في ظاهرة ليست الأولى من نوعها في مصر كارثة تهدد صحة المئات من سكان قرى المعتمدية وناهيا وأبو رواش وكفر حجازي بمحافظة الجيزة "اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب". ويبدو أن هيئة مياه الشرب والصرف الصحي والشرب الصحي الحكومية تسعى إلى تطبيق اسمها، خلط المصطلحين معا على أرض الواقع وأن المصريين اعتادوا سماع الاسم وشربه في الوقت ذاته. قال مجدي أبو العلا نقيب الفلاحين بمحافظة الجيزة: إن المأساة التي تعيشها تلك القرى بدأت منذ 12 عامًا نتيجه اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي الأمر الذي يضطرهم لاستخدام الشبه لتنقيه المياه في المنازل، مؤكدًا أن المستوى المادي للقرى لا يسمح لأن يقوم الجميع باستخدام فلاتر تنقية المياة فضلا عن ما خلفته تلك المشكله من مشكلات أخرى ألا وهي إصابة الكثيرين بأمراض الفشل الكلوي، وموت البذرة حيث إن الفلاحين يروون الأراضي من الترع التي تصب فيها مياه الصرف الصحي إضافة إلى ذلك أن محطات الصرف الصحي تصب في مياه نهر النيل والتي أدت إلى التأثير السلبي على الثورة السمكية. وأوضح أن الكارثة تكمن في ثلا ث نقاط أساسية أولها أن محطات الصرف الصحي بمحافظة الجيزة تلقي الصرف الصحي في نهر النيل رغم أن القوانين تحرم إلقاء الصرف في النيل وتجرمه " فالنيل حياة المصريين" والمسؤلين "نايمين وأكيد ليهم مصلحة في صمتهم عن الكارثة"، مشيرًا إلى أنه على فرع رشيد توجد محطات مياه تابعة لشركات المياه والصرف الصحي والتي ترفع المياه مرة أخرى وضخها للأهالي بعد تلوثها بمياه الصرف الصحي!! فيتغذى أهالي تلك القرى بكل بساطة على مياه "المجاري ليصيبهم بالفعل أمراض الفشل الكلوي التي قضت على الكثيرين منهم، مشيرًا إلى أنه لم يكن هناك مستفيات في تلك القرى جاهزة للغسيل الكلوى ومعالجة تلك الأمراض الخطيرة "فأين الحقوق الأدمية في ذلك؟! موضحًا أن هناك بعض وحدات الفشل الكلوى تم إنشاؤها أخيرًا بفض الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني. أما النقطة الثانية تتمثل في ضرر الأراضي الزراعية والفلاحين فجميع الترع التي يتم سحب منها مياه لري الأراضي الزراعية تصب فيها مياه الصرف الصحي مما يتسبب في موت البذرة وإصابة الفلاحين أيضًا بأمراض مختلفة، والثالثة: إلقاء مخلفات الصرف الصحي في نهر النيل أدى إلى انقراض العديد من أنواع الأسماك المختلفة ليتبقى نوع واحد ألا وهو "الأرموط" الذي يتغذى على الصرف الصحي، هذا ما تسبب إلى قطع أرزاق الصيادين بالمنطقة. واتهم "أبو العلا" المسئولين بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالتسبب في الأزمة وتجاهلهم الكارثة رغم عدم صغرها، مضيفًا"أنهم تقدموا بعدة شكاوى من أصغر مسئول إلى أكبر مسؤل" الأمر الذي خلف وراءه مريضًا على الأقل في كل منزل بسبب المياه الملوثة. وعليه يطالب كل مسئول قصر في الأمر عليه اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة. ويرى أنه بدلًا من صرف المستشفيات الملايين من الجنيهات على تلك الأمراض كان من الممكن إنفاقها على معالجة المياه وإرسالها إلى الصحراء في الصحراء لزراعة الغابات الشجرية ومنها إعطاء الشباب تلك الأراضي لاستصلاحها والقضاء على البطالة أيضا؟! مؤكدًا أن الكارثة خطة ممنهجة للقضاء على الشعب المصري من النظام السابق وما زالت قائمة حتى الآن. وطالب"أبو العلا" محافظ الجيزة وشركة مياه الشرب والصرف الصحي بسرعة حل الكارثة والإعلان عن الحقائق المرتبطة بالكارثة كافة, كما طالب وزارة الصحة بالإعلان عن خطتها الوقائية والعلاجية فى التعامل مع الكارثة خاصة وأن هناك العديد من المناطق والقرى الريفية التي تتشابه حالتها من حيث وضعية مياه الشرب والصرف الصحي مع حالة القرى المذكورة، وإعلان وزارة الدولة لشئون البيئة عما بحوزتها من معلومات مع إعداد تقرير عن الكارثة واحتمالات انتشارها في المناطق القريبة ليصدر ضمن التقارير الدورية التي تصدرها الوزارة، أن يكلف المسئولون من مجلس الشورى لجنة الصحة والبيئة بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق إلى المنطقة المنكوبة على أن يتم إشراك منظمات المجتمع المدني المعنية بالموضوع في اللجنة. نهر "الصرف الصحي" النيل سابقًا يصب في بطون الفلاحين. فلاحو "المعتمدية، كفر حجازي، ناهيا، أبو رواش"يشربون مياه المجاري. المصريون اعتادوا سماع اسم هيئة مياه الشرب والصرف الصحي وشربه في الوقت ذاته. "نقيب الفلاحين": صمت المسئولين وراءه مصالح خاصة.