قصر باكنجهام يعلن موعد عودة الملك تشارلز الثالث إلى مهامه    مران بدني قوي للاعبي الزمالك في غانا قبل مواجهة دريمز    برلماني: استرداد سيناء ملحمة وطنية تتناقلها الأجيال    الصين: مكافأة مالية 1400 دولار لاستبدال السيارات القديمة بجديدة    محافظ القاهرة: تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال بكل حزم    الزراعة: إصلاح الفدان الواحد يكلف الدولة 300 ألف جنيه    حملات يومية لرفع الإشغالات بدمياط الجديدة    فصل طالبة مريضة بالسرطان| أول تعليق من جامعة حلوان.. القصة الكاملة    جماعة الحوثي تشن 5 هجمات ضد السفن في البحر الأحمر.. فيديو    العمل في أسبوع.. حملات لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية.. والإعداد لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتشغيل    ضحايا الطقس السئ في قنا.. وفاة مسن سقطت عليه نخلة    سعد الصغير يكشف تفاصيل جولته الغنائية في أمريكا    اختفاء دول.. خبير أبراج يتوقع مرور العالم بأزمات خطيرة    سميرة أحمد: بحب منى زكي أوي .. وأنا ضد مصطلح السينما النظيفة    الكشف الطبي بالمجان على 1058 مواطنا في دمياط    وزيرة «التخطيط» تشارك بمنتدى التمويل من أجل التنمية بالأمم المتحدة    حضور جماهيري كامل العدد بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    الأونروا: قطاع غزة يشهد موجة حر غير عادية فاقمت الأزمة المعيشية    أحمد فايق يقدم نصائح لطلاب الثانوية العامة عبر «مصر تستطيع»: «نجتهد دون قلق»    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى فاقوس المركزي ويحيل مشرف التغذية للتحقيق    صلاح ضمن التشكيل الأفضل للدوري الإنجليزي    تعرف على أهداف الحوار الوطني بعد مرور عامين على انطلاقه    الغيابات تضرب الاتحاد قبل مواجهة الجونة    علاقة متوترة بين انريكي ومبابي.. ومستقبل غامض لمهاجم باريس سان جيرمان    اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. مصر تجري اتصالات مع كل الأطراف لوقف الحرب في قطاع غزة    حياتى أنت    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    مساعد وزير التعليم: 8236 مشروعا تعليميا ب127 ألف فصل    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    تكثيف أعمال التطهير لشبكات الصرف الصحي بمحافظات القناة    مصرع طفل سقط في مصرف زراعي بالفيوم    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة| مي عاطف: هدفنا منافسة رياضية شريفة لجميع الفرق    «بيت السناري» يستضيف ندوة «المكون الثقافي والسياسات الخارجية المصرية»    ميار شريف تضرب موعدًا مع المصنفة الرابعة عالميًا في بطولة مدريد للتنس    الأمم المتحدة للحق في الصحة: ما يحدث بغزة مأساة غير مسبوقة    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    مواعيد صرف منحة عيد العمال للعمالة غير المنتظمة    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي شرقي لبنان    «الصحة»: فحص 434 ألف طفل ضمن «الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة»    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    النواب يرسل تهنئة رئيس الجمهورية بذكرى تحرير سيناء    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    أول تعليق من كلوب على إهدار صلاح ونونيز للفرص السهلة    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    سويسرا تؤيد خطة مُساعدات لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك..الرئيس الذي أزاحه الإخوان المسلمون بثورة شعبية
نشر في جود نيوز يوم 20 - 02 - 2011


مقدمة:
هناك العديد من التفسيرات لما جرى في ثورة 25 يناير 2011 على أرض مصر ولكن الكثير منها لا يتفق مع العقل.
بالرغم من كراهيتي الشديدة لنظام مبارك لكنني سأنحي الكراهية جانباً وسأتحدث من منطلق السياسة التي لا تجد لها طريقاً واضحاً في هذا البلد الطيب الذي يتميز معظم شعبه بالعاطفة قبل التفكير السليم والمنطقي، بالإضافة إلى عدم وجود شفافية بين الأنظمة الحاكمة وبين الشعب.
مبارك وصل إلى الحكم بصورة معقدة جاءت بعد اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات في حادثة المنصة الشهيرة، اغتيال رئيس دولة كبيرة في الشرق الأوسط بطريقة سلسة من قبل الجماعة الإسلامية، ولابد أن يكون هناك من سهل الاغتيال وجعله ممكناً وسهلاً، وهؤلاء لابد أن يكون مقرهم هو قصر الرئاسة، والله أعلى وأعلم.
وصل مبارك للحكم ونجح في العشر سنوات الأولى أن يثبت أنه قادر على عبور المرحلة وطمأنة الجماهير الخائفة من صورة الدماء ولن نستطيع أن ننكر أنها كانت فترة من أفضل ما عاشته مصر في تاريخها الحديث من عام 1981 وحتى 1990 حتى نشطت الجماعة الإسلامية من جديد وبدأ الصراع على السلطة.
بدأت الجماعة الإسلامية بتصفية من أسموهم أعوان النظام الكافر وبدأوا بتهديد السياحة وكان همهم الأول هو الجلوس على عرش مصر.
في هذا التوقيت لابد أن نتذكر أن هناك قوة أخرى على الأرض اسمها "الإخوان المسلمون" كانت تراقب الموقف عن كثب فهي صاحبة أكبر تنظيم إسلامي في تاريخ مصر ولديها مخطط قديم نشأ في عام 1928 يهدف إلى السيطرة على حكم مصر والدول الإسلامية ثم الاتجاه إلى تحرير الأقصى ونشر الدين الإسلامي في العالم أجمع.
إنه هدف سامٍ وراقٍ ولا يمكنني إهانته كمصري ومسلم، ولكن مشكلة الإخوان هي إيمانهم بأن "الغاية تبرر الوسيلة" فليس هناك مانع من تطبيق أساليب معينة من شأنها زعزعة الاستقرار والقتل إن تطلب الأمر في سبيل الوصول إلى الهدف السامي.
نعود إلى مبارك .. في عام 1991 بدأ الرئيس السابق التخطيط للإطاحة بالجماعة الإسلامية التي يعرف يقيناً أنها كانت من صنيعة السادات ولم يشفع له ذلك عندهم فقتلوه، ومن الجائز أن يفعلوها مجدداً ولذلك يجب التخلص منهم بأي ثمن.
استمر الكر والفر لسنوات حتى حادثة معبد حتشبسوت في عام 1997 وتمت إقالة وزير الداخلية حسن الألفي وأسند مبارك المهمة الأمنية إلى الرجل الأول بمباحث أمن الدولة الداهية حبيب العادلي.
بدأ العادلي عهده بالاعتراف ضمنياً بأنه لا توجد حاجة إلى القتل، سيسقط رجال الجماعة والشرطة على السواء، فوقع اتفاقية نبذ العنف مع الإسلاميين فأصبح مبارك في مأمن أو في هدنة مع الإسلاميين وبدأت مصر القبيحة في الظهور.
قرر مبارك أن يقف في طريق كل ما هو إسلامي أصولي وأن يستريح في نفس الوقت ويمهد الطريق أمام الابن المدلل جمال، بإلحاح من السيدة الأولى سوزان مبارك، ليكون هو الرئيس المقبل فسلم عهدة مصر إلى الشاب الهادئ الطباع عديم الخبرة بالسياسة والتف حوله الجميع.
السياسة في مصر:
تتكون السلطة في مصر من سبعة أذرع رئيسية هي الرئيس والشعب والمؤسسات الدينية (الأزهر والكنيسة) والحاشية والأمن الداخلي (وزارة الداخلية) وجماعة الإخوان المسلمون والقوات المسلحة.
وينبغي على الرئيس الذي يرغب في الاحتفاظ بالسلطة أن يضمن سيطرته على الستة أذرع الأخرى وإن سقط واحد منهم من قبضته باتت سلطته مهددة.
الرئيس في مصر غالباً ما يكون ديكتاتوراً حتى يتمكن من إيهام أذرع السلطة بأنه قوي ويصعب النيل منه وحتى يضمن ولاء شعبه، والشعب غالباً ما كان خارج دائرة الضوء في مصر لأنه ببساطة تحت سيطرة الأذرع الستة الأخرى.
الأزهر والكنيسة
الشعب المصري بطبيعته متدين وسيكون ولاؤه الأول للمسجد أو الكنيسة ولذلك وجب على الحاكم أن يضع حدوداً للجهتين وأن يولي على الأزهر شيخاً مطيعاً لأوامره طاعة عمياء وأن يحتفظ على رأس الكنيسة بالبابا الأكثر سيطرة على بني دينه.
اعتدنا طيلة حكم مبارك على رؤية رجلين فقط قادا الأزهر والكنيسة وهما الشيخ محمد سيد طنطاوي والبابا شنودة الثالث ولا شك أن الاثنين كانا تحت قبضة السلطة فالدين هو المؤثر الأول على الشعب وإذا ما قال الشيخ هذا رجل صالح سيتبعه الكثيرون وإذا ما قال هذه فتنة فعلى الجميع أن يحذر، وكذلك كان البابا الذي عزله الرئيس الأسبق محمد أنور السادات وأعاده مبارك لقيادة الكنيسة.
لا يكفي للحاكم أن يضمن ولاء الشيخ والبابا ولكن عليه أيضاً أن يدفع الشعب مسلميه ومسيحييه إلى الإيمان بأن الحاكم هو الملاذ الوحيد لهم حال نشوب خلاف بين أتباع الديانتين، ولذلك رأى رجال جمال مبارك أن يسمحوا بنشوب الفتنة الطائفية ولكن في حدود لأن الأمر إذا تطور فقد يهدد ذلك كيان الدولة وبالتالي يصبح والده الرئيس نفسه في خطر وبالتبعية فقفزه على السلطة أيضاً في خطر.
اتجه جمال مبارك إلى "تمرير" الفتنة الطائفية في مصر للقضاء على الجماعة الإسلامية المتشددة التي كادت أن تعصف بسلطة أبيه فلم يكن هناك حل سوى توجيه هذه الجماعة إلى مسار آخر وهو معاداة المسيحيين فالحاكم المسلم الذي لا يدير الدولة وفق الشريعة الإسلامية لن يكون هو الهدف الأول إذا ما ظهرت على الساحة جماعات قبطية تسعى للحصول على مزيد من الحقوق وتقول إنهم أصحاب الأرض، وهو الفكر الذي غذاه النظام - بمعاونة البابا - في نفوس بعض المسيحيين وجند لهم أقباط المهجر لإشعال الفتنة عند الحاجة.
على الجانب الآخر، أجلس مبارك منذ عقود شخصاً ضعيفاً على رأس الأزهر ما جعل هذه المؤسسة العملاقة كياناً مهلهلاً وأثر سلباً في نفوس المسلمين الوسطيين فصار لديهم فكر لا يسمح بالحوار مع الآخر وتفهم وجهة نظره ومن هنا بدأ صراع على مستوى الدين والنظام يهلل له.
أحداث الكشح دارت تحت بصيرة الأمن ولم يهتز له ساكن ومرورا بالكثير من الأحداث انتهت اللعبة بتفجير كنيسة القديسين التي لم تكن من تدبير وزير الداخلية السابق حبيب العادلي - وفقاً لوجهة نظري - ولكنه سمح بها فقط ومهد الطريق أمام حدوثها تنفيذاً لتعليمات سيادية من الشخص الذي أدار البلاد وهو جمال مبارك، ولك أن تتذكر أن الداخلية خففت حراسة الكنيسة يوم الحادث تسهيلاً وتواطؤاً وليس تدبيراً.
أذكرك هنا بما قام به المحافظون الجدد بقيادة جورج بوش الابن عندما مهدوا الطريق أمام الإسلاميين لتفجير برجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2011، لأن ذلك سيفتح الطريق أمام الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على مركز الإسلام الراديكالي في أفغانستان كما منحها الفرصة لاحتلال العراق وتأمين مقعد دائم في منطقة ملتهبة من العالم، كما أن احتلال بلاد الرافدين كان إنذاراً شديد اللهجة للمارد القادم من بعيد وهو الصين.
كما أذكرك بأن السادات صنع التيار الإسلامي المتشدد في مصر للقضاء على الفكر الاشتراكي ومرتدي عباءة جمال عبدالناصر ثم لقي حتفه على أيدي من صنعتهم يداه، فكان مبارك حريصاً على القضاء تماماً على كل ما هو إسلامي أصيل في المنطقة ولذلك صنع تياراً مسيحياً يمينياً - إن صح التعبير- كما قضى على الأزهر ولم يسمح حتى بظهور تيار إسلامي وسطي بل فتح الباب على مصراعيه لشيوخ السلطة والدعاة الجدد الذين ظهر منهم شخص نجح في قيادة الشباب إلى الإصلاح من بوابة الدين وهو الداعية عمرو خالد فكان خطراً على النظام فتم إبعاده والتصدي له.
وبهذا سيطر مبارك على الأزهر والكنيسة بل ونجح في استغلال كل منهما للقضاء على قوة الآخر، والابن المدلل يقترب من كرسي العرش.
الحاشية
القاعدة العامة تقول إن هناك رجالاً للرئيس ورجالاً للسيدة الأولى، ولكن ما حدث في مصر شذ عن القاعدة لأن قرينة الرئيس كان لها نفوذ كبير وصلاحيات لم يحظ بها رئيس الوزراء نفسه، كما ظهر على الساحة نجل الرئيس وبالطبع لابد أن يكون حوله رجال آخرون وهو ما أفقد السلطة التوازن وأسقطها في النهاية.
رجال مبارك معروفون ويطلق عليهم الحرس القديم وهم: زكريا عزمي وصفوت الشريف وفتحي سرور وإبراهيم سليمان وحسين سالم ومفيد شهاب وحبيب العادلي، فضلاً عن ثلاثة رجال سابقين هم يوسف والي وكمال الشاذلي وأسامة الباز.
أما رجال سوزان مبارك فهم: فاروق حسني وأنس الفقي وثلاث نساء هن مشيرة خطاب وعائشة عبدالهادي وفرخندة حسن.
جميع الحرس القديم عواجيز وأصغرهم سناً هو أنس الفقي المولود في عام 1960، وأقلهم تعليماً هي عائشة عبدالهادي التي لم تكمل تعليمها الأساسي واكتفت بالحصول على الشهادة الإعدادية.
الحاشية جميعها من المطيعين الذين يظلون حتى الرمق الأخير في قبضة الرئيس فقد قال زكريا عزمي لمبارك عشية تنحيه "كتفي بكتفك" كما أن حرس الزوجة ساندوه بالتبعية فلم يصدق أنس الفقي نبأ اعتزام الرئيس التنازل عن السلطة وهو يراه يسقط.
ليس هناك مبرر للحديث عن تاريخ الحرس القديم وولائهم المطلق للرئيس لأنهم منه وبه، ولو كان جمال مبارك استعان بهم ولم يصنع حرساً جديداً أو حتى تخلص من الحرس القديم واكتفى برجاله الجدد لما كان النظام سقط لأن وجود الحرسين القديم والجديد معاً أفقد التوازن.
بدأ مبارك وزوجته في التخطيط لتوريث السلطة للابن المدلل في عام 1997 أي عقب توقيع اتفاقية نبذ العنف مع الجماعة الإسلامية وإسناد المهمة الأمنية إلى العادلي والذي اقتصرت مهمته التالية على تكميم الأفواه بأي ثمن وتأمين ظهور الوجه الجديد جمال على الساحة السياسية دون مشاكل وهو ما نجح فيه الوزير بامتياز لأنه كان يعتمد على الحوار والدهاء مقارنة بسلفه حسن الألفي الذي اعتمد على العصا في المقام الأول.
دائماً ما كان يتم اختيار وزراء الداخلية في بداية عهد مبارك من مديري الأمن بمحافظة أسيوط لأنهم على دراية تامة بأفكار الجماعة الإسلامية التي تعتبر أسيوط أحد أهم معاقلهم، وشذ العادلي عن القاعدة لأنه جاء لتوقيع هدنة وتهيئة الأجواء لتوريث السلطة.
كان لابد في هذه المرحلة من اختيار رجال الرئيس المقبل والشرط الأول هو أن يكون ولاءهم للشاب الهادئ الطباع وعليه تم اختيار خليط من الرجال منهم من يدين بالطاعة العمياء ومنهم من يفكر قبل أن يتكلم ورجل واحد يمثل واجهة اجتماعية مشرفة.
رجال جمال مبارك: أحمد عز وعبدالله كمال وإبراهيم كامل ومعتز الألفي وأخيراً علي الدين هلال.
كان يجب أيضاً أن يتم تصعيد رجلين من القاع إلى القمة أحدهما يمثل المال والآخر الإعلام وتم اختيار أحمد عز وعبدالله كمال حتى يدينان بالطاعة أبد الآبدين لممثل السياسة وهو جمال مبارك فيصبح الثلاثي قوة نافذة بإمكانها تملك السلطة وهو ما لم يحدث نظراً لوجود الحرس القديم.
كما وجب فتح الباب أمام إبراهيم كامل ومعتز الألفي لتزاوج المال مع السلطة وإطلاق العنان للواجهة الإعلامية الهادئة علي الدين هلال.
هؤلاء الرجال كانوا نموذجاً لكثيرين مثلوا حالة من الفساد المالي والسياسي والاجتماعي الذي توغل في مصر حتى بلغ أشده في السنوات الأخيرة.
المفارقة هنا هي أن رجال الأب (مبارك) يتميزون بالدهاء الشديد، ورجال الابن (جمال) يدينون بالفساد والرياء، ورجال الأم في غيبوبة فحدث الخلل، خاصة وأن الأجنحة الثلاثة تحتقر الشعب ولم تتوقع يوماً أنه قد يقلب الموازين.
بدأت حاشية جمال في الظهور وسرعان ما تمكن الابن من الإطاحة بعدد من رجال الحرس القديم لفتح الطريق أمام رجاله برغم رفض الأب لذلك، بينما تصر الأم وتساند ابنها برجال لديهم نفس طباعه وتفكيره، فاضطر الأب المحنك سياسياً إلى الخضوع نظراً لتقدم سنه وحاجته إلى الراحة وهو الخطأ الذي يندم عليه حالياً.
لم يفكر مبارك في كيفية التعامل مع التكنولوجيا الحديثة فهو ورجاله من حاملي الآلة الكاتبة وهناك جيل جديد يبدأ يومه بالإنترنت ويختمه بالاتصالات، والحرس الجديد مشغولون بتلميع الابن سياسياً وإعلامياً ورجال الأم لا حيلة لهم سوى التصفيق بالطبلة والدف.
عندما تقود السيارة فإنك تضع قدماً على الدبرياش أولاً وتضغط عليه للنهاية وتضع القدم الأخرى على البنزين وتبدأ عملية المبادلة تدريجياً وهو ما حاول أن يفعله جمال مبارك بين الحرس القديم والجديد، في حماية العنصر الأمني حبيب العادلي.
لم يكن جمال محنكاً سياسياً ولم يعرف معنى السياسة ولم يشأ أن يعرف فهو الطفل الذي يحتمي وراء ظهر أبيه كما أنه ضعيف الشخصية وغير مؤهل للوقوف في طريق أحلام أحمد عز وتشبث الحرس القديم بالسلطة.
حاشية جمال معدومو الضمير والأخلاق ودائماً ما أخبروه بأن الأمور تسير في الطريق الصحيح اعتماداً على قبضة الأمن التي يمسك بها داهية من العيار الثقيل.
رجل الحاشية الأول هو أحمد عز الذي لم ير في طريقه سوى أحلامه المادية متمنياً أن يكون ذات يوم أحد أغنى أغنياء العالم وأن يصبح الذراع اليمنى لرئيس مصر المقبل الذي يتميز بالضعف وسيكون من السهل الإطاحة به والقفز على كرسي الرئاسة بعد تكوين حاشية جديدة لديها تاريخ سيئ ومستعدة للقيام بأي شيء من أجل عازف الدرامز السابق ابن الطبقة المتوسطة الذي بات أشهر رجال مصر بعد بضع سنوات.
الرجل الذي يقيس كل شيء بالمال ويزيف الانتخابات البرلمانية بوقاحة دون وضع أدنى اعتبار لقوى المعارضة أو الشارع السياسي أو حتى الشعبي سقط نظامه الخاص بعد عدة أيام من الاحتجاجات ولكن نظام مبارك الشخصي المكون من الحرس القديم كان قادراً على الصمود لفترة لأنه خبير سياسي وهو متمرس في طريقة التعامل مع الشعب.
هكذا عزف أحمد عز أجمل ألحانه على الدرامز ليستمع الشعب إلى مصر وهي تغرد حرة بعدما نجح رجل الأعمال الشهير دون قصد في إسقاط النظام الأفشل في تاريخ إحدى أعرق دول العالم.
الحرس القديم غير مسئول عن سقوط نظام مبارك فالمسئولية تقع على عاتق الحرس الجديد متمثلاً في جمال مبارك ومتجسداً في أحمد عز، أما حرس سوزان مبارك فهو عديم الشأن يقف موقف المتفرج الذي يبتسم لمن يربح وهو أخطر على مصر من نظام مبارك بأكمله إذا ما نجح يوماً في الوصول إلى بطانة الحاكم الجديد وبدأ يغزل أفكاره لتتجسد ذات يوم في نظام حجر أساسه هو الرياء.
وزارة الداخلية
هي البوتقة التي تحمي النظام من معارضيه ومهيجي الجماهير ولديها سلاح لا يمتلكه أحد آخر سوى الجيش وهو القدرة الفائقة على إقناع الشعب في لحظات بأن أمنه مهدد وهو ما استغله كثيراً قبل ذلك، لكنه فجأة وجد نفسه في مأزق كبير فهو لا يستطيع مواجهة شعب غاضب.
أتعجب كثيرا ممن يقولون أو يصدقون مقولة "انسحاب الشرطة من الشوارع في جمعة الغضب 28 يناير" لأن هذا لم يحدث والترويج لهذه المقولة هو لإخفاء سيناريو الثورة ولعدم ضياع هيبة الشرطة في نفس الوقت.
الشرطة هربت ولم تنسحب لأن هناك قوة كبيرة نزلت الشارع في هذا اليوم وبدأ ضباط الشرطة وعساكر الأمن المركزي يفقدون السيطرة على الوضع وعرف الموت طريقه إلى ضباط ليس لهم سابق معرفة بما يمكن تشبيهه بحرب شوارع.
شاهدت يوم جمعة الغضب ما لا يمكن وصفه، مجموعات من الضباط والعساكر في مواجهة جحافل بشرية، نعم الجانب الأول مسلح والآخر أعزل ولكن "الكترة تغلب الشجاعة"، والشعب المصري إذا ثار لا يمكن لأي قوة الوقوف في طريقه.
في وسط البلد شاهدت بعض عساكر الأمن المركزي في الشارع حتى الساعة الثالثة صباحاً فكيف كان هناك قرار بانسحاب الشرطة وهؤلاء لم ينسحبوا، كما يمكنك مشاهدة فيديو مدينة المحلة الذي يظهر سيارة شرطة تدهس المتظاهرين يوم السبت 29 يناير، أي أن الشرطة لم تنسحب من المحلة في جمعة الغضب، كذلك كان الحال في معظم مدن الدلتا.
الصعيد وهو يمثل جزءاً كبيراً من كيان الدولة كان مستقراً إلى حد كبير في جمعة الغضب، لأن التظاهرات التي شهدها كانت جماهيرية 100% لم يستغلها أحد ولم يروج لها سوى في أسيوط والمنيا تحديداً، كما أن هناك أحداث عنف وقعت في الوادي الجديد من قبل الشرطة ما يعني أنها لم تنسحب بقرار إداري.
الشرطة اختفت من الأماكن الملتهبة وبدأت بوسط القاهرة، ولا يمكن تفسير ذلك بأن قرار الانسحاب جاء للعناصر الأمنية المتواجدة في هذه الأماكن فقط لأنه لو كان ذلك لما كانت هناك شرطة رأيتها بعيني في شارع القصر العيني الساعة 3 صباحاً.
إذن لم يكن هناك انسحاب للشرطة ولكن كان هناك هروب، ولكن الهروب لم يكن من كل المواقع بل مواقع معينة أهمهما داخل القاهرة والجيزة والإسكندرية والغربية والمنصورة ومدن القناة، ولهذا سبب واضح سيأتي الحديث عنه لاحقاً.
لديّ تسجيل فيديو يظهر حادثة غريبة وقعت في شارع القصر العيني أمام مجلس الشورى يوم جمعة الغضب وهو لعناصر مدنية استولت على عدد من سيارات السفارة الأمريكية وقامت بدهس عساكر الأمن المركزي.
لقد شاركت في التظاهرات وليس لديّ أدنى علم بكيفية الاستيلاء على سيارة وفتحها، وحتى إن فعلت ذلك فلا يمكنني أن أقودها لدهس عساكر الأمن بالرغم من أنهم هم من قذفوني بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وأعتقد أن ثقافة الشعب المصري الذي نظف الشوارع بعد الثورة لا تسمح بقتل عساكر الشرطة "عبد المأمور".
أعتقد أن الجميع شاهد الفيديو الذي يظهر سيارة دبلوماسية، بالأحرى تابعة للسفارة الأمريكية، وهي تدهس المتظاهرين في شارع القصر العيني أيضا، وأعتقد أن الحادثة وقعت قبل الحادثة التي شهدت العكس، دهس المتظاهرين للعساكر.
المنطق يقول إن الحادثة الثانية جاءت لأحد سببين الأول هو رد فعل من قبل المتظاهرين "بياخدو بتارهم" فقرروا استخدام نفس الوسيلة التي استخدمها الأمن، ولكن هذا غير منطقي لأن الأمن غير مرغم على استخدام سيارة دبلوماسية ولم تصله أوامر بذلك لأن لديه سيارات شرطة ومطافئ ومياه يمكنه أن يدهس بها من أراد فلماذا يلجأ إلى سيارة تابعة للسفارة الأمريكية ويورط نفسه.
يقودنا هذا التفسير إلى أن الفاعل لم يكن الأمن وإنما كان إحدى جهتين الأولى هي السفارة الأمريكية ذاتها لإشعال الغضب الجماهيري، أو أشخاص محليون مصريون لهم نفس الهدف.
بالتبعية نجد أن هناك أيدي خفية شاركت في يوم الغضب.
العناصر التي تجندها الولايات المتحدة في مصر كلها من الشباب الأغنياء المعتادين على الرفاهية ومن الصعب أن يقوموا بإسقاط الشرطة في يوم واحد حتى وإن شاركهم الشعب، إذن هناك جماعة منظمة هي من تصدت وحاربت ونجحت في تهييج الجماهير وأعلنت الحرب على النظام يوم 28 يناير تحديداً.
الإخوان المسلمون
قرر مجلس شورى الجماعة النزول إلى الشارع ومشاركة الشعب الهائج في جمعة الغضب وأعلنوا حرباً مسلحة على النظام ونجحوا في القضاء على الشرطة في ساعات لأنهم منظمون ومدربون ومسلحون ومختبئون بين الشعب، ولم تكن فكرة عودة الإخوان إلى ديارهم قبل رحيل مبارك مطروحة فقد أعلنوا الحرب ولا فرار عند الزحف.
الجميع قال إن البلطجية جاءوا بأوامر من مبارك وأنا ضد هذا التحليل لأنه ببساطة غير منطقي، هل مبارك طفل جاء إلى عالم السياسة أول أمس، إنه رئيس قاد دولة في مكان ملتهب من العالم لمدة 30 عاماً ومن غير المعقول أن يقدم على خطوة تهدم ما حاول فعله قبل تلك الواقعة بليلة واحدة.
ليس منطقياً أن يطلب مبارك من شعبه منحه فرصة جديدة "بنبرة تضغط على عواطف الشعب" أي نبرة ذليلة حتى يواصل بقاءه على كرسي الرئاسة وعدم الاستسلام للإخوان، وببساطة يضحي بذلك ويرسل بلطجية لقتل المتظاهرين، هذا تهريج لا يخرج من محنك سياسي يعلم تماماً ما يجب فعله، أنا لا أقول إن مبارك لا يقبل قتل أفراد من شعبه لأنه ببساطة فعل ذلك كثيراً، ولكنه لم يقبل أن يفعل ذلك في هذا التوقيت لأنه خطأ كبير وغباء سياسي إن صح التعبير.
إذن البلطجية جاءوا رداً على خطاب مبارك لسحب الشعب إلى الشارع من جديد بعدما تعاطف جزء كبير منه مع الرئيس، فمن يا ترى الجهة التي نادت الجماهير وشعرت أنه لا مجال للعودة إلى البيوت.
رجال الأعمال أو أعضاء مجلس الشعب التابعين للسلطة عادة لا يقومون بأعمال فردية بل ينفذون التعليمات، وهم غير مستفيدين من الاعتداء على متظاهري ميدان التحرير بعد خطاب مبارك لأنهم وجودوا استجابة من فئات الشعب والتفكير المنطقي أن هذه الخطوة ستقلب الموازين وتدفع الشعب إلى الضغط على النظام مجدداً لأنهم سيفقدون الثقة فيه.
الأمريكيون لهم مصلحة في ذلك للقضاء تماماً على نظام رجل بات "كارتاً محروقاً" لأن الشعب يطلب منه الرحيل، ولكن عملاء أمريكا في مصر غير قادرين على تعبئة البلطجية بهذه السرعة وغير مؤهلين للتفكير "الخبيث" والسفارة الأمريكية ليس لها اتصال بفئات الشعب الضالة ولذلك أعتقد أنهم بعيدين عن القيام بهذا.
الجهة الوحيدة المستفيدة والتي لم تجد مفراً من القيام بأي شيء مقابل عودة الجماهير إلى الشارع هم الإخوان المسلمين الذين شعروا أن الثورة مهددة بالفشل لأن الشعب قد يتراجع فماذا تفعل حتى تلهب حماسه من جديد.
الجواب بسيط ترسل من يقتل المتظاهرين وتقول إن مبارك لا أمان له.
نجحت الخطة وهب الشعب من جديد، وفي هذا التوقيت كانت هناك مفاوضات سرية هدد خلالها الإخوان "نكمل ولا مبارك يمشي" فيما رد مبارك "الإخوان مينتصروش عليا موصلوش لمرحلة إنهم يمشوا رئيس مصر، دي تبقى البلد انتهت، اللي فاضل إنهم يقولولنا مين يحكم البلد بكرة مش هأمشي".
وبالطبع وبرغم جميع الأخطاء التف الجميع حول الرئيس، وأهمهم رجاله والقوات المسلحة والسياسيون المخلصون ومنهم عمرو موسى على سبيل المثال، لكن الوضع كان قد تخطى كافة التوقعات وباتت مصر بأكملها مهددة بالضياع مقابل رحيل رجل واحد هو مبارك.
القوات المسلحة
عاقل يطل من أعلي على المنظومة المصرية بأكملها ويتابع الموقف بحذر فإذا ما وجد خللاً يهدد مستقبل الدولة جاء من عليائه وبكبرياء شديد لإنقاذ الوطن، ولاؤه للرئيس ولكن ولاءه الأول للوطن فهذه مهمته الأساسية الدفاع عن مصر.
قد تكون المؤسسة العسكرية انقسمت في بداية ثورة 25 يناير فاستخدام العنف لتفرقة المتظاهرين لم يكن مقبولاً والسبب بسيط هو أن الشعب التحم في التظاهرات ولم يكن المتظاهرون هم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فقط، وهذا جاء بسبب مبارك أولاً لأنه لم يقتنع ولم يشأ أن يقتنع أن هناك شعباً غاضباً يمكن استغلاله في لحظات.
لا يراودني أدنى شك في أن جيش مصر قادر على تأمين انتقال سلمي للسلطة وبطريقة تحفظ مؤسسات الدولة المختلفة وتحقق مطالب الشعب وتلبي طموحاته ولو لم يكن الجيش مع "مصلحة الوطن" لما سقط النظام فحسب ولكن كانت ستسقط الدولة بأسرها.
فقد مبارك ذراعي القوة - الجيش والداخلية - وبعد اكتشافه حقيقة نجله جمال ضحى بالحاشية الصغيرة التي أضاعت مصر ولم يقترب من الحرس القديم لسببين، الأول هو أنه لن يشعر بالأمان بدونهم بعدما تخلت عنه القوة، والثاني هو أن أتباع جمال هم المسئولون عن الأزمة وقد تخف وطأة الاحتجاج حال التخلص منهم وهو فهم خاطئ لحقيقة الأمر.
جمال مبارك أخطأ بشدة عندما نسي أن مصر بها شعب يغضب وليست "سوبر ماركت" ولم يفكر ولم يكن يتوقع لا هو ولا الداخلية أن الإخوان المسلمين قادرون على تعبئة الجماهير بهذه الطريقة لإسقاط النظام.
ما يجب أن يعلمه جمال مبارك هو أن الغضب الشعبي منك ومن والدك تعدى حاجز الخوف من الإخوان.
تهاوت أذرع مبارك ولم يتبق له سوى رجاله المقربين الذين جاءوا معه منذ بداية المشوار وهم مخلصون له بشدة لأنه رأسهم إذا ما سقط سقطوا، ولأنهم شركاء الأمس والحاضر والغد، هم كيان واحد على دراية كاملة بعلم السياسة وقعوا في مأزق كبير بسبب الطفل المدلل.
الأزهر والكنيسة لم يكونا قادرين على احتواء الغضب الشعبي وهو ما ينذر بأزمة ثقة بين الجماهير وبين المؤسسات الدينية "وليس الدين لأنه في الصدور أولاً ولا يحتكره مبنى يكتظ بالموظفين" وإن كان من بين شيوخ الأزهر وقساوسة الكنيسة من آمن بالثورة ورحب بها بل ودعا إليها وشارك فيها.
لم يجد الجيش مفراً من رحيل مبارك لإسكات الجماهير والتفاوض مع الإخوان الذين اشترطوا ذلك، لكن الجيش أيضاً كان حريصاً على عدم إهانة مبارك وفتح الطريق أمام الإخوان لإملاء مطالبهم من مكان مرتفع.
سقوط مبارك في سطور:
1- تظاهرات في 25 يناير كانت متوقعة من قبل النظام
2- استمرار الاحتجاجات والإخوان المسلمين يتابعون الموقف
3- جمعة الغضب تشهد دخول الإخوان بقرار من شورى الجماعة والهدف إسقاط نظام مبارك بالكامل واستغلال غضب الشعب
4- الإخوان يقلبون كل المقاييس وينتصرون على الشرطة لأنهم مدربون ومنظمون
5- مبارك يحاول امتصاص غضب الشعب بإقالة الحكومة والتخلص من جمال وأعوانه
6- مبارك يطلب من الجيش التدخل وإبادة الإخوان المسلمين
7- الجيش يرفض لأن الشعب مشارك في التظاهرات وليس الإخوان وحدهم
8- الجيش يضغط على مبارك لتقديم مزيد من التنازلات لامتصاص غضب الشعب وخروجه من التظاهرات وترك الساحة للإخوان فيسهل التخلص منهم
9- مبارك يعلن عدم ترشحه لا هو ولا نجله للانتخابات الرئاسية المقبلة
10- جزء كبير من الشعب يتعاطف مع قرار مبارك والإخوان يشعرون بالخطر الشديد
11- الإخوان يلجأون إلى إفقاد خطاب مبارك لمصداقيته بتوجيه البلطجية للاعتداء على المتظاهرين وإطلاق سراح المساجين للضغط على النظام، وهي طريقة يعلمها دارسو السياسة جيداً
12- الجيش في ورطة كبيرة ما بين الاستجابة لمطلب شعبي بتنحي مبارك وبين إشاعة الفوضى في مصر من قبل الإخوان
13- مبارك يرفض التنحي لأن ذلك إهانة كبيرة له ويعين عمر سليمان نائباً له
14- الجيش يرفض الاعتداء على البلطجية لأنهم من الشعب ويترك الساحة لمن ينتصر
15- الشعب يشارك بشكل أكبر في الاحتجاجات وهو ما يعقد موقف مبارك
16- عمر سليمان يفتح باب المفاوضات مع الإخوان للمرة الأولى في تاريخ الجماعة
17- الإخوان يصرون على رحيل مبارك ويتعهدون بقلب البلد جحيماً إذا ظل في الحكم
18- مبارك يتنحى لإنقاذ مصر ويسلم سلطاته إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإفراغ الساحة أمام السلطة والإخوان للتفاوض
19- الإخوان يبدأون التفاوض مع المجلس العسكري
أدلة على أن الإخوان هم من حركوا الجماهير:
1- كلمة عمر سليمان عندما دعا الإخوان للتفاوض وقال إنها فرصة ثمينة لهم ومن غير المعقول أن يطلب النظام الحوار مع جماعة اعتبرها محظورة طيلة 60 عاماً إلا إذا كان يعلم تماماً أن الكرة في ملعبها
2- إعلان الإخوان عن عزمهم إنشاء حزب سياسي، ثم تعيين المستشار طارق البشري (المقرب من الجماعة) رئيساً للجنة تعديل الدستور
3- هاتان الخطوتان لم تحدثا بعد تنحي مبارك مباشرة، ما يعني أن الإخوان تفاوضوا مع القوات المسلحة وتم التوصل إلى اتفاق سيعلن عن بنوده تباعاً
4- الشيخ يوسف القرضاوي "الإخواني الفكر" يؤم المصلين في ميدان التحرير يوم جمعة النصر
5- سياسيون ومفكرون وإعلاميون ورجال أعمال معروفون بانتمائهم الكامل لمصر وليس لنظام مبارك طالبوا المتظاهرين بالعودة إلى بيوتهم وقبول رحيل مبارك بعد 6 أشهر ومن بينهم السيد عمرو موسى وغيره
لا أعلم إن كان الإخوان انتهوا من التفاوض مع المجلس العسكري أم لا تزال هناك بعض النقاط محل دراسة.
لكن في النهاية فإن محمد حسني مبارك هو أول رئيس عربي يسقطه الإخوان المسلمين منذ إنشاء الجماعة وهذا إنجاز غير مسبوق للجماعة.
الفترة الحالية تتطلب منا جميعاً أن نقف يداً واحدة فنحن الشعب الذي لولاه ما نجح الإخوان في إسقاط النظام، والهدف كان مشتركاً لأنه نظام افتقد إلى الشرعية وأفسد مصر طولاً وعرضاً وكان يجب أن يرحل لكن الآن نحن من يحدد إلى أين سنتجه وليس الإخوان المسلمين أو أعوان أمريكا في مصر.
إذا ما قال البعض إن الإخوان شاركونا الهدف سأقول له نعم ولكنهم لم يشاركونا المنهج، لجأوا إلى إطلاق المساجين والبلطجية على المتظاهرين لاستقطاب الشعب عملاً بالقاعدة السياسية القديمة "الغاية تبرر الوسيلة" وهي قاعدة لا تتفق مطلقاً مع تعاليم الإسلام.
موقف الغرب وتحديداً الولايات المتحدة غير واضح المعالم، حيث كانت آخر طموحاتهم أن يشعر المصريون بأن الأمريكيين يساندونهم من أجل الحصول على الحرية والديمقراطية وأعتقد أن هذا حديث غير متزن.
أمريكا صنعت في مصر الكثير من العملاء ولا داعي لذكر أسماء بعينها فهم يعرفون أنفسهم وأحدهم أصبح أشهر الوجوه التي ظهرت على الساحة مؤخراً واعتبره الإعلام أحد أبطال الثورة وهو لا يتحرك خطوة واحدة بدون أوامر أمريكية صريحة وحضر إلى مصر في جمعة الغضب، اليوم الذي شهد التفاف العديد على ثورة الشعب وربح الإخوان المعركة في النهاية.
بعد تنحي مبارك ظهر هذا الشاب الثري على إحدى القنوات الفضائية الشهيرة ليبكي على الشهداء وبعدها انطلق ليرقص.
لن أقبل عزاءك يا هذا ولا عزاء الإخوان المسلمين في الشهداء، نحن الشعب الذي صنع الثورة ونحن أصحاب الحق ولن نفوضكم للحديث نيابة عنا لا أنتم ولا قوى المعارضة الواهية التي صنعها النظام السابق.
تحضرني الآن حكمة شهيرة تقول: "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين".
هذه هي حقيقة ثورة 25 يناير، واللاعب الحقيقي كان الشعب المصري.
شكراً للإخوان المسلمين وجميع الحركات السياسية ولكن لكل منكم أحلامه الخاصة ونحن نرفضها جميعاً، فمطالبنا واضحة (حرية، عدالة، كرامة، أخلاق) .. وشعارنا لا فساد ودولتنا نريدها مدنية والعبرة بصناديق الاقتراع النزيهة لنا ولكم.
ما يدور الآن في الإعلام المصري هو محاولة لإطفاء صيغة الشعبية على الثورة لأنها "ثورة شعب" وليس إخوان وهذه حقيقة، ولكن هناك ملاحظة واحدة فقط أين كنتم عندما سلبت أموال الشعب وقهره المستبدون والطغاة، أتمنى ألا يحدث ذلك مجدداً ولتعلموا أنكم في حاجة إلى الشعب والشعب في حاجة إليكم، أنتم لستم الحكام نحن أصحاب الحق وأنتم إداريون ومحترفو سياسة.
وسقطت منظومة مبارك
لم يكن نظاماً بقدر ما كان منظومة تجاوزت مرحلة الفساد إلى الإفساد المنظم والقمع المنظم وتدمير العقول والبنيان والشجاعة والنخوة إن صح التعبير، ولكنها في النهاية تجارة خاسرة فالحاكم يخرج من الشعب وليس الشعب هو من يخرج من جراب الحاكم.
جاء في تاريخ العظماء أن رجلاً رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينام في العراء دون حرس وهو أمير المؤمنين وقائد المسلمين فقال: حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر".
قال الله تعالى: "فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية"
صدق الله العظيم
لا تنس قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.