أعادت قصة وفاة الطفل ياسين نتيجة إهمال أطباء وممرضي مستشفى 6 أكتوبر، إلى الأذهان حالات كثيرة مشابهة حدثت خلال الفترة القليلة الماضية. تداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي قصة الطفل ياسين الذي توفي نتيجة الإهمال الطبي والتشخيص الخاطئ لحالته، ومن ثم وضعه داخل الحضانة، دون أي اهتمام من قبل الأطباء أو فريق التمريض، الذي نزع "الفيشة" الكهربائية للحضانة ووضع مكانها شاحن الهاتف المحمول، ما أودى بحياة الطفل الرضيع في الحال. الإهمال بالمستشفيات، خاصة قسم الحضانات، ليس وليد اليوم، وتتضح الأزمة من خلال الحوادث التي راح ضحيتها آلاف الرضع بسبب الإهمال تارة، وقلة أعداد الحضانات تارة أخرى، حتى توفى عدد كبير من الأطفال حديثي الولادة، حيث ذكر جهاز التعبئة والإحصاء العام الماضي أن ألفا و907 حالات في محافظة الشرقية فقط ماتوا خلال عام واحد، وفي محافظة المنوفية فارق ثلاث أطفال الحياة بمستشفى شبين الكوم إثر إهمال فريق التمريض بعدما رشوا الحضانة بمادة الكمبروسر. الإحصائية رصدت أيضا وفاة طفل رضيع يدعى ياسين مروان بمحافظة الشرقية بعدما تعرض لإهمال طبي جسيم إثر دخوله الحضانة، ما أدى إلى بتر ذراعه ثم وفاته في الحال، أما الطفل محمد حسن توفى بسبب تعرضه إلى حرق بإصبعه داخل الحضانة بمستشفى بركة السبع، بعدما تركت الممرضة وعاء مياه ساخنة بجواره، ومات أيضا 18 طفلا بمستشفى المبرة التابعة لهيئة التأمين الصحي بطنطا؛ نتيجة الإهمال، إلى جانب وفاة 6 أطفال بمستشفى الدمرداش بسبب الإهمال في الإشراف على الحضانات أيضا. وقال الدكتور أحمد عمران، أخصائي أطفال، إننا نشهد أزمة حقيقية بالحضانات؛ تبدأ من قلة أعدادها بصورة كبيرة خاصة في المستشفيات الحكومية، مرورا بتعيين فريق من التمريض ليس لديه أي خبرة في التعامل مع أجهزة الحضانات، مضيفا ل"البديل" أن الكارثة تكمن في وفاة الكثير من أطفال الأنابيب بسبب إهمال الحضانات، ما يولد حسرة لدى الأهالي على أطفالهم وأموالهم التي أنفقوها على العملية، مطالبا وزارة الصحة بضرورة توفير عدد أكبر من الحضانات، ويجب على المسؤولين بالمستشفيات اتخاذ جميع الاحتياطات لتفادي الإهمال سواء من الأطباء أو فريق التمريض. ومن جانبه، أكد الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن الوزارة سوف تبحث الأمر لمعرفة سبب وفاة الطفل ياسين، كما أنها سوف تبحث أزمة إهمال الرضع بالحضانات، التي أدت إلى وفاة الكثير من الأطفال.