وزير الأوقاف يحيل مجموعة من المخالفات إلى التحقيق العاجل ويوجه بتشديد الرقابة ومضاعفة الحوكمة    اليوم.. المصريون بالخارج يصوتون فى ال 30 دائرة المُلغاة    أحمد موسى يكشف أزمة 350 أستاذا جامعيا لم يتسلموا وحداتهم السكنية منذ 2018    سعر الذهب اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025.. عيار 24 بدون مصنعية ب6411 جنيها    استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال شرق قلقيلية    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. الإثيوبيون يحتجون في إسرائيل على قمع الشرطة ولشعورهم بالتمييز.. إعلام إسرائيلى: تصاعد الأزمة بين كاتس وزامير.. رئيس الأركان الإسرائيلى: نستعد لاندلاع حرب مفاجئة    ريال مدريد يسقط أمام سيلتا فيجو بثنائية ويواصل نزيف النقاط.. فيديو    خبير استراتيجي: الاحتلال يماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من "اتفاق غزة"    ارتفاع ضحايا مليشيا الدعم السريع على كلوقي إلى 114 سودانى    تسريب الذكرى الأولى لسقوطه.. "الأسد" يسبّ سوريا والغوطة ويهاجم حزب الله.. من المستفيد؟!    وائل القبانى ينتقد تصريحات أيمن الرمادى بشأن فيريرا    محمد الخراشى: مصر والسعودية قادرتان على بلوغ الدور الثانى فى كأس العالم    رمزى صالح: فوز فلسطين بكأس العرب حق مشروع.. ومصطفى شوبير محظوظ    لميس الحديدي توجه رسالة لاذعة لاتحاد السباحة بشأن الراحل يوسف محمد    وزير الرياضة يوضح أسباب وفاة السباح الناشئ يوسف محمد    سلتا فيغو يصعق ريال مدريد 2-0 في البرنابيو    ريال مدريد يسقط أمام سيلتا فيجو 2-0 في الدوري الإسباني    أمن مطروح يفك لغز العثور على سيارة متفحمة بمنطقة الأندلسية    تعرف على شروط إعادة تدوير واستخدام العبوات الفارغة وفقاً للقانون    عاشر جثتها.. حبس عاطل أنهى حياة فتاة دافعت عن شرفها بحدائق القبة    تجديد حبس شاب لاتهامه بمعاشرة نجلة زوجته بحلوان    ضبط 4 عاطلين بتهمة سرقة المواطنين بالإكراه في الحوامدية    حاتم صلاح ل صاحبة السعادة: شهر العسل كان أداء عمرة.. وشفنا قرود حرامية فى بالى    الموسيقار حسن شرارة: ثروت عكاشة ووالدي وراء تكويني الموسيقي    أحمد موسى: "مينفعش واحد بتلاتة صاغ يبوظ اقتصاد مصر"    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    حياة كريمة.. قافلة طبية مجانية لخدمة أهالى قرية السيد خليل بكفر الشيخ    متحدث "الصحة": الوضع الوبائي للفيروسات التنفسية في مصر في معدلاته الطبيعية    3 أكلات يجب تجنبها لتحسين مقاومة الأنسولين    النيابة تطلب تقرير الصفة التشريحية لجثة سيدة مقطعة وملقاة بالقمامة فى عين شمس    الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم تشمل فهم المعاني وتفسير الآيات    رئيس الحكومة اللبنانية: الوضع الحالي في المنطقة لا يزال بعيدا عن السلام والاستقرار    بحب نيللي كريم و التمثيل حلمي.. أبرز تصريحات مي عمر بمهرجان البحر الأحمر    ميرهان حسين تكشف خططها الفنية الجديدة وأعمالها وأمنياتها | شاهد    الصحة: إجراءات وقائية جديدة لمكافحة الأمراض التنفسية بين أطفال المدارس    متحف ذاكرة الريف» |عالم اجتماع يرصد ملامح حياة المصرى القديم    الأزهر ينشر فيديوهات لتعليم أحكام التجويد والتلاوة بأسلوب يناسب الجميع    الداخلية تكشف حقيقة خطف فتاة بصفط اللبن: تركت المنزل بإرادتها بسبب خلافات أسرية    «صناع الخير» تسلم أهالي الغربية 4 آلاف نظارة طبية مجانية ضمن مبادرة «تمكين»    كشف ملابسات فيديو عن إجبار سائقين على المشاركة في حملة أمنية بكفر الدوار    وليد جاب الله: مصر تحقق أعلى نمو فصلي منذ 3 أعوام | فيديو    ثلاثة فى خدمة الاحتلال الإسرائيلى    حماية النيل من البلاستيك    «لا للتنمر ضد ذوي الإعاقة».. ندوة لمواجهة آثار وسلبيات التنمر    إضافة 4 أسرة عناية مركزة بمستشفى الصدر بإمبابة    الجامعة البريطانية بمصر تشارك في مؤتمر الطاقة الخضراء والاستدامة بأذربيجان    مدير إدارة قفط الصحية بقنا تجري مرورا مفاجئا وتحيل متغيبين للتحقيق    مدبولي يتابع مشروعات تطوير قطاع الغزل والنسيج والاستغلال الأمثل لبعض الأصول    في مرايا الشعر.. جديد هيئة الكتاب للشاعر جمال القصاص    صحة الشيوخ تدعو خالد عبد الغفار لعرض رؤيته في البرامج الصحية    اختبار 87 متسابقًا بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن بحضور الطاروطي.. صور    هيئة الرقابة المالية تُلزم صناديق التأمين الحكومية بالاستثمار في الأسهم    باحث يرصد 10 معلومات عن التنظيم الدولى للإخوان بعد إدراجه على قوائم الإرهاب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    الأرصاد تكشف خرائط الأمطار اليوم وتحذر من انخفاض درجات الحرارة في عدد من المحافظات    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    وزير الري أمام اجتماع «مياه حوض النيل» في بوروندي: ستستمر مصر في ممارسة ضبط النفس    بث مباشر.. قمة نارية بين العراق وعُمان في صراع إنعاش الآمال بكأس الخليج تحت 23 سنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوحدات الصحية.. في الإنعاش!!
نشر في المساء يوم 01 - 03 - 2013

أنشأت ثورة 23 يوليو 1952 الوحدات الصحية القروية. لتوصيل الخدمات الطبية المجانية لابناء الريف البسطاء. وكان هناك اهتمام كبير بها. وساهمت في رفع المستوي الصحي لابناء القري. بعد ان كان المرض ينهش في أجسادهم ابان حكم الملكية والاحتلال الانجليزي.
للاسف تدهور حال تلك الوحدات مؤخرا وأصبح بعض الاطباء يستخدمها عيادات خاصة. والبعض الآخر يزوغ منها ولا يذهب اليها مطلقا. والنتيجة ان ابناء الريف عادوا للمعاناة من جديد صحيا وتحولت هي الي خرابات.
تبحث عن علاج .. في المنوفية
المنوفية - نشأت عبدالرازق:
أكد نبوي فتحي "موظف" أن الوحدة الصحية بقرية شبرا باص - مركز شبين الكوم تكاد تكون متوقفة عن تقديم الخدمة الصحية لمرضي القرية وتوابعها. حيث يقتصر نشاطها علي تطعيم الأطفال وتسجيل المواليد والوفيات .. مشيراً إلي أنه كان من المفترض منذ بضع سنين مضت تحويلها إلي مستشفي . إلا أنه لم يتحقق بدون سبب واضح.
وقال أحمد جمال " محاسب" رغم أن الوحدة الصحية بقرية كفر قورص مركز أشمون تم تجهيزها علي أحدث النظم وتخصيص غرفة عمليات بها علي أعلي مستوي بم كلف الدولة أكثر من مليوني جنيه . إلا أن دورها قاصر علي تنظيم الأسرة ورعاية الحوامل فقط ولم تجرأي عملية جراحية بسيطة أو كبيرة بها . وأوضح أن الوحدة لايوجد بها أخصائيون ويديرها ممارس عام يعمل معه عدد من أطباء الامتياز الذين لاتتوافر لديهم الخبرة الكافية في التشخيص وعلاج المرضي مما يدفعهم إلي التوجه للمستشفي العام بمدينة أشمون أو مستشفيات شبين الكوم. مشيراً إلي أن تذكرة الكشف بالوحدة حتي الساعة الثانية عشرة ظهراً بثلاثة جنيهات . بعدها تبلغ 20 جنيها بدون صرف أدوية وذلك بسبب غياب الرقابة والتفتيش.
أضافت فاطمة السيد " ربة منزل" أن الوحدة الصحية بقرية الروضة - مركز بركة السبع لاتقدم خدمة طبية بل كل ما تقوم به تحويل المريض والحالات الطارئة إلي مستشفي بركة السبع المركزي. وأشارت إلي أن مستوي النظافة بها غير مقبول.
وقال السيد حسن - رئيس الوحدة المحلية بجنزور - إن القرية بها وحدة صحية تقوم باستقبال المريض والتعامل معه حسب الخدمة التي يطلبها ويتم توجيهه إلي العيادة الخارجية أو عيادة الأسنان . أو الاستقبال والطوارئ . أو حجرة الرعاية . أوالمعمل . أو مكتب الصحة لتسجيل المواليد والوفيات . أو عيادة تنظيم الأسرة للسيدات بعد شراء تذكرة بقيمة 3 جنيهات . ويتم تسجيل اسمه بسجل حركة الملف اليومي واستخراج ملف عائلي له . ثم يتم توقيع الكشف الطبي عليه وإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة لتشخيص الحالة . وصرف العلاج المناسب له.
أشار إلي وجود عجز شديد في " أشربة الأطفال والكورتجين . كما أن وحدة الأسنان تحتاج إلي جهاز حشو ضوئي وكومبوزيت وكذلك جهاز كحت جير . لافتاً إلي أن أهم المشكلات التي تواجه الخدمة الصحية بالقرية هي انقطاع التيار الكهربائي مما يتسبب في توقف جهاز السونار ووحدة الأسنان . بالإضافة إلي العجز الموجود في هيئة التمريض . كما أنه يتم دفع رواتب العمالة المؤقتة ن طريق الجهود الذاتية . وطالب بسرعة إدخال الإسعاف للقرية خاصة أن المكان موجود.
أكد علاء داود - بالتربية والتعليم - أن معظم المواطنين يتوجهون للوحدات الصحية مجبرين إما بسبب تطعيم أطفالهم أو انخفاض تكلفة العلاج بها أو لاستخراج شهادات ميلاد أو وفاة. أو تصريح دفن . مشيراً إلي أنها تعتبر حقل تجارب للأطباء حديثي التخرج.
أوضح أن كافة الوحدات الصحية الريفية بالمحافظة لاتختلف كثيراً عن مثيلاتها بالمحافظات الأخري . حيث تفتقر إلي التخصصات البسيطة وتعاني من قلة عدد الأطباء حتي الإسعافات الأولية . كما لاتوجد إقامة للمرضي بها.
وقال طارق الشريف "مهندس" إن العمر المتوقع للمواطن المنوفي تناقص خلال السنوات الأخيرة ويعد من أحد أهم الأسباب انخفاض مستوي الخدمة الصحية وعدم وجود الرعاية الطبية الكافية للمواطنين . وطالب بضرورة مساهمة رجال الأعمال في تطوير هذه المواقع الصحية وتزويدها بأحدث الأجهزة الطبية مع تأهيل الفنيين للعمل عليها . بالإضافة إلي ضرورة تشديد المتابعة والرقابة علي تلك الوحدات التي انتشر بها الإهمال والفوضي مع توفير الأدوية إلي جانب إخصائيين في مختلف التخصصات وزيادة عدد طاقم التمريض والعمالة.
من جانبها قالت د. هناء سرور وكيل مديرية الصحة بالمنوفية يتم تكثيف لجان المتابعة والتفتيش المالي والإداري علي كافة الوحدات الصحية والمستشفيات بأنحاء المحافظة حرصاً علي تقديم خدمة صحية متميزة للأهالي حفاظاً علي حياتهم . وأشارت إلي أنه سيتم سد العجز في الأطباء عن طريق التكليفات الجديدة أول مارس.
تحولت إلي عيادات خاصة.. بالمنيا
المنيا مهاب المناهري:
في الوقت الذي تحاول فيه الدولة النهوض بقطاع الصحة لتحقيق الخدمة الصحية المرجوة منها للأسر المحتاجة لمجانية العلاج والرعاية الطبية. إلا أن يد الإهمال الجسيمة وفي ظل الضمائر الخربة للمسؤولين بالمنيا أدت الي تدهور الخدمات الصحية بقري عروس الصعيد وأصبحت المباني عبارة عن هياكل فقط. فهناك عوامل ساعدت علي تدهور وتردي الحالة الصحية منها: غياب الرقابة وتزويغ الأطباء عن النوبتجية وعدم توفير الأدوية في حين وجد الشارع المنياوي استحسانا واضحا عندما تم تعيين الدكتور مصطفي كامل محافظا للمنيا وتوقع الجميع سرعة النهوض بقطاع الصحة.
أمام الوحدة الصحية ببني محمد سلطان التابعة لمركز المنيا والتي تبعد بمسافة 15 كيلو مترا عن المدينة. تبين إغلاق الوحدة الصحية بالضبة والمفتاح يوم الاثنين الساعة التاسعة مساء حيث أضاء العاملون الأنوار وأغلقوا الأبواب الرئيسية للوحدة.
يقول زين عبد الحكيم حسن وكيل مدرسة إن الوحدة الصحية مقامة علي 5 قراريط تقريبا والمبني مقام علي 350 مترا مربعا إلا أنها هيكل فقط وخارج نطاق الخدمة نهائيا فلا تقدم الخدمة الطبية المرجوة منها فالعلاج ناقص تماما وإن وجد الطبيب لا تجد العلاج مما نضطر لشرائه من جيوبنا الخاصة.
أكد ثابت ابوليلة مدير نادي أعضاء هيئة التدريس أن الوحدات الصحية كيان صحي ولكن لا يقدم العلاج المجاني. وبعض الأطباء إن تواجد يستغلها كعيادة خاصة له ويتقاضي ثمن الكشف. وإن كانت تعمل بكفاءة أثناء حملات التطعيم فقط خشية مرور لجان الرقابة والمتابعة وغير ذلك فهي "سداح. مداح".
أشاد جمال عبد الغني "موظف" إلي أن الوحدة الصحية تقع داخل أسوار الوحدة المحلية والمفروض أنها تخدم قري عكاكة وبني محمد سلطان وبني مهدي والعوام وأبوتلاوي أي حوالي 70 ألف نسمة. إلا أنها بدون أطباء بعد الثانية ظهرا مما يضطر المرضي الي السفر للعلاج بمستشفي المنيا العام أو الجامعي.
أضاف ماير سامي أنه ذهب مع صديقه بعد أن لدغته عقرب في قدمه فلم يجد الطبيب وأخبره الممرض بعدم توافر المصل بالوحدة الصحية.
وقالت فاطمة أم أحمد إنها ذهبت الي الوحدة الطبية لتوقيع الكشف الطبي عليها فقام الطبيب بكتابة علاج لها وقامت بشراء العلاج والسرنجة من الخارج علي نفقتها الخاصة.
وأضاف ممدوح محمد "موظف" أن انفجار أسطوانة غاز أدي الي مصرع أسرة مكونة من 7 أشخاص ولم يجدوا الأطباء لإجراء الإسعافات الأولية للحروق واثناء نقلهم الي مستشفي المنيا الجامعي لقوا مصرعهم جميعا.
وتساءل أهالي القرية ما الفائدة من إنشاء مبني إداري جديد بدون العنصر البشري والأدوية العلاجية التي يحتاجها المريض. فغياب الرقابة والمتابعة من الجهات المعينة واكتفاء المسئولين بالتقارير المكتبية وافتقادهم للوقوف علي أرض الواقع زاد من معاناة الأهالي في ظل الإهمال الجسيم الذي طال أهم قطاع خدمي وهو قطاع الصحة. وطالبوا بتفعيل دور الجهات المعنية والرقابية.
واقع مؤلم ومرير.. بسوهاج
سوهاج محمد حامد:
واقع مؤلم ومرير تعيشه الوحدات الصحية بسوهاج ويعاني منه المواطنون والمرضي. فبالرغم من التجديدات التي شهدتها الوحدات بمعظم قري سوهاج خاصة بعد قرار تحويل المستشفيات التكاملية إلي وحدات صحة الأسرة لتؤدي نفس الدور الذي تؤديه الوحدات الصحية. وتطوير بعض الوحدات الصحية الأخري وإنفاق الملايين علي تجديدها وتطويرها إلا أن النتيجة كانت تطويراً لحق بالشكل دون المضمون بالإضافة إلي ظاهرة عدم وجود بعض الأطباء بالوحدات الصحية وهروبهم إلي المستشفيات والعيادات الخاصة.
أكد أحمد علي عمار الشريف "مدير تنمية المجتمع" أن جميع الوحدات الصحية رغم ما طرأ عليها من تطوير في الأبنية إلا أن هناك نقصاً في كثير من الخدمات فيها. أهمها نقص الأدوية التي يحتاجها كثير من المواطنين خاصة بالقري. مشيراً إلي أن الوحدة الصحية بقرية السلاموني تم تطويرها بحسب النمط الجديد لكن هناك قصوراً في السباكة التي لم تكتمل بالإضافة إلي نقص الأدوية مما يزيد من أعباء المواطنين.
وأضاف خالد العمدة بقرية الزوك أن الوحدة الصحية بالقرية أو ما يسمي وحدة صحة الأسرة والتي أنشئت بدلاً من المستشفي لتخدم أكثر من 40 ألف مواطن لا تفي بالمطلوب. حيث تغلق تماماً بعد الساعة الثانية ظهراً. ويضطر كثير من المواطنين إلي قطع مسافات طويلة للعلاج خارج القرية.
ويشير أنيس رياض مزارع من العسيرات إلي أن الوحدة الصحية بالقرية لا يوجد بها سوي الطبيب وممرضة وإداريين. ولا توجد بها الأدوية. فأبسط شيء مصل العقرب وهو غير موجود.
أوضحت ابتسام محمود موظفة بالبلينا أن جميع الوحدات الصحية لا تعمل بعد الساعة الثانية ظهراً ويضطر المرضي إلي اللجوء إلي العيادات الخاصة. كما أن معظم الأطباء بالوحدات غير موجودين بها.
يقول أشرف حسني صابر موظف بالأزهر إن الوحدات الصحية بالقري مازالت تعاني وأصابها المرض المزمن. فالتغيير في الشكل والمبني فقط فمثلاً وحدة الديابات الصحية شكلها جميل وعلي أعلي مستوي. أما عما تؤديه لأهالي القرية فيحتاج إلي الكثير فالأدوية غير متوفرة أما طبيب الوحدة فيحضر يوماً وباقي الأسبوع في راحة أو لديه أعمال أخري.
يشير منصور عبدالخالق إلي أن الوحدة الصحية بقرية الحواويش شاخت ومبناها يدل علي ذلك فلم يحدث لها تطوير وتجديد مثل باقي الوحدات الصحية التي يتوافد عليها الكثيرون لكنها شبه معطلة. فالطبيب غير موجود. وبعد الساعة الثانية ظهراً يتم إغلاق الوحدة.
أضاف عبدالرحمن إبراهيم "موظف" أن نفس المعاناة نعيش فيها من الوحدة الصحية بقرية أولاد يحيي. حيث نقص الخدمات بها. وهو ما يدفع المرضي ثمنه والأحوال تسير بالوحدات الصحية إلي الأسوأ.
وتقول تهاني عياد مدرسة بالكوثر: إن الوحدات الصحية بسوهاج مازالت تعاني رغم التجديد الذي طرأ عليها خاصة نقص الأدوية.
ويؤكد محمد علي محاسب أن الوحدات الصحية بسوهاج تعاني من عدم وجود "أوتوكلاف" فإن التعقيم بها وأحياناً يكون موجوداً لكنه غير مستخدم. نظراً لأنه يحتاج إلي تيار كهربائي شديد أو لأن هناك إهمالاً في الصيانة.
ومن داخل إحدي الوحدات الصحية التابعة لمركز أخميم تقول سعاد عبدالله "ربة منزل": أنتظر مدة طويلة هنا حتي يأتي طبيب الوحدة الذي يحضر بعد الساعة العاشرة. وتشير هيام عبدالحميد "موظفة" إلي امتناع الصيدلية في بعض الوحدات أحياناً عن صرف الأدوية التي كتبها الطبيب للمرضي. فنضطر إلي شرائها بأسعار مرتفعة.
تضيف نبيلة وليم "ربة منزل" أن أبسط الأدوات غير موجودة لدي الوحدة الصحية والأطباء لا يحضرون إلي الوحدة إلا لدقائق معدودة ولا يوجد اهتمام غير بتسجيل المواليد والوفيات.
وتقول نانسي "مدرسة": إن صيدلية الوحدة الصحية تصرف دواء واحداً فقط لجميع المرضي. كما يعاني المواطنون خاصة الحالات الطارئة ليلاً من عدم وجود أطباء.
أكد عدد من أهالي الدويرات مركز المنشاه أنه يوجد بالقرية وحدة صحة الأسرة. وهذه كانت مستشفي تم هدمه منذ حوالي عامين ونصف العام لتجديده إلا أنه لم يتم تشغيله حتي الآن .
يقول الدكتور محمد عبدالعال وكيل وزارة الصحة بسوهاج: إن عدد الوحدات الصحية بسوهاج 307 وحدات صحية تخدم قطاعات لريف بالمحافظة. وتقدم خدمات رعاية الأمومة والطفولة والتطعيمات ورعاية الأطفال حديثي الولادة وتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية وصحة البيئة ومراقبة الأغذية والخدمات الجماهيرية من تسجيل المواليد والوفيات والكشف. وخدمات الأسنان والاستقبال والطواريء ومعامل التحاليل والفحوصات وصيدلية لصرف العلاج وكل هذه الخدمات من خلال الطبيب المتواجد بالوحدة بالإضافة إلي المراقبين الصحيين.
أوضح أنه بالفعل يوجد هناك عجز في التمريض في بعض الوحدات كما أن هناك عجزاً في الأطباء وسيتم التغلب علي تلك المشكلة من خلال تكليف الأطباء الجدد مع بداية شهر مارس القادم لسد العجز. وبالنسبة للوحدة الصحية بالدويرات بمركز المنشاه فإنه تم تجديدها علي أعلي مستوي وسيتم افتتاحها عقب الانتهاء من التجهيزات الطبية.
تسكنها الغربان.. بقنا
قنا عبد الرحمن أبوالحمد:
رحلة معاناة يومية يمر بها المواطنون داخل محافظة قنا حال ترددهم علي الوحدات الصحية بالقري. بعد أن تجاهل المسئولون تطويرها وهي التي يقصدها دائما وأبدا البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة. حتي اعتبرتها الغالبية هي سبب ارتفاع حالات الوفيات وقت وقوع الحوادث أو الحاجة الي اسعافات عاجلة إذ تجد البعض منها مغلقا بالضبة والمفتاح والبعض بدون اطباء نتيجة العجز في الكوادر الطبية علي الرغم من وجود كلية للطب داخل محافظة قنا قادرة علي سد العجز القائم بالوحدات والمستشفيات. وهنا تنقل "المساء" بعض صور الإهمال داخل الوحدات الصحية بقري قنا.
يقول محمود علي شحات "صراف" إن الوحدة الصحية بحاجر دنفيق بمركز نقادة انشئت عام 1998 لخدمة أبناء القرية. بعد تجهيزها بأحدث المعدات الطبية. إلا إننا فوجئنا في مطلع عام 2010 بصدور قرار إداري بإخلاء مبني الوحدة بعد بروز تشققات علي الجدران نتيجة أخطاء فنية من الشركة المنفذة. وأن المبني لا يصلح للاستخدام. فتم نقل الأجهزة الطبية الي وحدة أخري بإحدي القري المجاورة. ثم تم الاتفاق مع أحد ابناء القرية علي السماح للطبيب والموظفين بقضاء وقت العمل داخل منزل قديم يملكه وليس بحاجة له في ذلك التوقيت وبعد فترة تم طردهم. واستقر الحال بأن أصبح مقر الوحدة داخل "دار مناسبات" بالقرية وإذا توفي أحد يقام العزاء بداخلها.
يضيف زيدان عبد الرحمن إن الوحدة الصحية بالكلالسة مركز قوص تعاني من عدم وجود طبيب بشكل منتظم. حيث يتم تعيين الطبيب لعدة اسابيع وينقل بعدها للعمل بموقع آخر.
أوضح علاء منصور أن الوحدة الصحية موجودة بقرية "المسارعة" حيث تم إنشاؤها منذ وقت بعيد وتم تجديدها بإعانة إيطالية عام 1995 وهي تضم سكنا للطبيب والممرضات وبعض المكاتب وغرفة كشف وهي لا تقدم أي نوع من الخدمة الطبية للأهالي.
أما حميد حسن فيقول إن مستشفي قرية حجازة قبلي التكاملي مازال مجرد مبني تسكنه الغربان دون أن يسعي المسئولون لإيجاد حل لمشكلاته من أجل تشغيل. حيث بدأ العمل بالمستشفي في عام 1998 والذي أقيم علي مساحة 8850 مترا وبتكلفة بلغت 7 ملايين جنيه بعد تجهيزه بالمعدات الطبية الحديثة واستمر العمل الي عام 2005 حتي وقعت حلافات بين مجلس المدينة والمقاول المنفذ وأقيمت دعوي قضائية ضد المقاول حملت رقم 75 لسنة 2005م جنايات أموال عامة. ونتيجة توقف العمل تحول مبني المستشفي الي مقلب للقمامة.
يضيف محمد حماد أن الوحدة الصحية بقرية الحمر والجعافرة لا يوجد بها طبيب وتفتقد الأدوية والإسعافات الأولية التي تستخدم في حالات الحوادث وغيرها. وقال إن أهالي القرية قدموا الكثير من الشكاوي ولكن دون جدوي.
من جانبه قال المحافظ اللواء عادل لبيب إنه ناقش مع د. عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادي ضرورة زيادة أعداد المقبولين بكلية الطب بقنا اعتبارا من العام الدراسي القادم. حيث أن الكلية لا تقبل أكثر من 50 طالبا معظمهم من خارج المحافظة. وتم الاتفاق علي ان يتم الانتهاء من الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك قبل انتهاء العام الدراسي الحالي. مؤكدا ان قبول الكلية لأعداد اكثر سيساهم بشكل كبير في القضاء علي العجز القائم داخل الوحدات الصحية بمختلف قري ونجوع المحافظة.
الأجهزة حبيسة الكراتين.. في بني سويف
بني سويف أسامة مصطفي:
قال أسامة يحيي الشيخ "رجل أعمال": إن الوحدة الصحية أو مركز صحة الأسرة بقريتنا البرانقة ببا أصبحت دون جدوي فلا تقدم الخدمة الصحية المنوطة بها لأهالي القرية. فإذا تواجدت العمالة الكثيفة فلا نجد الطبيب الذي يشغلها. فهو غير منتظم في عمله نظراً لأنه مرتبط بأكثر من وحدة.
أضاف أن الوحدة الصحية توجد بها أجهزة علي أحدث مستوي وللأسف لا يوجد الفني الذي يستخدمها ولذلك فهي داخل الكراتين. كما أن معمل التحاليل بالوحدة لا يعمل. نظراً لعدم وجود فني وكشك الولادة موجود ولكن لا يوجد طبيب نساء.
قال تامر سيد محمود "محاسب" من قرية شريف باشا: إنني في إحدي المرات توجهت بطفلي المريض إلي طبيب خاص ولم يعطه العلاج المناسب مما اضطرني إلي التوجه لمستشفي الحميات ولم تصرف له العلاج اللازم مما اضطرني في النهاية للجوء إلي الوحدة الصحية بقريتنا وقامت الطبيبة بتوقيع الكشف الطبي علي نجلي وفعلاً شفاه الله بالعلاج الذي قررته له.
وطالب بتشغيل قسم الأسنان بالوحدة وتوفير أسنان وكرسي للكشف.
أجمع أهالي قرية طحابوش علي أن الوحدة الصحية بالقرية تعتبر حقل تجارب لأطباء الامتياز. فالطبيب لا يمكث بها كثيراً ودائماً ما يتنقل بصفة مستمرة كما أن النوبتجيات غير متواجدة بصفة مستمرة وصيدلية الوحدة لا يوجد بها سوي بعض أقراص البرشام التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
طالب أحمد حبيب سويدان "شيخ بلد" بتفعيل دور الوحدات الصحية لتأدية الغرض الذي أنشئت من أجله ففي قريتنا قمبش وحدة صحية تخدم القرية والقري المجاورة التابعة للمجلس القروي ولذلك لابد من تدعيمها بالأطباء والأدوية لخدمة أهالي القرية المربوطة عليها.
أكد محمد عبدالمنعم "مدرس" أن قريتنا بني أحمد لا توجد بها وحدة صحية مما يضطر الأهالي إلي الذهاب لأقرب وحدة صحية وهي طنسا. والتي لا تقدم الخدمة كما يجب فإذا وجد الطبيب لا يوجد الدواء والعكس صحيح. كما أن معظم الأجهزة الطبية معطلة والإهمال سيد الموقف.
أضاف عبدالحميد متولي حسان "مدير الشئون القانونية بالإدارة التعليمية" أن قريتنا مثيل موسي لا توجد بها وحدة صحية وأقرب وحدة لنا في قمبش المجاورة ولكن الأهالي هجروها ولجأوا إلي العيادات الخاصة التي انتشرت بالقرية نظراً لعدم وجود خدمة صحية مجانية بها.
اعترفت د.آمال غريب مدير الرعاية الأساسية بمديرية الصحة. المسئولة عن الوحدات الصحية بوجود عجز شديد في الأطباء لتغطية كافة الوحدات الصحية ووحدات طب الأسرة ومراكز صحة الأسرة بالقري ولذلك يتم إسناد العمل للأطباء لوحدتين وثلاث وحدات في نفس الوقت حتي يمكن تغطية الوحدات بالأطباء.
أكدت أن حركة تكليف الأطباء سوف تصدر في شهر مارس الجاري وسنقوم بتغطية العجز بعد الانتهاء من التظلمات وأما عن الأدوية فهي تأتي من مخازن المديرية ويتم توزيعها علي الوحدات ولكن طبعاً لا تكفي المتطلبات المتزايدة من المترددين.
وأوضح د.مجدي حزين وكيل مديرية الصحة أنه رغم وجود 185 وحدة صحية "مركز صحة الأسرة" علي مستوي المحافظة تخدم 222 قرية عدا قري بني سويف يعمل بها 45 طبيباً فقط ولذلك بلغ عدد العجز في أطباء الوحدات الصحية 145 طبيباً ومن أجل ذلك انخفض مستوي الأداء وكفاءة تلك الوحدات. كما تأثرت بأحداث الثورة شأنها شأن أي قطاع خدمي آخر.
من جانبه أكد المحافظ المستشار ماهر بيبرس أنه يتم متابعة الأداء داخل القطاع الصحي بالمحافظة سواء مستشفيات عامة أو مركزية أو وحدات صحية بالقري وكثيراً ما يقوم بجولات مفاجئة وتتم إحالة المقصرين للتحقيق أو نقل الأطباء والممرضات المتغيبين عن عملهم جزاء تركهم للعمل أو خصم أيام من رواتبهم طبقاً للمخالفة المرتكبة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.