منذ إعلان عزل مرسى، وأنصاره معتصمون في بعض الميادين، يحتكون ببعض معارضى الرئيس وأحيانًا بالحرس الجمهوري؛ مما تسبب فى مقتل العشرات من المواطنين وإصابة المئات، ولم ينجُ من القتل رجال الجيش؛ فقد قتل ظابط وأصيب العشرات من قوات الحرس الجمهورى، بعد ما اعتبرت قيادات جماعة الإخوان المسلمين أن ما حدث لرئيسهم ما هو إلا انقلاب عسكرى، غير معترفين بنزول ما يقرب من 33 مليون مصرى إلى الميادين طبقًا لتقديرات الوكالات العالمية للمطالبة برحيل مرسي. على الجانب الآخر بدأت القوى السياسية فى "المصالحة الوطنية"؛ لاحتواء الموقف ووقف العنف بالشارع المصرى؛ على أمل أن يعود الشارع المصرى لحمة واحدة دون تقسيم أو احتقان. يقول أحمد البرعى القيادى بحزب الدستور والعضو بحبهة الإنقاذ الوطنى "إن مبادرة المصالحة الوطنية لا بد أن تجد تأييدًا من جميع أطراف القوى السياسية؛ لاحتواء الموقف، فقد أخذ الإخوان الحكم عامًا وفشلوا، وهذا لا ينفى أنهم مواطنون ولهم الحق فى الوطن، فعليهم تقديم من تسبب فى إراقة الدماء للمحاكمة، أما المتواجدون الآن برابعة فهم أشقاء فى الوطن ولا بد من مشاركتهم فى الحياة السياسية مرة أخرى كفصيل سياسى؛ لأن تجاهلهم سيزيد احتقانهم فى المجتمع، وأعتقد أنه بعد ثورة يونيه لا يصح إقصاء أى فصيل، فالجانى يعاقب، وغير ذلك له حق فى الحياة السياسية". وتتفق معه هبة ياسين المتحدثة باسم التيار الشعبى، والتي ترى أن "المصالحة الوطنية لمن لم يجرم أو يفسد أو يقتل أو يحرض على القتل. أما كل من اتهم بذلك فلا بد من محاكمته؛ لأنهم سبب فيما وصلنا إليه من تقسيم وتشرذم فى المجتمع وإراقة الدماء، وغير ذلك فهم فصيل وجزء من المواطن لا نستطيع تجاهله، وأيدينا طيلة الوقت ممدودة للمصالحة الوطنية؛ حتى يعود الوطن كما كان"، وأشارت إلى أنهم "أداروا البلاد، ففشلوا، وعليهم العودة مرة أخرى إلى صفوف الجماهير وعدم الانصياع إلى كلام قياداتهم التى ستحاكم بالتحريض". وأوضح مصطفى الحجرى المتحدث الإعلامى ل 6 إبريل "وافقنا على عرض طلب المصالحة الوطنية على شباب الإخوان الذين فى الواقع بعيدون كل البعد ومنفصلون عن قياداتهم الذين تلوثت أيديهم بدماء المصرين من خلال تحريضهم فى خطاباتهم المتعددة والتى تخرج من بعض القيادات غير المسئولة، فالمصالحة الوطنية على أرضية عدالة انتقالية لكل من أفسد أو قتل أو حرض أعتقد أنه الحل الوحيد للخروج من تلك الأزمة التى حلت علينا مؤخرًا منذ عزل مرسى من مصبه". ولفت يسرى حماد رئيس حزب الوطن إلى أنه "لم يكن هناك خطوات جادة لتفعيل ما سمى بالمصالحة الوطنية، وخصوصًا أن بعض قيادات جبهة الإنقاذ الوطنى رفضت تلك المبادرة، على الرغم من أننا كنا أول من أاطلقناها ودافعنا عنها"، مشددًا على لأنه "لا بد من المصالحة الوطنية لإيقاف ما يحدث وإيقاف إراقة الدماء، ورغم كل هذا إذا كان هناك خطوة جادة بالفعل فى المصالحة الوطنية، فنحن سنكون أول المتواجدين وممدودة أيدينا على الرغم من كل ما حدث"، مشيرًا إلى أنه "إذا كان هناك من أخطأ، فحق للباقى المشاركة فى الحياة السياسية". البرعي: المحاكمة لكل من أفسد أو حرض على القتل هو الحل ياسين: الإخوان جزء من المجتمع الحجري: قيادات الإخوان تسببوا في إراقة الدماء