«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيادات المدارس أوقات العمل الرسمية فى الكوارث الوبائية
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 13 - 11 - 2010

عندما ظهر وباء أنفلونزا الطيور ومن بعده أنفلونزا الخنازير أعلنت حالة الطوارئ، وكانت التعليمات الوقائية والإجراءات الطبية وقرارات تفعيل وتطوير العيادات المدرسية على أشدها.. وكالعادة تراجع كل شىء مع انحسار الوباء، لنفيق - كما يحدث كل مرة - على وباء جديد تثبت حقائق الواقع أننا غير مستعدين له.. ومع ظهور وباء «ملتحمة العين» مؤخرا انكشف غياب دور العيادات الطبية فى المدارس وقصور التأمين الصحى..
لذلك تجولت «روزاليوسف» فى عدد من المدارس لتكتشف وتكشف حجم العيادات الصحية الموجودة فيها ومدى تأثيرها خاصة فى المدارس الريفية.. وكانت المفاجأة فى عدم وجود أطباء أو ممرضات أو مطهرات أو صابون، وبطاقات صحية للتلاميذ فى بعض المدارس.. وفى مدارس المدن توجد عيادات.. لكن لا يوجد بها أطباء أو مطهرات أو صابون، وفى بعض المدارس يذهب طبيب التأمين الصحى إليها مرة كل أسبوع أو عشرة أيام حيث إن كل طبيب مسئول عن ثلاث أو أربع مدارس.
هذا ما أكده المسئولون فى وزارة الصحة وأن الذى اكتشف المرض الطب الوقائى فى الوزارة، وليس أطباء التأمين الصحى المسئولون عن صحة التلاميذ فى المدارس، والمفروض أن هناك عيادة تأمين صحى فى كل مدرسة وممرضة وغرفة للعزل وطبيب من التأمين الصحى للكشف على التلاميذ واكتشاف أى مرض وعلاجه والإبلاغ عن أى مرض معدى يظهر فوراً إلى المسئولين لاتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة.
لكن الواقع كان غير ذلك.. ففى مدرسة أبو جهور مركز السنطة محافظة الغربية لا توجد عيادة وإنما غرفة صغيرة مغلقة قيل لنا أنها غرفة العزل، ولا يوجد طبيب أو ممرضة وعرفنا أن ناظر المدرسة هو الذى يقوم بتحويل الحالات المرضية إلى أقرب وحدة صحية من المدرسة ويجرى طبيب الوحدة الكشف وصرف الدواء وإعطاء الأجازات المرضية.
فى مدرسة (على بن أبى طالب الابتدائية) فى عزبة عثمان محافظة الدقهلية لا توجد عيادة أو ممرضة أو طبيب وقال لنا أحد المدرسين بالمدرسة أنهم - يقصد المدرسين فى المدرسة - هم المسئولون عن اكتشاف أى حالة مرضية بين التلاميذ وإبلاغ الناظر بها، الناظر يحولها إلى الوحدة الصحية والمدرس لا يعرف إذا كان التلميذ مريضا أم لا، ومرضه معدى أم لا، والمفروض أن الطبيب هو الذى يعرف ولكن عندما يكح تلميذ أو يعطس لمدة يومين نبلغ الناظر الذى يمنحه اجازة ويطلب منه أن يصطحب والده إلى الوحدة الصحية وإحضار شهادة مرضية من طبيب الوحدة بعدد أيام الغياب ولا أحد يعرف نوع المرض.
فى مدرسة سنطة التجارية بمحافظة الغربية.. المدرسة لا توجد بها عيادة أو طبيب أو ممرضة والتلاميذ ليس لديهم بطاقات صحية ودورات المياه خالية من الصابون أو المطهرات، كما أن رائحتها لا تطاق من عدم النظافة الواضحة على الارضيات والأحواض.
نفيسة محمد من عزبة البرج فى محافظة دمياط التقيناها على باب المدرسة، وقالت: عندى 8 أولاد والدهم متوفى، أخرجت 4 من أولادى من المدارس لأنى لا استطيع الانفاق عليهم وعندى اربعة آخرين فى المدارس: الابتدائى والاعدادى والثانوى عندما مرضت أبنتى فى المدرسة الاعدادى ناظراً المدرسة أعطاها اجازة وقال لها خلى والدتك تأخذك الوحدة الصحية ولما ذهبت إلي هناك كشف عليها الدكتور وكتب لها أدوية وعندما ذهبت لصرفها من الصيدلية طلبو منى 15 جنيها، اخذت بنتى وهى تعبانه وحرارتها 40 وروحت لأن لم يكن معى إلا 5 جنيهات ثمن المواصلات وعندما مرضت ابنتى اللي فى المدرسة الثانوى قالو لها مالكيش تأمين صحى رغم أنها فى مدرسة حكومة كشفت لها عند دكتور خاص لأن حالتها كانت صعبة وعندها ضعف وبترجع على طول وطلب أشعة ومنظار ثمنه 700 جنيه ولحد دلوقتى مش قادرة أعمل المنظار وبنتى تعبانة وبتاخد مسكنات وبتروح المدرسة يوم وتغيب يومين بسبب الألم فى معدتها، المدرسين قالوا لها فى المدرسة احتمال يكون فيه مرض خطير فى معدتك ولازم تتعالجى.
فى مدرسة بيدف الابتدائية مركز العياط محافظة 6 أكتوبر لا توجد عيادة أو طبيب تأمين، وقال لنا نائب ناظر المدرسة.. السنة الماضية كان فيه أنفلونزا الخنازير جه طبيب من التأمين الصحى وطلب فحص فصل من الفصول ونعمله حجرة عزل عشان لو ظهرت تحسباً للطوارئ وقال عندما تظهر أى أعراض على التلاميذ مثل ارتفاع درجة الحرارة أو كحة شديدة لمدة يومين يعزل المصاب ونبلغ مديرية الصحة فوراً، وطلب منا أيضاً أن نطلب من التلاميذ كل واحد يجيب معاه صابونة ومنديل، ولكن هذا العام ومنذ بداية الدراسة لم يأت أى طبيب.. وأضاف: الأولاد لا توجد لهم بطاقات صحية وعيادة ولكن عندما يصاب طفل أو يتعب نطلب منه أن يذهب إلى الوحدة الصحية حسب تعليمات وزارة التربية والتعليم.
فى مدرسة إمبابة الابتدائية توجد غرفة صغيرة قالوا لنا إنها عيادة التأمين الصحى والمفروض أن طبيب التأمين الذى يجلس عندما يأتى المدرسة للكشف على التلاميذ المريضة وعندما سألنا أين الطبيب قالوا إنه فى مدرسة أخرى وعندما حاولنا انتظاره قالت الممرضة احتمال لا يستطيع الحضور لأن عنده أكثر من مدرسة بيمر عليها.
فى مدرسة العجوزة الإعدادية كانت دورات المياه غير نظيفة بالمرة ولا يوجد بها صابون وعرفنا أن المدرسة لا توجد بها مطهرات وقال لنا سكرتير المدرسة: المفروض توجد ممرضة فى المدرسة باستمرار.. الطبيب يأتى حسب ظروفه، عند خروجنا من المدرسة قابلنا الطبيب على الباب وقال لنا المفروض أن هناك ممرضة فى كل مدرسة ويوجد طبيب لكل مدرستين أو ثلاث حسب كثافة المدرسة وعدد التلاميذ ويوجد طبيب فى المدارس الكبرى مثل مدرسة السعيدية نظراً للكثافة.
يضيف : التأمين الصحى يمد العيادات فى المدارس بالمطهرات والصابون ولكن حسب احتياجات العيادة فقط وتطهر الآلات التى يستخدمها، وطبيب التأمين غير مسئول عن نظافة دورات المياه والممرضة تمر للتأكد من نظافتها ويوجد فى العيادات ماسكات بكميات كبيرة تحسبا لظهور أى حالات أنفلونزا الخنازير ووزارة التربية والتعليم هى المسئولة عن توفير الصابون والمطهرات، والسنة الماضية كانت الوزارة تمد المدارس بكميات كبيرة من الصابون والمطهرات لكن هذه السنة لم يتم إرسال أى مطهرات أو صابون.
يواصل: كيف أطلب من التلميذ أن يغسل يديه بالصابون ولا يوجد صابون بالمدرسة صحيح فيه حجرة عزل لكنها موجودة فقط لعزل حالات أنفلونزا الخنازير وهى مغلقة الآن. وفى مدرسة الأندلس الابتدائية الخاصة بالعجوزة توجد غرفة صغيرة مكتوب عليها غرفة العزل، عيادة نظيفة تجلس بها ممرضة، دورات المياه كانت نظيفة وبها صابون ومطهرات وقال مدير المدرسة: المدرسة تشترى المطهرات والصابون حتى نحافظ على صحة التلاميذ ونقلل حالات الغياب بسبب المرض حيث إن غسل الأيدى بالصابون يمنع العدوى بنسبة تصل إلى 90%، وقال يوجد طبيبة من التأمين الصحى وهى تأتى كل يومين وفى حالة ظهور أى مرض بين التلاميذ نقوم بإبلاغها فوراً.
وفى مدرسة طلعت حرب الابتدائية بإمبابة كانت توجد عيادة وممرضة ولم نقابل الطبيبة ودورات المياه كانت بلا مطهرات أو صابون وقال سكرتير المدرسة لا توجد ميزانية فى المدرسة لشراء الصابون أو المطهرات.. والوزارة لم ترسل لنا أى مطهرات أو صابون فى العام الدراسى الحالى بحجة أن أنفلونزا الخنازير انتهت ولم بعد المرض موجودا وطبيب التأمين الصحى يأتى كل ثلاثة أيام ويقوم بالكشف على التلاميذ المرضى بعد أن تقوم الممرضة باحضارهم للعيادة ويكتب لهم العلاج ويعطيهم الإجازات.
عيادات التأمين الصحى بالمدارس فى منطقة شبرا تتميز بالإهمال، مجرد غرف متهالكة لا يوجد أطباء.
وفى مدرسة الاتحاد القومى المشتركة والتى تبعد 20 دقيقة من منطقة مجمع المدارس بمنطقة شبرا التلاميذ يتوجهون إلى مستشفى شبرا العام للكشف وتلقى العلاج بسبب غياب طبيب التأمين، والغرفة لا تصلح أبدًا أن تكون عيادة حيث إن سقف الحجرة من الصاج ولا يوجد بها مروحة والشمس تضرب فيها طوال الوقت مما يجعل الجلوس فيها مستحيلا.
وفى مدرسة شبرا الإعدادية بنين العيادة عبارة عن غرفة صغيرة جدًا وبجوار دورة المياه ولم نجد سوى الزائرة الصحية.. تقول زينب إبراهيم الزائرة الصحية بالمدرسة: العيادة كانت موجودة بجوار الفصول، لكن لاحتياج المدرسة لفصول جديدة قامت المديرة ببناء غرفة من الصاج بجوار دورات المياه لتكون عيادة للتأمين الصحى.. كما أن الطبيبة لا تتواجد طوال اليوم لأنها تتحمل مسئولية ثلاث مدارس، ولهذا تقوم بتحويل الطلاب فى حالة إصابتهم بأى أذى أو مرض إلى المستشفى للكشف وتلقى العلاج والإسعافات الأولية.
فى مدارس الدويقة كانت عيادات التأمين الصحى تعانى من نقص الإمكانات وغياب الأطباء، وقال أحد الطلبة: الطبيبة إذا جاءت تكون مسرعة وهى تسمع ولا تقوم بالكشف، وأنا ألجأ إلى عيادة التأمين الصحى فى حالات الضرورة القصوى، وأيضًا فى مستشفى سوزان مبارك فى الدويقة، ونظرًا لغياب الطبيبة وعدم تواجدها بالعيادة وفقر الإمكانيات عرفنا أن التلاميذ عند وقوع أى حادث أو مرض يتوجهون إلى مستشفى البحوث بدلاً من عيادة التأمين الصحى فى المدرسة.
التأمين الصحى فى المدارس غائب والأطباء غير متواجدين.. هذا ما أكده لنا ولى أمر التلميذ أحمد حسين، وأضاف: التأمين الصحى فى المدارس لا يجدى سوى فى حالة الطوارئ فقط والاستفادة الوحيدة منه هى الحصول على الإجازات المرضية لتخطى مشكلة الغياب والحضور خاصة التى تواجه الطلاب فى الثانوية العامة.
ويقول فاروق مدير إحدى المدارس الخاصة: المشكلة تكمن فى نقص أعداد الأطباء، وليس من المنطقى أن يكون طبيبا أو طبيبة واحدة مكلفة بزيارة خمس مدارس، والنتيجة أنها لو حضرت إلى المدرسة لا تبقى سوى ساعة، وبعض المدارس يوجد بها 1600 طالب، وبعضها 600 طالب وبعضها 900 طالب، والطبيبة والممرضة تتواجدان من الساعة 12 إلى 1 ظهرًا فقط، والعيادة يتم إغلاقها قبل ذلك وبعد ذلك، وفي معظم الحالات قد تأتى الطبيبة للتطعيم فقط ولا تتواجد بقية الأسبوع.
وقال أحمد حسنين صاحب مدرسة: لو أن كل مدرسة وفرت طبيبا مقيما فيها على نفقتها الخاصة وأعطته 500 جنيه شهريًا، سيكون ذلك أفضل من 10 آلاف جنيه أو 20 ألف جنيه التى يتم تسديدها للتأمين الصحى دون جدوى، ويكفى أننا نشترى الآلات حتى ميزان الحرارة على نفقة المدرسة.
ويضيف.. أنه لا يتم اكتشاف أى أمراض مثل الجدرى أو الحصبة أو الغدة النكافية من قبل أطباء التأمين الصحى، فتكون النتيجة انتشار العدوى وإصابة أعداد كبيرة من الطلاب بهذه الأمراض دون اكتشافها، بالإضافة إلى عدم وجود تفتيش على هؤلاء الأطباء للتأكد من تواجدهم أو عدم تواجدهم.
ويشير ب. ع.ت صاحب مدرسة إلى أن العجز الموجود حاليًا فى أعداد أطباء التأمين الصحى بالمدارس يرجع إلى ضعف مرتباتهم، فهم يحصلون على أجور رمزية لا تتعدى 150 جنيها شهريًا، ولذلك معظمهم يحصل على مرتب إضافى من المدرسة، علاوة على الراتب من التأمين الصحى، بالإضافة إلى مكافأة الامتحانات على أساس أنها موجودة فى المدرسة، فى حين أنه لا نرى طبيبة التأمين الصحى إلا نادرًا، ناهيك عن غياب الكفاءات الطبية العاملة فى مجال التأمين الصحى بالمدارس.
د. محمد عبدالمحسن مدير التأمين الصحى بمحافظة الدقهلية الذى ظهر فيها المرض يقول: يوجد عجز فى أطباء التأمين الصحى، وعددهم لا يكفى عدد المدارس ولهذا يستعين التأمين بأطباء من الوزارة للعمل بعقود مقابل مكافأة للمرور على المدارس، أما فى الريف فإن طبيب الوحدة هو الذى يقوم بعلاج تلاميذ المدارس والمدرسة تقوم بتحويل الحالات إليه.
والتأمين الصحى ملزم بعلاج تلاميذ المدارس طبقًا لقانون التأمين الصحى الخاص من الابتدائى وحتى نهاية المرحلة الثانوية، وأيضًا علاج التلاميذ فى المدارس فى الريف حتى الذين ليس لهم بطاقات صحية، وتقوم الوحدة الصحية بصرف العلاج بالمجان، والطالب يدفع ثلث ثمن العلاج.
كذلك يقوم أيضًا بتوعية الطلاب أولا بأول، وصرف العلاج وإعطاء الأجازات المرضية، وفى حالة الأمراض المعدية وتبلغ السلطات الصحية عند ظهور أى مرض جديد، ويقوم أطباء التأمين بمساعدة الطب الوقائى التابع للوزارة باكتشافه والوقاية ومكافحة الأمراض المعدية، وفى المدن يقوم بالمرور على المدارس والكشف على التلاميذ ويطلع الحالات المشتبه فيها ويكتب العلاج، والتأمين الصحى مسئول عن العيادات الموجودة فى المدارس فيما يخص نظافتها وتوفير ممرضة وتوفير الصابون والمطهرات اللازمة لنظافة العيادة، وتطهير الآلات التى يستخدمها الطبيب أثناء عمله، والسبب فى انتقال المرض بهذا الشكل السريع يرجع إلى عدم التزام التلاميذ بالنظافة وغسل الأيدى، ولأن الأسرة تستعمل فوطة واحدة، والتلميذ يقوم بفرك عينيه ثم يفرك الثانية ثم يتلامس مع زملائه فينقل المرض.
مسئول فى التأمين الصحى أضاف: الأطباء الجدد «شباب الأطباء» يرفضون العمل فى التأمين الصحى بسبب ضعف المرتبات ويقوم التأمين بتعويض العجز فى عدد الأطباء بالتعاقد مع أطباء التأمين الصحى الذين خرجوا على المعاش للعمل بمكافآت، والمرور على المدارس للكشف على التلاميذ، وكل طبيب يكون مسئولا عن ثلاث أو أربع مدارس حسب كثافة المدارس فى المنطقة، والمفروض أن يكون فى كل مدرسة عيادة وممرضة، ويقوم التأمين بمد الأطباء فى العيادات بالصابون والمطهرات والديتول تحت بند الصرفية الطبية، لأن الطبيب لا يستطيع العمل بدون تعقيم وتطهير الآلات التى يعمل بها وغسل يده قبل الكشف على كل تلميذ.
فى الريف ونظرًا لأن التأمين لا يستطيع أن يوفر أطباء لكل المدارس وعددها كبير جدًا تم ربط المدارس على الوحدات الصحية، ويقوم طبيب الوحدة بالكشف وكتابة العلاج وصرف الدواء وإعطاء الإجازات المرضية.
د. عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة قال: إن العجز فى الأطباء فى الريف مشكلة تواجه وزارة الصحة والأطباء يرفضون العمل هناك بحجة أنها مناطق بعيدة، والوزير حل هذه المشكلة برفع مرتبات الأطباء فى هذه المناطق إلى 1000%، ورفع الحوافز والبدلات حتى وصل مرتب الطبيب فى بعض المناطق الريفية والمناطق النائية والبعيدة إلى ثلاثة آلاف جنيه، ولكن مازال هناك عجز خاصة فى أعداد الأطباء فى التخصصات النادرة والتأمين يقوم بسد العجز بالتعاقد مع أطباء من خارج التأمين ومن الوزارة.
وأكد أيضًا استمرار حملات المسح الصحى والرصد البيئى بجميع وحدات الرعاية الصحية الأولية، وهى المسئولة عن الكشف على التلاميذ فى المدارس فى الريف واكتشاف المرض، وعمل التوعية والوقاية وفى جميع المستشفيات بمراكز محافظات الدقهلية وبورسعيد ودمياط.
وأضاف أن المرض لابد أن يأخذ الفترة الطبيعية حتى يصل إلى الذروة إلى أن ينتهى، وقد تم إعلان حالة الطوارئ فى محافظات الغربية ودمياط والإسماعيلية وأكتوبر والفيوم والمنيا وأسيوط وأسوان لمواجهة المرض، كما تم إرسال قوافل طبية من أطباء العيون إلى قرى الجنوب والغرب، ومدينة بورفؤاد لمحاصرة المرض وعلاج المصابين، وقد تم تخصيص سيارات إسعاف وفرق من أطباء الرمد، وتم التنسيق مع مديريات التربية والتعليم والصحة للإعلان عن أى حالة إصابة، وأوضح أنه بمجرد اكتشاف الحالات تم إرسال فرق طبية من المتخصصين فى الطب الوقائى والرمد للعمل فى المدارس والوحدات الصحية وعيادات التأمين الصحى فى مدينة المطرية حتى لا تنتقل الإصابات بين التلاميذ، كما تم وضع طبيب رمد مقيم فى الوحدات الصحية فى المحافظات الملاصقة لمنع انتقال العدوى إليها، وأخذ مسحات من أعين المصابين وإرسالها إلى معامل وزارة الصحة لتحليلها، والتأكد من طبيعة الفيروس وتم إعداد منشور عن أعراض المرض وكيفية تشخيصه وطرق الوقاية منه والعلاج وتم توزيعه على المدارس والمعاهد الأزهرية فى محافظة الدقهلية بمعرفة مديرية التربية والتعليم، ومنح التلاميذ إجازات إجبارية لمدة 10 أيام ونشر لجان المتابعة بكل المدارس لمتابعة نظافة الفصول والحمامات، وكذلك تنفيذ الإجراءات الوقائية وتفعيل دور الزائرات الصحيات بالقرى للوصول إلى الحالات المصابة بالبيوت التى يخشى أصحابها التوجه إلى المدرسة، وسوف يتم نقل أى مدير مدرسة أو مستشفى سيثبت إهماله فى الإبلاغ عن حالات أو الإهمال فى نظافة المكان خاصة المدارس، وتم أيضاً رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات وزيادة عدد أطباء الرمد وكميات الأدوية اللازمة لعلاج المرض من قطرات ومضادات حيوية بالإدارات، وأوضح أن مصدر المرض خارجى وظهر منذ 4 أشهر وكان أكثر انتشارًا فى الفترة من يونيه إلى أغسطس فى أوغندا وأسوان وتركيا وبلغ عدد الحالات المصابة فى هذه الدول 7 آلاف حالة.
وأضاف أن تطبيق مشروع التأمين الصحى الاجتماعى الشامل الجديد سوف يقضى على كل الثغرات الموجودة الآن فى التأمين الصحى سواء للطلبة أو الموظفين أو كل الفئات الأخرى، لأن المشروع سيعالج كل الثغرات ونواحى القصور، وستكون هناك بطاقة صحية للأسرة بكامل أعضائها ومن حق المنتفع فى هذا النظام الحصول على جميع خدمات الرعاية الصحية الأساسية بدون مقابل، وسيقوم طبيب الأسرة بالتحويل للأخصائى فى حالة الاحتياج مع دفع ثلث ثمن الدواء، أما العمليات الجراحية والتداخلات فى المستشفيات والإقامة فستكون بالمجان بالدرجة الأولى المزدوجة.
يقول د. شريف ذهنى أستاذ أمراض العيون ومدير معهد بحوث الرمد سابقًا: مرض ملتحمة العين سببه عدم الالتزام بالنظافة الشخصية مثل غسل الأيدى بالمياه والصابون، والاشتراك فى استخدام الأدوات اليومية مثل الفوط والمناشف والتلامس بالأيدى وخطورة المرض فى أنه ينتشر بسرعة ورغم ذلك فهو يشفى بسرعة ولا يترك أى مضاعفات.
والمفروض أن تكون هناك عيادة تأمين صحى فى كل مدرسة وممرضة وطبيب من التأمين الصحى لاكتشاف أى مرض خاصة المعدية التى تنتشر بسرعة والإبلاغ عنها فورًا، وأخذ جميع الاحتياطات من توعية التلاميذ بطرق نقل العدوى والوقاية وإعطاء العلاج والإجازات حتى لا ينتشر، ومرض الملتحمة مرض واضح أعراضه فى العين والطبيب يستطيع تشخيصه فورًا فى العيادة فى المدرسة، خاصة فى ظل التكدس الموجود فى الفصول وعدم الالتزام بالقواعد الصحية بين التلاميذ من ضرورة غسل الأيدى بالمياه والصابون.
حسب د. ذهنى: المرض يسببه فيروس وأعراضه احمرار وحكة فى العين وعلاجه عن طريق قطرات ومضادات حيوية حتى لا يحدث التهابات فى العين والفيروس يسمى أونيو ويصيب ملتحمة العين والزور والغدد الليمفاوية، ويؤدى إلى تورم العين وإحمرارها وحكة وقد يكون مصحوبًا بارتفاع فى درجة الحرارة، وينتشر فى فترات تغير الفصول وتتراوح فترة حضانته من 4: 10 أيام، وتتميز الالتهابات التى يسببها بسرعة الانتشار عن طريق إفرازات الجهاز التنفسى وإفرازات العين، وينتقل بسهولة بالتلامس واستخدام الأدوات الشخصية لأكثر من فرد ويوجد من هذا الفيروس نوعان، الأول التهاب الملتحمة المصحوب بالتهاب الحلق مع ارتفاع بسيط فى الحرارة، والآخر وهو الأوسع انتشارًا ويكون مصحوبًا بحكة شديدة بالعين، ولكن وفى نسبة كبيرة من هذا النوع يمكن أن تتأثر القرنية تأثرًا بسيطًا وهذا النوع يتم علاجه بقطرات الكورتيزون وعدم وقف استخدام القطرات إلا بعد الشفاء التام حتى لا يحدث ارتفاع فى ضغط العين.
د. محسن عزام نائب رئيس هيئة التأمين الصحى يقول : نظرًا للزيادة المستمرة بأعداد المنتفعين تقوم الهيئة بتوفير أعداد من الأطباء والممرضين لسد العجز ولمواكبة الزيادة فى أعداد المنتفعين، وقد بلغ عدد الأطباء خلال العام الحالى 2008/ 12620 2009 متعاقدا ومعينيا بزيادة مقدارها 2% عن العام السابق بمعدل طبيب لكل 3391 منتفعا وبلغ أعداد هيئة التمريض خلال نفس العام 22167 ممرضة معينة ومتعاقدة بزيادة مقدارها 2% عن العام السابق بمعدل ممرضة لكل 1931 منتفعا، ورغم ذلك مايزال هناك عجز فى أعداد الأطباء فى التأمين وأعداد الممرضات وجار العمل لسد هذا النقص، وقد اختارت الدولة نظام التأمين الصحى لتأكيد حق المواطن فى الرعاية الصحية منذ عام 1964 وكان يطبق على العمالة المنتظمة ثم فى عام 1992 بدأ تطبيقه على طلاب التعليم قبل الجامعى الذين يعتبرون أكثر الشرائح حاجة للرعاية الصحية، ثم بدأ تطبيقه على شريحة المواليد الجدد اعتبارًا من أول أكتوبر .1997
ويعانى التأمين الصحى من خلل فى اقتصادياته لأسباب أولها ثبات قيمة الاشتراكات منذ إقرارها منذ أكثر من 30 عامًا، والتكدس بعيادات الهيئة وتم تشغيل عيادات التأمين الصحى بصفة مستمرة من الساعة السابعة والنصف صباحًا وحتى الثامنة مساء، وتوزيع العاملين على نوبات متتالية والتعاقد مع جميع الوحدات الصحية الريفية بمختلف القرى والمحافظات للمشاركة فى تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية لطلاب المدارس من خدمات وقائية وعلاجية للتغلب على العجز الموجود فى عدد الأطباء وفى هيئة التمريض، وكذا المشاركة فى تنفيذ الحملات القومية للتحصينات والتطعيمات وبلغ عدد الوحدات حوالى 2134 وحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.