تختلف نظرة المبدع فى مجال الأدب أو الفنون الى ما يراه من شخصيات أو ما يعاصره من أحداث عن رؤية غيره من الناس , فالأديب أو الفنان يتأثر بما يمر به ويترك فيه آثار يستطيع أن يعبر عنها فى أعماله الأدبية أو فيما يجسده من شخصيات فينقل الى المتلقى الواقع فى اطار من الخيال ويضفى على الشخصيات التى يقدمها أبعادا إنسانية وقيماً جمالية تؤثر فى الجمهور وتعلق فى وجدانهم مما يتيح لها الشهرة واستمرار التأثير واعجاب المشاهدين لها وقد تكون هذه الشخصيات هامشية لا يلاحظها أحد الا عين المبدع الذى يعطيها بقلمه دورا مؤثرا فى الحياة أو يجسدها الفنان بأداء يرقى بها الى تصديق وجودها فى المجتمع .. وفى رأيى ان هذا ما يحقق لهؤلاء المبدعين العالمية والاستمرارية لشهرتهم وارتفاع مكانتهم الأدبية مهما مرت عقود الزمان .. وحديثى هذا عن الأديب الفرنسى العالمى « فيكتور هوجو « الذى مازالت أعماله الروائية تحظى بشهرة واسعة وتقدم فى أفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية حتى الآن ومنها رواية» الأحدب» التى نعرفها بأحدب نوتردام وقد قدمتها السينما فى أفلام منذ عام 1923وحتى عام 1997 مرورا بفيلم رسوم متحركة لوالت ديزنى فى عام 1982 , وهاهو مسرح الطليعة يقدم هذه القصة الانسانية لمدة شهر انتهى آخره فى 28 نوفمبر الماضى وللأسف برغم الجهد الكبير والنجاح فى تقديم العرض خلال ساعة وفصل مسرحى واحد لم تحظ المسرحية بالإقبال الجماهيرى الكبير لعدم الدعاية الكافية للمسرحية والتسويق لهذه الكوكبة من النجوم الذين تنافسوا جميعا لتقديم المتعة والثقافة العالمية لجمهور كان لايتعدى فى بعض الأمسيات العشرين متفرجا وأعتقد ان مسارح القطاع التابع للبيت الفنى المسرحى يعانى أيضا من قلة الجمهور وتضيع ميزانيات المسارح بلا عائد نتيجة لإهمال ادارة التسويق بالبيت الفنى للمسرح لعملهم والاكتفاء ببعض الاعلانات على استحياء على جدران المسارح ومساحات قليلة فى بعض الصحف اليومية وأعود الى رائعة هوجو « أحدب نوتردام» التى نجح محمود جمال فى صياغتها واعدادها للعرض مقدما فكرتها فى فصل واحد أخرجه المخرج الشاب محمد علام مستخدما أدوات العمل المسرحى بشكل يخدم المضمون ويراعى الزمان والمكان الذى تجرى فيه الأحداث تساعده مجموعة من الفنيين فى الديكور والملابس والإضاءة والماكياج والموسيقى ودق الطبول التى كانت معبرة عن القوة والسلطة وممثلين أجادوا أدوارهم .. وللحديث بقية ان كان فى العمر بقية . [email protected]