تعليم الجيزة تحصد المراكز الأولى في مسابقة الملتقى الفكري للطلاب المتفوقين والموهوبين    عمال الجيزة: أنشأنا فندقًا بالاتحاد لتعظيم استثمارات الأصول | خاص    التعليم العالي تعلن فتح برامج المبادرة المصرية اليابانية للتعليم EJEP    الكويت ترحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعادة النظر بعضوية دولة فلسطين    تقرير إدارة بايدن يبرئ إسرائيل من تهمة انتهاك القانون الدولى فى حرب غزة    القاهرة الإخبارية: الإمارات تستنكر دعوة نتنياهو لإدارة قطاع غزة    في أقل من 24 ساعة.. «حزب الله» ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل    كرم جبر: على حماس أن تستغل الفرصة الراهنة لإحياء حلم «حل الدولتين»    محمود ناصف حكم مباراة الأهلى وبلدية المحلة.. وأمين عمر لمواجهة المصرى وبيراميدز    جوميز يركز على الجوانب الفنية فى ختام ثانى تدريبات الزمالك بالمغرب    إبراهيم سعيد ل محمد الشناوي:" مش عيب أنك تكون على دكة الاحتياطي"    فوزى لقجع ورضا سليم يتوسطان للصلح بين حسين الشحات والشيبى    إصابة 13 عاملا إثر حادث سيارة في الغربية    طقس معتدل في محافظة بورسعيد بعد العاصفة الترابية.. فيديو وصور    مصرع شخص صدمته سيارة طائشة في بني سويف    المهم يعرفوا قيمتي، شرط يسرا لوجود عمل يجمعها مع محمد رمضان (فيديو)    إحالة جميع المسؤولين بمديرية الصحة بسوهاج للتحقيق    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الكبير.. سعر الذهب والسبائك اليوم السبت 11 مايو 2024 بالصاغة    " من دون تأخير".. فرنسا تدعو إسرائيل إلى وقف عمليتها العسكرية في رفح    قرار عاجل من ريال مدريد بشأن مبابي    مباريات اليوم السبت 10-05-2024 حول العالم والقنوات الناقلة    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك يوماً يتجلّى فيه لطفك ويتسع فيه رزقك    مواعيد مباريات اليوم.. الأهلي ضد بلدية المحلة.. ونهائي أبطال آسيا وتتويج مرتقب ل الهلال    موازنة النواب عن جدل الحساب الختامي: المستحقات الحكومية عند الأفراد والجهات 570 مليار جنيه    عز ينخفض لأقل سعر.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 11 مايو بالمصانع والأسواق    الزراعة: زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع لأكثر من 5 ملايين طن    مأمورية من قسم الطالبية لإلقاء القبض على عصام صاصا    آبل تخطط لاستخدام شرائح M2 Ultra فى السحابة للذكاء الاصطناعى    خبير دستوري: اتحاد القبائل من حقه إنشاء فروع في كل ربوع الدولة    السياحة عن قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية ضمن خطة تخفيف الأحمال: منتهى السخافة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 11 مايو على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    برج الجدى.. حظك اليوم السبت 11 مايو: تجنب المشاكل    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    أبناء السيدة خديجة.. من هم أولاد أم المؤمنين وكم عددهم؟    الشعبة تكشف تفاصيل تراجع أسعار الدواجن والبيض مؤخرًا    تناول أدوية دون إشراف طبي النسبة الأعلى، إحصائية صادمة عن حالات استقبلها قسم سموم بنها خلال أبريل    زيادات متدرجة في الإيجار.. تحرك جديد بشأن أزمة الإيجارات القديمة    النائب شمس الدين: تجربة واعظات مصر تاريخية وتدرس عالميًّا وإقليميًّا    الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    النجم شاروخان يجهز لتصوير فيلمه الجديد في مصر    القانون يحمى الحجاج.. بوابة مصرية لشئون الحج تختص بتنظيم شئونه.. كود تعريفى لكل حاج لحمايته.. وبعثه رسمية لتقييم أداء الجهات المنظمة ورفع توصياتها للرئيس.. وغرفه عمليات بالداخل والخارج للأحداث الطارئة    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    مصرع شاب غرقًا في بحيرة وادي الريان بالفيوم    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    5 علامات تدل على إصابتك بتكيسات المبيض    لأول مرة.. المغرب يعوض سيدة ماليا بعد تضررها من لقاح فيروس كورونا    حكومة لم تشكل وبرلمان لم ينعقد.. القصة الكاملة لحل البرلمان الكويتي    هشام إبراهيم لبرنامج الشاهد: تعداد سكان مصر زاد 8 ملايين نسمة أخر 5 سنوات فقط    الجرعة الأخيرة.. دفن جثة شاب عُثر عليه داخل شقته بمنشأة القناطر    حلمي طولان: «حسام حسن لا يصلح لقيادة منتخب مصر.. في مدربين معندهمش مؤهلات» (فيديو)    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية: العدالة الكاملة القادرة على ضمان استعادة السلام الشامل    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«حضانات الحكومة».. هنا ينتظر الموت المجاني أطفال المصريين
نشر في التحرير يوم 02 - 08 - 2015

نسب العجز فى حضانات المحافظات بلغت 70%.. والمراكز الخاصة تجبر الأهالى على توقيع شيكات أولاً
إعداد قسم المحافظات - تصوير: محمد شوقي
لم يعد هناك شىء يجلب السعادة الحقيقية للمصريين سوى أن تُرزق الأسرة بمولود جديد، مولود جديد يساوى حياة وفرحة عارمة للجميع، أصوات البكاء التى كانت تتردد خارج حجرة العمليات تتحول فجأة إلى ضحكات فرح بمجرد سماع صراخ المولود، لكن هذا الفرح قد يتبدد وتكسو الأحزان الوجوه مجددا لو كانت جملة الطبيب التالية لخروجه من العمليات «الطفل محتاج إلى حضانة»!
فور النطق بالجملة السابقة تبدأ المأساة الحقيقية فى البحث عن حضانة بمستشفيات الحكومة والمستشفيات الجامعية، وفى أغلب الأحوال تكون الحضانات ممتلئة عن آخرها ولا مكان إلا بواسطة أو بالفلوس، حيث تشير الإحصائيات إلى أنه من بين 10 أطفال هناك 4 يحتاجون إلى حضانات لذلك فالعجز هو السمة الغالبة وفى كثير من الأحيان يضطر الأهالى إلى انتظار أماكن بالحضانات الحكومية التى تكون فى الغالب طريق الموت بدلا من الحياة.
«التحرير» ترصد فى هذا الملف حجم الكارثة التى ينتظرها الأطفال المبتسرين بسبب العجز الشديد فى توافر الحضانات بالمستشفيات الحكومية بالمحافظات.
الإسكندرية.. حق الحياة محرم
الإسكندرية- محمد مجلى:
من أمام أحد مستشفيات الصحة جلست سيدة ثلاثينية العمر تدعى رباب عوض، تبكى غير مصدقة أن ابنها الذى تنتظره من الدنيا حياته مهددة لعدم قدرتها على إيجاد حضانة لمدة أسبوعين وأن عليها انتظار الدور حتى يأخذ دوره بعد 5 أيام، غير أنها أصبحت مطالبة بدفع مبلغ يومى لا يقل عن 1000 جنيه فى ليلة الواحدة حتى يأتى دورها، فتصرخ قائلة: «أجيب منين جوزى على قد حاله».
الوضع فى حضانات الإسكندرية لا يختلف كثيرا، إلا أن الحضانات هناك ترفع شعار «للأغنياء فقط»، الدكتور أحمد سعد، مدير مستشفى الشاطبى للأطفال، قال إن حجم الضغط المتواصل على الحضانات وعدم توافرها بالعدد الكافى ونقص الأيدى العاملة فى التمريض ومحدودية الأسرة كلها أشياء تقف حائلاً أمام حصول الأهالى على الخدمة التى ينتظرونها وبالتالى تبدأ معاناتهم مع المستشفيات الخاصة للحصول على تلك الخدمة.
الدكتور مجدى حجازى، وكيل وزارة الصحة فى الإسكندرية، أكد أنه لا يوجد عجز فى الحضانات بمستشفيات الإسكندرية كما يروج البعض، وأن العجز الحقيقى فى أجهزة التنفس، مضيفًا لدينا 300 حضانة فى الإسكندرية، وهناك نسبة عجز تصل إلى نحو 20 حضانة فقط ونحتاج إلى توفير 50 جهاز تنفس، وأن الصحة توسعت فى حل أزمة الأيدى العاملة وتوفير التمريض وذلك بافتتاح 6 مدارس تمريض جديدة، مشيرًا إلى أنه فى الوقت الراهن نحاول العمل جاهدين على توفير الحضانات لمن يطلبها.
21 حضانة فقط فى خدمة 95% من مواليد الفيوم الجدد
الفيوم- أسماء أبو السعود:
تشهد محافظة الفيوم، قصورًا شديدًا فى عدد الحضانات، فهناك ارتفاع لنسبة المواليد المبتسرين الذين تجاوز عددهم 20% من المواليد الطبيعيين، مما يعرض حياة هؤلاء الأطفال إلى الموت فى حالة عدم وجود حضانة فارغة، فمستشفى الفيوم العام لا يوجد به سوى 21 حضّانة فقط، منها 4 للطوارئ والحالات الخطرة، و10 حضّانات من تبرعات الأطباء، و11 حضّانة أخرى من وزارة الصحة، كما أن أجهزة التنفس الصناعى الكلى «إيفت» والجزئى «سباب» الخاصة بالحضانات قليلة جدًا لا تتعدى ال6 أجهزة، مما يعطل أداء هذه الحضانات.
الدكتور أحمد الغندور، مدير مستشفى الفيوم، قال إن المحافظة بها 5% من المواليد الخام حسب ما جاء فى الكتاب الصحى عام 2000، أى إن الفيوم تحتاج إلى 200 حضانة، ولا يوجد منها إلا نحو 50 حضانة فقط، منها 21 حضانة فى مستشفى الفيوم العام، مؤكدًا أنه تم عمل توسيع لاستيعاب 40 حضانة، بدأ التشغيل التجريبى ل30 حضانة.
الغندور أضاف أن الوزارة تُخطئ فى حلها للمشكلة فبدلا من زيادة عدد الحضانات فى المستشفيات، يمكن تقليل نسبة استخدام الحضانات عن طريق عمل تثقيف صحى للحوامل عن طريق الرائدات الريفيات لزيادة نسبة الولادة الآمنة، ولن يوجد حينها عدم اكتمال الأجنة، أو مبتسرة، أو أجنة ذات عيوب خلقية. وأشار الغندور إلى أن معدل الوفيات فى أطفال الحضانات بلغ نحو 5%، بسبب تسمم الأجنة نتيجة الولادات بالمنزل، أو العيوب الخلقية كثقوب القلب، أو عدم اكتمال رئة أو أعضاء، وهى نسبة طبيعية جدا، ولا يوجد هناك أى عمل طبى بلا نسبة وفيات على مستوى العالم.
البحر الأحمر.. الحضانات تستقبل الحالات الصعبة
البحر الأحمر- حسن مختار:
تعانى محافظة البحر الأحمر من قلة الحضانات فى مستشفياتها العامة، مما يؤدى إلى حدوث تكدس للأطفال المبتسرين والمصابين بالصفراء المرضية والالتهاب الرئوى الوليدى، الذى يستلزم وجود الطفل فترة كبيرة داخل الحضانة وعلى جهاز التنفس الصناعى.
وأكدت إحدى الطبيبات أنه خلال زيارة سابقة للدكتور عادل العدوى وزير الصحة لمستشفى الغردقة العام، وعد بإقامة مبنى جديد للحضانات بجوار المستشفى لتوسعتها وتطويرها لكن لم ينفذ وعد الوزير حتى الآن. الدكتور أحمد إبراهيم، مدير مستشفى الغردقة العام، قال إن المستشفى به 12 حضانة فقط، منها اثنتان لا تعملان وجهازا تنفس صناعى فقط، فى حين أن هناك قوائم انتظار دائما لمواطنين لديهم أطفال حديثى الولادة، ولا يتحملون مصاريف المستشفيات الخاصة. وأشارالدكتور محمود السباعى، نائب وكيل وزارة الصحة بالبحرالأحمر، إلى عدم وجود أجهزة تنفس صناعى أو شبكة غازات بالحضانات فى مستشفيات المحافظة، كما لا توجد أجهزة تحليل غازات الدم ولا محاليلها، لذلك طالبت مديرية الشؤون الصحية الوزارة بدخول جميع المستشفيات العامة بالمحافظة، بما فيها مستشفى الغردقة العام خطة التطوير الشامل هذا العام.
سوهاج.. حضانات المستشفيات بالواسطة
سوهاج- شيماء سرور وعبد الرحمن أبورية:
أصبح المواطنون بمحافظة سوهاج يبحثون عن مستشفى به حضانات فارغة قبل موعد قدوم المولود بشهر ويزيد، لحجزها سواء فى المستشفيات الخاصة أو الحكومية، لما يعانونه من عذاب البحث عن حضانة بها جهاز تنفس صناعى لإنقاذ مولودهم.
أم محمد، من مركز طهطا، تقول: «تزوجت منذ أكثر من 9 سنوات ولم يرزقنى الله بمولود حتى عامين سابقين، حيث قمت بعملية تلقيح مجهرى، ورزقنى الله حينها بمولودين توأم، إلا أنهما ولدا مبتسرين، واحتاجا إلى البقاء فى الحضانة بتنفس صناعى لمدة 15 يوما، وبالفعل قمت بوضعهما فى مركز طبى خاص تابع لجمعية شرعية، إلا أنه بسبب فصل التيار الكهربائى عنها لقيا حتفهما بعد مولدهما بنحو 4 أيام، وحينما عرفت الخبر كدت أن ألحقهما فهما نتاج زواج 7 سنوات وزيادة، إضافة إلى تكاليف عملية الحقن المجهرى، وتابعت قمت منذ عام بعمل العملية مرة أخرى لكننى فى تلك المرة فضلت البقاء فى محافظة دمياط، حيث مكان عمل زوجى، ووضعت هناك مولودى محمد».
الدكتور عصمت عبد السلام، مدير مستشفى طما المركزى، أكد أن المستشفى به 16 حضانة بينها 3 معطلة منذ عام ونصف العام تقريبا، وعدد المولدات 13 يعمل منها فقط مولدان وأنه خاطب وكيل الوزارة عدة مرات كما خاطب رئيس مجلس المدينة السابق، المحاسب حسام محمدين، مضيفا أننا فى انتظار الانتهاء من ترميم المستشفى للبدء فى عمل شبكة غازات بالمستشفى كتبرع من الأهالى للمستشفى. وأكد الدكتور محمد عبد العال، وكيل وزارة الصحة بسوهاج، أن إجمالى عدد حضانات رعاية الأطفال على مستوى المحافظة 130 حضانة موزعة على 31 مستشفى مركزى وعام، مشددا على أن الحضانات الخاصة بالتنفس الصناعى توجد بها عجز كبير، حيث توجد 15 حضانة بالمستشفى الجامعى فقط، ونحتاج إلى أكثر من 20 أخرى لتغطية المحافظة شمالا وجنوبا، إضافة إلى مستشفى سوهاج العام.
أسوان.. حضانات الحكومة تنجو بأطفالها.. و«الخاصة» بلا رقابة
أسوان- عوض سليم:
لم تشهد محافظة أسوان أى حوادث مرتبطة بوضعية حضانات الأطفال المبتسرين داخل المستشفيات منذ فترة كبيرة، إلا حالة أو حالتين على أقصى تقدير على مدار السنوات الأخيرة كانت داخل مراكز طبية خاصة.
وقد توفيت طفلة عمرها 14 يومًا داخل حضانة للأطفال المبتسرين بمركز طبى خاص بمدينة أسوان نتيجة لإهمال الطبى.
وقالت راقية والدة الطفلة المتوفية إن ابنتها توفيت نتيجة الإهمال، وناشدت وقتها أسرة الطفلة المسؤولين بالتدخل لإنقاذ هذه النوعية من الأطفال المبتسرين من أهمال المراكز الطبية الخاصة التى لا تخضع لأى رقابة طبية. وتابعت أنها شاهدت ابنتها قبل الوفاة بعدة ساعات عليها آثار وجود كسر فى منطقة الأنف واعوجاج واضح فى الفك، كما ظهر على منطقة الأنف آثارا لدماء من جراء وضع جهاز التنفس الصناعى للطفلة بشكل خاطئ حسب رواية الأم.
وأضافت أنها عندما اتصلت مساء يوم واقعة وفاة ابنتها بالمركز الطبى الذى وضعت فيه الطفلة داخل الحضانة للاستفسار عن نتيجة التحاليل الخاصة بالتشخيص الطبى الذى أخضعت بسببه الطفلة داخل الحضانة تبين عدم انتهاء نتائج التحاليل وعدم وجود طبيب لمتابعة الحالة.
من جهته قال الدكتور إيهاب حنفى، مدير عام الصحة بأسوان إن المحافظة حققت لأول مرة اكتفاء ذاتيا من حيث أعداد حضانات الأطفال المبتسرين الموجودة داخل المستشفيات بدائرة المحافظة، لافتا إلى أن المحافظة توجد بها 96 حضانة أطفال موزعة داخل المستشفيات يضاف إليها 24 حضانة للأطفال داخل مستشفى أسوان الجامعى و8 حضانات بمستشفى التأمين الصحى بأسوان.
الغربية.. الحضانات الحكومية خارج الخدمة.. والخاصة بزنس كبير
الغربية- مصطفى الشرقاوى:
تمثل حضانات الأطفال بالغربية أزمة نفسية مع كل أسرة تستقبل طفلها، منذ ولادته وتصطدم الأسرة بمدى الإهمال الذى يطال الأطفال، حيث كشفت وقائع عديدة بالغربية مدى المعاناة التى يعانيها المواطن البسيط فى توفير حضانة لمولوده، وعدم توفير حضانات تنفس من قبل المستشفيات الحكومية.
عامر الصاوى، والد أحد الأطفال، بإحدى الحضانات الخاصة، أكد أن الحضانات أصبحت وسيلة ربح وتجارة للأطباء وغيرهم ممن ليس لهم علاقة بمهنة الطب، لافتا إلى أنها أصبحت عبارة عن مشروع تجارى فى المقام الأول، وأن عملية إدخال الأطفال إلى الحضانات هى عملية تبادل منافع بين الأطباء وأصحاب الحضانات، بل إن أغلب الحضانات هى ملك لأطباء نساء وتوليد، ولا يحتاج المولود إلى دخول الحضانة، ولكن، من وجهة نظر الأطباء، ما المانع فى أن تدفع الأسرة 3000 أو 4000 جنيه نظير فرحتهم بالمولود، أما المستشفيات الحكومية، فليس فى أغلبها أقسام للحضانات.
وروى إسماعيل البطرويشى، مواطن من الغربية، معاناة ابنه فى الحضانات، قائلا: «بعد وضع زوجتى لمولودنا فى شهر مايو الماضى كان الطفل يحتاج لدخول حضانة وبعد أن طرقت كل حضانات المستشفيات الحكومية فى السنطة وطنطا اضطررت إلى أن أودعه إحدى الحضانات الخاصة، وبالطبع دفعت مبلغ تأمين قدره 1000 جنيه وبعد أسبوع من خروج ابنى وجدت فاتورة الحضانة ب4500 جنيه ووجدت بها أشياء غريبة مثل زيارة استشارى يوميا ب130 جنيها وأشياء أخرى، وبالطبع لم أتسلم ابنى إلا بعد دفع كل المستحقات».
من جانبه، أكد الدكتور مجدى الحفناوى، نقيب أطباء الغربية، أن هناك معاناة حقيقية يعيشها أهالى محافظة الغربية بسبب العجز الصارخ فى حضانات التنفس الصناعى للأطفال المبتسرين ناقصى النمو، والذى لا تعطى له وزارة الصحة أدنى اهتمام رغم الشكاوى العديدة على مدى سنوات طويلة مضت فقد خلالها آباء وأمهات فلذات أكبادهم إما بسبب عدم وجود حضانة خالية فى مستشفى حكومى، أو لعجزهم عن سداد قيمة تأجيرها فى المراكز الطبية الخاصة، والتى تتراوح بين 700 و1000 جنيه يوميا، حتى وصل الأمر فى بعض هذه المراكز إلى قيام المسؤولين بها بإجبار الأهالى على توقيع شيكات على بياض لضمان السداد أو اللجوء إلى القضاء فى حالة عدم القدرة على السداد فتكون النتيجة موتا وخراب ديار».
أسيوط.. غلق 30 بسبب نقص الممرضات على الأجهزة
أسيوط- طارق عبد الجليل:
«أنجبت زوجتى ابنى آدم واكتشفنا أنه يعانى من مياه زائدة على المخ، وكان يحتاج إلى إجراء عملية جراحية كبرى ويتطلب وضعه فى الحضانة لفترة طويلة قبل وبعد إجراء العملية، ولأن المستشفى الذى وضعت به زوجتى، مستشفى خاص فقد اضطررنا إلى وضع المولود فى الحضانة بمبلغ 1000 جنيه يوميا حتى موعد إجراء العملية بأحد المستشفيات الخاصة بمدينة أسيوط».
بهذه الكلمات بدأ محمد خالد حسين حديثه ل«التحرير» عن معاناته مع الحضانات فى محافظة أسيوط ويضيف: «لم أتحمل كل هذه المبالغ فذهبت إلى المستشفيات الحكومية لكنى لم أجد حضانة خالية فى أى مستشفى حكومى بالمحافظة ولمدة تزيد على شهر استمرت معاناتى حتى رحم الله ابنى الصغير واختاره إلى جواره».
وحسب تقرير فإن محافظة أسيوط بها نحو عشرة آلاف مولود شهريا منهم 10% مبتسرون بمعدل 1000 طفل شهريا يحتاجون ل1000 مكان شاغر بالحضانات شهريا، فى حين أن مستشفيات وزارة الصحة فى أسيوط توفر فى الوقت الحالى 174 حضانة للأطفال المبتسرين موزعة على المستشفيات العامة والمركزية والنوعية فى أرجاء المحافظة، إضافة إلى عدد مماثل فى المستشفيات الجامعية والخاصة والتأمين الصحى، ومع ذلك هناك أوقات يتعذّر فيها توفير حضانات شاغرة.
ويؤكد التقرير الصادر عن جمعيات مهتمة بحقوق الطفل فى أسيوط أن نسبة غير صغيرة من الأطفال الذين يحتاجون إلى حضانات فى أسيوط يموتون بسبب قلة الإمكانات المادية لرب الأسرة وعدم توافر الحضانات الحكومية الكافية فى المحافظة.
الدكتور أحمد أنور، وكيل وزارة الصحة بأسيوط، أكد أن نسبة إشغال الحضانات فى أسيوط خلال الفترة الماضية لم تصل إلى 100% وأن مديرية الصحة لديها بالفعل أماكن شاغرة. الدكتور عبد اللطيف عبد المعز، أستاذ طب الأطفال ومدير مستشفى الأطفال الجامعى السابق بأسيوط، قال إن وحدة الأطفال حديثى الولادة بمستشفى أسيوط الجامعى هى أول وحدة فى الصعيد، حيث بدأت فى السبعينيات، لكن رغم إمكاناتها فإنها تعانى من عجز صارخ بسبب نقص الممرضات، وكذلك تعطل بعض الأجهزة لعدم وجود عمالة ونقص بعض الأجهزة المهمة يتسبب فى إغلاق عدد من غرف وحدة المبتسرين وتعطل ما يقرب من 30 حضانة، هى كفيلة بسد عجز كبير للأطفال.
الأقصر.. الأطفال المبتسرون تحت رحمة حضانات لا تعمل
الأقصر- هدى الأمير:
أثبت تقرير مكافحة العدوى أن هناك تقصيرا صارخا فى ما يتصل بمعدلات الأمن والسلامة داخل مستشفى البياضية المركزى بالأقصر، والذى يحتوى على قسم النساء والتوليد، وكذلك قسم خاص للحضانات، وعقب صدور التقرير الذى أوضح إمكانية انتقال العدوى للأطفال المبتسرين، قام بمطالبة «الصحة» بإغلاق عدد من أقسام المستشفى، من بينهم قسم الحضانات.
الدكتور أحمد حمزة، نقيب الأطباء بالأقصر، شن هجوما عنيفا على قسم الحضانات بمستشفى القرنة المركزى بمنطقة غرب الأقصر، مؤكدا أن جميع أجهزة الحضانات متهالكة وبها ثقوب تؤدى لتسرب العدوى داخلها وتسرب الأكسجين خارجها، كما أن عدم وجود مصدر أكسجين دائم بالمستشفى قد يعرض الطفل للاختناق، فضلا عن نقص المستلزمات والأدوية بالقسم وعدم وجود أجهزة مهمة مثل تحليل السكر بالدم وجهاز التنفس الصناعى. عدد كبير من أهالى الأقصر أكدوا أن الحضانات الحكومية بها قصور شديد، فى مقابل ارتفاع أسعار الحضانات الخاصة، حيث تتراوح الليلة ما بين 700 إلى 2000 جنيه. محمد حسين، موظف، أكد أن بعض المستشفيات بالأقصر تحتوى على حضانات أطفال لا تعمل ولا تزال متوقفة عن العمل منذ تسلمها، خصوصا فى المناطق النائية بالمحافظة، وهذا ما تسبب فى وجود غضب بين الأهالى الذين تأكدوا من وجود تهاون من جانب مديرية الصحة بالاهتمام بحياة الأطفال المبتسرين، وأن تكلفة الحضانات الخاصة باهظة للغاية، حيث استغل بعض الأطباء نقص أعداد الحضانات بالمحافظة وجعلوا من حياة الأطفال المبتسرين تجارتهم الرابحة التى تدر لهم الكسب دون عناء.
الوادى الجديد.. الأهالى يهربون بأطفالهم إلى أسيوط خوفا من الموت فى «الخارجة»
الوادى الجديد- هدير آدم:
مستشفيات محافظة أسيوط أصبحت ملجأ لأبناء الوادى الجديد بسبب الإهمال الطبى والنقص الحاد فى التخصصات الطبية المختلفة، وعلى الرغم من تطوير مستشفى الخارجة العام، التى تم صرف 60 مليون جنيه على تطويرها ووجود حضانات غير مستغلة حتى الآن، وما زالت تعمل من داخل قسم الحضانات القديم.
أم سندس من أبناء مدينة الخارجة قالت ل«التحرير» إنها توجهت بمولودتها إلى حضانة مستشفى الخارجة لإنقاذها من الموت، لتفاجأ أن حالة الحضانة يرثى لها، وأن غرفة حديثى الولادة مغلقة بالقفل، ودورات المياه مغلقة، والقاذورات تملأ أرجاء الوحدة.
وأضافت أنها منذ أن وضعت ابنتها فى الحضانة، لم يشاهدها الطبيب لتشخيص حالتها، غير أن إحدى الممرضات تمر عليها مرتين فقط أول النهار وآخره، ففى الصباح تكون الممرضات على قدر كبير من الاهتمام والرعاية بالأطفال، ولكن فى الليل لا نجد رعاية على الإطلاق بأطفالنا.
وتابعت أنها سألت الممرضة عن الطبيب للاطمئنان على ابنتها، إلا أن الممرضة أكدت لها أنه لا يوجد أطباء بالوحدة، وعليها أن تتوجه بابنتها لأى حضانة بمستشفى خاص.
وأوضحت أنها أصبحت بين خيارين كليهما مر، أولهما أن تظل تحت رحمة الحضَّانات الحكومية بمستشفى الخارجة العام، ووطأة الإهمال الصارخ بها وقلة الرقابة عليها، أو اللجوء إلى المستشفيات الخاصة، والاكتواء بنار أسعارها التى تتراوح بين 300 و500 جنيه فى الليلة الواحدة.
ولفتت إلى أنها عندما يأست توجهت هى وزوجها بصحبة مولودتهما إلى مستشفى أسيوط لإنقاذ المولودة قبل أن تفارق الحياة.
من جانبها أكدت الدكتورة سيدة مشرف، وكيل وزارة الصحة بالوادى الجديد: إن المديرية بدأت فى أعمال المرحلة الثانية من تطوير مستشفى الخارجة العام بتكلفة تصل إلى 20 مليون جنيه، والتطوير يشمل قسمًا للحضانات به 8 حضانات منها 7 عادية وواحدة عزل وجار الانتهاء من تطويرها لبدء العمل بها فورًا، بالإضافة إلى غرف خدمات الأطباء والتمريض والرضاعة والأدوات الطبية.
المنيا.. الموت بالواسطة.. والمستشفيات خارج الخدمة
المنيا- محمد الزهراوى:
رغم حالة الإهمال والفوضى التى تضرب حضانات الأطفال داخل المستشفيات العامة بمحافظة المنيا، فإنها ما زالت هى المقصد الأول لفقراء المنيا، الذين يواجهون صعوبة كبيرة فى إلحاق أطفالهم بها، والتى تحتاج إلى واسطة، بسبب النقص الكبير بها، وارتفاع أسعار الحضانات الخاصة.
«الدخول بالواسطة أو بمكالمة من وكيل الوزارة» هذا هو الحال داخل حضانات الأطفال بالمستشفيات الحكومية بمحافظة المنيا، والتى أكدته الحاجة سيدة، جدة الطفل عبد الرحمن أحمد، التى أكدت أنها واجهت العديد من الصعوبات إلحاق رضيع نجلها عبد الرحمن داخل إحدى الحضانات داخل مستشفى المنيا العام، بسبب رفض المستشفى بحجة أنه لا يوجد أماكن فارغة، وأنها ورغم حالتها الاقتصادية الصعبة، لجأت إلى إحدى الحضانات الخاصة، الأمر الذى تسبب فى تحملها وأسرتها عبئا ماديا، لا سيما مع ارتفاع سعر الحضانة إلى مبلغ 250 جنيها فى اليوم الواحد».
«الحضانات الحكومية قالولى مفيش مكان والخاصة موتت ابنى»، جملة أشار بها والد الرضيع نور مصطفى، إلى اللا مبالاة التى تسيطر على حضانات الأطفال داخل المستشفيات الخاصة، موضحا أنه عقب وصول نجله نور، كان يحتاج إلى إلحاقه بإحدى الحضانات، وذلك حسب تشخيص أحد أطباء النساء والتوليد بمدينة ملوى ويدعى محمد نجيب، والذى طالبنا التوجه بالرضيع إلى طبيب أطفال يدعى «عبد الحكيم»، بمستشفى النيل التخصصى بملوى، والذى أكد لنا احتياج الطفل «نور» إلى إلحاقه بحضانة أطفال المستشفى.
وأضاف والد الطفل أنه على الفور تم إلحاق رضيعه إلى حضانة المستشفى، وفى اليوم الثالث تدهورت حالته الصحية وسط تجاهل تام من القائمين على الحضانات، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بسبب احتياجه لنقل دم، لم يكن متوفرة بالمستشفى، مضيفا أنه وبعد وفاة نجله، والاطلاع على وجهه تبين تشوهات بالوجه والبطن والقلب، وتغيرات فى لون وجه ولون البطن وحالات تشبه الاحتراق، مؤكدا تحرير محضر شرطة بالواقعة، وأصدر محافظ المنيا الحالى، اللواء صلاح الدين زيادة قرارا بغلق الحضانة، وتحويل مدير المستشفى للتحقيق.
وتحدثت «التحرير» مع بعض العاملين بحضانات المستشفيات الحكومية بالمنيا، والذين أكدوا أن أبرز ما تعانى منه الحضانات هو الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى، وقال أحد العاملين بحضانات مستشفى المنيا العام، والذى طلب عدم ذكر اسمه، إن أكثر ما تعانى منه الحضانات هو سوء أجهزة التنفس، بالإضافة إلى الانقطاع المستمر للتيار الكهربائى، والتى تستغرق من 5 إلى 8 دقائق فى حال انقطاعها وتشغيل المولدات الكهربائية.
الدكتور نصيف الحفناوى، وكيل وزارة الصحة، من جانبه أكد توافر الحضانات داخل المستشفيات العامة، وعلى توافر مولدات الكهرباء التى يتم الاستعانة بها فى أوقات انقطاع التيار الكهربائى، وأوضح وكيل الوزارة، أن حضانات المستشفيات العامة مفتوحة أمام الجميع، ولا تحتاج إلى أى أنواع من الواسطة لإلحاق الرضع بها.
البحيرة.. حضانات غير مرخصة
البحيرة- محمد عيسوى:
معاناة حقيقية يعيشها أهالى مراكز محافظة البحيرة بسبب عدم وجود حضانات أطفال كافية تسع أعداد المواليد، حيث يضطر أهالى الأطفال إلى تحويلهم إلى مستشفيات أخرى للولادة.
حضانات مستشفيات مراكز البحيرة لا تكفى أعداد المواليد وخصوصا مع عدم وجود بديل آخر لحضانة المستشفى إلا بمناطق بعيدة بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الحضانات يحتاج إلى أجهزة تنفس صناعى للأطفال.
251 حضانة هو عدد حضانات مستشفيات البحيرة حسبما أكد وكيل وزارة الصحة بالمحافظة الدكتور علاء الدين عثمان، مضيفا بزيادة عدد الحضانات بعدد 80 حضانة منها 60 حضانة لمستشفى دمسنا بأبو حمص و20 حضانة بمستشفى الدلنجات العام.
ونفى وكيل وزارة الصحة وجود حالات عجز فى حضانات المستشفيات بالبحيرة، مؤكدا أنه فى حالة عدم وجود حضانة بالمستشفى محل إقامة الطفل يتم تحويله إلى مستشفى آخر يتوافر فيه الحضانة، وأن مستشفيات البحيرة تستقبل حالات من محافظة الإسكندرية.
وأضاف عثمان أن كل مستشفيات البحيرة بها مولدات كهربائية كبديل عند انقطاع التيار الكهربائى لمنع تعرض حياة الأطفال والمرضى للخطر، وحول عملية تأمين الحضانات قال إن بكل مستشفى نقطة شرطة بها 2 أمناء شرطة مسلحين بجانب أفراد الأمن والأطباء وطاقم التمريض.
من جانبه أكد سعيد ماضى وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية أن عدد الحضانات المرخصة على مستوى المحافظة يبلغ 834 حضانة، ما بين رضع وعادية، مشيرا إلى وجود عديد من الحضانات غير المرخصة تقوم المديرية بمتابعتها وإصدار قرارات غلق لها، حيث تم غلق عدد 141 حضانة غير مرخصة بمراكز دمنهور وكفر الدوار وكوم حمادة وأبو حمص وإيتاى البارود حتى الآن، بالإضافة إلى بعض الحضانات غير المستوفية للشروط وجار إصدار قرارات غلق لها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.