ما هي أكلات الجمعة العظيمة عند الأقباط؟    الوزراء يتلقي شكوى في مجال الاتصالات والنقل والقطاع المصرفي    وزير التنمية المحلية يهنئ محافظ الإسماعيلية بعيد القيامة المجيد    رواتب تصل ل 12 ألف جنيه.. 3408 وظيفة ب16 مُحافظة - الشروط والأوراق المطلوبة    اليوم.. وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يفتتحان مسجد محمد فريد خميس بالعاشر من رمضان    وأنت في مكانك، خطوات تجديد بطاقة الرقم القومي أونلاين    اعرف سعر الدولار اليوم الجمعة 3-5-2024 فى البنوك المصرية    رغم المقاطعة.. كوكاكولا ترفع أسعار شويبس جولد (صورة)    تحرير 38 محضر إشغال طريق وتنفيذ 21 إزالة فورية بالمنوفية    الرئاسة في أسبوع.. قرارات جمهورية هامة وتوجيهات قوية للحكومة    أسعار البيض اليوم الجمعة في الأسواق (موقع رسمي)    تسلا تعرض شاحنتها المستقبلية سايبرتراك في ألمانيا    طريقة تشكيل لجان نظر التظلمات على قرارات رفض التصالح في مخالفات البناء    بعد استهدافها إيلات الإسرائيلية.. البحرين : سرايا الأشتر منظمة إرهابية خارج حدودنا    حرب غزة.. رسائل مصرية قوية للعالم لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى    السنوار يعارض منح إسرائيل الحق في منع المعتقلين الفلسطنيين من العيش بالضفة    أكسيوس: اجتماع أعضاء من «الشيوخ» الأميركي و«الجنائية الدولية» في محاولة لإنقاذ قادة الاحتلال    الزوارق الحربية الإسرائيلية تكثف نيرانها تجاه المناطق الغربية في رفح الفلسطينية    حماس تثمن قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرائيل    وزير الدفاع الأمريكي: القوات الروسية لا تستطيع الوصول لقواتنا في النيجر    تشكيل اتحاد جدة المتوقع أمام أبها| حمد الله يقود الهجوم    عبد المنصف: عرض سعودي ل مصطفى شوبير.. وأنصح الأهلي يبيع ب 4 مليون دولار    كلوب عن أزمته مع محمد صلاح: تم حل الأمر ونحن بخير    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    «الأرصاد» تحذر من طقس الأيام المقبلة: انخفاض درجات الحرارة وارتفاع الأمواج    خلافات سابقة.. ممرضة وميكانيكي يتخلصان من عامل بالمقطم    ننشر استعدادات صحة القليوبية لاحتفالات عيد القيامة واعياد الربيع .. تفاصيل    محظورات امتحانات نهاية العام لطلاب الأول والثاني الثانوي    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق مخزن ملابس بالعمرانية    استعدادات غير مسبوقة في الشرقية للاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم    حكم تلوين البيض وتناول وجبات شم النسيم.. الأزهر العالمي للفتوى يوضح    ذكرى وفاة زوزو نبيل.. عاشت مع ضرتها بشقة واحدة.. واستشهد ابنها    "مانشيت" يعرض تقريرا من داخل معرض أبوظبى الدولى للكتاب اليوم    بول والتر هاوزر ينضم ل طاقم عمل فيلم FANTASTIC FOUR    واعظ بالأزهر ل«صباح الخير يا مصر»: علينا استلهام قيم التربية لأطفالنا من السيرة النبوية    هل مسموح للأطفال تناول الرنجة والفسيخ؟ استشاري تغذية علاجية تجيب    ألونسو: قاتلنا أمام روما..وراضون عن النتيجة    الشارقة القرائي للطفل.. تقنيات تخفيف التوتر والتعبير عن المشاعر بالعلاج بالفن    حكم لبس النقاب للمرأة المحرمة.. دار الإفتاء تجيب    لأول مرة.. فريدة سيف النصر تغني على الهواء    تشاهدون اليوم.. زد يستضيف المقاولون العرب وخيتافي يواجه أتلتيك بيلباو    إشادة حزبية وبرلمانية بتأسيس اتحاد القبائل العربية.. سياسيون : خطوة لتوحيدهم خلف الرئيس.. وسيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعي    حكم وصف الدواء للناس من غير الأطباء.. دار الإفتاء تحذر    الهلال المنتشي يلتقي التعاون للاقتراب من حسم الدوري السعودي    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    خريطة التحويلات المرورية بعد غلق شارع يوسف عباس بمدينة نصر    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان مسلسلات بابا جه وكامل العدد    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفتى الذى أضاع أبوه..عفوا جمال مبارك
نشر في الزمان المصري يوم 15 - 02 - 2011

القاهرة – الزمان المصرى :حافظ الشاعر:بعد يومين من الإعلان عن تنحيه من منصبه ، فوجيء الجميع بتصريحات وتقارير صحفية تتحدث حول أن مبارك كان لا يعي بشكل كامل في الفترة الأخيرة حقيقة ما يحدث على أرض الواقع بسبب التضليل الذي كان يتعرض له من "شلة" نجله جمال .
ورغم أن البعض قد يتعاطف مع مبارك على إثر ما سبق ، إلا أن هذا لا يعفي الرئيس المصري السابق من المسئولية في ضوء حقيقة بسيطة وهي أن الرئيس أو الحاكم أو المسئول يجب أن يكون على دراية بكافة الأمور صغيرها قبل كبيرها باعتبار أن مصير الأوطان ليس لعبة أو مغامرة .
بل إنه في حال تم تصديق أن مبارك كان في غفلة عما حدث في الفترة الأخيرة ، فإن الأمر الذي يجمع عليه كثيرون أن الرئيس المصري السابق دفع بصفة عامة ثمن أخطاء 30 عاما قضاها في الحكم انتشر خلالها الفساد في أغلب قطاعات الدولة وتم الزواج الكاثوليكي بين السلطة والمال بل وتراجع دور مصر خارجيا بشكل غير مقبول بالمرة بالنسبة لدولة بمكانة أرض الكنانة .
وبالإضافة إلى ما سبق ، فإن طريقة التعامل مع ثورة شباب 25 يناير تؤكد أن أغلب مؤسسات الدولة كانت من الهشاشة لدرجة عجزت معها عن التعامل بطريقة صحيحة مع أزمة مفاجئة لم تكن بالحسبان وهو الأمر الذي طرح كثيرا من التساؤلات حول جدوى السياسات التي اتبعها نظام مبارك وقامت أساسا على تحقيق الاستقرار حتى وإن كان ذلك على حساب كرامة وحياة المواطن المصري ، فقانون الطواريء والقمع الأمني سقطا أمام أول اختبار حقيقي وكانت الكلمة العليا في هذا الصدد ل "البلطجية" ، الأمر الذي أساء كثيرا لصورة مصر أمام العالم .
بل وهناك من ذهب أيضا إلى أن الأخطاء القاتلة التي ارتكبت خلال ثورة 25 يناير والتي تسببت في سقوط حوالي 300 شهيد وأكثر من 5000 آلاف جريح هي كفيلة لوحدها لإسقاط نظام مبارك بغض النظر عما تحقق في عهده من إيجابيات وسلبيات طيلة 30 عاما.
وهناك أمر آخر في هذا الصدد وهو أنه كانت هناك مؤشرات واضحة للانفجار الشعبي خلال السنوات العشر الأخيرة تحديدا ولم يحرك نظام مبارك ساكنا لتلافيها وتم الاكتفاء فقط بالمسكنات ومن أبرزها حادثة غرق عبارة "السلام 98 " وحواث القطارات المتعددة والمبيدات المسرطنة والعشوائيات وكارثة الدويقة وأطفال الشوارع وهروب بعض رجال الأعمال بمليارات الدولارات .
وتبقى حقيقة هامة وهي أن الرئيس مبارك حتى وإن كان بدأ فترة حكمه بإنجازات كإصلاح البنية الأساسية وتحسين علاقات مصر مع الدول العربية وتحقيق بعض النمو الاقتصادي ، إلا أنه مع استمراره طويلا في الحكم وتقدمه في السن بدأت الأمور تسير في اتجاه ما يطلق عليه "تأليه النظام " وهذا كان بداية النهاية .
والخلاصة أن التاريخ سيحكم على الرئيس مبارك من خلال قراراته وما وصلت إليه أوضاع مصر داخليا وخارجيا في عهده ولن يلتفت بأي حال من الأحوال إلى ما إذا كانت هناك حاشية فاسدة هي التي تسببت في سقوط نظامه ، ولذا فإن التصريحات والتقارير الصحفية حول أنه كان مغيبا عما يحدث على أرض الواقع في الفترة الأخيرة لن تشفع له على الأرجح في شيء فالعبرة بالخواتيم .
وكان الدكتور مصطفى الفقي الذي كان يعمل لعدة سنوات مستشارا للرئيس السابق مبارك كشف في مقابلة تليفزيونية في 12 فبراير أن جمال مبارك و"شلته" هم الذين كانوا يديرون كواليس الحكم في الفترة الأخيرة .
وفي السياق ذاته ، كشفت صحيفة "الأخبار" المصرية في 13 فبراير عما أسمته تفاصيل المشادة الحادة التي نشبت بين جمال وعلاء نجلي الرئيس المصري السابق حسني مبارك داخل القصر الرئاسي عقب تسجيل مبارك لخطابه الأخير يوم الخميس الموافق 10 فبراير حيث احتد علاء على شقيقه واتهمه بأنه كان السبب الرئيسي فيما جرى في مصر من أحداث أجبرت والدهما على أن يظهر في تلك الصورة والنهاية التي لا تليق به ، وذلك في إشارة إلى أن جمال مهد الطريق لأصدقائه في مجال الأعمال لتولي مناصب بارزة في الحزب الحاكم وفي حكومة رئيس الوزراء أحمد نظيف الذي أقاله مبارك بعد أيام من الاحتجاجات التي اندلعت يوم 25 يناير/كانون الثاني.
ووفقا للصحيفة ، فإن حدة الخلاف اشتدت بين نجلي الرئيس وسمعها كل من كان داخل قصر الرئاسة وتدخلت بعض الشخصيات الكبري في الدولة التي كانت حاضرة خلال تسجيل الرئيس لخطابه.
وقال علاء لشقيقه حسب الصحيفة :" لقد أفسدت البلد عندما فتحت الطريق أمام أصحابك وهذه هي النتيجة بدلا من أن يتم تكريم أبيك في نهاية حياته ساعدت على تشويه صورته على هذا النحو" ، وكاد يحدث اشتباك بينهما بالأيدي وزاد انفعال علاء بعد أن استمع لكلمة والده إلى الشعب أثناء تسجيلها خاصة أن الرئيس مبارك كان أشار في تسجيله الأول الذي لم يذع إلى أنه سيسلم سلطاته المدنية إلى نائبه اللواء عمر سليمان وسلطاته العسكرية إلى القوات المسلحة.
وتابعت الصحيفة " هذا ما كنت تعلمه الإدارة الأمريكية لكنه تم تعديل الخطاب وتم إعادة تسجيل كلمة الرئيس واتضح ذلك للمشاهدين حيث ظهرت عملية المونتاج لكلمة الرئيس وكان السبب في ذلك أن مبارك أجرى تسجيل كلمته الأولى لكن جرى تعديل عليها وتغيير في مضمونها وظهر الخطاب الثالث للرئيس يحمل معنى مغايرا لما عرفته العواصم العالمية والتي كانت نقلت لوسائل إعلام كبرى خبر تنحي الرئيس المصري في 10 فبراير لكن فوجئت العواصم العالمية الكبري باختلاف ما وصلهم عما تم إذاعته بسبب تدخل جمال في صياغة الخطاب ولعل ذلك جرى في تأكيد مبارك رفضه للإملاءات الخارجية في إشارة منه إلى تسريبات بعض أركان الإدارة الأمريكية لوسائل الإعلام العالمية ".
وبجانب ما سبق ، أشارت الصحيفة إلى أن القيادات الأمنية السابقة بوزارة الداخلية نقلت صورة مغايرة عما يكان يجري في ميادين الجمهورية يوم جمعة الغضب في 28 يناير/كانون الثاني إلى الرئيس مبارك حيث ذكرت أن مظاهرات الشوارع تحت السيطرة وأنها بضعة آلاف لكن ما جرى في الشارع على حقيقته كان تحت أعين القيادات الكبري بالمؤسسة العسكرية وقد هالها ما يجري والذي بات يهدد الأمن القومي فسارعت بنقل الصورة الصادقة والأمنية كاملة إلى الرئيس مبارك خوفا من خروج الأمور عن السيطرة فجرى إصدار قرار رئاسي بحظر التجول واستدعاء القوات المسلحة الباسلة للحفاظ على الدولة والأمن.
ولم يقف الأمر عند ما نشرته صحيفة "الأخبار" فقد كشفت صحيفة "القبس" الكويتية في 13 فبراير أيضا أن سجالا حادا جرى بين الرئيس المصري حسني مبارك من ناحية وبين زوجته سوزان ونجله جمال من ناحية أخرى حيث وحملهما المسئولية عن مجمل حالة التدهور الحاصلة في وضعه.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة في القاهرة ما وصفته بالقصة الحقيقية لليوم الأخير الذي أمضاه مبارك " 11 فبراير " قبل أن يحسم موقفه مساء ويعلن التنحي الكامل عن السلطة ، قائلة :" الأسرة كاملة بمن فيهم زوجتا ابني الرئيس وأحفاده التقوا لتناول طعام الفطور صباح الجمعة الموافق 11 فبراير وعلى الفور أشرفت السيدة سوزان على جمع أغراض زوجها الشخصية وكلفت خادمتين خاصتين بها وتنتميان إلى إحدى دول المغرب العربي بالتعجيل في جمع المقتنيات الشخصية للرئيس والتي تضم هدايا قيمة وثمينة تلقاها الرئيس وزوجته من ملوك ورؤساء دول عربية وأجنبية وذلك في ثماني حقائب كاملة".
وأضافت المصادر السابقة " وخلال تناول طعام الفطور وقع خلاف شديد بين مبارك ونجله جمال إذ قال له الوالد بالحرف الواحد :أنت ورطتني أنت وأمك لقد قضيتما على تاريخي في مصر".
وتابعت المصادر ذاتها "مبارك كان في حالة نفسية يرثى لها وبعدها اجتمعت الأسرة بأكملها وغادروا القصر في ثلاث سيارات متوجهين إلى مطار ألماظة القريب من القصر حيث استقلوا الطائرة الرئاسية وتوجهوا إلى شرم الشيخ".
وانتهت الصحيفة إلى القول :"إن مبارك كان تعرض لحالة إغماء أثناء جلوسه مع عائلته قبل أسبوع من تنحيه وكان مطلبه من رجال المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تلبية جميع مطالبهم هو المحافظة على خروجه الكريم من الحكم ".
ويبدو أن وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية لم تذهب هي الأخرى كثيرا عما سبق ، فقد كشفت في تقرير لها في 13 فبراير أنه كان يفترض أن يعلن مبارك استقالته من منصبه يوم الخميس الموافق 10 فبراير وقد توقع الجيش المصري تلك الخطوة وحتى الأمين العام الجديد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم حسام بدراوي قابل مبارك وطالبه بالتنحي وجها لوجه قبل أن يعلن استقالته من رئاسة الحزب لاحقا ، لكن مبارك رفض التنحي .
وأضاف التقرير أن كبار مساعدي مبارك ونجله جمال الذي كان ينظر إليه بوصفه الخليفة المنتظر له أبلغوه بأنه ما زال قادرا على الخروج سالما من تلك الأزمة ولذا تحول خطاب الاستقالة المتلفز الذي كان ينتظره المصريون إلى محاولة عنيدة وفي نهاية المطاف مخزية من مبارك للتشبث بالسلطة ، وعندما حل يوم الجمعة الموافق 11 فبراير كان الجيش قد قرر التحرك لحسم الموقف.
وتابعت "أسوشيتد برس" أن مبارك لم يدرك أو لم يكن راغبا في إدراك أن تنحيه الفوري عن الرئاسة هو الخيار الأفضل لإنقاذ البلاد من الفوضى التي تعصف بها منذ بدء الاحتجاجات يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي.
وأضافت أن مبارك لم يكن ينظر أبعد مما يبلغه به نجله جمال ولذلك كان معزولا سياسيا وكانت كل خطوة يتخذها محدودة جدا وفي غير أوانها ، أما الجيش فقد بدأ صبره ينفد بسبب فشل مبارك ونائبه المعين حديثا عمر سليمان في إنهاء الاحتجاجات التي خرجت عن السيطرة يومي 10 و11 فبراير بعد أن اجتاحت المظاهرات والإضرابات والاعتصامات جميع أنحاء البلاد تقريبا.
وتابعت الوكالة الأمريكية " نشبت مشادة بين وزراء الحكومة بشأن حجم الخطر الذي يشكله المتظاهرون والمحاولات المقصودة من المساعدين المقربين من مبارك ومن نجله جمال في إخفاء حقيقة ما يحدث في الشوارع".
واستطردت " الجيش بدأ يشعر بالقلق فور بدء الاحتجاجات وتكشف أن الجيش هو الذي أقنع مبارك بتعيين سليمان نائبا له وكذلك تكليفه لإدارة المفاوضات مع جماعات المعارضة لإيجاد مخرج للأزمة وبعد أن فشل سليمان في مهمته لوح يوم الثلاثاء الموافق 8 فبراير بالانقلاب بدلا من المفاوضات في حال عدم إحراز تقدم وفي المقابل هدد قادة الاحتجاجات بعدم التفاوض إلا بعد رحيل مبارك".
وأضافت الوكالة " بحلول يوم الخميس الموافق 10 فبراير توقع الجميع ومن بينهم الجيش أن يعلن مبارك استقالته وحتى الأمين العام الجديد للحزب الوطني الحاكم حسام بدراوي قابل مبارك وأبلغ الصحفيين لاحقا أنه يتوقع أن يلبي مبارك مطالب الشعب ويتنحى وبعد عدم إعلان مبارك التنحي قدم بدراوي استقالته من الحزب احتجاجا على ذلك".
وتابعت " في خضم تلك التطورات عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة اجتماعا بغياب رئيسه مبارك وأصدر بيانا أقر فيه بالمطالب المشروعة للمحتجين وسماه بيان رقم 1 وهو تعبير يفيد ضمنا في العالم العربي بحدوث انقلاب ، خطاب مبارك يوم الخميس الموافق 10 فبراير كان بمثابة محاولة يائسة أخيرة للتشبث بالسلطة بعد أن شجعه على ذلك مساعدوه المقربون وعلى وجه الخصوص أفراد أسرته الذين يواجهون إشاعات بالفساد وإساءة استخدام السلطة وجني ثروات طائلة".
وأشارت الوكالة في هذا الصدد إلى أن جمال نجل مبارك أعاد كتابة الخطاب عدة مرات قبل تسجيله وتم بثه بعد ساعات من إعلان التليفزيون المصري أن مبارك سيلقي خطابا للأمة ومن الواضح أن الخطاب الذي رفض فيه التنحي وفوض سلطاته لنائبه عمر سليمان قد أعد على عجل ، موضحة أن وزير الإعلام السابق أنس الفقي وجمال كانا بجانب مبارك لحظة تسجيل الخطاب .
واختتمت "أسوشيتد برس" قائلة :" يوم الجمعة الموافق 11 فبراير سمح الجيش للمحتجين بالتجمع خارج القصر الرئاسي في القاهرة في وقت كان فيه مبارك وأسرته قد توجهوا إلى قصر آخر في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر ، كما سمح الجيش للمحتجين بمحاصرة مبنى الإذاعة والتليفزيون وقبل ذلك وقف الجيش متفرجا على محاصرة المحتجين لمكتب رئيس الوزراء أحمد شفيق ومبنى مجلس الشعب ، وبحلول منتصف نهار الجمعة خرج ملايين المصريين إلى شوارع القاهرة والإسكندرية ومدن أخرى كما ازداد عدد المعتصمين أمام بوابة القصر الرئاسي في القاهرة على بعد أمتار قليلة من دبابات الجيش وبعد ساعات من ذلك أعلن سليمان تنحي مبارك بجملتين قصيرتين بثهما التليفزيون المصري ولم يستغرقا أكثر من 49 ثانية وهو إعلان غير تاريخ مصر للأبد".
واللافت للانتباه أن هناك تقارير صحفية أخرى جاءت تماما على عكس ما سبق وأظهرت أن مبارك كان على وعي تام بما يقوم به وأن "عناده" تفوق على حكمته في مثل تلك اللحظات الحرجة .
ففي 13 فبراير ، ذكرت صحيفة "صندي تليجراف" البريطانية أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك استخدم آخر 18 يوماً له على رأس السلطة لتحويل ثروته الهائلة إلى حسابات في الخارج لا يمكن تعقبها.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر استخباراتية غربية أن مبارك اتهم بجمع ثروة مقدارها أكثر من 3 مليارات جنيه استرليني رغم أن البعض ألمح إلى إمكانية أن تصل إلى 40 مليار جنيه استرليني خلال 30 عاماً قضاها في السلطة وهناك تقارير حول أنه حول تلك الثروة إلى مصارف أجنبية وإلى استثمارات وسبائك وعقارات في لندن ونيويورك وباريس وبيفرلي هيلز.
وتابعت المصادر السابقة أن مبارك قام بوضع أمواله بعيداً عن متناول المحققين المحتملين بعد أن علم أن سقوطه صار وشيكاً ، قائلة :" نحن على علم بأن أحاديث عاجلة جرت داخل عائلة مبارك حول كيفية الحفاظ على تلك الأصول ونعتقد أن مستشاريها الماليين نقلوا بعض الأموال في جميع أنحاء العالم وفي حال كان لديها مال حقيقي في زيوريخ فقد يكون نقل من هناك الآن".
وأشارت المصادر ذاتها أيضا إلى أن مبارك "82 عاماً" قد يكون تعلم الدرس من الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي جمدت السلطات السويسرية الحسابات المصرفية لعائلته بعد فراره من تونس ولجوئه إلى السعودية.
كما نقلت "صندي تليجراف" عن مسئول أمريكي القول :" ليس هناك شك في أن نشاطات مالية محمومة وقعت وراء الكواليس قبل إعلان مبارك تنحيه ويمكن أن تفقد عائلته بعض المنازل والحسابات المصرفية لكنها أرادت نقل سبائك الذهب وغيرها من الاستثمارات إلى أماكن آمنة".
وتابعت الصحيفة " مبارك أراد تحويل أصول عائلته إلى دول الخليج العربية حيث تملك استثمارات ضخمة والأهم من ذلك علاقات ودية وكثيراً ما تم ذكر الإمارات والسعودية على أنهما الوجهة النهائية المحتملة لمبارك وعائلته فيما أعلنت وزارة الخزانة البريطانية أن لديها القدرة على الحجز على أصول مبارك في المملكة المتحدة في حال تلقت طلباً رسمياً من مصر".
وأشارت "صندي تليجراف" إلى أن مبارك الذي يقيم مع عائلته في فيلا العائلة في منتجع شرم الشيخ يمكن تتبع ثروته بسهولة من خلال التعاملات التجارية لابنه جمال البالغ من العمر 47 عاماً .
واختتمت قائلة :" إن جمال عاش فترة في منزل من ست طبقات في منطقة بلغريفيا وسط لندن وعمل في القطاع المصرفي قبل أن يؤسس شركة استثمار واستشارات في لندن وقام مبارك باستخدامه وشقيقه علاء كوسطاء للشركات الساعية إلى القيام بأعمال تجارية في مصر".
وبصفة عامة وسواء كان مبارك على وعي بما قام به في الفترة الأخيرة أم كان مضللا ، فإن النهاية واحدة وهي أنه خرج بشكل لم يكن يليق أبدا بقائد الضربة الجوية في حرب أكتوبر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.