كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن قلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومساعديه إزاء قبول وزير الخارجية الامريكي جون كيري، تعريف جامعة الدول العربية لحدود الدولة الفلسطينية ومبدأ تبادل الأراضي. وأضافت الصحيفة 'يعتقد نتنياهو ومستشاريه أن إعلان جامعة الدول العربية يضعف موقف إسرائيل في المفاوضات مع الفلسطينيين، ذلك وفقاً لمصدر اسرائيلي مطلع علي المحادثات التي جرت في اليومين الماضيين'. حيث أيدت جامعة الدول العربية، يوم الإثنين الماضي، خطة السلام في الشرق الأوسط التي من شأنها أن تسمح بتحولات صغيرة في حدود إسرائيل المقررة عام 1967، كما تقترب من مفهوم الدولتين الذي أقره الرئيس الأميركي باراك أوباما. وصرحت الصحيفة استناداً إلي مصادرها الخاصة 'أن مستشاري رئيس الوزراء ليسوا حريصيين علي إعلان الجامعة العربية، ويعتقدون أنه كان من الأفضل ألا يصدر هذا الإعلان'. وأضاف المصدر 'علي الرغم من تقدير المستشاريين لبعض الإيجابيات المتضمنة في الإعلان، مثل الرغبة في تجديد عملية السلام، إلا إنهم في ذات الوقت يرون فيه من العيوب أكثر مما يرون من المزايا' وقد كان تركيز جامعة الدول في إعلانها علي الاستعداد لتأييد 'التحولات الصغيرة' في الحدود الإسرائيل المقررة عام 1967، عن طريق تبادل 'الحد الأدني' من الأراضي المتساوية في الحجم، سبباً في اعتراض نتنياهو ومساعديه علي الإعلان وكان الفلسطينيون قد أعلنوا في السنوات الأخيرة عن استعدادهم لتبادل 1.9% من مساحة الضفة الغربية، فيما كان رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني علي استعداد لقبول تبادل الأراضي من 6-10% من مساحة الضفة الغربية، بما يسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بالعديد من المستوطنات، التي تزيد عن تبادل الأراضي الصغيرة الذي تحبذه فلسطين. وقد بدي موقف الادارة الاميركية واضحاً في خطاب أوباما في مايو 2011، والذي ألمح إلي أن حدود الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم علي أساس الحدود المقررة عام 67 مع تبادل للاراضي، دون ذكر حجمها. وأضاف أوباما بعد بضعة أيام، أن حدود الدولة الفلسطينية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار التغييرات التي أجريت منذ عام 1967 مشيرة إلي 'الكتل الاستيطانية الكبيرة'. وقال المصدر الإسرائيلي أن 'نتنياهو ومساعديه نظروا لإعلان الجامعة العربية باعتباره 'خدعة' تحمل شروط مفتوحة للمفاوضات التي من شأنها أن تكون سيئة بالنسبة لإسرائيل. فيما أثار وقوف كيري إلي جانب رئيس وزراء قطر أثناء قراءة الاعلان، شكوك نتنياهو ومساعديه تجاه كيري. وقد أثار المؤتمر الصحفي الذي عقده كيري مع ممثلي جامعة الدول العربية، مخاوف نتنياهو ومساعديه باعتباره علامة علي الانجراف في الموقف الأمريكي بشأن حدود الدولة الفلسطينية وتبادل الأراضي، ونقلة نحو الموقف العربي من التحولات الصغيرة في الحدود والحد الأدني من تبادل الأراضي المتساوية في الحجم. وأكدت الصحيفة أن نتنياهو لم يعلق مطلقاً علي التطورات الأخيرة بشأن مبادرة السلام العربية، كما انه لم يقل كلمة واحدة عن ذلك حتي في جلسة مغلقة مع كبار مسؤولي وزارة الخارجية. فيما أعرب نتنياهو عن أمله في استئناف محادثات السلام والمفاوضات مع الفلسطينيين، ويسعي حالياً لإجراء مبادرة تتضمن حلولاً اقتصادية للفلسطينيين جنبا إلي جنب مع وضع خطة سياسية. وأضاف رئيس الوزراء 'بنيامين نتنياهو' خلال الاجتماع أن أي اتفاق سلام سيتطلب ترتيبات أمنية 'موثوقة ودائمة'، ما كشف من خلاله 'أن هذا الإعلان لا يمثل له شيئا!' وقال نتنياهو 'انه لا يضع شروطا مسبقة لاستئناف المحادثات مع الفلسطينيين وأنه علي استعداد لمناقشة كل القضايا علي طاولة المفاوضات' موضحاً 'أن الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، ليس شرطا لبدء المحادثات، ولكنه سبيلاً لاختتامها بنجاح'. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين يوم أمس الأربعاء، إن التصريحات التي أدلي بها مسئولي الجامعة العربية لم تمثل فرصة لإجراء محادثات سلام اذا لم توافق اسرائيل علي حل الدولتين علي أساس حدود عام 1967. وقال مسئولوا جامعة الدول العربية يوم الاثنين لجون كيري وزيرالخارجية الامريكية ونائب الرئيس جو بايدن 'أن الجامعة ما زالت ملتزمة بالخطة التي اقترحتها في عام 2002، بعد التوقيع علي معاهدة السلام علي أساس حدود عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية تكون القدسالشرقية عاصمة لها، وإن جميع الدول العربية تطبع العلاقات مع إسرائيل'. وقال عريقات 'لا يوجد شئ للحديث عنه بالنسبة لنا، إذا أصر نتنياهو علي موقفه' وأضاف 'إن الإعلان الذي تقدم به وفد الجامعة العربية الذي زار واشنطن لا يختلف عن الموقف الرسمي لدولة فلسطين '. وأشار عريقات إلي أن السلطة الفلسطينية كانت قد تفاوضت في الماضي علي حدود 1967، وكانت علي استعداد لتعديلها مع تبادل الأراضي علي جانبي الخط الأخضر، وأضاف 'بالنسبة لنا، كل حجر في المستوطنات يشكل انتهاكا للقانون الدولي، لذلك فمن المستحيل أن نتحدث عن موافقة فلسطينية بشأن المستوطنات.' وصرح مسئوول فلسطيني كبير مقرب من المحادثات لهآرتس 'أن الموقف الفلسطيني بشأن استئناف المفاوضات كان واضحا. وقد أعرب عن هذا الموقف للأمريكيين خلال زيارة أوباما لرام الله في شهر مارس الماضي، وخلال الاجتماعات بين كيري والرئيس الفلسطيني محمود عباس'. وأضاف المسئول 'لقد كانت هذه فرصة لكيري لتقديم خيار من شأنه أن يؤدي إلي استئناف المحادثات علي أساس حدود عام 1967'