كانت ثرثرات اﻹرهابى المصرى الهارب «محمد العقيد»، وتصريحه بما لا يجب أن يُقال، سببًا فى سقوط أبناء عائلته فى قبضة أجهزة الأمن، وبعدهم سقط المئات من أعضاء جماعة «اﻹخوان» وحلفائهم، وكانت ثرثرته بما يُقال وما لا يجب أن يُقال سببا فى اعتقاله داخل السودان وتحديد إقامة زوجته وأطفاله، وطرد وإبعاد بعض أصدقائه من اﻹرهابيين الهاربين، وقد فعل خيرًا وقدم ويُقدم عن غير قصد خدمات جليلة لأجهزة الأمن المصرية!! ولا يترك اﻹرهابى الهارب «محمد العقيد» مناسبة إلا ويُلقى على أسماع من يعرف ومن لا يعرف حكايات وروايات عن مشاركته فى العمليات اﻹرهابية التى استهدفت رجال الشرطة المصرية بعد فض اعتصام رابعة اﻹرهابى.. ولا يترك مناسبة إلا ويتحدث عن فضل عائلته على تنظيم «اﻹخوان» ومن يسميهم بالمجاهدين من مختلف بقاع الأرض!! غادرت زوجة اﻹرهابى الهارب «محمد العقيد»، السودان ومعها أطفالها فى سبتمبر من العام 2018، بعد وساطات وتدخلات من قيادات إخوانية، وسافرت إلى ماليزيا ومنها إلى قبرص، ثم استقرت فى تركيا لتقوم بذات المهمة التى كان يقوم بها زوجها وتواصل الثرثرة وتكشف عن جوانب مهمة من مخططات اﻹرهابيين الهاربين فى إسطنبول. تم ترحيل اﻹرهابى محمد العقيد من السودان بعد إطلاق سراحه، وعاد إلى الثرثرة فور وصوله إلى تركيا فى نهاية فبراير من العام 2019، وأعلن أنه سيكون المتحدث باسم المشروع اﻹسلامى فى هذا القرن، فاستقبله أعضاء فى التنظيم اﻹخوانى بحملات ساخرة عبر «الفيس بوك» لردعه وكبح جماح غروره وكبريائه الزائد وعلاج داء جنون العظمة الذى أصابه وأصاب التنظيم الإخوانى بخسائر فادحة، وبدأ بعضهم فى السخرية من عشقه لسماع لقب «القائد»، واستخدامه لشهادة الدكتوراه المضروبة التى حصل عليها من جامعة مفتوحة لا يعترف بها المجلس الأعلى للجامعات فى مصر ولا تعترف بها أى جامعة فى العالم. فى الحادى والعشرين من أبريل 2019، كشف اﻹرهابى محمد العقيد أن مؤسسة «نخبة الأمة» التى يتولى إدارتها ومعه عدد من أعضاء الخلايا اﻹخوانية النوعية، وقَّعت فى إسطنبول اتفاق تعاون مع مشروع جديد يشرف عليه القيادى الإخوانى طارق سويدان، ويستهدف المشروع تأهيل شباب التنظيمات والكيانات المتأسلمة لما يسمى ب «قيادة حراك التغيير وريادة المشاريع والمؤسسات»، وتضمن التعريف بالمشروع أنه «يقدم دراسات فى فقه الواقع وتحليل أزمات ومقومات الأمة تحليلاً موضوعيًا وعلميًا، ويعمل فى تأسيس وإدارة المشاريع الشبابية من الفكرة إلى التأسيس والتطوير لمشروع التغيير الحضاري». والناظر إلى اتفاق التعاون بين مؤسسة «نخبة الأمة» ومشروع «سويدان» الذى حضر افتتاحه، ياسين أقطاى مستشار رئيس النظام التركى، وعدد من قيادات جماعة «اﻹخوان» اﻹرهابية، يجد أن «سويدان» وضع يده فى يد قاتل يعترف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بجرائمه ويعلن عنها بكل فخر واعتزاز، ويؤكد فى كل مناسبة أنه شارك فى سفك دماء رجال الشرطة فى مصر وأنه ظل مطاردا بعد فض اعتصام «رابعة» اﻹرهابى إلى أن تمكن من الهروب إلى السودان. ظهر اسم مؤسسة «نخبة الأمة» للمرة الأولى فى العاصمة السودانية الخرطوم، وتم اﻹعلان عنها باعتبارها إحدى مؤسسات ما يسمى ب«التأسيس اﻹخوانى الثالث» الذى يضم أعضاء الخلايا النوعية المسلحة أو ما يُعرف ب «جبهة محمد كمال» والذى انتهت انتخاباتها الوهمية إلى إعلان كيان يحمل اسم «المكتب العام لجماعة اﻹخوان» ويستخدم ذات الشعار (السيفان والمصحف) ويعتبر نفسه الكيان الشرعى الذى يمثل الفكر اﻹخوانى فى مواجهة الجماعة الأم الخاضعة لقيادة مجموعة أطلقوا عليها اسم «عصابة العشرة» ويتصدر هرمها القيادى الثلاثى «محمود عزت وإبراهيم منير ومحمود حسين». انفرد اﻹرهابى محمد العقيد بإدارة مؤسسة «نخبة الأمة» واستقل بها عن «المكتب العام»، وبدأ فى استقطاب عدد من اﻹرهابيين الهاربين للتعاون معه فى إدارة المؤسسة وراح يتخبط بين الهرولة نحو قيادات جبهة «محمود عزت»، ومغازلة أعضاء جبهة «محمد كمال». يتحدث محمد العقيد عن قدراته الفائقة فى القيادة والريادة مع أن الجميع يعلم بفشله المتكرر فى مشروعاته ومخططاته الحياتية التى أعلن عنها بعد أحداث الحادى والعشرين من يناير 2011، وكانت حصيلة أضغاث أحلامه المزيد من الديون التى يسددها عنه «المُعلم أبو بكر العقيد».. وفى الطريق فشل مُتجدد وديون أخرى!! ويعلم القيادى اﻹخوانى طارق سويدان الكثير من الحقائق عن شخصية اﻹرهابى محمد العقيد الهارب من حكم باﻹعدام.. فهل تم التعاون معه لبراعته فى التكفير والتفجير والقتل؟!.. وهل ستكون مؤسسة «نخبة الأمة» وما ينتج عنها من مشروعات فاشلة غطاءً لتمويل الخلايا اﻹخوانية المسلحة التى لا تتوقف عن التهديد بارتكاب المزيد من جرائم سفك الدماء فى مصر؟!!