السيد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ....وبعد تابعت بكل «استخفاف» و«استياء» تسجيل سيادتكم الصوتي والذي أذاعته قناة العربية «السعودية». وأتذكر عند التنويه بإذاعة تسجيل لك اعتقدنا بان سيادتكم ربما ستعتذر بعدما أظهرت تحقيقات النائب العام أن معظم أفراد نظامك «كسبهم غير مشروع». اعتقدنا انك ستقول إن معظم الأموال التي تملكها من مصدر «مشروع»، ولكن علي طريقة «ضربني بوشه علي أيدي» ظهر إن الشعب والجيش والقضاء والسلطات في معظم الدول الغربية والتي اعترفت بوجود أموال لكم بها هم المخطئون واندمجت في دور تمثيلي بارع يعيد إلي الأذهان دورك في فيلم «وداع في الفجر» للمخرج حسن الإمام والذي قمت بالتمثيل فيه لمدة ثواني، وقلت بالتسجيل انك وعائلتك ليس لكما أموالا أو حسابات خارج مصر. بصراحة جعلتنا نعتقد للحظات إن سيادتكم وبعد انتهاء اليوم الرئاسي تذهب للطابونة لتشتري العيش «أبو شلن» ...خطاب كباقي خطاباتكم والتي حفظناها علي مدي ثلاث عقود لا يخلو من معايرة دائمة بانجازات لا نعلم عنها شئ ومشاعر نشكك فيها وحتى لا تعايرنا مرة أخري ...سنتفق معك فيما يلي: نعم أقمت مشروعات للمياه والصرف الصحي ولكنك فتحت الاثنين علي بعض فصرنا نشرب مياه الصرف الصحي نعم أقمت طرق وكباري معظمها مخالف للمواصفات ويموت عليها أكثر من 12 ألف مصري سنوياً نعم أنشأت خطوط التليفونات للتجسس بها علي معارضيك وعلي رافضي التوريث وعلي المؤسسات الدينية نعم كنت راعي الثقافة في مصر ...ثقافة الفساد وثقافة التعصب وثقافة حاميها حراميها نعم هناك حقيقة هامة وهي إن حكام مصر من قبلك مثل فاروق وعبد الناصر والسادات نختلف معهم أو نتفق معهم لكن نعترف بحبهم لمصر وعملهم لأجلها فاروق ترك البلاد حتى لا يطلق النار علي المصريين أما أنت فقتل نظامك 800 مصري في أربعة أيام جمال عبد الناصر أمم قناة السويس لصالح المصريين وأنت أخذت أموال القناة السادات خاض معركتي الحرب والسلام حتى يعيد سيناء للمصريين وأنت أخذت سيناء وأعطيتها لحسين سالم وأصدقاء «جيمي» ليجنوا منها المليارات نعم اسعد أيام حياتك عندما رفعت علم مصر فوق سيناء ليتسن تقسيم الكعكة ولم يخطأ الدكتور يحيي الجمل حين قال إن الطريق الصحراوي كان عزبة لنسايب أنجالك نعم لا يصح الا الصحيح كما قلت فشاءت الأقدار وحظك العاثر ان يخرج لك جيل في العشرينات من عمره وما اقل ليأخذ حق الوطن، جيل كنت تصر وتخطط علي ان يعيش أكثر من نصف حياته في عهدك والنصف الاخر في عهد نجلك، جيل دفعته سياساتك للانتحار من المراكب في عرض البحر أو تعلقاً بعجلات الطائرات تحت مسمي «الهجرة». هذا الجيل لم يكن خانعاً مثلنا فتعلم منك العناد وعلي قدر كراهيتك لهم كرهوك واصروا علي تنحيك وعزلك عن الحياة السياسية بل والمحاكمة والحبس وحتى حينما مرضت اثناء التحقيقات وذهبت للمستشفي ذهبوا خلفك إلي شرم الشيخ ليهتفوا «تمثيلية....تمثيلية» فماذا فعلت بهم ليعادوك هذا الكم من العداء سؤال يحتاج لاجابة منك السيد الرئيس المخلوع.... اعلم جيداً كم كنت تستخف بشعبك فلم يشكوا المصريين من وزير الا وابقيته ولم يهاجم الشعب سياسة محافظ الا وقمت بترقيته لمحافظة اكبر هل تتذكر في احد الحوارات حينما قال لك مواطن بالصعيد انهم ينتقلون بعبارة في النيل لتقول له بضحكة عالية «عبارة من اللي بيغرقوا دول» ولا اعلم ما المضحك في مذبحة مائية لاكثر من الف مصري اكلهم السمك في عبارات الفاسدين من حاشيتك السيد الرئيس المخلوع... اتركنا وشئننا وجهز «الترننج الابيض» وممكن تسأل كل أفراد حكومتك اللي دلوقتي في «طره» عن مكان شرائه، واحضر جاكت بدلتك الشهير اللي ب 16 الف يورو واللي مكتوب عليه اسمك عشان مرافقيك يخبئونك به بعيداً عن الكاميرات كما حدث مع صفوت الشريف وزكريا عزمي السيد الرئيس المخلوع..... أفعل وقول ما شئت وتبقي الحقيقة التي سيسطرها التاريخ علي ان ثورة يوم الخامس والعشرين من يناير عام 2011 خلعت الحاكم حسني مبارك ونظامه علي يد شباب مصر الابطال...انها قصة رائعة سنقصها علي ابنائنا واحفادنا لتكون عبرة لمن يستخف بشعب مصر السيد الرئيس المخلوع.... اتركنا لحالنا فحان وقت العمل واترك الجيش والحكومة الحالية لتصلح البناء المدمر والارث الفاسد الذي تركته وستعيش مصر رغم انف من ظلموها اتركنا لحالنا فبيننا وبينك اب أو ام انتظروا ولدهم ليروه بعد طول سنين الغربة فمات في عبارات الموت، بيننا وبينك الوجه الجميل لخالد سعيد والذي هشمته اجهزتك الامنية، بيننا وبينك اهالي نجع حمادي واهالي كنيسة القديسين الذين لم يحتفلوا بالعيد بعد ان تورط نظامك في قتل ابنائهم، بيننا وبينك شهداء العبارة وشهداء الكشح وشهداء قصر الثقافة وشهداء العمرانية وشهداء 25 يناير، بيننا وبينك وطن دمرته وشعب احتقرته بيننا وبينك الكثير والكثير فمن فضلك لا تحاول الاتصال بنا مرة أخري
