليون فلسطيني إضافي إلى مصر و سوريا و لبنان و الأردن .
نتائج حرب 1967- احتلال اسرائيل ما تبقى من فلسطين بالإضافة لشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، وبلغ مجموعة الأراضي العربية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية89359كم أي ما يزيد على أربعة أمثال الأراضي المحتلة قبل الحرب-فرارالآف من الفلسطينيين المتواجدين في الأراضي الفلسطينية خلال الحرب بسبب المذابح الصهيونية وبدافع الخوف، ويذكر أن عدد الفلسطينيين المتواجدين في الأراضي الفلسطينية عشية الحرب كان 2.25 مليون فلسطيني،أى يمثلون ما نسبته 70% مقابل 30% من اليهود.- بدء الاستيطان الإسرائيلي في الضفة وغزة بإنشاء أول مستوطنة يهودية هي "مستوطنة كفار عتصيون" بالضفة في25/11/ 67، وفي العام الأول بعد النكسة أُقيمت 14 مستوطنة، ووصل إلى فلسطين 12270 مهاجرًا يهوديًّا.
- اتساع المقاومة الفلسطينية التى كانت أفرزتها حرب 48 .
القرار رقم 242 الصادر من مجلس الأمن1967:
أصدرت الأمم المتحدة القرار 242 كخطوط إرشادية لسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، و الذي أشار إلى عدم شرعية الاستيلاء على الأراضي عن طريق الحرب و دعا إلى انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة خلال الحرب السابقة. كما دعا الى إنهاء حالة الحرب بكافة أشكالها، الاعتراف بكل دولة بالمنطقة وبحدودها، تطبيق الحرية الملاحية بالممرات المائية الدولية في المنطقة، تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين، وضمان الاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة.
*خروج فصائل المقاومة الفلسطينية من الأردن1971:
أدى ظهور الخلافات الحادة بين قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية و النظام الحاكم في الأردن الى اندلاع صدامات عسكرية بين الطرفين أدت إلى مقتل اكثر من 5000 فلسطيني في معارك عرفت فيما بعد ب "أيلول الأسود" في عام 1970، وقد أدت الوساطات العربية و المفاوضات بين الطرفين إلى الاتفاق على خروج فصائل المقاومة من الأردن، حيث استقرت المنظمة بعد ذلك في لبنان.
الحرب العربية –الإسرائيلية الثالثة1973:
شنت مصر و سوريا هجوما مفاجئا على القوات الإسرائيلية في 6 أكتوبر/ تشرين الأول في سيناء و الجولان و تعرضت القوات الإسرائيلية لأضرار بالغة لكن يحدث توازن للوضع بعد التدخل السريع للولايات المتحدة الأمريكية و فتحها جسرا جويا لنقل المعدات العسكرية بشكل عاجل إلى إسرائيل. كان عبور القوات المصرية لقناة السويس و تحطيم "خط بارليف" العسكري الذي أقامته إسرائيل على الشاطئ الشرقي للقناة من أهم إنجازات هذه الحرب العسكرية. وأسفرت الحرب عن تحرير الأراضى المصرية المحتلة عام 1967.وتعتبر هذه الحرب هى النقطة المضيئة فى تاريخ الصراع العربى الاسرائيلى.
و صدرعقب الحرب القرار 338 عن هيئة الأمم المتحدة الذي يدعو إلى السلام العادل و الشامل في الشرق الأوسط .
*تحولات فكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف بها من قبل الأمم المتحدة:
في منتصف السبعينيات تحول هدف منظمة التحرير من "التحرير الكامل" إلى "التعايش الفلسطيني الإسرائيلي" الذي طرحه عرفات في خطابه في الأمم المتحدة في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 1974، والذي أعلن فيه استعداد الشعب الفلسطيني للتعايش مع اليهود في ظل دولة ثنائية القومية، لكن إسرائيل رفضت هذا الطرح متجاهلة قرارات الأمم المتحدة، وقدمت طرحا بديلاً في كامب ديفد عام 1978 يقوم على مقايضة الحكم الذاتي الفلسطيني (في المناطق التي يقيم فيها الفلسطينيون في الضفة والقطاع) مقابل الاعتراف بإسرائيل وحقها في الوجود، وهذا الطرح رفضته منظمة التحرير.الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية فى عام 1974 كممثل للشعب الفلسطيني، بموجب قرار رقم 3210.
كما نصّ القرار رقم 3314 الصادر عن الأمم المتحدة بتاريخ 14974 بوضوحٍ على مشروعية مقاومة الاحتلال، والأمم المتحدة فرّقت بشكلٍ لا لبس فيه، بين الإرهاب الشرّير الإجراميّ وبين مقاومة الاحتلال، من أجل تحرير الأوطان المحتَلَّة.
في سنة 1988 تخلت منظمة التحرير عن شعار الدولة الديمقراطية "الثنائية القومية"، وأعلنت قبولها بالحل الواقعي القائم على تقسيم فلسطين إلى دولتين: إسرائيل ضمن حدود 1967 ودولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية (قرار المجلس الوطني في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 1988).
*تنشيط سياسة الاستيطان1977 :
تولت حكومة اليمين برئاسة مناحيم بيجين الحكم في إسرائيل، و قد شجعت هذه الحكومة سياسة الاستيطان التي تمثلت في إنشاء المستوطنات في الضفة الغربية و قطاع غزة بهدف عرقلة الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967. وعين ارييل شارون الذى كان وقتها وزيراً للزراعة، قائدا لحركة الاستيطان حينما رأس لجنة الاستيطان حتى عام 1981.
* اجتياح جنوب لبنان مارس /آذار - يونيو/ حزيران 1978:
بررت اسرائيل هذا الإجتياح الذى قام به 25 الف جندى،وسمى بعملية" نهر الليطانى"، بمزاعم ازدياد تواجد و نشاط المنظمات الفلسطينية فى لبنان.
*ضم القدس30/6/1980:
في هذا التاريخ تبنى الكنيست الإسرائيلى القانون الأساسي للقدس، الذي يضم بموجبه رسميا الجزء الشرقي لمدينة القدس الذي تم احتلاله عام 1967، ويعلن القدس العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل.
*اجتياح لبنان 6/6/1982:
اجتاحت اسرائيل الأراضي اللبنانية مرة أخرى فى عملية "سلامة الجليل" بهدف القضاء على التنظيمات الفلسطينية التي كانت تهدد الحدود الشمالية لإسرائيل.وقامت بطرد الفلسطينيين من بيروت وتدمير مقر منظمة تحرير فلسطين بها ، كما أرغمت القيادة الفلسطينية على الرحيل إلى تونس.وكان من جراء هذا الاجتياح الذي قاده وزير الدفاع ارييل شارون سقوط اكثر من 40 ألف شهيد فلسطين و لبناني بالإضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى، وبقاء القوات الإسرائيلية فى جزء من جنوب لبنان حتى انسحابها مايو 2000
*مجزرة صبرا و شاتيلا 17/9/1982:
أثناء الوجود الإسرائيلي في لبنان قامت قوات الاحتلال بارتكاب مذابح بشعة في مخيمي صبرا و شاتيلا للاجئين الفلسطينيين بأوامر و اشراف من وزير دفاع اسرائيل آنذاك ارييل شارون و التي أسفرت عن مقتل حوالى 2500 شخص بين فلسطينيين و لبنانيين.
* الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة)ديسمبر/كانون الأول 1987:
بعد عقود طويلة من المعاناة تحت الاحتلال بدأت الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة على شكل احتجاج عام و اجتاحت الإضرابات جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، حيث قام الفلسطينيون بتنظيم مظاهرات جماهيرية حاشدة قام خلالها المتظاهرون برجم قوات الاحتلال، المزودة بأحدث أنواع الأسلحة، بالحجارة و ذلك من أجل لفت أنظار المجتمع الدولي و الحصول على الدعم منه، و قام جيش الاحتلال باستخدام الغازات المسيلة للدموع و الرصاصات المطاطية و أطلقت النار على المتظاهرين مما أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين العزل. و في عام 1988 أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إسحاق رابين سياسة جديدة للتعامل مع الانتفاضة حيث تم البدء باستخدام سياسة تهشيم العظام لتسبب إعاقة دائمة للشباب الفلسطينيين المشاركين في الانتفاضة.
و قد أسفرت المواجهات المتواصلة حتى سنة 1993 إلى استشهاد ألف فلسطيني و إصابة عشرين ألف آخرين.
ويذكر انه منذ اندلاع الانتفاضة الأولى في عام 1987 تأثرت اسرائيل من عدة جوانب، حيث أصبح الصراع يشكل تهديدا مزمنا للاستقرار الاقتصادي والسياسي في إسرائيل. و أهم هذه التأثيرات:
1 - إقامة الجدار الأمني بين إسرائيل والمناطق الفلسطينية بتكلفة عالية:ويهدف هذا الجدار إلى منع المتسللين الفلسطينيين والانتحاريين من دخول إسرائيل. وقد خصصت الحكومة مبلغ 3.5 مليارات شيكل لبناء الجدار.
2 - القتلى والجرحى والتعويضات:وهو الثمن الأكثر فداحة نتيجة الإحتلال والإنتفاضة الفلسطينية ويتمثل في أرواح البشر والجرحى. ومنذ سبتمبر عام 1987 حتى ديسمبر عام 2004 تكبدت إسرائيل 1355 قتيلاً و6709 جرحى من المدنيين ورجال الجيش. وتدفع مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية التعويضات للمدنيين الذين قتلوا أو جرحوا جراء العمليات العدائية (أي الفدائية). ووصل مبلغ هذه التعويضات في عام 2003 إلى 350 مليون شيكل (نحو 80 مليون دولار). وتدفع وزارة الدفاع التعويضات للجنود القتلى والمصابين، وتفوق هذه المبالغ ما يدفع للمدنيين.
3 - تراجع النمو: تشير الأرقام إلى تراجع نمو الناتج القومي الإجمالي السنوي من 6.1% في عام 1987، إلى 3.6% في عام 1988، إلى 1.4% في عام 1989. وارتفعت نسبة البطالة من 6.1% في عام 1987، إلى 8.9 % في عام 1989.
إعلان دولة فلسطين15/11/ 1988 :
اعلن المجلس الوطني الفلسطيني التاسع عشر في الجزائر(برلمان فى المنفى) عن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس و اتفق على ضرورة وضع حد للصراع القائم بناء على قرار مجلس الأمن رقم 181 الصادر سنة 1947 حول تقسيم فلسطين إلى دولتين. هذا و قد ندد المجلس بالإرهاب و أشار إلى ضرورة بدء مفاوضات سلمية و البحث عن حلول لتسوية الصراع استنادا إلى قرار رقم 242 الذي يطالب اسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967.وتم الاعتراف بدولة فلسطين الجديدة من قبل أكثر من 20 دولة.
بعد هذا الحدث بدأت الولايات المتحدة حوارا مع منظمة تحرير فلسطين، لكن اسرائيل رفضت ذلك واعتبرت المنظمة تنظيما إرهابيا لا يجوز التفاوض معه .ومن ناحيته أعلن رئيس وزراء اسرائيل اسحق رابين عن ضرورة إجراء انتخابات في الأراضي المحتلة تمهيدا للمفاوضات بشأن الحكم الذاتي الفلسطيني.
*ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين 1989:
انتخب ياسر عرفات كأول رئيس لدولة فلسطين من قبل المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في تونس.
* اعتراف أمريكى بالقدس كعاصمة لإسرائيل1990:
مجلس الشيوخ الأمريكي يتخذ قرارا يعترف بالقدس كعاصمة غير مقسمة لإسرائيل،الكنيست أيضا، يتخذ قرارا يفيد خضوع القدس الموحدة للسيادة الإسرائيلية، وعدم التفاوض على وحدتها ومنزلتها.
* مؤتمر مدريد - الأرض مقابل السلام30سبتمبر/ تشرين الأول 1991 :
استضافت مدريد مؤتمرا للسلام عقد من أجل البحث في قضية الشرق الأوسط بناء على مبدأ "الأرض مقابل السلام ، و قد رفض رئيس وزراء إسرائيل إسحاق شامير إجراء مفاوضات مباشرة مع منظمة تحرير فلسطين حيث جرى تشكيل وفد أردني – فلسطيني مشترك، ضم عددا من الشخصيات الفلسطينية البارزة من غير الأعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية. ووافق المشاركون في المؤتمرعلى تأسيس مسارين للمفاوضات هما :محادثات ثنائية للمفاوضات المباشرة بين اسرائيل و الأطراف الأخرى ، ومحادثات متعددة الأطراف للمفاوضات على مستوى المنطقة بخصوص قضايا مثل الماء والبيئة واللاجئين والحد من الأسلحة والتنمية الاقتصادية.وكانت هذه هى المرة الأولى التى تدخل فيها اسرائيل فى مفاوضات مباشرة وجها لوجه مع هذه البلدان .
* الاعتراف المتبادل 1993:
في رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحاق رابين،اعترف ياسر عرفات بحق دولة إسرائيل بالوجود في سلام وأمن، و شجب استعمال الإرهاب وأعمال العنف الأخرى.ووقع رابين رسالة رسمية اعترف فيها بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني
اتفاقية إعلان المبادئ " أوسلو 1" 13/9/1993:
أدت المفاوضات السرية بين ياسر عرفات و اسحق رابين في العاصمة النرويجية – أوسلوالى توقيع اتفاق المبادئ المعروف باتفاق أوسلو .وتعتبرهذه الإتفاقية ، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شيمون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس.
ورغم أن التفاوض بشأن الاتفاقية تم في أوسلو، إلا أن التوقيع تم في واشنطن، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.
وتنص الاتفاقية على مايلى:
-إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية (أصبحت تعرف فيما بعد بالسلطة الوطنية الفلسطينية)، ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات.
-أن تشهد السنوات الانتقالية التالية، مفاوضات بين الجانبين، بهدف التوصل لتسوية دائمة على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338.
-تبدأ الفترة الانتقالية عند الانسحاب من قطاع غزة ومنطقة أريحا، كما تبدأ مفاوضات الوضع الدائم بين حكومة إسرائيل وممثلي الشعب الفلسطيني، في أقرب وقت ممكن، بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية.
-نصت الاتفاقية، على أن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية، بما فيها القدس، اللاجئون، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين.
-نصت الاتفاقية أيضاً على إنشاء قوة شرطة فلسطينية قوية، من أجل ضمان النظام العام في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما تستمر إسرائيل في الاضطلاع بمسؤولية الدفاع ضد التهديدات الخارجية.
* مذبحة الخليل 25/2/1994:
وفيها فتح مستوطن اسرائيلي النار على مجموعة من الفلسطينيين في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل مما أدى إلى استشهاد 39 شخصا منهم خلال أدائهم الصلاة.
*اتفاق القاهرة (اتفاق غزة - أريحا) 4/5/1994:
توصلت كل من منظمة تحرير فلسطين و اسرائيل إلى صيغة مشتركة لبدء تطبيق قرارات اتفاقية أوسلو. و قد احتوى الاتفاق بين الجانبين على مواضيع كان من شأنها أن تسبب مشاكل في المستقبل، حيث نصت الاتفاقية على سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة عام 1967، على أن يتم البدء بالانسحاب من قطاع غزة ومدينة أريحا، و ذلك خلال مدة تبلغ خمس سنوات من المفترض أن يتم خلالها حل عدد من القضايا الهامة و الأكثر صعوبة و تعقيدا بما فيها قضية إنشاء دولة فلسطين و وضع القدس و قضية سياسة الاستيطان داخل الأراضي المحتلة فضلا عن قضية خمسة ملايين لاجئ فلسطيني الذين هجروا عن أراضيهم خلال الفترة ما بين عامي 1948- 1967.
*اتفاق "وادي عربة" - السلام مع الأردن26/10/1994:
اسرائيل و الأردن يوقعان اتفاقية السلام في المنطقة الحدودية المسماة وادي عربة.
*اتفاق أوسلو2 28/9/1995:
تم توقيع اتفاقية أوسلو 2 بمدينة طابا المصرية لتوسيع الحكم الذاتى الى الضفة الغربية و حسب هذه الاتفاقية جرى تقسيم الضفة إلى ثلاث مناطق:
منطقة أ: 7% من الأراضي المحتلة عام 1967 تشمل عددا من المدن الفلسطينية الكبيرة باستثناء الخليل و القدس الشرقية تخضع بشكل كامل لسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية.
منطقة ب : 21% من الأراضي تخضع للسلطة الفلسطينية و اسرائيل على حد سواء.
منطقة ج : بقاء باقي المناطق تحت السيطرة الإسرائيلية.
و يتوجب على اسرائيل الانسحاب التدريجي من المنطقة أ بحيث تنتقل إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى ضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
*اغتيال اسحاق رابين11/4/1995:اغتيال رئيس وزراء اسرائيل إسحاق رابين من قبل مستوطن إسرائيلي متدين يدعى إيجال عامير احتجاجا على عملية السلام المتفق عليها من أجل تسوية الصراع في الشرق الأوسط و تولي شيمون بيريز منصبه في وقت لاحق.
* انتخاب عرفات رئيسا للسلطة الفلسطينية يناير/كانون الثاني 1996:
تم انتخاب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الفلسطينية في انتخابات رئاسية و برلمانية شارك فيها سكان الضفة الغربية و قطاع غزة و القدس الشرقية. و قد قاطعت الفصائل الفلسطينية المعارضة لاتفاقات أوسلو هذه الانتخابات.
*عناقيد الغضب – مجزرة قانا 4/ 1996:
قام رئيس الوزراء الإسرائيلي فى ذلك الوقت شيمون بيريز بعملية عسكرية دامية استمرت ثلاثة أيام في لبنان تحت اسم "عناقيد الغضب"،و تعرض مخيم تابع للأمم المتحدة في قرية قانا في جنوب لبنان، حيث لجأ المئات من سكان القرى المجاورة إليه خوفا من القصف الإسرائيلي و بحثا عن الأمن و الأمان، إلى قصف جوي أدى إلى استشهاد اكثر من مائة من المدنيين العزل بين نساء و أطفال و عجائز.
*انتفاضة النفق29/5/1996:
انتخب بنيامين نتنياهو رئيسا لمجلس وزراء اسرائيل وشكك فى مبدأ "الأرض مقابل السلام"، و ألغى حظر إنشاء مستوطنات جديدة داخل الأراضي المحتلة عام 1967، و قام بافتتاح نفق تحت المسجد الأقصى و المباني المجاورة له و الذي يعد من أحد أقدس الأماكن بالنسبة للعرب و المسلمين، مما أدى إلى اندلاع مظاهرات شعبية عارمة احتجاجا على هذه الخطوة فيما عرف ب "انتفاضة النفق"،وحدثت صدامات مع قوات الاحتلال استشهد فيها 63 فلسطينيا خلال 4 أيام.
*اتفاقية واي ريفير 23/10/1998:
وقّع بنيامين نتنياهو اتفاقية "واي ريفير" والتى سميت ايضاً "واى بلانتيشن" في الولايات المتحدة الأمريكية و التي تشمل خطة لانسحاب قوات الاحتلال من الضفة الغربية على عدة مراحل و ضرورة تقديم تنازلات من قبل الجانبين.
وافق الطرف الفلسطيني على زيادة الجهود المبذولة لوقف العنف و مصادرة الأسلحة طبقا لخطة أمنية و إزالة عبارات ضد اسرائيل من الميثاق الوطني لمنظمة التحرير. في المقابل يعد الكيان الصهيوني بالانسحاب من أكثر من 13% من الضفة الغربية، الإفراج عن عدة مئات من السجناء السياسيين الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم 3 آلاف سجين، كلا الطرفين يوافق علي تأسيس لجنة إسرائيلية فلسطينية مشتركة لمناقشة انسحاب ثالث للقوات الإسرائيلية.*رفض استئناف المفاوضات حول طبيعة العلاقات الفلسطينية مع اسرائيل8/11/1999:
رفض الوفد الفلسطيني استئناف الحوار مع اسرائيل12999وذلك احتجاجا على بناء مستوطنات جديدة، الجدير بالذكر انه قد تضاعفت مساحة المنطقة التي تحتلها المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية في السنوات السبع بين عامي 1992 و1999، من 77 كيلومتر مربع (الذي يمثل13% من مساحة الضفة الغربية) إلى 150 كيلومتر مربع (الذي يمثل 26 % من مساحة الضفة الغربية).
*تطبيق آخر مراحل واى ريفير 12/3/2000:
نقلت اسرائيل 6,1 % من مساحة الضفة الغربية لسيطرة السلطة الفلسطينية و قد كان ذلك آخر مرحلة في سبيل تطبيق مقررات اتفاقية واي ريفير الموقعة سنة 1998.
* مفاوضات كامب ديفيد بين اسرائيل والفلسطينيين 25/7/2000:
لم تسفر هذه المفاوضات التى كانت بإشراف أميركي مكثف عن اتخاذ أية قرارات حاسمة و لم يتمكن الجانبان من تحديد وضع القدس و قضية اللاجئين، حيث اتهم الجانبان الإسرائيلى و الفلسطيني بعضهما البعض بالتعنت، فبينما رفض عرفات التنازل عن القدس وحقوق اللاجئين ،بدأت اسرائيل فى حملة تضليل باتهام عرفات بالمسؤولية عن إهدار فرصة تاريخية للسلام.إلا أنهما اتفقا على العمل المشترك من أجل التوصل إلى قرار سلمي.
* انتفاضة الأقصى (الإنتفاضة الثانية) 28/9/2000:
أشعل شرارتها زعيم حزب الليكود الإسرائيلى أرييل شارون عندما قام بزيارة المسجد الأقصى في القدس و صرح بأن إسرائيل لها حق السيطرة على المنطقة، ولن تعطيها إلى الفلسطينيين لأنها مبنية على مكان مقدس يهودي، وقد أثارت هذه التصريحات و الزيارة حالة من الغضب و الإحتجاج ، وبدأت مواجهات بين الفلسطينيين و قوات الاحتلال في الضفة الغربية و قطاع غزة، واعتبرت هذه المواجهات هى الأعنف بين الطرفين منذ الانتفاضة الأولى.
و قد خلفت الإنتفاضة الفلسطينية الثانية خسائر جسمية و متنوعة في اسرائيل منها ما هو بشري و عسكري و نفسي و لكن ظلت آثارها على الاقتصاد الاسرائيلي هى الأكثر ضررا و تأثيرا.
وقد اشتدت وطأه التصعيد الاسرائيلي في هذه الانتفاضة حيث قامت القوات الاسرائيلية بعملية اجتياح واسعة لجميع مناطق السلطة الفلسطينية في ذلك الوقت ، وقامت القوات الاسرائيلية باستخدام القوة المفرطة ضد المليشيات الفلسطينية غير المجهزة وقوات الامن الفلسطينية ، حيث قامت بضرب جميع البنية التحتية للأمن بتدمير جميع مراكز الشرطة والامن الوطني واعتقلت وقتلت العشرات منهم، وأسفرت عن استشهاد أكثر من مائة فلسطيني خلال أسبوعين من الإشتباكات .
*مفاوضات شرم الشيخ17/10/2000:
تم عقد مفاوضات طارئة في مدينة شرم الشيخ المصرية بين ايهود باراك و ياسر عرفات بمشاركة روسيا و الولايات المتحدة الأمريكية التي خرجت بإعلان الهدنة .
* شارون رئيسا للوزراء10/2/2001:
أدى فوز شارون المعروف بسياساته العدوانية ضد الفلسطينيين _ في الانتخابات بأغلبية ساحقة من الأصوات، الى توسيع نطاق سياسة القتل و القمع و القصف الجوي واجتياح الأراضي الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، وقد أدت هذه السياسة الشرسة إلى تكثيف الناشطين الفلسطينيين من عملياتهم الاستشهادية في الأراضي المحتلة .
*انتهاك اتفاق اوسلو17-18/4/2001:
انتهكت قوات الاحتلال قرارات "اتفاق أوسلو"، وأعادت احتلال بعض المناطق في قطاع غزة من جديد ثم سحبت القوات تحت الضغوط الأمريكية لكنها أعادت احتلال المناطق بعد يوم واحد فقط.*قصف مكثف للفلسطينيين19/5/2001:
قام الجيش الإسرائيلي يضرب أهدافا فلسطينية لأول مرة منذ بداية انتفاضة الأقصى مستخدما الطائرات الحربية،واستهدف القصف مواقع تابعة للشرطة الفلسطينية و منظمات مدنية،و تعرض الفلسطينيون للهجوم برا و بحرا و جوا، وزير الخارجية الأمريكي كولين باول ندد بما تقوم به قوات الاحتلال، و دعا الطرفين إلى هدنة بدون أي شروط مسبقة.
* تقرير ميتشل21/5/2001:
قامت الولايات المتحدة بنشر "تقرير ميتشل" (سمي على اسم جورج ميتشيل، عضو وزعيم أغلبية سابق بمجلس الشيوخ الأمريكي) الذي تناول الأسباب و الحلول الممكنة للخلاف، حيث لم يتم تحميل أي من الجانبين المسؤولية عن إراقة الدماء ، وضم التقرير مطالبة حكومة الاحتلال بوقف سياسة الاستيطان داخل الأراضي الفلسطينية بالإضافة إلى عدم استخدام السلاح ضد المتظاهرين و رفع الحصار عن مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني، وقد تضمن التقرير مطالبات تدعو السلطة الفلسطينية إلى إدانة العنف و ضبط التنظيمات الفلسطينية "المتطرفة" إضافة إلى وقف نشر معلومات استفزازية و تحريضية في وسائل الإعلام.
*فشل عرفات فى الدعوة إلى إيفاد قوات حفظ السلام30/5/2001
ياسر عرفات دعا إلى إيفاد قوات حفظ السلام إلى كل من فلسطين و اسرائيل من أجل كسر دائرة العنف و إحياء مفاوضات السلام في المنطقة ، هذا و قد فشل مجلس الأمن في الموافقة على ذلك المقترح بسبب فرض "الفيتو" من قبل أمريكا.
*خطة تينيت10/6/2001:
تزايدت الجهود الدولية من أجل تهدئة الأوضاع و حل الأزمة، فقدم رئيس الاستخبارات الأمريكية جورج تينيت خطة للخروج المحتمل من الصراع المحتدم والذى استمر ثمانية أشهر على التوالي.
وعلى الرغم من موافقة السلطة الفلسطينية على خطة تينيت، و قبول اسرائيل بها ،استمر رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون في سياسة الاجتياح للأراضي الفلسطينية.
*اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين28/8/2001:
طائرات اسرائيلية قصفت مقر الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى مما أدى إلى استشهاده. و هو أحد أبرز الساسة الفلسطينيين الذين تم اغتيالهم خلال انتفاضة الأقصى. واعتبر الجانب الفلسطيني أن اسرائيل قد تجاوزت الخط الأحمر.
*اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي 10/ 2001:
ردا على اغتيال الشهيد أبو علي مصطفى قام ناشطون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي الذي كان يدعو إلى تهجير الفلسطينيين إلى الأردن.
*احتجاز عرفات ومذابح بجنين29 /3 /2002:
عقب عمليات فلسطينية فى اسرائيل، يقوم الجيش الإسرائيلى بشن عملية "السور الواقى" التى تعتبر أكبر هجوم اسرائيلى فى الضفة الغربية منذ 1967 ، وخلاله اقتحمت القوات الإسرائيلية مقر رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله وتحتجز ياسر عرفات داخله ونفذت مذابح جماعية في مدن وقرى الضفة الغربية. خاصة مخيم جنين للاجئين و مدينة نابلس القديمة.
*قرار مجلس الأمن 1397يدعو لدولتين13/3/2002:
مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوافق للمرة الأولى علي قرار رقم 1397، الذي صاغته الولايات المتحدة، الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار و إراقة الدماء و العودة لطاولة المفاوضات. و أيضا وبشكل واضح يدعو لقيام دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع اسرائيل.
المجلس يوافق أيضا على القرارات رقم 1402 و1403، التي تدعو اسرائيل إلى الانسحاب من المدن الفلسطينية دون تأخير. ويحث الرئيس الأمريكي جورج بوش اسرائيل على تطبيق قرار رقم 1402، ويقول أن أساس النزاع هو احتلال اسرائيل الغير شرعي للأراضي الفلسطينية، ويطلب من الكيان إيقاف جميع نشاطات المستوطنات وفقا لتوصيات "تقرير ميتشيل" والقانون الدولي وإيقاف التوغلات في المناطق الفلسطينية.
* تدشين بناء الجدار العازل 16/5/2002
وزير الدفاع الإسرائيلى بنيامين بن اليعازر يدشن بناء جدار يبنى بموازة " الخط الأخضر"بين الضفة الغربية والإسرائيليين هدفه منع تسلل افراد المقاومة الفلسطينية اليهم.
*خارطة الطريق20/12/2002:
خارطة الطريق هو الأسم الذي تعرف به خطة السلام النهائية في الشرق الأوسط،وتدعو إلى البدء محادثات للتوصل لتسوية سلمية نهائية من خلال إقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005.وكان الاتفاق قد تم على نص مشترك من خلال عدة مفاوضات منها التفاوض حول النص بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في لقاء المجموعة الرباعية في واشنطن بتاريخ 20/12/2002 الذي شارك به كل من وزير الخارجية الأمريكي باول ووزير الخارجية الروسي ايفانوف والمفوض العالي للاتحاد الأوروبي سولانا والأمين العام للأمم المتحدة كوفى أنان.وكان الإتحاد الأوروبي، روسيا، الأمم المتحدة والولايات المتحدة قد وضعوا خطة خارطة الطريق للسلام، على أن يتم تطبيقها على ثلاث مراحل هى :
-المرحلة الأولى: 10 /2002 -5/ 2003 وهى خاصة بإنهاء العنف بين الجانبين ،وإقامة انتخابات فلسطينية .
-*المرحلة الثانية: يونية/حزيران 2003 -ديسمبر/كانون الأول 2003تأسيس دولة فلسطينية مستقلة و ديمقراطية تعيش جنبا إلى جنب مع اسرائيل
*المرحلة الثالثة: (2004-2005)التوصل إلى تسوية نهائية و شاملة للنزاع بنهاية عام 2005 .
السلطة الفلسطينية قبلت الخطة فورا.أما اسرائيل فقبلت ايضاً خارطة الطريق، ولكنها وضعت شروطا عديدة أدرجتها في 14 بندا.
*السلطات الإسرائيلية تتخذ قرار مبدئياً بالتخلص من عرفات 11 سبتمبر/ايلول 2003
*وفاة الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات 11 /11 /2004
تدهورت الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني عرفات تدهوراً سريعاً في شهر أكتوبر 2004، قامت على اثره طائرة مروحية بنقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة اخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004. وبعد مرور عدة أيام تم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر 2004. وقد دفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد أن تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبته قبل وفاته.أسباب موت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، ظلت خافية حتى الآن، مما أدى الى تضارب التكهنات حول وفاته ،بين حدوث موت طبيعي نجم بسبب فشل في وظائف الأعضاء الداخلية، نتيجة عدم تمكن الجسم من الدفاع عن مجموعة من العوامل المرضية التي صاحبت سنواته الأخيرة، وبين نظرية المؤامرة حول حدوث تسميم بطئ له.
التقرير الفرنسي الطبى عن اسباب الوفاة زاد من غموض واقعة موت عرفات فهو لم يؤكد علي تحديد أسباب الوفاة، إلا انه اكد على وجود مؤشرات لتلوث، لم يتم التعرف على أي نوع من أنواع الجراثيم المسببة له.
.* تنفيذ اسرائيل لخطة فك الإرتباط 2005
اسرائيل تخلى 21 مستوطنة يهودية فى قطاع غزة منهية بذلك الإستيطان الذى بدأ فى هذه المنطقة منذ 29 عاماً.وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعلن في شهر ديسمبر/كانون الأول 2003 عن خطة فك الارتباط أحادي الجانب، والتي تتضمن الانسحاب من قطاع غزة، وأربع مستوطنات بشمال الضفة الغربية، وتقرر تنفيذ تلك الخطة اعتباراً من منتصف أغسطس/آب 2005م، على أن يتم الانتهاء منها قبل نهاية العام نفسه.
وقد أطلق شارون مبادرة فك الارتباط من دون أي اتفاق أو تفاهم مع السلطة الوطنية، وهو ما اعتبره كثير من الفلسطينيين من الناحية العملية محاولة من إسرائيل للإجهاز على آخر بقايا مرحلة أوسلو التي قامت على الاعتراف بالفلسطينيين كطرف شرعي يمثِّل مجموعة سكانية تستحق أن تمتلك حق تقرير مصيرها، فإطلاق المبادرة على هذا النحو من جانب واحد يعني إعادة العجلة إلى الوراء للفترة التي حاولت فيها إسرئيل استلاب حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، والغاء كيانهم.
وكان الهدف الإساسى من خطة شارون للانسحاب من غزة كما يرى المراقبون هو التخلص من غزة بصفتها تمثل عبئاً أمنياً وسكانياً على إسرائيل،وقطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية. هذا الى جانب تعطيل خارطة الطريق ووضع التسوية برمتها على الرف.* فشل المفاوضات فى وقف الإستيطان والتهويد
بالتساوي مع المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، تواصلت الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في محاولة لكسب الوقت، وفرض الأمر الواقع، وفي هذا الإطار تمحور النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في القدس العربية وفي محيطها؛ بهدف عزلها عن بقية مناطق الضفة الغربية، فضلاً عن تقطيع أوصال الضفة، وتحويل مناطق السلطة إلى مجرد معزل تسيطر عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة الاستيطان، وخنق الريف الفلسطيني وتحويله إلى مصدر للقوى العاملة الرخيصة في المشاريع الإسرائيلية، وضمان استمرار السيطرة على مصادر المياه الجوفية الفلسطينية في الضفة، وإقامة الحواجز في وجه تواصل الدولة الفلسطينية المنتظرة مع الأقطار العربية المجاورة، وخاصة الأردن، فضلاً عن دفع خطوط الهدنة (الحدود) إلى داخل الأراضي المحتلة بعدوان 1967م.
ويشير المراقبون الى أنه بعد اتفاقيات أوسلو نمت الكتل الاستيطانية على نحو ملحوظ؛ فبعد أن شغلت
المخططات الهيكلية للمستوطنات 2% من ساحة الضفة في منتصف التسعينيات، غدت تلتهم أكثر من 15% من ساحة الضفة مع نهاية التسعينيات، وبعد أن كان عدد المستوطنين في هذه المستوطنات عام 1992م لا يتجاوز 105 آلاف، قفز إلى 170 ألفًا عام 1998م و190 ألفًا سنة 1999م، فيما يتضاعف عدد مستوطني القدس ومحيطها إلى نحو 180 ألفًا عام 1998م.
كما توسع الاحتلال بشكل غير مسبوق في مصادرة الأراضي لإقامة المستوطنات وشق الطرق ،في نطاق إحكام أنظمة السيطرة على الضفة الغربية، بما يُمكِّن إسرائيل من استخدام تلك الطرق لإعادة احتلال الضفة عند الاقتضاء، ولربط الكتل الاستيطانية بإسرائيل وبالأغوار في آنٍ واحد؛ وفي هذا السياق تمَّ شق أكثر من 14 طريقًا التفافيًّا جديدًا منذ توقيع اتفاق أوسلو.
*إحكام السيطرة على القدس :
تجاوز حجم البناء الاستيطاني، فيما بين 1994م و1999م - أكثر من 43 ألف وحدة سكنية، بما وسع مساحة القدس عشرة أضعاف ما كانت عليه قبل احتلال 1967م ،بينما في المقابل حدث تضييق على سكانها العرب الفلسطينيين بأساليب متعددة، بدءاً من سحب هويات المواطنين، ومروراً بالتضييق على مؤسساتها الوطنية، والصحية، والتعليمية، والخدمية، وانتهاء بهدم البيوت، وإخضاع التنظيم والبناء لاعتبارات سياسية وظيفتها إحداث مزيد من الاختلال في تكوينها الديمجرافي لصالح مشاريع التهويد، وفرضت سلطات الاحتلال سيطرتها على مؤسسات الصحة والتعليم والخدمات في المدينة، وفرضت أنظمة ضريبية باهظة.
وفي مجال التعليم تمَّ فرض منهاج التعليم الإسرائيلي على ثلث عدد مدارس القدس العربية ونصف مجموع طلابها، ومنع توسيع المدارس أو استئجار مبانٍ جديدةن الى جانب إعلان إسرائيل أن القدس ستظل موحدة، وعاصمة أبدية لإسرائيل، مع حكم إداري ذاتي للمواطنين الفلسطينيين فيها.
*القضية الفلسطينية في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001
شكلت أحداث الحادي عشر من شهر سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية محطة هامة، أسهمت في التأثير على مسار القضية الفلسطينية، فهذه الأحداث جاءت في وقت تصاعدت فيه المقاومة والنضال الفلسطينيين ضد الإحتلال الإسرائيلي، وتعددت وسائل وآليات الانتفاضة التي حققت تأثيراً دوليا وإجماعا وطنيا، وهو ما أسهم إلى حد كبير في نزع الإهتمام الدولى عنها .من ناحية أخرى وفي أعقاب الحملة الأمريكية لمواجهة الإرهاب، تحقق ما تريده إسرائيل من خلط بين الإرهاب والمقاومة ضد المحتل وهو ماأدى الى قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل على وصف نشاط حركات المقاومة وخاصة الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي بالإرهاب.وضعت السياسة الأميركية، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، الشعب الفلسطيني وقيادته في مواجهة حالة لا يحسد عليها، إذ تغيرت أولويات معالجة القضية الفلسطينية من الحاجة لدعم مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المتمثل في إنهاء الإحتلال والإستمرار في دعم الاستقلال الوطني للشعب الفلسطيني وصولاً إلى إقامة دولته المستقلة ،إلى ربط هذا الدعم والتأييد باستحقاقات داخلية فلسطينية. وكان في طليعة تلك الإستحقاقات المطالبة بما أسموه الإصلاح الداخلي ومكافحة الإرهاب، وذلك للتهرب من تزايد المطالبة بإنهاء الاحتلال وتأكيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
من ناحية أخرى تدهورت الأوضاع الاقتصادية والإجتماعية للفلسطينيين، فحسب تقرير للمنسق الخاص الأممي المعلن في 29-08-2002بلغت نسبة البطالة في الضفة الغربية 63.3 بالمائة، و 55 بالمائة من الأسر الفلسطينية تحت خط الفقر، فيما فقد حوالي 77 ألف عامل فلسطيني عملهم. ومن ناحية أخرى استهدفت القوات الإسرائيلية حوالي 2465 من المنازل والمنشآت المدنية الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية منها 1500 منزل دمر بشكل تام.
* قضية اللاجئين الفلسطينيين
شكلت قضية اللاجئين الفلسطينيين معضلة أساسية في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية منذ بدأت قبل نحو عقدين. حيث تتمسك تل أبيب برفض السماح بعودة اللاجئين، متذرعة بالعديد من الأسباب منها، ضرورة المحافظة على الطابع اليهودي لدولة إسرائيل، فهي تعرف نفسها بأنها دولة لجميع مواطنيها، وهو ما يتطلب أغلبية يهودية وسيطرة علي الأراضي.
والحجة الأبرز في إسرائيل أمام معارضي حق العودة للفلسطينيين تتركز في موضوع الميزان السكاني بين اليهود وبين الفلسطينيين . حيث يشيرون أنه في ضوء نسبة الولادة الأعلى في أوساط السكان العرب مقابل السكان اليهود فان من الواضح انه ستتحقق مساواة عددية في المستقبل القريب جدا.
وتستند إسرائيل في معارضتها لحق العودة على القانون الدولي، مشيرة إلى أن القوانين الدولية تشترط بأن تكون العودة إلى بلاد كان اللاجئ مواطنا فيها. ولما كان القانون الدولي قائما على أساس سيادة الدولة، فان حق العودة يفترض مسبقا وجود بلاد يمكن للشخص أن يعود إليها. وبما أن الفلسطينيين لم يكونوا أبداً رعايا إسرائيل، فليس لهم حق عودة إلى إسرائيل. حسبما يشير الكتاب السنوي الإسرائيلي لحقوق الإنسان الصادر عام 1986 والمعنون ب"حق العودة في القانون الدولي.
وقد قامت إسرائيل بإصدار العديد من القوانين لتعطيل جميع القوانين والمبادرات العربية والدولية الداعية لحل قضية اللاجئين، منها، مطالبة اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين الذين يطالبون بالعودة لإثبات تواجدهم في إسرائيل في أو بعد 14 يوليو/تموز 1952، كما أن الكنيست صادقت بتاريخ 17 مايو/أيار 2000 على قرار يحظر توطن لاجئين فلسطينيين في نطاق إسرائيل قبل العام 1967. وجاء ذلك خشية من إقدام الفلسطينيين حينذاك على إعلان دولة مستقلة من جانب واحد، وبحسب القانون الدولي فأن هذه الدولة سيكون من حقها منح حق المواطنة لكل فلسطيني يرغب في ذلك.
ولحل قضية اللاجئين طرحت العديد من الخيارات والبدائل، منها التعويض، وكذلك إمكانية عودة بعض اللاجئين فقط لأراضي السلطة الفلسطينية.
*الإقتتال الفلسطينى الفلسطينى
-بداية اشتعال الصراع :
منذ توقيع اتفاق "أوسلو" 1993 ، سادت التوقعات بأن يحدث اقتتال فلسطيني بين الجانبين، بل إن رسالة الرئيس الفلسطينى الراحل"عرفات "إلى رئيس وزراء اسرائيل وقتئذ"رابين " قبل توقيع الاتفاق مهدت لاندلاع القتال لأنها تعهدت بمقاومة الإرهاب.. فقد أدخلت حركة فتح تعديلات على ميثاقها الوطني، بحذف البنود المتعلقة بإزالة إسرائيل من الوجود وما يتعارض مع اتفاق أوسلو حيث اعترفت المنظمة بإسرائيل وحقها في العيش في أمن وسلام، وأكدت التزامها بالعمل السلمي لحل الصراع بين الجانبين ونبذ الإرهاب.وتعتقد حماس خطأ المسيرة السلمية التي سار فيها العرب بعد مؤتمر مدريد عام 1991، وتعتبر اتفاق أوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل ومن قبله خطابات الاعتراف المتبادل ثم تغيير ميثاق المنظمة ، تفريطا واعترافا لإسرائيل بحقها في الوجود داخل فلسطين لذا وجبت مقاومته.وتعتبر حماس أنها ليست على خلاف مع اليهود لأنهم مخالفون لها في العقيدة ولكنها على خلاف معهم لأنهم يحتلون فلسطين .ويمثل العمل العسكري لدى حركة حماس توجها إستراتيجيا -كما تقول- لمواجهة المشروع الصهيوني في ظل غياب المشروع التحرري العربي والإسلامي الشامل، وتؤمن بأن هذا العمل وسيلة للإبقاء على جذوة الصراع مشتعلة حتى تحقق أغراضها وللحيلولة دون التمدد الصهيوني التوسعي في العالمين العربي والإسلامي.
وقامت حماس بالعديد من العمليات العسكرية عن طريق جناحها العسكري المسمى "كتائب عز الدين القسَّام" وأثارت عملياتها الفدائية جدلاً دولياً انعكس على الداخل الفلسطيني.أيضاً قامت حماس بدور أساسي في انتفاضة الأقصى التي بدأت في سبتمبر2000، كما كانت المحرك الرئيسي للانتفاضة الأولى عام 1987.
-تداعيات فوز حماس في الانتخابات التشريعية
فازت حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني التي أجريت يوم 25 يناير عام 2006بأغلبية كبيرة، وأقصت بهذا الفوز حركة فتح عن تصدر المشهد الفلسطيني لعقود طويلة، وشكلت حكومة برئاسة إسماعيل هنية.وواجهت على إثر ذلك ضغوطا داخلية وخارجية لإفشالها.*فوافقت الحكومة الإسرائيلية على فرض عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية فى 19 فبراير 2006 ، كما اندلعت بينها وبين حركة فتح صراعات دموية ، الأمر الذي دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الإعلان عن حل حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت بعد اتفاق مكة، وتكليف سلام فياض بتشكيل حكومة طوارئ.وكان هدف دخول فتح في حكومة وحدة مع حماس هو السعى لإنهاء الاقتتال الداخلي والمساعدة في تخفيف العقوبات الدولية التي فرضت بعد وصول حماس للسلطة.
ورغم تشكيل حكومة وحدة وطنية في مارس 2007، لكن القتال بين الحركتين استمر، وتجدد الانفلات الأمني مجددا على قطاع غزة حيث استمرت فصول من الاقتتال الداخلي بين مسلحي الحركتين .توصلت حركتا حماس وفتح إلى وقف إطلاق النارعدة مرات خلال 2007برعاية الوفد الأمني المصري في غزة ، إلا أن ذلك غالباً لم يؤد الى وقف القتال المستعر بينهما والذى أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين، وللأسف بأيدى فلسطينية .
و كان من بين نتائج الإقتتال الداخلي الفلسطيني أيضاً بخلاف القتلى أنه ألحق دمارا جسيما بالملف الفلسطيني على الساحة الدولية، واعتبرالعالم العربى أن هذا الصراع يتناقض مع مبدأ حرمة قتال ابناء الدين والوطن، ومبدأ وضع الوطن في قائمة الأولويات وليس المصالح والمكاسب على الأرض..
*محاولات للتهدئة بين فتح وحماس:
-اتفاق مكة
وقعت الحركتان فتح وحماس وبرعاية العاهل السعودي الملك عبدالله، اتفاقا بمدينة مكة المكرمة،وبرعاية العاهل السعودى فى 8 فبراير 2007 يهدف الى وضع حد للإقتتال الفلسطيني و قضية التشارك السياسي في العمل بين حركتي فتح وحماس ،الى جانب محاولة توسيع إطار المشاركة السياسية الفلسطينية لتشمل منظمة التحرير الفلسطينية .
اتفاق مكة تولى مهمة صياغة الموقف السياسي الفلسطيني الذي تبنته حكومة الوحدة الوطنية، حتى أنه صاغ كتاب التكليف الذي وجهه الرئيس محمود عباس إلى رئيس الحكومة المكلف إسماعيل هنية، وتضمن الاتفاق وكتاب التكليف صياغة الجواب حول قضية التسوية، وحول قضيتا "الاعتراف" و "الاحترام" لكل ما يتعلق بالقرارات الدولية، والقرارات العربية، والاتفاقات الفلسطينية المبرمة. ومثل كل ذلك صياغة توافقية فلسطينية تجيب على تساؤلات ومطالب الأطراف الدولية.
الكثيرون وفي مقدمتهم الفلسطينيون والعرب اعتبروا أن اتفاق مكة حقق إنجازا كبيرا على هذا الصعيد، حتى أن الدول العربية كافة أعلنت ترحيبها باتفاق مكة وتأييدها له، ومن دون أن تربط التأييد بأي شيء آخر،ثم انطلقت في رام الله وغزة مسيرة العمل لوضع اتفاق مكة موضع التنفيذ، فتوقف الاقتتال، وتم التكليف رسميا، وبدأت مشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية
اتفاق مكة الذى كان من أهم انجازاته وقف القتال الدموي في غزة ، برزت امامه تحديات كبرى خاصة أمام تحقيق الوفاق الوطني من أهمها ترتيب الملف الأمني، وإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية على أسس وطنية.
فبعد أقل من شهرين من إعلان حكومة الوحدة الوطنية استقال وزير الداخلية هاني القواسمي بسبب عدم منحه صلاحياته على الأجهزة الأمنية وبسبب الحيلولة بينه وبين تنفيذ خطته الأمنية التي أقرتها الحكومة ووافق عليها الرئيس، وبعد تحرك الأجهزة الأمنية التي يسيطر عليها قادة لفتح دون معرفته وانتشارها في الشوارع، ومساهمتها في ازدياد الفوضى بدلا من تصديها للإنفلات الأمني من وجهة نظره.
ومع تحول ملف الداخلية لرئيس الوزراء إسماعيل هنية، وعقده العزم على حسم ملف ترتيب الأجهزة الأمنية وإعادة تشكيلها على أسس وطنية، والمباشرة في تنفيذ الخطة الأمنية عبر تشكيل قوة مشتركة من مختلف الأجهزة بما فيها القوة التنفيذية تحت مسمى القوة المشتركة لتنفيذ الخطة الأمنية، انطلقت موجة جديدة من الفوضى، ولكن تطورت الأحداث في اتجاه إشاعة الفلتان الأمني المتمثل بالقتل، والاختطاف، وحرق ومداهمة المنازل، واستهداف المؤسسات من قبل الأجهزة الامنية، ووصل الأمر إلى استهداف مجلس الوزراء، ومنزل رئيس الوزراء بقذيفة أر بي جي اخترقت منزله.
محاولات السيطرة على الأوضاع عن طريق إطلاق الحواربدأت من فتح ومن أطراف الوساطة المختلفة، وترتيب اللقاءات بين حركتي حماس وفتح بوساطة الوفد الأمني المصري وبعض الفصائل الفلسطينية.. كما حدث مراراً وتكرارا في كل جولة من جولات الفلتان الأمني السابقة، لكن المفاجاة كانت رفض حماس للجلوس إلى مائدة حوار مع العناصر المرشحة من فتح والتي تعترض علي شخصياتها الحركة،مؤكدة أن ما تم الاتفاق عليه سابقا في القاهرة 2005، وفي وثيقة الوفاق الوطني 2006، وفي اتفاق مكة 2007 فيه ما يكفي ، وإن ما ينبغي فعله هو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه لا الدخول في حوارات عقيمة جديدة لا تفضي إلى شيء في واقع الحال على الأرض.بعد ذلك تمكنت حركة حماس من السيطرة بالقوة على قطاع غزة فى 15يونيو 2007 .
-المبادرة اليمنية
من أجل رأب الصدع الفلسطينى ، وحل الأزمة بين كل من حركتي التحرير الوطني الفلسطيني فتح وحماس دعت صنعاء الحركتين مجددا إلى القبول بوساطتها لحل الأزمة بينهما والتي أعقبت أحداث غزة .
ودعا الاقتراح اليمني الى عودة الموقف في الاراضي الفلسطينية الى ما كان عليه قبل سيطرة حماس على القطاع واجراء انتخابات فلسطينية وهي شروط أقرها عباس ورفضتها حماس .
كان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قدم 9/8/2007مبادرة تتكون من ستة نقاط ،بهدف إستئناف الحوار بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني فتح وحماس وإنهاء الإنقسام في الصف الفلسطيني.
ومن بين بنودها،أن تم استئناف الحوار على قاعدة اتفاق القاهرة (عام 2005) واتفاق مكه (عام 2007) وعلى أساس أن الشعب الفلسطينى كل لا يتجزء وان السلطة الفلسطينية تتكون من سلطة الرئاسة المنتخبة والبرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية ممثلة بحكومة وحدة وطنية والالتزام بالشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها .
-اتفاق صنعاء
برغم وضوح نقاط اتفاق صنعاء المستندة على المبادرة اليمنية والتي تنص في بنودها على مسائل عملية تساهم في رأب الصدع الفلسطيني ..إلا أن طرفا الاتفاق المعنيان بتنفيذه، اندلعت بينهما حرب الاتهامات والاتهامات المضادة ، على جبهتين: الأولى داخل فتح وفي أوساط كبار المستشارين والمفاوضين ، والثانية ، بين فتح وحماس حول زاوية النظر للمبادرة اليمنية ، هل هي إطار للحوار أم اتفاق واجب التنفيذ والنفاذ ، ليدخل الاتفاق بعد ذلك فى نفق مظلم .وكان اعلان صنعاء ينص على موافقة ممثلى حركتى فتح وحماس على المبادرة اليمنية كإطار لاستئناف الحوار بين الحركتين للعودة بالأوضاع الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل أحداث غزة، تأكيدًا لوحدة الوطن الفلسطينى أرضًا وشعبًا وسلطة واحدة.الصعوبات التى واجهت اتفاق صنعاء لم تقتصر على الخلاف الفلسطينىالفلسطينى ، بل قوبل الاتفاق على جانب آخربما يشبه الفيتو الاسرائيلي. حيث اعلنت مصادر اسرائيلية ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عليه ان يقرر ان كان يريد مواصلة المفاوضات مع اسرائيل او يريد العودة الى تحالف مع حماس لانه لا يستطيع ان يحصل على الاثنين معا.، فلا يمكنه الشراكة مع حماس التي تدعو الى تدمير اسرائيل .
وفي السياق نفسه، اعلن نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني ان اي مصالحة بين عباس وحركة حماس مشروطة بتخلي الاخيرة عن السلطة في قطاع غزة.
والخلاصة أن "إعلان صنعاء" بدل أن يكون إطارا لاستئناف الحوار ، ومدخلا لاستعادة الوطنية ، أصبح سببا إضافيا في تعميق الفرقة والانقسام ، ليس بين فتح وحماس فحسب ، بل في داخل أوساط فتح والسلطة الفلسطينية نفسها .
-اسباب الصراع بين فتح وحماس
- يرى بعض المراقبين أن السبب وراء ذلك هو الصراع على السلطة، خاصة بعد أن شاركت حماس للمرة الأولى في الانتخابات التشريعية عام 2006 وحصدت غالبية مقاعد المجلس التشريعي، مما أدخلها في مؤسسات السلطة من أوسع الأبواب،وجعلها تشكّل حكومة خالصة من بين أعضائها.- الموقف الإسرائيلي والأمريكي، الذي عارض منذ البداية اتفاق مكة ورفض الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية والانفتاح عليها. فمنذ الأيام الأولى لعقد اتفاق مكة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، أعلنت واشنطن وتل أبيب أنهما لن تقبلا بهذه التحولات، وبدءا بممارسة الضغوط على محمود عباس لحمله على الإطاحة بحكومة الوحدة الوطنية؛ وجمّدت الولايات المتحدة المعونات التي كان من المقرّر أن تقدمها للرئاسة الفلسطينية، مع ربط عودة هذه المعونات بتخلّص عباس من حكومة الوحدة الوطنية. وقد استغلّت بعض الأطراف الفلسطينية، التي عارضت اتفاق مكة كما عارضت أي حل للخلاف بين حماس وفتح عن طريق الحوار، الموقف الأمريكي الإسرائيلي، ولجأت إلى تغذية الاحتكاكات والصراعات الميدانية بين عناصر حماس وبين عناصر من أجهزة السلطة وحركة فتح؛ كما أسهمت الاشتباكات التي وقعت أكثر من مرّة في تغذية الاحتقان بين الطرفين.
- التباين والاختلاف الجذري في الرؤية السياسية بين حماس وفتح لآفاق حل القضية الفلسطينية؛ ففي حين أن فتح-محمود عباس تؤيد وقف المقاومة والانتفاضة، والاكتفاء بالعمل السياسي والدبلوماسي، مع الاستعداد لتقديم تنازلات كبيرة لتسهيل التوصل إلى حلول تحت شعار"خذ وطالب"، تصرّ حركة حماس على التمسك بخيار المقاومة، ولا ترى أن ثمة إمكانية للتوصل إلى تسوية في وقت قريب؛ وأقصى ما توافق عليه الحركة هو هدنة طويلة الأمد شرط موافقة إسرائيل على الانسحاب إلى حدود 4 حزيران عام 1967، والسماح بقيام دولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية تكون عاصمتها القدس، دون أن تعترف حماس بإسرائيل.وبديهي أن الخلاف بين الرؤيتين داخل حركة تحرر وطني واحدة كفيل بتفجير النزاعات بينهما.
- عدم وجود إجماع فلسطيني حول اتفاقات أوسلو ، بل كانت منذ البداية محور صراع عنيف بين أطراف حركة التحرر الوطني الفلسطيني. وقد جاء الانسحاب الإسرائيلي من غزة وتفكيك المستعمرات التي أقيمت هناك منذ عام 1967، ليضيف أبعاداً جديدة للصراع على السلطة، حيث لا يمكن اعتبار الجلاء عن قطاع غزة جزءاً من اتفاق تعاقدي مع الإسرائيليين، بل هو جاء ثمرة لعمل المقاومة الدؤوب والتضحيات الكبيرة التي قدّمها الشعب الفلسطيني؛ وبالتالي، فإن جميع القوى التي شاركت في تحريره باتت معنية بالسلطة التي ستتولّى إدارة شؤونه. وهذا زاد من حدّة الصراع بين الفصيلين الرئيسيين في الحركة الوطنية الفلسطينية.
**مخاطر الإنقسام الفلسطينى
يرى سياسيون فلسطينيون ان الوضع الفلسطيني الداخلي الراهن يشهد حالة من خطر التشتت والتفسخ قد تؤدي الى "كارثة اخطر من النكبة" التي مني بها الفلسطينيون قبل ستين عاما.وهذا الامر انما يؤدي الى زيادة الانقسام وان تذهب كل جماعة فلسطينية للتعبير عن ذاتها بشكل مستقل عن الجماعة الاخرى.
وان تراجع الاتفاق الفلسطيني على شيء مشترك، مثل منظمة التحرير وما تمثله من رمزية لقضية اللاجئين، قد يدفع الفلسطينيين للبحث عن شيء اخر، مثل البعد الاسلامي مثلا.
وبرأي هؤلاء أن حالة التفسخ والانقسام الفلسطيني منذ اوسلو، ادت الى تراجع الاهتمام والمطالبة بحق عودة اللاجئين وهم الضحايا الاوائل للنكبة.
*حصار غزة
في أعقاب فوز حركة المقاومة الإسلامية - حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية في
25/1/2006، وتشكيلها للحكومة الفلسطينية العاشرة شدّدت إسرائيل حصارها على قطاع غزة، كما تمكنت من حشد التأييد الدولي حول شروطها الرامية إلى إخضاع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية المتمثلة بالآتي:
أولاً: الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.ثانيا:ً التخلي عن سلاح المقاومة ونبذ العنف.ثالثاً: الاعتراف بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل.
لاقت هذه الشروط رفضاً قاطعاً ليس فقط من قبل حماس، بل رفضتها أيضاً العديد من فصائل المقاومة الفلسطينية الإسلامية والوطنية. وعلى الرغم من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإعلان حماس احترامها للاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل، استمر الحصار الإسرائيلي والدولي للقطاع، وعلى الرغم من صدور قرار عن وزراء الخارجية العرب برفع الحصار إلا أن شيئاً من ذلك لم ينفذ.
وبعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في 15/6/2007، شددت إسرائيل حصارها البحري والبري والجوي على القطاع، وأعلنت غزة كياناً معادياً، وأغلقت المعابر الحدودية للقطاع، ومنعت أهالي غزة من الدخول أو الخروج من القطاع، ومنعت دخول البضائع إلى القطاع إلا ما يسد رمق سكان غزة، وهددت بقطع الوقود عن قطاع غزة.
*تشديد الحصار بعد مؤتمر أنابوليس 27/11/2007
بعد إطلاق عملية السلام مرة أخرى في مؤتمر أنابوليس بولاية مريلند الأمريكية الذي عقد في 27/11/2007، الذى تعهد فيه الفلسطينيون والإسرائيليون بالبدء فى مفاوضات فورية لحل النزاع بينهما بهدف التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية عام 2008 .بعد أن انتهى الرئيس الأمريكي جورج بوش من زيارته إلى رام الله وإسرائيل، ، شنت إسرائيل هجمات عسكرية على قطاع غزة سقط خلالها من جراء القصف ما يقارب 60 شهيداً حتى منتصف يناير/ كانون الثاني 2008.
وفي 18/1/2008 أمر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بإقفال كل المعابر مع قطاع غزة ، كما قطعت إسرائيل الوقود بشكل كاملٍ عن القطاع يوم الأحد في 20/1/2008.
وهكذا أصبح قطاع غزة محاصراً كلياً؛ فجميع المعابر مغلقة في وجهه، وقد ترك القرار الإسرائيلي بوقف تزويد القطاع بالوقود أثراً بالغاً على مختلف أوجه الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والإنسانية، والصحية، والتعليمية، وانهارت جميع القطاعات الاقتصادية بشكل تام وتكبد الاقتصاد الفلسطيني خسائر فادحة. وحسب تقديرات اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، تقدّر الخسائر الشهرية المباشرة التي يتكبدها قطاع غزة منذ منتصف يونيو/حزيران الماضي ب45 مليون دولار شهرياً .
ويشار هنا إلى أن احتياجات قطاع غزة حسب تقديرات الأمم المتحدة تقدّر بنحو 900 شاحنة أسبوعياً لتلبية الاحتياجات الأساسية، منها 625 شاحنة مساعدات غذائية أساسية ومواد طبية، و275 شاحنة للمواد الضرورية الأخرى . وقد كان الناطق باسم وكالة الأونروا في قطاع غزة عدنان أبو حسنة قد كشف في 19/11/2007 أن الحصار يزيد من الأعباء التي تواجهها الأونروا، حيث إن أكثر من 70% من سكان القطاع، هم لاجئون فلسطينيون وبالتالي تصبح الوكالة عنواناً رئيسياً لهم .
ويقدر عدد العمال العاطلين عن العمل في القطاع بنحو تسعة آلاف عامل، في حين أغلق قرابة 3900 مصنع بسبب الحصار ونفاد المواد الخام، وانضم عمالها إلى قائمة العاطلين عن العمل. ودعا متظاهرون المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية والمؤسسات والهيئات المختصة، لتحمل مسئولياتها تجاه العمال في قطاع غزة، وتوفير العمل لهم.
واعتبرت اسرائيل غزة "كيانا معاديا" وكثفت الغارات عليها محاولة منع هجمات صاروخية على بلدات اسرائيلية. وتنبذ اسرائيل حماس التي لا تعترف بها وترفض نبذ العنف.وبعد سحب قواتها ومستوطنيها أبقت اسرائيل على سيطرة كاملة على حدود غزة ،ولذلك يرى الفلسطينيون انه يحتم على اسرائيل أن تواصل تطبيق التزامات معاهدات جنيف باعتبارها قوة محتلة يجب أن توفر الخدمات لسكان القطاع.وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد حذرت من كارثة صحية وإنسانية، مشيرة إلى أن عدد الوفيات في صفوف المرضى نتيجة الحصار وصلت حتى تاريخ 1/4/2008 (120) حالة مرضية ثلثهم من الأطفال، كما ينتظر الآلاف من المرضي رقما لهم في سجلات الوفيات حيث يتهدد الموت مرضي الفشل الكلوي ومرضي السرطان والقلب وأطفال الحضانة جراء الحصار المتواصل على غزة منذ يونيو/حزيران 2007.البنك الدولي من ناحيته أعلن أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة أدى إلى وقف 96 بالمائة من العمليات الصناعية في القطاع.
وذكر تقرير صادر عن البنك مؤخراً أن مليارات الدولارات التي تم التعهد بها للفلسطينيين ليس لها تأثير يذكر بسبب القيود الإسرائيلية على حرية الحركة والتجارة حيث لم يحدث تقدم لتخفيف القيود على التنقل والعبور.وأن تشديد الحصار الإسرائيلي قلص بشكل كبير أي قوة كانت للقطاع الخاص في الاقتصاد وبأسلوب يصعب بشكل تدريجي تغييره مما يترك آثارا كارثية على مناحي الحياة في القطاع والوضع المعيشي للسكان.
معلومات اساسية عن فلسطين:
المساحة: تبلغ مساحة فلسطين 27000 كم2.
العاصمة: القدس.
عدد السكان: يعيش داخل فلسطين 1948 نحو مليون و200 ألف فلسطيني، وفي مناطق السلطة الفلسطينية نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون، ويعيش في بلدان الشتات نحو خمسة ملايين فلسطيني.بلغت نسبة عدد اللاجئين الفلسطينيين 62.4% من إجمالي الفلسطينيين .
الموقع
تقع فلسطين في جنوب غرب قارة آسيا في الجزء الجنوبي من الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وهي بذلك تقع في قلب العالم القديم، آسيا وإفريقيا وأوروبا، مما يجعلها جسراً برياً يربط أسيا بأفريقيا وبين البحر المتوسط والبحر الأحمر ومن ثم المحيط الأطلسي والمحيط الهندي. الموقع الفلكي: تقع بين خطي طول 34.15ْ و 35.40ْ شرقاً. وبين دائرتي عرض 29.30ْ و 33.15ْ شمالاً.
المساحة
تبلغ مساحة فلسطين 27,000 كم مربع، وتبلغ مساحة الضفة الغربية 5,900 كم مربع، ومساحة قطاع غزة 365 كم.
اللغة الرسمية: العربية وتستخدم الإنجليزية على نطاق واسع.
اليوم الوطني: 15 نوفمبر/ تشرين الثاني ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال.
أهم المدن: رام الله ونابلس والخليل وغزة وبيت لحم.
العملة: الجنيه الفلسطيني حتى العام (1948) وحاليا يعتمد الدولار الأميركي في التعاملات وكأساس لتسعير السلع.
المرافئ: حيفا ويافا وغزة.
المطارات: مطار القدس (قلنديا) ومطار غزة.
مصادر الدخل القومي: السياحة والإنتاج الزراعي والصناعات الخفيفة.
الصادرات: الخضار والفواكه والصناعات الجلدية والخزفية والزيتون وخشب الزيتون وزينته والحمضيات والملابس الجاهزة.
الواردات: الأجهزة والآليات والحبوب والإلكترونيات والمواد الغذائية.
المناخ: تشهد فلسطين تغييرا مناخيا حسب الفصول الأربعة، ومناخها متوسطي معتدل في المناطق الجبلية والسهل الساحلي وترتفع الحرارة إلى نحو 40 درجة مئوية صيفا في منطقة الأغوار وصحراء النقب وفي فصل الشتاء تنخفض درجة الحرارة وتصل إلى ما دون الصفر في بعض المرتفعات حيث تشهد سقوط الأمطار والثلوج أحيانا، ومناخ فلسطين عموما معتدل جاف في الصيف وبارد ممطر في فصل الشتاء
- أهمية موقع فلسطين :
كان لموقع فلسطين المتوسط ما بين القارات الثلاث: آسيا، وأفريقيا، و أوروبا، دور كبير في كتابة تاريخها، خاصة وأنها تعتبر المدخل الرئيسي لهذه القارات، كما أنها حلقة الوصل ما بينها بشكل عام، وما بين جمهورية مصر العربية والمناطق الآسيوية الأخرى بشكل خاص..
لمحة تاريخية عن فلسطين :
** التسمية
عرفت فلسطين منذ القرن الثامن عشر ق.م بأرض كنعان، وب "فلستيا" التي وردت في السجلات الآشورية كمجموعة من الدول الفلسطينية التي كان أشهرها الدولة الساحلية حول مدينة أسدود العاصمة، وذكر اسم "أرض فلسطين" علماً أن المقصود من هذا المصطلح الساحل الفلسطيني.. واصبح اسم فلسطين في العهد الروماني ينطبق على الأرض المقدسة، وغدا مصطلحاً رسمياً بعد ذلك وانتشر استعمال هذا الاسم في الكنيسة المسيحية على نطاق واسع..
أما في العهد الإسلامي فقد كانت فلسطين جزءاً من بلاد الشام، حيث كانت لها منزلة خاصة في نفوس العرب المسلمين حيث ورد في القرآن الكريم "الأرض التي باركنا فيه للعالمين" صدق الله العظيم..
- مرحلة ما قبل الميلاد
الكنعانيون هم أول من سكن المنطقة المعروفة الآن بفلسطين وخلال الألف الثالثة قبل الميلاد تمدنوا وعاشوا فى ما يطلق عليه الدولة المدينة وقد اخترعوا أبجدية خاصة بهم وهي التى اشتقت منها الكثير من أنظمة الكتابة وكانوا يدينون باليهودية ثم المسيحية ثم الإسلام ، ووقوع فلسطين فى مكان هام يربط بين ثلاث قارات جعلها مكاناً لنشوء الديانات والثقافات المختلفة والتأثر بالحضارات الموجودة فى مصر وسوريا وآسيا الصغرى كما كانت مسرحاً للنزاع بين القوى الكبرى للإستيلاء عليها وقد بدأت هجرة القبائل اليهودية إلى أرض فلسطين بعد خروج سيدنا موسى من مصر ، وهزم الإسرائيليون الكنعانيون حوالى عام1125 قبل الميلاد ولكن حروبهم مع الفلسطينيين كانت أكثر صعوبة وأقام الفلسطينيين دولتهم المستقلة فى جنوب فلسطين على الساحل الجنوبى وسيطروا على بعض المدن فى الشمال والشرق وباستخدام الأسلحة الحديدية هزم الفلسطينيين الإسرائيليين عام1050 قبل الميلاد ولكن ديفيد ملك الأسرائيلين هزمهم عام 1000قبل الميلاد ، ولكن فى عام922 قبل الميلاد انقسمت المملكة إلى شمالية وجنوبية وفى عام586 قبل الميلاد استولى عليها البابليون ونفوا معظم اليهود المقيمين هناك فى عام539 قبل الميلاد هزم الفرس البابلين استولوا على البلاد وسمحوا للإسرائيلين بالعودة إلى منطقة محدودة فى فلسطين .
- الحكم الرومانى
فتح الأسكندر الأكبر فلسطين عام233 قبل الميلاد وضمها لإمبراطوريته وبعد موت الاسكندر تقاسم قواده الإمبراطورية فكانت الشام من نصيب سلوقس وفى القرن الثانى قبل الميلاد ثار اليهود على الحكام وكونوا دولة مستقلة فى الفترة ما بين141 حتى 63 قبل الميلاد حتى فتح بومباى العظيم فلسطين والذى جعلها مملكة تابعة لروما يحكمها ملوك يهود وذكر أن المسيح ولد خلال عهد الملك هيرود وقامت ثورتان أخريتان لليهود الا أنهما أخمدتا وقتل فيها الكثير من اليهود وبيع الكثير كعبيد ومنع الباقين من دخول بيت المقدس .
عندما اعتنق قسطنطين المسيحية فى عام313 ميلادية زارت والدته سانت هيلانة بيت المقدس وأصبحت مدينة بيت المقدس أرضاً مقدسة وقبلة للحجاج المسيجين .
- الفتح العربى
فتح المسلمون فلسطين عام638 ميلادياً وأصبحت بيت المقدس من المدن المقدسة فى الإسلام فهى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولم يجبر المسلمون أهالى فلسطين على اعتناق الإسلام الا انه لم يمر قرن من الزمان حتى اعتنق معظم السكان الأسلام واتجه معظمهم إلى تعلم اللغة العربية والتأثر بالثقافة الأسلامية العربية وبينما تمتعت فلسطين بالرخاء فى خلال عهد الأمويين الا ان حالات الاضطراب ظهرت بعد تولى العباسيين الذين أهملوا أمرها وهاجمها السلاجقة الأتراك ثم الفاطميين ثم الحملات الصليبية وأصابها الركود خلال حكم المماليك .
- الحكم العثمانى
بعد أن هزم العثمانيون المماليك فى عام1511 حكموا فلسطين وكانت البلاد مقسمة لعدة مقاطعات وفى الفترة ما بين1831 و1840 مد محمد على نفوذه الى فلسطين حيث عمل الى إدخال الزراعة الحديثة وتطوير التعليم ، إلا أن الامبراطورية العثمانية استعادت سيطرتها على البلاد عامً1840 .
- الحكم البريطانى
ساعد العرب بريطانيا فى التخلص من الحكم العثمانى على وعد منها بالأستقلال الا أن بريطانيا اتفقت سراً مع فرنسا على تقسيم الأراضى المحتلة بينهم ، وبدأت فلسطين فى محنتها التاريخية...
أهمية مدينة القدس
تعد قلب القضية الفلسطينية برمتها؛ لأنها بؤرة الصراع العربي-الإسرائيلي.ويعتبر موقع المدينة المقدس نقطة مرور لكثير من الطرق التجارية، حيث إنها تقع في قلب فلسطين والعالم الإسلامي، وبذلك أصبحت نقطة اتصال مع المناطق المجاورة، وتعتبر المدينة مركزًا إشعاعيًا روحانيًا لاجتماع الديانات الثلاث، مما يؤكد أهمية المدينةً سياسيًا وتجاريًا وعسكريًا ودينيًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.