«الأزهر» و«المتحدة»يطلقان نسخة معتمدة من المصحف الشريف بالعربية والإنجليزية على تطبيق«مصر قرآن كريم»    اقتصاديات الساحل «الشرير»    رئيس المجلس الرئاسي الليبي: مسئوليتنا عن الأمن مشتركة ونطالب بحماية دولية لغزة    أليجرى: ميلان يسعى للتأهل لدوري الأبطال بأي ثمن ومودريتش إضافة استثنائية    ترامب يهدد واشنطن بإعلان الطوارئ حال عدم تعاون الشرطة المحلية مع سلطات الهجرة    كشف سبب اللقطات المثيرة للجدل لجون إدوارد    السيطرة على حريق في 7 منازل بسوهاج.. ونفوق مواشٍ (صور)    الداخلية تكشف ملابسات فيديو تحرش واعتداء بالضرب على فتاة وشقيقها بالإسكندرية    كلمة الموسيقار الكبير عمر خيرت بمناسبة الاحتفال الأول باليوم المصري للموسيقى    لأول مرة.. آسر ياسين مع دينا الشربيني في رمضان 2026.. اعرف التفاصيل    صلاح عبد العاطى: الفلسطينيون يواجهون إبادة جماعية ومخطط التهجير لا يزال قائمًا    مي فاروق ولميس الحديدي.. نجوم الفن والإعلام في عزاء أرملة سيد مكاوي    الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط يشارك في مؤتمر قادة الأديان بأستانا    احذر هذه المشروبات .. أضرار بالغة تصيب الجهاز الهضمى    وزير الري: المياه عصب الحياة للمشروعات التنموية والعمرانية    المجلس الأعلى للنيابة الإدارية يعقد اجتماعه بتشكيله الجديد برئاسة المستشار محمد الشناوي    جريمة تهز الوراق.. شقيقان ينهيان حياة شقيقتهما والسبب صادم    تسمم 3 شقيقات بسبب وجبة كشري في بني سويف    بقيمة 1.2 مليار دولار.. إسبانيا تلغي صفقة أسلحة كبرى مع إسرائيل    حماس: شعبنا ومقاومته ماضون في الدفاع عن أرضهم    شجار بين ركاب إسرائيليين على متن رحلة من تل أبيب إلى بوخارست    موفد مشيخة الأزهر ورئيس منطقة الإسماعيلية يتابعان برامج التدريب وتنمية مهارات شيوخ المعاهد    بإطلالة جريئة.. أحدث ظهور ل دينا الشربيني أمام البحر (صور)    رابطة الأندية تخاطب اتحاد الكرة بشأن حكام مباراة الأهلي والزمالك    ما حكم أخذ قرض لتجهيز ابنتي للزواج؟.. أمين الفتوى يوضح رأي الشرع    كيفية قضاء الصلوات الفائتة وهل تجزئ عنها النوافل.. 6 أحكام مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    أستاذ بالأزهر يحذر من ارتكاب الحرام بحجة توفير المال للأهل والأولاد    مونشنجلادباخ الألماني ينافس الأهلي على التعاقد مع مدير فني .. مالقصة؟    القليوبية تدعم التأمين الصحي بعيادات ووحدات جديدة (صور)    أسامة السعيد: الجامعة المصرية اليابانية.. مكان من المستقبل يجسد شراكة مصر واليابان    «باطلة من أساسها».. خالد الجندي يرد على شبهة «فترة ال 183 سنة المفقودة» في نقل الحديث (فيديو)    أبوريدة نائبًا أول لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم    أبرزها الالتزام والمساهمات .. الأهلي يحدد معايير تجديد العقود والقيمة التسويقية    رئيس مجلس الوزراء يقرر مد فترة توفيق أوضاع وتقنين إقامة الأجانب لمدة عام    د. أسامة أبوزيد يكتب: عودة الخطيب    تأجيل محاكمة 25 متهمًا بخلية القطامية لجلسة 12 نوفمبر    بكين تحقق مع نيفيديا وسط تصاعد التوتر التكنولوجي مع واشنطن    مصدر أمني ينفي ادعاء شخص بتسبب مركز شرطة في وفاة شقيقه    تقديم الخدمات الطبية ل1266 مواطناً ضمن القافلة المجانية بقرية طاهر في كفر الشيخ    الفجر بالإسكندرية 5.16.. جدول مواعيد الصلوات الخمسة في محافظات مصر غداً الثلاثاء 16 سبتمبر 2025    خافيير بارديم بالكوفية الفلسطينية في حفل جوائز إيمي    أرباح شركة دومتي تتراجع بنسبة 94% خلال النصف الأول من عام 2025    البنك المركزى يستضيف الاجتماع الأول لمجموعة عمل "تقرير الاستقرار المالي الإفريقي"    طبيب نفسي في ندوة ب«القومي للمرأة»: «لو زوجك قالك عاوزك نانسي عجرم قوليله عاوزاك توم كروز»    رابط نتائج الثالث متوسط 2025 الدور الثاني في العراق    قيمة المصروفات الدراسية لجميع المراحل التعليمية بالمدارس الحكومية والتجريبية    نشر الوعي بالقانون الجديد وتعزيز بيئة آمنة.. أبرز أنشطة العمل بالمحافظات    إسماعيل يس.. من المونولوج إلى قمة السينما    ترامب يهدد بإعلان «حالة طوارئ وطنية» في واشنطن لهذا السبب    «التضامن»: صرف «تكافل وكرامة» عن شهر سبتمبر بقيمة تزيد على 4 مليارات جنيه اليوم    نبيل الكوكي يعالج الأخطاء الدفاعية فى المصري بعد ثلاثية الزمالك    رضوى هاشم: اليوم المصرى للموسيقى يحتفى بإرث سيد درويش ب100 فعالية مختلفة    بدء أعمال إزالة عقار حوض ال18 الآيل للسقوط فى الأقصر    ضبط ومصادرة 90 من المخالفات فى حملة لشرطة المرافق وحى غرب سوهاج    البنك الأهلي المصري يتعاون مع «أجروفود» لتمويل و تدريب المزارعين    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 126 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الإغلاق    6 شهداء بينهم أطفال في غارة إسرائيلية على خيمة نازحين بغزة    رياضة ½ الليل| سر إصابة زيزو.. الأهلي في الفخ.. شكوى جديدة لفيفا.. ودرجات مصر ب «تشيلي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيادات المدارس أوقات العمل الرسمية فى الكوارث الوبائية
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 13 - 11 - 2010

عندما ظهر وباء أنفلونزا الطيور ومن بعده أنفلونزا الخنازير أعلنت حالة الطوارئ، وكانت التعليمات الوقائية والإجراءات الطبية وقرارات تفعيل وتطوير العيادات المدرسية على أشدها.. وكالعادة تراجع كل شىء مع انحسار الوباء، لنفيق - كما يحدث كل مرة - على وباء جديد تثبت حقائق الواقع أننا غير مستعدين له.. ومع ظهور وباء «ملتحمة العين» مؤخرا انكشف غياب دور العيادات الطبية فى المدارس وقصور التأمين الصحى..
لذلك تجولت «روزاليوسف» فى عدد من المدارس لتكتشف وتكشف حجم العيادات الصحية الموجودة فيها ومدى تأثيرها خاصة فى المدارس الريفية.. وكانت المفاجأة فى عدم وجود أطباء أو ممرضات أو مطهرات أو صابون، وبطاقات صحية للتلاميذ فى بعض المدارس.. وفى مدارس المدن توجد عيادات.. لكن لا يوجد بها أطباء أو مطهرات أو صابون، وفى بعض المدارس يذهب طبيب التأمين الصحى إليها مرة كل أسبوع أو عشرة أيام حيث إن كل طبيب مسئول عن ثلاث أو أربع مدارس.
هذا ما أكده المسئولون فى وزارة الصحة وأن الذى اكتشف المرض الطب الوقائى فى الوزارة، وليس أطباء التأمين الصحى المسئولون عن صحة التلاميذ فى المدارس، والمفروض أن هناك عيادة تأمين صحى فى كل مدرسة وممرضة وغرفة للعزل وطبيب من التأمين الصحى للكشف على التلاميذ واكتشاف أى مرض وعلاجه والإبلاغ عن أى مرض معدى يظهر فوراً إلى المسئولين لاتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة.
لكن الواقع كان غير ذلك.. ففى مدرسة أبو جهور مركز السنطة محافظة الغربية لا توجد عيادة وإنما غرفة صغيرة مغلقة قيل لنا أنها غرفة العزل، ولا يوجد طبيب أو ممرضة وعرفنا أن ناظر المدرسة هو الذى يقوم بتحويل الحالات المرضية إلى أقرب وحدة صحية من المدرسة ويجرى طبيب الوحدة الكشف وصرف الدواء وإعطاء الأجازات المرضية.
فى مدرسة (على بن أبى طالب الابتدائية) فى عزبة عثمان محافظة الدقهلية لا توجد عيادة أو ممرضة أو طبيب وقال لنا أحد المدرسين بالمدرسة أنهم - يقصد المدرسين فى المدرسة - هم المسئولون عن اكتشاف أى حالة مرضية بين التلاميذ وإبلاغ الناظر بها، الناظر يحولها إلى الوحدة الصحية والمدرس لا يعرف إذا كان التلميذ مريضا أم لا، ومرضه معدى أم لا، والمفروض أن الطبيب هو الذى يعرف ولكن عندما يكح تلميذ أو يعطس لمدة يومين نبلغ الناظر الذى يمنحه اجازة ويطلب منه أن يصطحب والده إلى الوحدة الصحية وإحضار شهادة مرضية من طبيب الوحدة بعدد أيام الغياب ولا أحد يعرف نوع المرض.
فى مدرسة سنطة التجارية بمحافظة الغربية.. المدرسة لا توجد بها عيادة أو طبيب أو ممرضة والتلاميذ ليس لديهم بطاقات صحية ودورات المياه خالية من الصابون أو المطهرات، كما أن رائحتها لا تطاق من عدم النظافة الواضحة على الارضيات والأحواض.
نفيسة محمد من عزبة البرج فى محافظة دمياط التقيناها على باب المدرسة، وقالت: عندى 8 أولاد والدهم متوفى، أخرجت 4 من أولادى من المدارس لأنى لا استطيع الانفاق عليهم وعندى اربعة آخرين فى المدارس: الابتدائى والاعدادى والثانوى عندما مرضت أبنتى فى المدرسة الاعدادى ناظراً المدرسة أعطاها اجازة وقال لها خلى والدتك تأخذك الوحدة الصحية ولما ذهبت إلي هناك كشف عليها الدكتور وكتب لها أدوية وعندما ذهبت لصرفها من الصيدلية طلبو منى 15 جنيها، اخذت بنتى وهى تعبانه وحرارتها 40 وروحت لأن لم يكن معى إلا 5 جنيهات ثمن المواصلات وعندما مرضت ابنتى اللي فى المدرسة الثانوى قالو لها مالكيش تأمين صحى رغم أنها فى مدرسة حكومة كشفت لها عند دكتور خاص لأن حالتها كانت صعبة وعندها ضعف وبترجع على طول وطلب أشعة ومنظار ثمنه 700 جنيه ولحد دلوقتى مش قادرة أعمل المنظار وبنتى تعبانة وبتاخد مسكنات وبتروح المدرسة يوم وتغيب يومين بسبب الألم فى معدتها، المدرسين قالوا لها فى المدرسة احتمال يكون فيه مرض خطير فى معدتك ولازم تتعالجى.
فى مدرسة بيدف الابتدائية مركز العياط محافظة 6 أكتوبر لا توجد عيادة أو طبيب تأمين، وقال لنا نائب ناظر المدرسة.. السنة الماضية كان فيه أنفلونزا الخنازير جه طبيب من التأمين الصحى وطلب فحص فصل من الفصول ونعمله حجرة عزل عشان لو ظهرت تحسباً للطوارئ وقال عندما تظهر أى أعراض على التلاميذ مثل ارتفاع درجة الحرارة أو كحة شديدة لمدة يومين يعزل المصاب ونبلغ مديرية الصحة فوراً، وطلب منا أيضاً أن نطلب من التلاميذ كل واحد يجيب معاه صابونة ومنديل، ولكن هذا العام ومنذ بداية الدراسة لم يأت أى طبيب.. وأضاف: الأولاد لا توجد لهم بطاقات صحية وعيادة ولكن عندما يصاب طفل أو يتعب نطلب منه أن يذهب إلى الوحدة الصحية حسب تعليمات وزارة التربية والتعليم.
فى مدرسة إمبابة الابتدائية توجد غرفة صغيرة قالوا لنا إنها عيادة التأمين الصحى والمفروض أن طبيب التأمين الذى يجلس عندما يأتى المدرسة للكشف على التلاميذ المريضة وعندما سألنا أين الطبيب قالوا إنه فى مدرسة أخرى وعندما حاولنا انتظاره قالت الممرضة احتمال لا يستطيع الحضور لأن عنده أكثر من مدرسة بيمر عليها.
فى مدرسة العجوزة الإعدادية كانت دورات المياه غير نظيفة بالمرة ولا يوجد بها صابون وعرفنا أن المدرسة لا توجد بها مطهرات وقال لنا سكرتير المدرسة: المفروض توجد ممرضة فى المدرسة باستمرار.. الطبيب يأتى حسب ظروفه، عند خروجنا من المدرسة قابلنا الطبيب على الباب وقال لنا المفروض أن هناك ممرضة فى كل مدرسة ويوجد طبيب لكل مدرستين أو ثلاث حسب كثافة المدرسة وعدد التلاميذ ويوجد طبيب فى المدارس الكبرى مثل مدرسة السعيدية نظراً للكثافة.
يضيف : التأمين الصحى يمد العيادات فى المدارس بالمطهرات والصابون ولكن حسب احتياجات العيادة فقط وتطهر الآلات التى يستخدمها، وطبيب التأمين غير مسئول عن نظافة دورات المياه والممرضة تمر للتأكد من نظافتها ويوجد فى العيادات ماسكات بكميات كبيرة تحسبا لظهور أى حالات أنفلونزا الخنازير ووزارة التربية والتعليم هى المسئولة عن توفير الصابون والمطهرات، والسنة الماضية كانت الوزارة تمد المدارس بكميات كبيرة من الصابون والمطهرات لكن هذه السنة لم يتم إرسال أى مطهرات أو صابون.
يواصل: كيف أطلب من التلميذ أن يغسل يديه بالصابون ولا يوجد صابون بالمدرسة صحيح فيه حجرة عزل لكنها موجودة فقط لعزل حالات أنفلونزا الخنازير وهى مغلقة الآن. وفى مدرسة الأندلس الابتدائية الخاصة بالعجوزة توجد غرفة صغيرة مكتوب عليها غرفة العزل، عيادة نظيفة تجلس بها ممرضة، دورات المياه كانت نظيفة وبها صابون ومطهرات وقال مدير المدرسة: المدرسة تشترى المطهرات والصابون حتى نحافظ على صحة التلاميذ ونقلل حالات الغياب بسبب المرض حيث إن غسل الأيدى بالصابون يمنع العدوى بنسبة تصل إلى 90%، وقال يوجد طبيبة من التأمين الصحى وهى تأتى كل يومين وفى حالة ظهور أى مرض بين التلاميذ نقوم بإبلاغها فوراً.
وفى مدرسة طلعت حرب الابتدائية بإمبابة كانت توجد عيادة وممرضة ولم نقابل الطبيبة ودورات المياه كانت بلا مطهرات أو صابون وقال سكرتير المدرسة لا توجد ميزانية فى المدرسة لشراء الصابون أو المطهرات.. والوزارة لم ترسل لنا أى مطهرات أو صابون فى العام الدراسى الحالى بحجة أن أنفلونزا الخنازير انتهت ولم بعد المرض موجودا وطبيب التأمين الصحى يأتى كل ثلاثة أيام ويقوم بالكشف على التلاميذ المرضى بعد أن تقوم الممرضة باحضارهم للعيادة ويكتب لهم العلاج ويعطيهم الإجازات.
عيادات التأمين الصحى بالمدارس فى منطقة شبرا تتميز بالإهمال، مجرد غرف متهالكة لا يوجد أطباء.
وفى مدرسة الاتحاد القومى المشتركة والتى تبعد 20 دقيقة من منطقة مجمع المدارس بمنطقة شبرا التلاميذ يتوجهون إلى مستشفى شبرا العام للكشف وتلقى العلاج بسبب غياب طبيب التأمين، والغرفة لا تصلح أبدًا أن تكون عيادة حيث إن سقف الحجرة من الصاج ولا يوجد بها مروحة والشمس تضرب فيها طوال الوقت مما يجعل الجلوس فيها مستحيلا.
وفى مدرسة شبرا الإعدادية بنين العيادة عبارة عن غرفة صغيرة جدًا وبجوار دورة المياه ولم نجد سوى الزائرة الصحية.. تقول زينب إبراهيم الزائرة الصحية بالمدرسة: العيادة كانت موجودة بجوار الفصول، لكن لاحتياج المدرسة لفصول جديدة قامت المديرة ببناء غرفة من الصاج بجوار دورات المياه لتكون عيادة للتأمين الصحى.. كما أن الطبيبة لا تتواجد طوال اليوم لأنها تتحمل مسئولية ثلاث مدارس، ولهذا تقوم بتحويل الطلاب فى حالة إصابتهم بأى أذى أو مرض إلى المستشفى للكشف وتلقى العلاج والإسعافات الأولية.
فى مدارس الدويقة كانت عيادات التأمين الصحى تعانى من نقص الإمكانات وغياب الأطباء، وقال أحد الطلبة: الطبيبة إذا جاءت تكون مسرعة وهى تسمع ولا تقوم بالكشف، وأنا ألجأ إلى عيادة التأمين الصحى فى حالات الضرورة القصوى، وأيضًا فى مستشفى سوزان مبارك فى الدويقة، ونظرًا لغياب الطبيبة وعدم تواجدها بالعيادة وفقر الإمكانيات عرفنا أن التلاميذ عند وقوع أى حادث أو مرض يتوجهون إلى مستشفى البحوث بدلاً من عيادة التأمين الصحى فى المدرسة.
التأمين الصحى فى المدارس غائب والأطباء غير متواجدين.. هذا ما أكده لنا ولى أمر التلميذ أحمد حسين، وأضاف: التأمين الصحى فى المدارس لا يجدى سوى فى حالة الطوارئ فقط والاستفادة الوحيدة منه هى الحصول على الإجازات المرضية لتخطى مشكلة الغياب والحضور خاصة التى تواجه الطلاب فى الثانوية العامة.
ويقول فاروق مدير إحدى المدارس الخاصة: المشكلة تكمن فى نقص أعداد الأطباء، وليس من المنطقى أن يكون طبيبا أو طبيبة واحدة مكلفة بزيارة خمس مدارس، والنتيجة أنها لو حضرت إلى المدرسة لا تبقى سوى ساعة، وبعض المدارس يوجد بها 1600 طالب، وبعضها 600 طالب وبعضها 900 طالب، والطبيبة والممرضة تتواجدان من الساعة 12 إلى 1 ظهرًا فقط، والعيادة يتم إغلاقها قبل ذلك وبعد ذلك، وفي معظم الحالات قد تأتى الطبيبة للتطعيم فقط ولا تتواجد بقية الأسبوع.
وقال أحمد حسنين صاحب مدرسة: لو أن كل مدرسة وفرت طبيبا مقيما فيها على نفقتها الخاصة وأعطته 500 جنيه شهريًا، سيكون ذلك أفضل من 10 آلاف جنيه أو 20 ألف جنيه التى يتم تسديدها للتأمين الصحى دون جدوى، ويكفى أننا نشترى الآلات حتى ميزان الحرارة على نفقة المدرسة.
ويضيف.. أنه لا يتم اكتشاف أى أمراض مثل الجدرى أو الحصبة أو الغدة النكافية من قبل أطباء التأمين الصحى، فتكون النتيجة انتشار العدوى وإصابة أعداد كبيرة من الطلاب بهذه الأمراض دون اكتشافها، بالإضافة إلى عدم وجود تفتيش على هؤلاء الأطباء للتأكد من تواجدهم أو عدم تواجدهم.
ويشير ب. ع.ت صاحب مدرسة إلى أن العجز الموجود حاليًا فى أعداد أطباء التأمين الصحى بالمدارس يرجع إلى ضعف مرتباتهم، فهم يحصلون على أجور رمزية لا تتعدى 150 جنيها شهريًا، ولذلك معظمهم يحصل على مرتب إضافى من المدرسة، علاوة على الراتب من التأمين الصحى، بالإضافة إلى مكافأة الامتحانات على أساس أنها موجودة فى المدرسة، فى حين أنه لا نرى طبيبة التأمين الصحى إلا نادرًا، ناهيك عن غياب الكفاءات الطبية العاملة فى مجال التأمين الصحى بالمدارس.
د. محمد عبدالمحسن مدير التأمين الصحى بمحافظة الدقهلية الذى ظهر فيها المرض يقول: يوجد عجز فى أطباء التأمين الصحى، وعددهم لا يكفى عدد المدارس ولهذا يستعين التأمين بأطباء من الوزارة للعمل بعقود مقابل مكافأة للمرور على المدارس، أما فى الريف فإن طبيب الوحدة هو الذى يقوم بعلاج تلاميذ المدارس والمدرسة تقوم بتحويل الحالات إليه.
والتأمين الصحى ملزم بعلاج تلاميذ المدارس طبقًا لقانون التأمين الصحى الخاص من الابتدائى وحتى نهاية المرحلة الثانوية، وأيضًا علاج التلاميذ فى المدارس فى الريف حتى الذين ليس لهم بطاقات صحية، وتقوم الوحدة الصحية بصرف العلاج بالمجان، والطالب يدفع ثلث ثمن العلاج.
كذلك يقوم أيضًا بتوعية الطلاب أولا بأول، وصرف العلاج وإعطاء الأجازات المرضية، وفى حالة الأمراض المعدية وتبلغ السلطات الصحية عند ظهور أى مرض جديد، ويقوم أطباء التأمين بمساعدة الطب الوقائى التابع للوزارة باكتشافه والوقاية ومكافحة الأمراض المعدية، وفى المدن يقوم بالمرور على المدارس والكشف على التلاميذ ويطلع الحالات المشتبه فيها ويكتب العلاج، والتأمين الصحى مسئول عن العيادات الموجودة فى المدارس فيما يخص نظافتها وتوفير ممرضة وتوفير الصابون والمطهرات اللازمة لنظافة العيادة، وتطهير الآلات التى يستخدمها الطبيب أثناء عمله، والسبب فى انتقال المرض بهذا الشكل السريع يرجع إلى عدم التزام التلاميذ بالنظافة وغسل الأيدى، ولأن الأسرة تستعمل فوطة واحدة، والتلميذ يقوم بفرك عينيه ثم يفرك الثانية ثم يتلامس مع زملائه فينقل المرض.
مسئول فى التأمين الصحى أضاف: الأطباء الجدد «شباب الأطباء» يرفضون العمل فى التأمين الصحى بسبب ضعف المرتبات ويقوم التأمين بتعويض العجز فى عدد الأطباء بالتعاقد مع أطباء التأمين الصحى الذين خرجوا على المعاش للعمل بمكافآت، والمرور على المدارس للكشف على التلاميذ، وكل طبيب يكون مسئولا عن ثلاث أو أربع مدارس حسب كثافة المدارس فى المنطقة، والمفروض أن يكون فى كل مدرسة عيادة وممرضة، ويقوم التأمين بمد الأطباء فى العيادات بالصابون والمطهرات والديتول تحت بند الصرفية الطبية، لأن الطبيب لا يستطيع العمل بدون تعقيم وتطهير الآلات التى يعمل بها وغسل يده قبل الكشف على كل تلميذ.
فى الريف ونظرًا لأن التأمين لا يستطيع أن يوفر أطباء لكل المدارس وعددها كبير جدًا تم ربط المدارس على الوحدات الصحية، ويقوم طبيب الوحدة بالكشف وكتابة العلاج وصرف الدواء وإعطاء الإجازات المرضية.
د. عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة قال: إن العجز فى الأطباء فى الريف مشكلة تواجه وزارة الصحة والأطباء يرفضون العمل هناك بحجة أنها مناطق بعيدة، والوزير حل هذه المشكلة برفع مرتبات الأطباء فى هذه المناطق إلى 1000%، ورفع الحوافز والبدلات حتى وصل مرتب الطبيب فى بعض المناطق الريفية والمناطق النائية والبعيدة إلى ثلاثة آلاف جنيه، ولكن مازال هناك عجز خاصة فى أعداد الأطباء فى التخصصات النادرة والتأمين يقوم بسد العجز بالتعاقد مع أطباء من خارج التأمين ومن الوزارة.
وأكد أيضًا استمرار حملات المسح الصحى والرصد البيئى بجميع وحدات الرعاية الصحية الأولية، وهى المسئولة عن الكشف على التلاميذ فى المدارس فى الريف واكتشاف المرض، وعمل التوعية والوقاية وفى جميع المستشفيات بمراكز محافظات الدقهلية وبورسعيد ودمياط.
وأضاف أن المرض لابد أن يأخذ الفترة الطبيعية حتى يصل إلى الذروة إلى أن ينتهى، وقد تم إعلان حالة الطوارئ فى محافظات الغربية ودمياط والإسماعيلية وأكتوبر والفيوم والمنيا وأسيوط وأسوان لمواجهة المرض، كما تم إرسال قوافل طبية من أطباء العيون إلى قرى الجنوب والغرب، ومدينة بورفؤاد لمحاصرة المرض وعلاج المصابين، وقد تم تخصيص سيارات إسعاف وفرق من أطباء الرمد، وتم التنسيق مع مديريات التربية والتعليم والصحة للإعلان عن أى حالة إصابة، وأوضح أنه بمجرد اكتشاف الحالات تم إرسال فرق طبية من المتخصصين فى الطب الوقائى والرمد للعمل فى المدارس والوحدات الصحية وعيادات التأمين الصحى فى مدينة المطرية حتى لا تنتقل الإصابات بين التلاميذ، كما تم وضع طبيب رمد مقيم فى الوحدات الصحية فى المحافظات الملاصقة لمنع انتقال العدوى إليها، وأخذ مسحات من أعين المصابين وإرسالها إلى معامل وزارة الصحة لتحليلها، والتأكد من طبيعة الفيروس وتم إعداد منشور عن أعراض المرض وكيفية تشخيصه وطرق الوقاية منه والعلاج وتم توزيعه على المدارس والمعاهد الأزهرية فى محافظة الدقهلية بمعرفة مديرية التربية والتعليم، ومنح التلاميذ إجازات إجبارية لمدة 10 أيام ونشر لجان المتابعة بكل المدارس لمتابعة نظافة الفصول والحمامات، وكذلك تنفيذ الإجراءات الوقائية وتفعيل دور الزائرات الصحيات بالقرى للوصول إلى الحالات المصابة بالبيوت التى يخشى أصحابها التوجه إلى المدرسة، وسوف يتم نقل أى مدير مدرسة أو مستشفى سيثبت إهماله فى الإبلاغ عن حالات أو الإهمال فى نظافة المكان خاصة المدارس، وتم أيضاً رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات وزيادة عدد أطباء الرمد وكميات الأدوية اللازمة لعلاج المرض من قطرات ومضادات حيوية بالإدارات، وأوضح أن مصدر المرض خارجى وظهر منذ 4 أشهر وكان أكثر انتشارًا فى الفترة من يونيه إلى أغسطس فى أوغندا وأسوان وتركيا وبلغ عدد الحالات المصابة فى هذه الدول 7 آلاف حالة.
وأضاف أن تطبيق مشروع التأمين الصحى الاجتماعى الشامل الجديد سوف يقضى على كل الثغرات الموجودة الآن فى التأمين الصحى سواء للطلبة أو الموظفين أو كل الفئات الأخرى، لأن المشروع سيعالج كل الثغرات ونواحى القصور، وستكون هناك بطاقة صحية للأسرة بكامل أعضائها ومن حق المنتفع فى هذا النظام الحصول على جميع خدمات الرعاية الصحية الأساسية بدون مقابل، وسيقوم طبيب الأسرة بالتحويل للأخصائى فى حالة الاحتياج مع دفع ثلث ثمن الدواء، أما العمليات الجراحية والتداخلات فى المستشفيات والإقامة فستكون بالمجان بالدرجة الأولى المزدوجة.
يقول د. شريف ذهنى أستاذ أمراض العيون ومدير معهد بحوث الرمد سابقًا: مرض ملتحمة العين سببه عدم الالتزام بالنظافة الشخصية مثل غسل الأيدى بالمياه والصابون، والاشتراك فى استخدام الأدوات اليومية مثل الفوط والمناشف والتلامس بالأيدى وخطورة المرض فى أنه ينتشر بسرعة ورغم ذلك فهو يشفى بسرعة ولا يترك أى مضاعفات.
والمفروض أن تكون هناك عيادة تأمين صحى فى كل مدرسة وممرضة وطبيب من التأمين الصحى لاكتشاف أى مرض خاصة المعدية التى تنتشر بسرعة والإبلاغ عنها فورًا، وأخذ جميع الاحتياطات من توعية التلاميذ بطرق نقل العدوى والوقاية وإعطاء العلاج والإجازات حتى لا ينتشر، ومرض الملتحمة مرض واضح أعراضه فى العين والطبيب يستطيع تشخيصه فورًا فى العيادة فى المدرسة، خاصة فى ظل التكدس الموجود فى الفصول وعدم الالتزام بالقواعد الصحية بين التلاميذ من ضرورة غسل الأيدى بالمياه والصابون.
حسب د. ذهنى: المرض يسببه فيروس وأعراضه احمرار وحكة فى العين وعلاجه عن طريق قطرات ومضادات حيوية حتى لا يحدث التهابات فى العين والفيروس يسمى أونيو ويصيب ملتحمة العين والزور والغدد الليمفاوية، ويؤدى إلى تورم العين وإحمرارها وحكة وقد يكون مصحوبًا بارتفاع فى درجة الحرارة، وينتشر فى فترات تغير الفصول وتتراوح فترة حضانته من 4: 10 أيام، وتتميز الالتهابات التى يسببها بسرعة الانتشار عن طريق إفرازات الجهاز التنفسى وإفرازات العين، وينتقل بسهولة بالتلامس واستخدام الأدوات الشخصية لأكثر من فرد ويوجد من هذا الفيروس نوعان، الأول التهاب الملتحمة المصحوب بالتهاب الحلق مع ارتفاع بسيط فى الحرارة، والآخر وهو الأوسع انتشارًا ويكون مصحوبًا بحكة شديدة بالعين، ولكن وفى نسبة كبيرة من هذا النوع يمكن أن تتأثر القرنية تأثرًا بسيطًا وهذا النوع يتم علاجه بقطرات الكورتيزون وعدم وقف استخدام القطرات إلا بعد الشفاء التام حتى لا يحدث ارتفاع فى ضغط العين.
د. محسن عزام نائب رئيس هيئة التأمين الصحى يقول : نظرًا للزيادة المستمرة بأعداد المنتفعين تقوم الهيئة بتوفير أعداد من الأطباء والممرضين لسد العجز ولمواكبة الزيادة فى أعداد المنتفعين، وقد بلغ عدد الأطباء خلال العام الحالى 2008/ 12620 2009 متعاقدا ومعينيا بزيادة مقدارها 2% عن العام السابق بمعدل طبيب لكل 3391 منتفعا وبلغ أعداد هيئة التمريض خلال نفس العام 22167 ممرضة معينة ومتعاقدة بزيادة مقدارها 2% عن العام السابق بمعدل ممرضة لكل 1931 منتفعا، ورغم ذلك مايزال هناك عجز فى أعداد الأطباء فى التأمين وأعداد الممرضات وجار العمل لسد هذا النقص، وقد اختارت الدولة نظام التأمين الصحى لتأكيد حق المواطن فى الرعاية الصحية منذ عام 1964 وكان يطبق على العمالة المنتظمة ثم فى عام 1992 بدأ تطبيقه على طلاب التعليم قبل الجامعى الذين يعتبرون أكثر الشرائح حاجة للرعاية الصحية، ثم بدأ تطبيقه على شريحة المواليد الجدد اعتبارًا من أول أكتوبر .1997
ويعانى التأمين الصحى من خلل فى اقتصادياته لأسباب أولها ثبات قيمة الاشتراكات منذ إقرارها منذ أكثر من 30 عامًا، والتكدس بعيادات الهيئة وتم تشغيل عيادات التأمين الصحى بصفة مستمرة من الساعة السابعة والنصف صباحًا وحتى الثامنة مساء، وتوزيع العاملين على نوبات متتالية والتعاقد مع جميع الوحدات الصحية الريفية بمختلف القرى والمحافظات للمشاركة فى تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية لطلاب المدارس من خدمات وقائية وعلاجية للتغلب على العجز الموجود فى عدد الأطباء وفى هيئة التمريض، وكذا المشاركة فى تنفيذ الحملات القومية للتحصينات والتطعيمات وبلغ عدد الوحدات حوالى 2134 وحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.