دخل السجن لمدة 19 عامًا، بعد محاولة فاشلة لإطعام أولاد أخته السبعة، بعد أن قبض عليه لسوء حظه، واتهم بالسطو على بيت آهل بالسكان، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات مع الأشغال الشاقة، من أجل رغيف خبز. كان "جان فالجان" عاطلًا عن العمل، ولم يكن في البيت حتى قطعة خبز، في السجن حاول الهرب عدة مرات، مما أدى لتمديد فترة عقوبته. من هنا انطلقت أحداث "البؤساء" للكاتب الفرنسي "فيكتور هوجو"، الذي مرت أمس الأربعاء ذكرى وفاته ال 128. تحول كاتب الرومانسية في "البؤساء" إلى فيلسوف ومتدين، يتكلم عن التوبة ونهوض الإنسان بالندم والتكفير الطوعي، أيضًا الحرية كانت من أهم الجوانب في حياة كاتب أحدب نوتردام الشهير، رأى في نفسه صاحب رسالة، كقائد للجماهير، قائد لا بالسيف أو المدفع وإنما بالكلمة والفكرة، فهو أقرب إلى زعيم روحي للنفس البشرية أو صاحب رسالة إنسانية. ولد هوجو في 26 فبراير 1802، وهو أديب وشاعر فرنسي، من أبرز أدباء فرنسا في الحقبة الرومانسية، وترجمت أعمالة لأغلب اللغات، أثّر في العصر الفرنسي الذي عاش فيه، وقال "أنا الذي ألبست الأدب الفرنسي القبعة الحمراء"، يقصد قبعة الجمال، عاش هوجو في المنفى خمسة عشر عامًا، خلال حكم نابليون الثالث، من عام 1855 حتى عام 1870، أسس ثم أصبح رئيسًا فخريًا لجمعية الأدباء والفنانين العالمية عام 1878، وتوفي في باريس في 22 مايو 1885. كتب هوجو أول مسرحية له- وكانت من نوع المأساة- وهو في سن الرابعة عشرة من عمره، وحين بلغ سن العشرين نشر أول ديوان من دواوين شعره، ثم نشر بعد ذلك أول رواية أدبية، تحدث عن طفولته كثيرًا، قائلًا "قضيت طفولتي مشدود الوثاق إلي الكتب". مثّل هوجو الرومانسية الفرنسية بعيونه المفتوحة على التغيرات الاجتماعية، مثل نشوء البروليتاريا الجديدة في المدن، وظهور قراء من طبقة وسطى، والثورة الصناعية والحاجة إلى إصلاحات اجتماعية، فدفعته هذه التغيرات إلى التحول من نائب محافظ بالبرلمان الفرنسي، مؤيد للملكية إلى مفكر اشتراكي ونموذج للسياسي الاشتراكي، الذي سيجيء في القرن العشرين، بل أصبح رمزًا للتمرد على الأوضاع القائمة. تم نشر أكثر من خمسين رواية ومسرحية لفيكتور هوجو خلال حياته، من أهم أعماله "أحدب نوتردام، البوساء، رجل نبيل، عمال البحر، آخر يوم في حياة رجل محكوم عليه بالإعدام"، وفي عام 1827 نشر مسرحيته التاريخية كرومويل التي استقبلت بحماس شديد، وحققت نجاحًا في الأوساط الفنية والأدبية. وفي عام 1831 نشرت مسرحيته "هرناني"، ونشرت روايته الأدبية أحدب نوتردام التي أثارت الأعجاب وترجمت إلى العديد من لغات العالم، وفي نفس العام تم تنصيبه إمامًا للكتاب والأدباء الرومانسيين، وفي عام 1862 نشرت أروع وأعظم رواياته الأدبية وهي رواية "البؤساء"، ونشرت بعد ذلك رواية "الرجل الضاحك"، وفي عام 1876 اختير عضوًا في مجلس الشيوخ الفرنسي.