تحولت الوحدة الصحية بقرية الزارة التابعة لمركز ومدينة المنشاة جنوب محافظة سوهاج، إلي خرابة رغم حداثة المبنى؛ بسبب عدم توافر أي طبيب أو صيدلي أو حتى تمريض بالوحدة، بالإضافة إلى غياب الموظفين، ما يزيد من معاناة أهالي القرية الذين يبلغ تعدادهم 10 آلاف نسمة، ويضطرهم إلى التوجه لمركز ومدينة المنشاة، التي تبعد عنهم حوالي 8 كيلو متر، لتزداد في النهاية أعباؤهم. واقتصر تطوير المنظومة الصحية في محافظة سوهاج علي تجديد منشآت بعض الوحدات الصحية والمستشفيات القروية فقط، واستمر تردي الأوضاع فيما يخص عجز الأطباء ونقص الأدوية وتفشي الإهمال في غالبية مستشفيات، ويبقى نقص الكوادر الطبية في مستشفيات وزارة الصحة المختلفة بسوهاج ظاهرة تبحث عن علاج جذري وفعال، خاصة في ظل نمو القطاع الصحي نتيجة الزيادة المطردة في عدد السكان. يقول محمد بيومي، مدرس من أهالي قرية الزارة، إن الحياة في القرية أصبحت منفى بسبب الإهمال الطبي والمعاناة الصحية التي تضرب جميع مواطنيها، مضيفا أن ابنته تعرضت للدغ عقرب وقت حدوث السيول التي شهدتها المحافظة الشهر الماضي، وتوجه بها إلى الوحدة الصحية فوجدها مغلقة بالسلاسل والجنازير ولا أحد يوجد بها، فأسرع بها للمستشفى المركزي حتي يسعفها ويعطيها مصل العقرب. وناشد عدد من أهالي القرية الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، بضرورة إصدار تعليماته لوكيلة وزارة الصحة بالمحافظة لتوفير طبيب بشري وآخر للأسنان وثالث صيدلي، وكذلك التشديد على العاملين بالوحدة من أجل الالتزام بالحضور، فضلا عن توفير الأدوية والمصلات اللازمة في صيدلية الوحدة. وأكدت الدكتور رفيدة سلطان، وكيل وزارة الصحة بسوهاج، أنها سوف تبحث مطلب توفير طبيب بشري للوحدة الصحية بالزارة مع مدير الإدارة الصحية بالمنشاة، بالإضافة إلى المتابعة والمرور المفاجئ علي الوحدة لرصد حالات غياب الموظفين عن العمل لتوقيع الجزاء الرادع لهم. وأضافت سلطان ل«البديل» أنها تولت مهام منصبها الجديد وكيلا لوزارة الصحة بسوهاج منذ حوالي شهر، وأنها حتى الآن تحاول الوقوف على احتياجات الوحدات الصحية والمستشفيات من أطباء وتمريض وأجهزة.