استضاف مسرح الجامعة الأمريكية بالقاهرة الجديدة هذا الأسبوع عرضا لمسرحية «البؤساء» رائعة الكاتب الفرنسي الكبير فيكتور هوجو حيث تم تقديمها بشكل غنائي ولأول مرة باللهجة العامية المصرية في أداء رائع ومؤثر لطلبة قسم الفنون في الجامعة الأمريكية إمتزجت فيها الثورة الفرنسية ضد الفقر والظلم والقهر مع الثورة المصرية. وألهب هذا العمل الذي قاده المخرج محمد أحمد أبو الخير مشاعر الجمهور وحرك عواطفهم الفينة، قانعين بأن الإنسان واحد في كل زمان ومكان والنضال ضد الظلم والقهر يوحد الإنسانية على مر الأزمنة والعصور. وإستطاع فريق العمل المبدع والموهوب إخراج عمل أدبي غربي إلى النور في نسخة مصرية صميمة تكاد تشعر معها بأنها كتبت أصلا باللغة العربية ودارت أحداثها في مصر،ونجح هذا الفريق بحرفية شديدة في تمصير هذا العمل الغربي بكلمات باللغة العامية . وقامت بترجمتها سارة عناني الناقدة والمخرجة وإستطاعت إخراج جوهر الكلمات الأصلية للرواية إلي العامية المصرية بإقتدار شديد،ثم نيفين علوبة مديرة الموسيقى التي أدارت هذا الأداء الموسيقي الرائع وأخيرا روزالي كابس عازفة البيانو وهى الآلة الوحيدة التي أستخدمت في هذا العمل الأوبرالي. واختتم هذا العمل بأغنية «قول وغني بأعلى صوت، لأ مش هانسيب الثورة تموت». وشارك فيها جميع الممثلين في أداء موسيقي متناغم إمتزجت فيه اصوات نابضة بالحياة فإستحق تصفيق وتحية وصيحات الإعجاب من المئات الذين شاهدوا هذا العمل الفريد. ولد فيكتور هوجو في بيزانسون بمنطقة الدانوب شرقي فرنسا، وعاش في المنفى خمسة عشر عاما، خلال حكم نابليون الثالث، أصبح رئيسا فخريا لجمعية الأدباء والفنانين العالمية عام 1878 وتوفي في باريس في 22 مايو 1885. وكان والده ضابطا في الجيش الفرنسي برتبة جنرال، وتلقى فيكتور هوجو تعليمه في باريس وفي أسبانيا، وكتب أول مسرحية له وهو في الرابعة عشرة من عمره، وحين بلغ سن العشرين نشر أول ديوان من دواوين شعره، ثم نشر بعد ذلك أول رواية أدبية. وكان يري في نفسه صاحب رسالة، كقائد للجماهير ليس بالسيف أوالمدفع وانما بالكلمة والفكرة، فهو اقرب إلى زعيم روحي للنفس البشرية أو صاحب رسالة إنسانية. وجسد هوجو الرومانسية الفرنسية بعيونه المفتوحة على التغيرات الاجتماعية مثل نشوء البروليتاريا الجديدة في المدن وظهور قراء من الطبقة الوسطى والثورة الصناعية والحاجة إلى إصلاحات اجتماعية، فدفعته هذه التغيرات إلى التحول من نائب محافظ بالبرلمان الفرنسي مؤيد للملكية إلى مفكر اشتراكي ونموذج للسياسي الاشتراكي الذي سيجيء في القرن العشرين، بل أصبح رمزا للتمرد على الأوضاع القائمة. تم نشر أكثر من خمسين رواية ومسرحيات منها:أحدب نوتردام، البوساء، رجل نبيل، عمال البحر، وآخر يوم في حياة رجل محكوم عليه بالإعدام.