عند بناء مستشفي منشأة القناطر استبشر الأهالي خيراً وتصوروا أن معاناتهم في البحث عن طبيب انتهت لكن المستشفي تحول إلي مبني بدون تجهيزات تسكنه الحيوانات الضالة. تؤكد ذلك مريم عبدالمقصود قائلة منذ بداية انشاء هذا المبني الذي يحسبه المارة صرحاً طبياً عملاقاً لم يزد عن كونه مبني اصم نشعر بالحسرة كلما مررنا أمامه. وتحكي سامية سعد عن مأساة اختها ذات 18 عاما التي توفت نتيجة الاهمال قائلة إنها كانت تنتابها نوبات مغص مستمرة ولا نعرف السبب وعندما ذهبنا إلي الوحدة الصحية لم نجد اطباء ذهبنا لطبيب فأعطاها حقنة مسكنة ولكن الآلام عادت إليها مرة أخري فكرر الطبيب الحقنة ولكن بعد يومين ساءت حالتها للغاية ولم تعد تحتمل الالم فذهبنا بها إلي احدي العيادات الخاصة واكتشف إنها تعاني من الزائدة الدودية وقد انفجرت داخل معدتها من يومين وتوجهنا بها إلي اقرب مستشفي ولكنها توفت منا في الطريق. وتشكو أرزاق عزت مريضة بعيادة النساء أننا نعاني الأمرين من الاستهتار بأرواح سكان القري وحرمانهم من الخدمات الطبية بالمستشفيات وعدم وجود المستشفيات الحكومية علي الخريطة العلاجية فنحن نضطر للذهاب للمستشفيات الموجودة بالقاهرة في حالة إصابتنا بالأمراض الخطيرة التي تحتاج أجهزة وإمكانيات مثل مراكز الغسيل الكلوي والذهاب للمستشفيات الكبري لتحليل فيروس "C" والسير علي الخطة العلاجية. هدي محمد وكيلة التمريض تؤكد ان المستشفي تكاد تشبه الوحدة الصحية فحجرة العمليات لم تفتتح بعد وغير مجهزة والعلاج بها خارجي فقط فلا حجز للمرضي ولا توجد سيارة إسعاف فالمستشفي خاو من الأسرة لاستقبال المرضي كذلك جميع الاطباء الموجودين به اطباء امتياز ومنتدبون ولا يوجد به طبيب متخصص لحالات الطوارئ في الحالات الخطيرة وحجرة الرعاية خالية من التجهيزات الطبية اللازمة فالمستشفي هيكل خرساني بدون تجهيزات طبية وبه عجز فنيي معمل والمعمل خال من الامكانيات الكافية لاجراء التحاليل اللازمة مثل فيروس سي. تمرينات في المنزل وتضيف آمال سعد بعيادة العلاج الطبيعي ان العيادة تستقبل الحالات وترشدها بطرق العلاج والتمرينات لاجرائها لانفسهم بالمنزل وذلك لعدم وجود أجهزة وإمكانيات بقسم العلاج الطبيعي. وكذلك عيادة الاسنان بها كرسي واحد فقط وغير متوفر بها آلات وأجهزة للحشو والخلع ولا تستقبل حالات طوارئ واغلبية المرضي يلجأون للمستشفيات الخاصة ومستشفيات المحافظات الكبري. وتتفق معها في الرأي احلام محمد فنية أشعة أن الجهاز الوحيد المتوفر بالمستشفي للاشعة هو جهاز "طور 38" وهو الماني ومصنع منذ 1962 وردئ للغاية ولا يصلح للاستعمال الآدمي وقد طالبنا الوزارة أكثر من مرة والمديرية بتحديث الأجهزة لخدمة أهل القرية ولا حياة لمن تنادي ومدير المستشفي يأس من تكرار الشكوي وذلك يدفعنا لارسال المرضي إلي المحافظات الكبيرة رغم ان منشأة القناطر تخدم أهل القطه وبني سلامة وأكثر من 25 قرية وأي مصاب في حادث يضطر للذهاب لأقرب مستشفي علي بعد 500 كيلو وهو مستشفي أوسيم المركزي. ويشير الدكتور ربيع طعيمة أخصائي أنف وأذن وحنجرة ونائب مدير مستشفي منشأة القناطر ان المستشفي بمثابة معمل بدائي ومتواضع جدا وعيادة خارجية وبدون طوارئ واستقبال لعدم وجود حجرة عمليات أو قسم داخلي ولا سيارة إسعاف. الدكتور محمد هشام مدير مستشفي منشأة القناطر يشرح أن المستشفي يعمل كعيادات خارجية فقط بسبب عدم افتتاحه فنقوم باستقبال المريض وعمل الاسعافات الأولية ثم نحوله إلي مستشفي آخر لعدم وجود الامكانيات فالمستشفي تم الانتهاء من بنائه ولكن لم يتم تجهيزه ويشير إلي أنه يعاني في حالات الطوارئ التي تتطلب التدخل السريع مثل حالات الجلطات وغيبوبة سكر أو حوادث الطرق. والحال لا يختلف كثيراً في الوحدات الصحية بالقري التي يجب أن تقدم الإسعافات الأولية حتي لا يضطر المريض للجوء لمستشفي المركز لكنها لا تقدم سوي تطعيم الاطفال وتنظيم الاسرة حتي الحالات الطارئة تلجأ للمستشفيات التي تبعد عنها بمسافة طويلة رغم أن هذه الوحدات صروح أنفق عليها الكثير. كما تقول سيدة الوسيمي ربة منزل : ليس في الوحدة الصحية بكفر الشرفا بالقليوبية سوي طبيب أسنان أما باقي التخصصات غير موجودة وقد جئت للوحدة منذ 3 ساعات في انتظار الطبيب الذي يأتي لمدة ساعة وأحياناً كثيرة لا يأتي. والوحدة لا تعمل بعد الساعة الثانية ظهراً ولا يوجود فيها سوي الممرضات. لدغة ثعبان عبدالعزيز كمال مدير المعهد الديني بالقرية يؤكد أن الوحدة لا تقدم علاجاً للمرضي. والشهر الماضي أصيب جاري بلدغة ثعبان وذهبنا للوحدة الصحية وابلغونا بعدم وجود المصل فأسرعنا بالتوجه لمستشفي المركز ولكن في الطريق توفي الجار حيث كان يجب تناول المصل خلال نصف ساعة. وتؤكد فاطمة السيد ربة منزل نلجأ للوحدة الصحية في وقت تطعيم الاطفال اما في حالة الاصابة بالمرض نلجأ لمستشفي المركز أو القاهرة ونعاني كثيراً لبعد المسافة بيننا وبين القاهرة وصعوبة نقل المرضي ويكلفنا ذلك مبالغ مالية كبيرة مما يجبرنا علي السلف من الاقارب لإسعاف الحالة المرضية. ويشير محمد سعد موظف إلي ان الوحدة الصحية بالقرية مجهزة بمبني حديث به كافة الاجهزة الطبية ولكن لا يوجد به أطباء وكذلك العلاج المدعم من وزارة الصحة حتي الإسعافات البسيطة غير متوفرة فقد اصيب نجلي بجرح قطعي واسرعت به للوحدة فلم أجد طبيبا يقوم بإسعافه واضررت إلي التوجه به لمستشفي المركز. وحدة بهادة والوحدة الصحية بقرية بهادة بالقليوبية تخلو تماما هي الاخري من المرضي حيث لا توجد سوي طبيبة واحدة وعدد من الممرضات. ناهد محمد ربة منزل تقول: اتوجه للوحدة لتطعيم أولادي فقط ولا أجازف بالكشف علي اطفالي لأن الطبيبة تقوم بالكشف ظاهرياً وكتابة الدواء نقوم بشرائه من الصيدليات الخارجية ولا يتم صرف العلاج المدعم من الوحدة. وتضيف نور الهدي محمود موظفة : لا توجد أي اجهزة طبية وجهاز الأشعة الوحيد قديم وعند حدوث أي حادث علي الطريق لا نستطيع انقاذ المصاب بالوحدة حيث لا يوجد استقبال للطوارئ ونلجأ للمستشفي المركزي. وتؤكد سنية بهي الدين موظفة : أن معظم الأهالي لا يتوجهون للوحدة الصحية لعدم وجود طبيب متخصص. ورغم كل شكاوي الاهالي مصدر مسئول بالوحدة الصحية يؤكد ان الوحدة مجهزة بأحدث الأجهزة وبها جهاز أشعة سونار ولكن لا يوجد اطباء بشريون أو طبيب أشعة للعمل علي هذه الاجهزة ويجب توفير أطباء كما يجب تطوير منظومة العمل في الوحدات الصحية بأن يكون مدير الوحدة إدارياً وليس طبيباً حتي يتسني له حسن إدارة الوحدة دون مجاملة علي أن يعمل كل طبيب في تخصصه. مواجهة وبمواجهة الدكتور زكريا عبدربه وكيل وزارة الصحة بالقليوبية أفاد بأن محافظة القليوبية بها 180 مركز ووحدة طب أسرة ولا يوجد عجز في أطباء القطاع الريفي وخدمات تنظيم الأسرة وتقوم المديرية الآن بمشروع الأسبوع الميداني وبه تكون قيادات المديرية في مهمة عمل داخل الوحدات الصحية لمدة أسبوع لتلافي السلبيات ومحاولة معالجة المشاكل الموجودة داخل هذه الوحدات ويتم اخبار وزارة الصحة بأي عجز موجود في الوحدات الصحية ومحاولة سد هذا العجز. كما أكد توافر جميع الأمصال بالوحدات الصحية وإذا وجد عجز في هذه الأمصال بإحدي الوحدات فيكون ذلك لعدم توافر المصل في هيئة المصل واللقاح وهناك مشروع في وزارة الصحة لتطوير الوحدات الصحية علي مستوي الجمهورية وتوفير الدواء المدعم بكافة الوحدات وذلك لتوفير الرعاية الصحية والدواء المدعم لكافة المواطنين.