قتلناك يا آخر الأنبياء.. قصيدة شهيرة للشاعر الراحل نزار قبانى كتبها فى رثاء الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وأستلهم منها اليوم فقط هذا العنوان المثير للجدل وأنا أتحدث عن ازمة لاعب منتخب مصر العالمى محمد صلاح وكيف تسبب بعض المسئولين عن اتحاد الكرة المؤقت فى مصر عمدًا أو جهلاً فى ضياع حظوظه بأن يكون من ضمن أفضل 3 لاعبين فى العالم لهذا العام رغم استحقاقه وجدارته لهذا ورغم أن النقاط الخمسة عشرة التى كان يملكها المصوتون المصريون كانت كفيلة ربما بأن تصعد به إلى المركز الثانى عالميًا. قتلناك يا أفضل من أنجبت الملاعب المصرية فى عقودنا الأخيرة حين تقاعس مسئولو اتحاد الكره المؤقت أو لم يعوا جيدا ما هو المطلوب منهم لدعم لاعب عالمى بحجمك على المستوى الدولى وأيقونة مصرية عظيمة للشباب المصرى نفخر بها جميعًا .. قتلناك حين تكالب عليك رجال الاتحاد السابق ليحصلوا من خلف ظهرك على الملايين باستغلال اسمك دون وجه حق ثم ليحاولوا تشويه صورتك أمام الرأى العام المصرى العاشق لموهبتك وخلقك الرفيع بدعوى أنك تريد معاملة مميزة عن باقى لاعبى الفريق.. قتلناك حين لم نستمع جيدًا لما قلته بعد مشاركة مصر فى مباريات كأس العالم الأخيرة عن رائحة الفساد المستشرية فى ربوع اتحاد الكرة فكانت النتيجة هى هذا الفشل الذريع الذى تجرعنا مرارته فى بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة وهذا الإخفاق غير المتوقع وغير المسبوق لمنتخب مصر على أرضه وبين جمهوره. ماذا تريدون من ابن مصر الموهوب وكيف أجبرتموه عنوة على أن يقع فى فخ العند والانتقام فيسقط فى الخطيئة ويحذف اسم مصر من على حسابه الشهير فى تويتر والذى يتابعه الملايين عبر العالم من مختلف الجنسيات.. نعم اخطأ صلاح ولكن علمونا قديمًا أن العند يورث الكفر فكيف تحرمونه من أبسط حقوقه على هذا الوطن وهو أن يدعمه فى تنافسه ضد أبناء الجنسيات الأخرى عن استحقاق وجدارة ليهبط ترتيبه إلى المركز الرابع عالميًا فقط لأن أصوات أبناء بلدته المنوط بهم التصويت له لم تصل أو لم تكن فى صالحه . رفقًا بنبغاء هذا الوطن ورموزه المضيئة فلا نملك منهم الكثير حقًا فى زمان أصبح التميز فيه شحيحًا واعتلى المشهد أشباه الموهوبين وأنصاف المبدعين فكيف لا نقف بكل قوة خلف نموذج رائع مثل محمد صلاح ابن الأرض المصرية الطيبة الذى شق طريقه بكد وجلد ليخرج من قريته الصغيرة (نجريج) فى مركز بسيون بمحافظة الغربية ليصل إلى براح العالمية ويصبح واحدا من أعظم لاعبى كرة القدم معشوقة الملايين حول العالم.. كيف لا نخجل اليوم وقد وقف العالم بأسره يتعجب من عدم تصويت المصريين لنجمهم المحبوب الذى تعشقه قلوب أبناء الشعب وكيف نستطيع أن نبرر ذلك إلا بكونهِ عملاً تخريبيًا متعمدًا قام به بعض من لا يملكون حسًا وطنيًا ضد رمز وأيقونة مصرية وطنية تستحق كل الدعم والمؤازرة. صلاح: لا تغضب فما زال لك فى قلوب المصريين وأبناء العروبة بل وجماهير العالم بأسره حبًا عظيمًا نابعا من خلقك والتزامك وتفردك ومثابرتك وكفاحك للوصول قبل أن يكون نابعًا من موهبتك الكروية الفذة فكثيرًا ما أنجبت الملاعب حول العالم من هم أفضل منك كرويًا ولكن نادرًا ما اكتملت الصورة هكذا فيصبح اللاعب رمزًا تعشقه القلوب والعقول معًا بفضل التزامه وتواضعه وعشقه لوطنه وتلبيته لأى نداء يخص بلاده دون أن يتهرب أو يقدم مصلحته الشخصية كمحترف على مصلحة بلاده مثلما شاهدنا ونشاهد مع لاعبين آخرين من جنسيات مختلفه تقاعسوا عن تمثيل بلادهم او سعوا خلف المال وحده دون أى اعتبار لقيمة ارتداء قميص منتخب بلادهم ورفع علمها عاليًا بين الدول. صلاح: لا تغضب فما زال امامك بضع سنوات عامرة بالنجاح فى ملاعب أوروبا وما زلت قادرًا على تحقيق حلمك والحصول على جائزة أفضل لاعب فى العالم فقط إذا ما توقفت عن النظر للخلف وتجاوزت سريعًا هذه الأزمة الطارئة دون أن تؤثر على علاقتك بشعبك وجمهورك العاشق لك فليست مصر هى ممثلى اتحاد الكرة ولا هذا الصحفى المجهول الذى حرمك من صوته ولكن مصر بها 100 مليون عاشق لشخصك وموهبتك وأخلاقك النبيلة فلتكن هذه هى جائزتك التى لا يحصل عليها الكثيرون مهما اجتهدوا فذلك عطاء من الله لمن يختار.. قتلوك يا آخر الأوفياء ونحن نقول لك كن أقوى من جهلهم واستمر فغدًا لك ونحن جميعًا ندعمك ونثق بك.