سيناريو جديد تنتظره الجامعات مع قرب انتخابات الاتحادات الطلابية، المقرر انطلاقها في نوفمبر الحالي، يهدف إلى تقليص دور تلك الاتحادات وتقويض حراكها، وذلك بعد أن أعلن المجلس الأعلى للجامعات أمس الاستقرار على اعتماد لائحة انتخابات 2013، ولكن ستكون بتعديلات جديدة، حتى لا تقع الوزارة في ورطة تكرار سينايو الاتحاد السابق الذي جاء على غير هوى الوزير؛ لعدم تماشيه مع السياسة العامة للدولة، فأُلغيت نتيجته. وشهد اجتماع المجلس الأعلى للجامعات، بحضور الدكتور أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي، مشادات كلامية بعد رفض عدد من رؤساء الجامعات العودة لإجراء الانتخابات بلائحة 2007؛ لعدم قانونيتها، إلَّا أن الوزير حسم الموقف باعتماد لائحة 2013، ولكن بتعديلات جديدة، الأمر الذي رآه البعض تحايلًا؛ حيث إن اللائحة التي ستعتمد ستكون باسم 2013، لكنها ببنود 2007. ويطلق الوسط الجامعي على لائحة 2007 «لائحة مبارك»؛ لأنها كانت تفصل الانتخابات لتأتي باتحادات تتماشى مع السياسة العامة للمجتمع الجامعي والدولة، إذ لا تتضمن إجراء انتخابات اتحاد طلاب مصر، فضلًا عن بنود أخرى تعوق الطلاب فى الترشح للانتخابات. وكانت نتائج انتخابات اتحاد طلاب مصر التي أجريت في 29 نوفمبر 2015 جاءت مخيبة لآمال وزارة التعليم العالي التي من الواضح أنها كانت ترغب في فائزين آخرين أقل صدامية مع الدولة وإدارات جامعاتهم، كبديل عن طلاب يتبنون خطًّا معارضًا لسياسات النظام الحالي تجاه الجامعة، وهو ما اتضح حينها بعدم اعتماد وزير التعليم العالي، الدكتور أشرف الشيحي، النتيجة التي أسفرت عنها الانتخابات بعد أكثر من أربعة شهور من إعلانها، وعدم إعلان فوز الطالب عبد الله أنور، برئاسة اتحاد طلاب مصر، ونائبه عمرو الحلو ومكتبهما التنفيذي المنتخب بشكل رسمي. وعلق أنور، آنذاك، على قرار اللجنة العليا المشرفة على انتخابات الطلاب حل الاتحاد، بأن وزارة التعليم العالي ضربت بإرادة الطلبة عرض الحائط، وأن حل اتحاد طلاب مصر هدم لتجربة طلابية ناجحة، مؤكدًا أن قائمة «صوت طلاب مصر» كان لها صيت إعلامي كبير، وتردد أن «التعليم العالي» تدعمها. وكان أنور قال في أولى تصريحاته بعد إعلان نتيجة الانتخابات، إنه وبمساعدة باقي اتحادات الكليات سيسعون جاهدين للدفاع عن حقوق الطلاب المحبوسين احتياطيًّا، من خلال وضع رؤية كاملة عن طريق لجان سيتم تشكيلها لهذا الأمر، وإنه سيرى كشوف الطلاب الذين وقعت بحقهم مجالس تأديبية خلال الفترة الأخيرة، وكان التصريح بمثابة البداية التي انتهت بحل الاتحاد. وقال الدكتور وائل كامل، الأستاذ بجامعة حلوان والمتحدث باسم مؤتمر 31 مارس بالجامعات السابق: الهدف من تعديل لائحة انتخابات 2013 تكتيف الطلاب؛ حتى لا توجد أصوات معارضة داخل اتحاد الطلاب، وحتى يسير مع الموجة بالجامعات، كما يحدث في المستوى العام خارج الجامعة، لافتًا إلى أنه سيتم أخذ ما يريدون من لائحة 2007 وإدخاله على لائحة 2013، مؤكدًا أنها هي نفس لائحة 2007، لافتًا إلى أن الاتحاد سيكون عبارة عن رحلات وأنشطة ثقافية فقط. وأضاف كامل أن اللعب على وتر الطلاب سيحدث شرارة يصعب السيطرة عليها، موضحًا أن التعديلات التي ستتم لو أثارت الطلاب، فإن الوضع سيكون مؤسفًا وأكثر صعوبة؛ لأن الطلاب لن يقفوا متفرجين، وبالتالي كان الأولى أن يتم تنفيذ ما لا يضرهم، وفي الوقت ذاته الحفاظ على ألا تكون هناك إثارة للطلاب، لكن من الواضح أن ذلك لن يتم.