من الدبلوماسية إلى الاقتصاد.. مصر تواصل كتابة فصول جديدة من الريادة في المحافل الدولية    ريال مدريد يحول سانتياجو برنابيو إلى مدينة للملاهى خلال الكريسماس    الحكومة تنشر صور من قافلة زاد العزة ال 62 إلى غزة    الأب القدوة بالدقهلية.. قصة إنسان كرمته الدولة فبكى من السعادة (فيديو)    بث مباشر لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير على شاشات جميع المطارات المصرية    رسميًا بعد قرار الفيدرالي.. هبوط سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 31-10-2025    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الجمعة 31-10-2025 في الصاغة    أسعار الدولار يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025 .. اعرف بكام؟    النيابة الإدارية تختتم البرنامج التدريبي لأعضاء الهيئة حول مكافحة الفساد    وزارة التضامن: إطلاق مشروع وطني لتوطين صناعة الأطراف الصناعية بشراكة مع ألمانيا    أخر ساعتك 60 دقيقة، بدء العمل بالتوقيت الشتوي في مصر 2025 رسميا    جيش الاحتلال: على حماس الالتزام بالاتفاق وإعادة جثث الرهائن دون تأخير    لأول مرة.. «القاعدة» على مرمى حجر من حكم دولة    اللجنة المصرية بغزة تفتتح مخيما للأطفال للأيتام    أحمد حسن: نريد رباعي بيراميدز ولكن بهذا الشكل لن يتواجد معنا.. وهذا ما أربك المواعيد    «لو منك أبطل».. رضا عبدالعال يفتح النار على نجم الزمالك بعد التعادل مع البنك الأهلي    كرة السلة .. انطلاق الموسم الثالث لدوري NBA بالقاهرة    النصر يستعيد خدمات بروزوفيتش قبل لقاء الفيحاء في الدوري السعودي    السد يكتسح الريان بخماسية في كلاسيكو قطر    في غياب حجازي.. نيوم يعود للانتصارات بفوز شاق على الخلود    أول تعليق من وزير الرياضة بعد إنجاز شباب اليد    تأييد حكم الإعدام على المتهم في واقعة الريف الأوروبي.. صور    أخبار × 24 ساعة.. بدء صرف المعاشات غدًا السبت 1 نوفمبر 2025    ميرهان حسين بإطلالة فرعونية احتفاءً بافتتاح المتحف المصري الكبير    هزمت السرطان وتحدت الأطباء بالإنجاب.. 25 معلومة عن شريهان النجمة المحتملة لافتتاح المتحف المصري الكبير    4 أبراج يواجهون امتحانا صعبا.. الثبات مفتاحهم والعزيمة سلاحهم ويتخذون قرارات حاسمة    معلومات الوزراء ينشر فيديو لوكالة الفضاء المصرية يوثق مراحل بناء المتحف الكبير    بعد معاناة المذيعة ربى حبشي.. أعراض وأسباب سرطان الغدد الليمفاوية    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفى بني سويف التخصصي ويوجه بتكليف فريق مختص لخدمة المواطنين وتوفير الأدوية (صور)    مقتل شخص بطلق ناري في الرأس بظروف غامضة بأسوان    مواعيد تشغيل المترو والقطار الكهربائي مع بدء تطبيق التوقيت الشتوي    محافظ المنيا يفتتح ميدان النيل بعد تطويره| صور    بتوجيهات شيخ الأزهر..انطلاقة جديدة وتوسُّع لمدرسة «الإمام الطيب» للقرآن الكريم للطلاب الوافدين    ننشر أسماء المصابين في حادث انقلاب ميكروباص علي طريق أسوان الصحراوي الغربي    من قلب التاريخ يبدأ المستقبل.. فودافون مصر الشريك التكنولوجي للمتحف المصري الكبير    أمين الفتوى يوضح حكم وثواب قيام الليل    موظف بالمعاش يتهم خادمته بسرقة مشغولات ذهبية من فيلته ب6 أكتوبر    الأوقاف تُطلق (1010) قوافل دعوية بمراكز الشباب على مستوى الجمهورية    شاهد|«المجلس الصحي المصري»: إطلاق الدلائل الإرشادية خطوة تاريخية لحماية المريض والطبيب    تناولها بانتظام، أطعمة تغنيك عن المكملات الغذائية الكيميائية    لا فرق بين «الطلاق المبكر» والاستقالات السريعة داخل الأحزاب    خالد الجندي: افتتاح المتحف الكبير إنجاز عظيم للرئيس السيسي    محافظ الغربية يرفع يوجه بسرعة تجهيز الشاشات في الميادين استعدادا لحفل افتتاح المتحف الكبير    300 شاحنة مساعدات تغادر معبر رفح البري لدعم الشعب الفلسطيني بقطاع غزة    تأجيل محاكمة البلوجر أم مكة بتهمة بث فيديوهات خادشة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-10-2025 في محافظة الأقصر    مدمن مخدرات.. القبض علي مسجل اعتدى بالضرب علي شخص وزوجته بالعمرانية    المشدد من 3 إلى 15 سنة ل4 متهمين بحيازة أسلحة نارية وذخائر بشبرا الخيمة    وزير الصحة: أصدرنا حتى الآن أكثر من 115 دليلًا إرشاديًا فى مختلف التخصصات الطبية    «يوم الوفاء» محافظ أسيوط يكرم أسر الشهداء وقدامى المحاربين    الرئاسة تكشف تفاصيل لقاء السيسي ب رئيس مجلس الوزراء الكويتي    مبادئ الميثاق الذى وضعته روزاليوسف منذ 100 عام!    بث مباشر.. مشاهدة مباراة بيراميدز والتأمين الإثيوبي في دوري أبطال إفريقيا 2025    والد أطفال ضحايا جريمة فيصل: سأحاسب كل من أساء لسمعتنا    عندما قادت «روزا» معركة الدولة المدنية    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-10-2025 في الشرقية    روزاليوسف تكتب ل"السادات" وثيقة ثورة التصحيح    دبلوماسية الصحافة!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفتى الذى أضاع أبوه..عفوا جمال مبارك
نشر في الزمان المصري يوم 15 - 02 - 2011

القاهرة – الزمان المصرى :حافظ الشاعر:بعد يومين من الإعلان عن تنحيه من منصبه ، فوجيء الجميع بتصريحات وتقارير صحفية تتحدث حول أن مبارك كان لا يعي بشكل كامل في الفترة الأخيرة حقيقة ما يحدث على أرض الواقع بسبب التضليل الذي كان يتعرض له من "شلة" نجله جمال .
ورغم أن البعض قد يتعاطف مع مبارك على إثر ما سبق ، إلا أن هذا لا يعفي الرئيس المصري السابق من المسئولية في ضوء حقيقة بسيطة وهي أن الرئيس أو الحاكم أو المسئول يجب أن يكون على دراية بكافة الأمور صغيرها قبل كبيرها باعتبار أن مصير الأوطان ليس لعبة أو مغامرة .
بل إنه في حال تم تصديق أن مبارك كان في غفلة عما حدث في الفترة الأخيرة ، فإن الأمر الذي يجمع عليه كثيرون أن الرئيس المصري السابق دفع بصفة عامة ثمن أخطاء 30 عاما قضاها في الحكم انتشر خلالها الفساد في أغلب قطاعات الدولة وتم الزواج الكاثوليكي بين السلطة والمال بل وتراجع دور مصر خارجيا بشكل غير مقبول بالمرة بالنسبة لدولة بمكانة أرض الكنانة .
وبالإضافة إلى ما سبق ، فإن طريقة التعامل مع ثورة شباب 25 يناير تؤكد أن أغلب مؤسسات الدولة كانت من الهشاشة لدرجة عجزت معها عن التعامل بطريقة صحيحة مع أزمة مفاجئة لم تكن بالحسبان وهو الأمر الذي طرح كثيرا من التساؤلات حول جدوى السياسات التي اتبعها نظام مبارك وقامت أساسا على تحقيق الاستقرار حتى وإن كان ذلك على حساب كرامة وحياة المواطن المصري ، فقانون الطواريء والقمع الأمني سقطا أمام أول اختبار حقيقي وكانت الكلمة العليا في هذا الصدد ل "البلطجية" ، الأمر الذي أساء كثيرا لصورة مصر أمام العالم .
بل وهناك من ذهب أيضا إلى أن الأخطاء القاتلة التي ارتكبت خلال ثورة 25 يناير والتي تسببت في سقوط حوالي 300 شهيد وأكثر من 5000 آلاف جريح هي كفيلة لوحدها لإسقاط نظام مبارك بغض النظر عما تحقق في عهده من إيجابيات وسلبيات طيلة 30 عاما.
وهناك أمر آخر في هذا الصدد وهو أنه كانت هناك مؤشرات واضحة للانفجار الشعبي خلال السنوات العشر الأخيرة تحديدا ولم يحرك نظام مبارك ساكنا لتلافيها وتم الاكتفاء فقط بالمسكنات ومن أبرزها حادثة غرق عبارة "السلام 98 " وحواث القطارات المتعددة والمبيدات المسرطنة والعشوائيات وكارثة الدويقة وأطفال الشوارع وهروب بعض رجال الأعمال بمليارات الدولارات .
وتبقى حقيقة هامة وهي أن الرئيس مبارك حتى وإن كان بدأ فترة حكمه بإنجازات كإصلاح البنية الأساسية وتحسين علاقات مصر مع الدول العربية وتحقيق بعض النمو الاقتصادي ، إلا أنه مع استمراره طويلا في الحكم وتقدمه في السن بدأت الأمور تسير في اتجاه ما يطلق عليه "تأليه النظام " وهذا كان بداية النهاية .
والخلاصة أن التاريخ سيحكم على الرئيس مبارك من خلال قراراته وما وصلت إليه أوضاع مصر داخليا وخارجيا في عهده ولن يلتفت بأي حال من الأحوال إلى ما إذا كانت هناك حاشية فاسدة هي التي تسببت في سقوط نظامه ، ولذا فإن التصريحات والتقارير الصحفية حول أنه كان مغيبا عما يحدث على أرض الواقع في الفترة الأخيرة لن تشفع له على الأرجح في شيء فالعبرة بالخواتيم .
وكان الدكتور مصطفى الفقي الذي كان يعمل لعدة سنوات مستشارا للرئيس السابق مبارك كشف في مقابلة تليفزيونية في 12 فبراير أن جمال مبارك و"شلته" هم الذين كانوا يديرون كواليس الحكم في الفترة الأخيرة .
وفي السياق ذاته ، كشفت صحيفة "الأخبار" المصرية في 13 فبراير عما أسمته تفاصيل المشادة الحادة التي نشبت بين جمال وعلاء نجلي الرئيس المصري السابق حسني مبارك داخل القصر الرئاسي عقب تسجيل مبارك لخطابه الأخير يوم الخميس الموافق 10 فبراير حيث احتد علاء على شقيقه واتهمه بأنه كان السبب الرئيسي فيما جرى في مصر من أحداث أجبرت والدهما على أن يظهر في تلك الصورة والنهاية التي لا تليق به ، وذلك في إشارة إلى أن جمال مهد الطريق لأصدقائه في مجال الأعمال لتولي مناصب بارزة في الحزب الحاكم وفي حكومة رئيس الوزراء أحمد نظيف الذي أقاله مبارك بعد أيام من الاحتجاجات التي اندلعت يوم 25 يناير/كانون الثاني.
ووفقا للصحيفة ، فإن حدة الخلاف اشتدت بين نجلي الرئيس وسمعها كل من كان داخل قصر الرئاسة وتدخلت بعض الشخصيات الكبري في الدولة التي كانت حاضرة خلال تسجيل الرئيس لخطابه.
وقال علاء لشقيقه حسب الصحيفة :" لقد أفسدت البلد عندما فتحت الطريق أمام أصحابك وهذه هي النتيجة بدلا من أن يتم تكريم أبيك في نهاية حياته ساعدت على تشويه صورته على هذا النحو" ، وكاد يحدث اشتباك بينهما بالأيدي وزاد انفعال علاء بعد أن استمع لكلمة والده إلى الشعب أثناء تسجيلها خاصة أن الرئيس مبارك كان أشار في تسجيله الأول الذي لم يذع إلى أنه سيسلم سلطاته المدنية إلى نائبه اللواء عمر سليمان وسلطاته العسكرية إلى القوات المسلحة.
وتابعت الصحيفة " هذا ما كنت تعلمه الإدارة الأمريكية لكنه تم تعديل الخطاب وتم إعادة تسجيل كلمة الرئيس واتضح ذلك للمشاهدين حيث ظهرت عملية المونتاج لكلمة الرئيس وكان السبب في ذلك أن مبارك أجرى تسجيل كلمته الأولى لكن جرى تعديل عليها وتغيير في مضمونها وظهر الخطاب الثالث للرئيس يحمل معنى مغايرا لما عرفته العواصم العالمية والتي كانت نقلت لوسائل إعلام كبرى خبر تنحي الرئيس المصري في 10 فبراير لكن فوجئت العواصم العالمية الكبري باختلاف ما وصلهم عما تم إذاعته بسبب تدخل جمال في صياغة الخطاب ولعل ذلك جرى في تأكيد مبارك رفضه للإملاءات الخارجية في إشارة منه إلى تسريبات بعض أركان الإدارة الأمريكية لوسائل الإعلام العالمية ".
وبجانب ما سبق ، أشارت الصحيفة إلى أن القيادات الأمنية السابقة بوزارة الداخلية نقلت صورة مغايرة عما يكان يجري في ميادين الجمهورية يوم جمعة الغضب في 28 يناير/كانون الثاني إلى الرئيس مبارك حيث ذكرت أن مظاهرات الشوارع تحت السيطرة وأنها بضعة آلاف لكن ما جرى في الشارع على حقيقته كان تحت أعين القيادات الكبري بالمؤسسة العسكرية وقد هالها ما يجري والذي بات يهدد الأمن القومي فسارعت بنقل الصورة الصادقة والأمنية كاملة إلى الرئيس مبارك خوفا من خروج الأمور عن السيطرة فجرى إصدار قرار رئاسي بحظر التجول واستدعاء القوات المسلحة الباسلة للحفاظ على الدولة والأمن.
ولم يقف الأمر عند ما نشرته صحيفة "الأخبار" فقد كشفت صحيفة "القبس" الكويتية في 13 فبراير أيضا أن سجالا حادا جرى بين الرئيس المصري حسني مبارك من ناحية وبين زوجته سوزان ونجله جمال من ناحية أخرى حيث وحملهما المسئولية عن مجمل حالة التدهور الحاصلة في وضعه.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة في القاهرة ما وصفته بالقصة الحقيقية لليوم الأخير الذي أمضاه مبارك " 11 فبراير " قبل أن يحسم موقفه مساء ويعلن التنحي الكامل عن السلطة ، قائلة :" الأسرة كاملة بمن فيهم زوجتا ابني الرئيس وأحفاده التقوا لتناول طعام الفطور صباح الجمعة الموافق 11 فبراير وعلى الفور أشرفت السيدة سوزان على جمع أغراض زوجها الشخصية وكلفت خادمتين خاصتين بها وتنتميان إلى إحدى دول المغرب العربي بالتعجيل في جمع المقتنيات الشخصية للرئيس والتي تضم هدايا قيمة وثمينة تلقاها الرئيس وزوجته من ملوك ورؤساء دول عربية وأجنبية وذلك في ثماني حقائب كاملة".
وأضافت المصادر السابقة " وخلال تناول طعام الفطور وقع خلاف شديد بين مبارك ونجله جمال إذ قال له الوالد بالحرف الواحد :أنت ورطتني أنت وأمك لقد قضيتما على تاريخي في مصر".
وتابعت المصادر ذاتها "مبارك كان في حالة نفسية يرثى لها وبعدها اجتمعت الأسرة بأكملها وغادروا القصر في ثلاث سيارات متوجهين إلى مطار ألماظة القريب من القصر حيث استقلوا الطائرة الرئاسية وتوجهوا إلى شرم الشيخ".
وانتهت الصحيفة إلى القول :"إن مبارك كان تعرض لحالة إغماء أثناء جلوسه مع عائلته قبل أسبوع من تنحيه وكان مطلبه من رجال المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تلبية جميع مطالبهم هو المحافظة على خروجه الكريم من الحكم ".
ويبدو أن وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية لم تذهب هي الأخرى كثيرا عما سبق ، فقد كشفت في تقرير لها في 13 فبراير أنه كان يفترض أن يعلن مبارك استقالته من منصبه يوم الخميس الموافق 10 فبراير وقد توقع الجيش المصري تلك الخطوة وحتى الأمين العام الجديد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم حسام بدراوي قابل مبارك وطالبه بالتنحي وجها لوجه قبل أن يعلن استقالته من رئاسة الحزب لاحقا ، لكن مبارك رفض التنحي .
وأضاف التقرير أن كبار مساعدي مبارك ونجله جمال الذي كان ينظر إليه بوصفه الخليفة المنتظر له أبلغوه بأنه ما زال قادرا على الخروج سالما من تلك الأزمة ولذا تحول خطاب الاستقالة المتلفز الذي كان ينتظره المصريون إلى محاولة عنيدة وفي نهاية المطاف مخزية من مبارك للتشبث بالسلطة ، وعندما حل يوم الجمعة الموافق 11 فبراير كان الجيش قد قرر التحرك لحسم الموقف.
وتابعت "أسوشيتد برس" أن مبارك لم يدرك أو لم يكن راغبا في إدراك أن تنحيه الفوري عن الرئاسة هو الخيار الأفضل لإنقاذ البلاد من الفوضى التي تعصف بها منذ بدء الاحتجاجات يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي.
وأضافت أن مبارك لم يكن ينظر أبعد مما يبلغه به نجله جمال ولذلك كان معزولا سياسيا وكانت كل خطوة يتخذها محدودة جدا وفي غير أوانها ، أما الجيش فقد بدأ صبره ينفد بسبب فشل مبارك ونائبه المعين حديثا عمر سليمان في إنهاء الاحتجاجات التي خرجت عن السيطرة يومي 10 و11 فبراير بعد أن اجتاحت المظاهرات والإضرابات والاعتصامات جميع أنحاء البلاد تقريبا.
وتابعت الوكالة الأمريكية " نشبت مشادة بين وزراء الحكومة بشأن حجم الخطر الذي يشكله المتظاهرون والمحاولات المقصودة من المساعدين المقربين من مبارك ومن نجله جمال في إخفاء حقيقة ما يحدث في الشوارع".
واستطردت " الجيش بدأ يشعر بالقلق فور بدء الاحتجاجات وتكشف أن الجيش هو الذي أقنع مبارك بتعيين سليمان نائبا له وكذلك تكليفه لإدارة المفاوضات مع جماعات المعارضة لإيجاد مخرج للأزمة وبعد أن فشل سليمان في مهمته لوح يوم الثلاثاء الموافق 8 فبراير بالانقلاب بدلا من المفاوضات في حال عدم إحراز تقدم وفي المقابل هدد قادة الاحتجاجات بعدم التفاوض إلا بعد رحيل مبارك".
وأضافت الوكالة " بحلول يوم الخميس الموافق 10 فبراير توقع الجميع ومن بينهم الجيش أن يعلن مبارك استقالته وحتى الأمين العام الجديد للحزب الوطني الحاكم حسام بدراوي قابل مبارك وأبلغ الصحفيين لاحقا أنه يتوقع أن يلبي مبارك مطالب الشعب ويتنحى وبعد عدم إعلان مبارك التنحي قدم بدراوي استقالته من الحزب احتجاجا على ذلك".
وتابعت " في خضم تلك التطورات عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة اجتماعا بغياب رئيسه مبارك وأصدر بيانا أقر فيه بالمطالب المشروعة للمحتجين وسماه بيان رقم 1 وهو تعبير يفيد ضمنا في العالم العربي بحدوث انقلاب ، خطاب مبارك يوم الخميس الموافق 10 فبراير كان بمثابة محاولة يائسة أخيرة للتشبث بالسلطة بعد أن شجعه على ذلك مساعدوه المقربون وعلى وجه الخصوص أفراد أسرته الذين يواجهون إشاعات بالفساد وإساءة استخدام السلطة وجني ثروات طائلة".
وأشارت الوكالة في هذا الصدد إلى أن جمال نجل مبارك أعاد كتابة الخطاب عدة مرات قبل تسجيله وتم بثه بعد ساعات من إعلان التليفزيون المصري أن مبارك سيلقي خطابا للأمة ومن الواضح أن الخطاب الذي رفض فيه التنحي وفوض سلطاته لنائبه عمر سليمان قد أعد على عجل ، موضحة أن وزير الإعلام السابق أنس الفقي وجمال كانا بجانب مبارك لحظة تسجيل الخطاب .
واختتمت "أسوشيتد برس" قائلة :" يوم الجمعة الموافق 11 فبراير سمح الجيش للمحتجين بالتجمع خارج القصر الرئاسي في القاهرة في وقت كان فيه مبارك وأسرته قد توجهوا إلى قصر آخر في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر ، كما سمح الجيش للمحتجين بمحاصرة مبنى الإذاعة والتليفزيون وقبل ذلك وقف الجيش متفرجا على محاصرة المحتجين لمكتب رئيس الوزراء أحمد شفيق ومبنى مجلس الشعب ، وبحلول منتصف نهار الجمعة خرج ملايين المصريين إلى شوارع القاهرة والإسكندرية ومدن أخرى كما ازداد عدد المعتصمين أمام بوابة القصر الرئاسي في القاهرة على بعد أمتار قليلة من دبابات الجيش وبعد ساعات من ذلك أعلن سليمان تنحي مبارك بجملتين قصيرتين بثهما التليفزيون المصري ولم يستغرقا أكثر من 49 ثانية وهو إعلان غير تاريخ مصر للأبد".
واللافت للانتباه أن هناك تقارير صحفية أخرى جاءت تماما على عكس ما سبق وأظهرت أن مبارك كان على وعي تام بما يقوم به وأن "عناده" تفوق على حكمته في مثل تلك اللحظات الحرجة .
ففي 13 فبراير ، ذكرت صحيفة "صندي تليجراف" البريطانية أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك استخدم آخر 18 يوماً له على رأس السلطة لتحويل ثروته الهائلة إلى حسابات في الخارج لا يمكن تعقبها.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر استخباراتية غربية أن مبارك اتهم بجمع ثروة مقدارها أكثر من 3 مليارات جنيه استرليني رغم أن البعض ألمح إلى إمكانية أن تصل إلى 40 مليار جنيه استرليني خلال 30 عاماً قضاها في السلطة وهناك تقارير حول أنه حول تلك الثروة إلى مصارف أجنبية وإلى استثمارات وسبائك وعقارات في لندن ونيويورك وباريس وبيفرلي هيلز.
وتابعت المصادر السابقة أن مبارك قام بوضع أمواله بعيداً عن متناول المحققين المحتملين بعد أن علم أن سقوطه صار وشيكاً ، قائلة :" نحن على علم بأن أحاديث عاجلة جرت داخل عائلة مبارك حول كيفية الحفاظ على تلك الأصول ونعتقد أن مستشاريها الماليين نقلوا بعض الأموال في جميع أنحاء العالم وفي حال كان لديها مال حقيقي في زيوريخ فقد يكون نقل من هناك الآن".
وأشارت المصادر ذاتها أيضا إلى أن مبارك "82 عاماً" قد يكون تعلم الدرس من الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي جمدت السلطات السويسرية الحسابات المصرفية لعائلته بعد فراره من تونس ولجوئه إلى السعودية.
كما نقلت "صندي تليجراف" عن مسئول أمريكي القول :" ليس هناك شك في أن نشاطات مالية محمومة وقعت وراء الكواليس قبل إعلان مبارك تنحيه ويمكن أن تفقد عائلته بعض المنازل والحسابات المصرفية لكنها أرادت نقل سبائك الذهب وغيرها من الاستثمارات إلى أماكن آمنة".
وتابعت الصحيفة " مبارك أراد تحويل أصول عائلته إلى دول الخليج العربية حيث تملك استثمارات ضخمة والأهم من ذلك علاقات ودية وكثيراً ما تم ذكر الإمارات والسعودية على أنهما الوجهة النهائية المحتملة لمبارك وعائلته فيما أعلنت وزارة الخزانة البريطانية أن لديها القدرة على الحجز على أصول مبارك في المملكة المتحدة في حال تلقت طلباً رسمياً من مصر".
وأشارت "صندي تليجراف" إلى أن مبارك الذي يقيم مع عائلته في فيلا العائلة في منتجع شرم الشيخ يمكن تتبع ثروته بسهولة من خلال التعاملات التجارية لابنه جمال البالغ من العمر 47 عاماً .
واختتمت قائلة :" إن جمال عاش فترة في منزل من ست طبقات في منطقة بلغريفيا وسط لندن وعمل في القطاع المصرفي قبل أن يؤسس شركة استثمار واستشارات في لندن وقام مبارك باستخدامه وشقيقه علاء كوسطاء للشركات الساعية إلى القيام بأعمال تجارية في مصر".
وبصفة عامة وسواء كان مبارك على وعي بما قام به في الفترة الأخيرة أم كان مضللا ، فإن النهاية واحدة وهي أنه خرج بشكل لم يكن يليق أبدا بقائد الضربة الجوية في حرب أكتوبر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.