تواجه صناعة الإنتاج الداجن أزمات اقتصادية تهددها بالانهيار؛ جراء ارتفاع أسعار الأعلاف، ونقص الأدوية والأمصال البيطرية، نتيجة زيادة الدولار بعد تحرير سعر الجنيه، ما أدى إلى غلق 60% من المزارع، وتدمير صغار المربين، وإعدام الآلاف من الكتاكيت. من جانبها، التقت "البديل" بعدد من مربي وصناع الدواجن للتعرف على الأزمة عن قرب؛ والوصول إلى مقترحات تضعها على مائدة أصحاب القرار؛ من أجل حماية صغار المربين والصناعة بأكملها. قال المهندس أحمد هشام، صاحب مزارع دواجن بمركز أبو كبير محافظة الشرقية، إن أسعار الأعلاف ارتفعت مؤخرا بشكل مبالغ فيه، ليسجل طن الذرة 4 آلاف جنيه بعدما كان بألفي و300 جنيه، وفول الصويا وصل إلى 8 آلاف بدلا من 5 آلاف و500 جنيه، كما أن مركزات التسمين والبياض ارتفعت من 5 آلاف و900 جنيه للطن إلى 8 آلاف، فضلا عن زيادة أسعار الأدوية البيطرية واختفائها من السوق ونقص التحصينات أيضا، ما أدى إلى ظهور الأمراض والفيروسات، الأمر الذي يهدد صناعة الدواجن، إحدى ركائز الاقتصاد الأساسية. وأضاف هشام ل"البديل" أن عددا كبيرا من مربي الدواجن أغلقوا مزارعهم وهو أحدهم؛ نتيجة الخسائر الفادحة التي يتكبدوها، حتى تراكمت ديونهم لدى مصانع الأعلاف والصيدليات، ما ينذر قريبا بارتفاع جنوني في أسعار دجاج اللحم والبيض بالأسواق، مطالبا الحكومة بدعم مربي الدواجن وتوفير الأعلاف بأسعار مخفضة، وتسعير الأدوية البيطرية والرقابة عليها، وضرورة منع الاحتكار في استيراد مدخلات الأعلاف، وخلق جو من المنافسة بين رجال الأعمال. وأوضح محمود الهمامي، صاحب مزارع دواجن: "أنشأت بورصة خاصة بالأعلاف والأمصال والأدوية في الإسكندرية، وأرصد أسعار السوق من البيض والدواجن بجميع أنواعها يوميا، وأكتب بها قائمة يستفيد منها مئات البائعين والشركات، لكن في الفترة الأخيرة، أصبح من الصعب تسعير البيض واللحوم بسبب الارتفاع الجنوني فى أسعار الأعلاف والأمصال، وانعدمت حركة البيع والشراء داخل مزارعي بعد عزوف المربين عن شراء الدواجن، وتم إلغاء الكثير من الطلبات لعدم مقدرة المشتري على سداد الفاتورة بالسعر الجديد بعد تحرير سعر الجنيه والارتفاع الجنونى للدولار وعدم وجوده بالأساس". وقال مصطفى البحيري، صاحب مزرعة دواجن ببركة السبع محافظة المنوفية، إن ارتفاع أسعار الأعلاف سيقضي على صغار المربين ويسبب لهم خسائر فادحة، إذا لم تتدخل الحكومة فورا لإنقاذ صناعة الدواجن من الانهيار. وأكد المهندس مصطفى العُرس، رئيس مجلس إدارة جمعية الثروة الداجنة بالدقهلية، أن صناعة الدواجن تنهار بسبب ارتفاع سعر الدولار، وبالتالي زيادة أثمان الأعلاف والأمصال، موضحا أن "الدواجن" من أهم الصناعات الموجودة في مصر، يعمل بها أكثر من خمس ملايين عامل باستثمار حوالى أربعين مليار جنيه، لكن الصناعة تتأثر بارتفاع سعر الدولار؛ لأن جميع الخامات التي تدخل فى صناعة الأعلاف مستوردة، ما أدى إلى ارتفاع سعر الأعلاف بشكل جنوني. وأضاف العُرس ل"البديل": "كان سعر طن العلف منذ وقت قريب 4 آلاف جنيه، فأصبح 6 آلاف و150، وسعر طن الذرة كان بألفي جنيه، فوصل إلى 4 آلاف، والصويا كانت ب3 آلاف و500 جنيه، فأصبحت ب7 آلاف و500، وطن الجلاتين كان ب6 آلاف و500، وصل ثمنه إلى 11 ألفا و200 جنيه، وسعر طن المركزات كان ب5 آلاف، فأصبح ب8 آلاف، ما دفع المربين إلى غلق مزارعهم وتأجير بعضها لمصانع البلاستيك"، مؤكدا إغلاق 60% من المزارع الموجودة في مصر حتى الآن، لتضطر معامل التفريخ إلى إعدام الكتاكيت. وأكد أنه اضطر إلي وضع 15 ألف كتكوت حي في شكائر ووضع فورمالين عليها ودفنها لأن بقاءها خسارة له، بعد إلغاء الطلبيات والحجز، في حين أن الكتكوت يحتاج إلى 4 كيلوجرامات أعلاف، بما يعادل 25 جنيها، بالإضافة إلى الأدوية، مطالبا الحكومة بإعادة حصص الأعلاف للمربين وأصحاب المزارع، ويتم صرفها عن طريق بنك الائتمان الزراعي كما كان يحدث سابقا، مختتما بأن المستوردين يتحكمون فى سعر السوق بالتليفون، وعندما يعترضون يكون الرد "عجبكم السعر دا ماشى ولو مش عاجبكم موتوا فراخكم".