لا ينسى اﻹخوانى اﻹرهابى الهارب عبد التواب فرحات عبد الحى، ما حدث له داخل مطار إسطنبول فى نهاية أكتوبر من العام 2018، ولا ينسى جسده المريض آلام اﻹهانة والمهانة والاعتداء وسحله مُقيدًا من أرض المطار إلى باب الطائرة التى حملته مطرودًا من تركيا إلى السودان، ولا تزال صرخاته ترسم صورة لما يحدث للمئات من أمثاله المُستخدمين فى تنفيذ مخططات التنظيم اﻹخوانى اﻹرهابي. جلس اﻹرهابى عبد التواب عبد الحى أمام «الفيس بوك»، ولم يتحمل ما يقرأه من منشورات إخوانية مدفوعة الثمن وإعلانات ممولة تدعو إلى مقاطعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى مصر .. فأطلق صرخة مدوية بعنوان «كفاكم هُراء لا سامحكم الله»، وقال : «ينادون بعدم النزول.. وماذا فعلتم بالمقاطعة فى السابق؟.. تعالوا إلى كلمة سواء؛ أجدى من كلمات الهُراء.. شباب أضعتموه فى مقتبل عمره بكبركم وصلفكم وأوردتموه المهالك.. وتبرأتم منه.. اقتات بعضكم من المولد على حسه..» وتابع «عبد الحي»: «إن القوى هو من يُملى شروطه .. وهم الأقوياء.. وإن القوى من يكتب التاريخ وهم من يمتلكون صفحاته»، واستعاد اﻹرهابى الهارب ما يتردد على لسان القيادات اﻹخوانية من تبريرات الفشل المُتلاحق فى العمل السياسى، وقال: «قلتم إننا لم نكن نملك مقومات اللعبة فبأى وجه حق تريدون عودتها.. وقلتم إنكم خسارة فى الشعب فلطالما أنتم خسارة فيه.. دَعُوه وشأنه.. خوَّنتم من اختلف معكم ثم انفردتم بتخوين أنفسكم فصار كل عُصبة كيانا وصار لكل كيان (هبدجى) يستقطب القوم حتى يحافظ على مغنمه». فى الحادى عشر من أبريل 2019، كتب عبد التواب عبد الحى، رسالة إلى الشعب السودانى يطالبهم فيها بتوخى الحذر وعدم السقوط فى قبضة المتاجرين بالدين، وقال: «شعب السودان العظيم، أوعى حد يضحك عليكم ويجيلكم شوية دراويش ويقولوا لكم أنتم فى جهاد وإنما النصر صبر ساعة..» وأضاف: «.. دول فى الآخر هيسيبوكم ويخلعوا ويقولوا عليكم منشقين وإرهابيين، ولا علاقة لنا بهم.. ربوا يابنى عيالكم وحافظوا على البلد» وتابع: «مايسخنكمش ابن مطر والعيال اللى معاه دول بيهبدوا فى التكييفات..»، وعاد عبد الحى بذاكرته إلى فنكوش التأسيس اﻹخوانى الثالث والمحاولة الفاشلة لتأسيس كيان إخوانى جديد لمواجهة مؤسسات الدولة فى مصر، وقال: «نسيت أقولكم على حاجة هياجى واحد تانى يقولكم هنعمل تأسيس جديد عشان يسوق المركب بعد ما تخرب وفى الآخر هيسيبك وهيقولك أنا مش بتاع سياسة». وفى السادس من أبريل وجه اﻹخوانى عبد التواب عبد الحى، رسالة تحذير إلى شباب التنظيم اﻹخوانى وكتب يقول: «أما آن للشباب الذى دُغدغت مشاعره بشعارات ثبت كذب مُروجيها؛ أن يغسل يده من الذين أوردوه المهالك ثم تبرأوا منه؟.. أما آن لهم أن يبحثوا عن آليات للمراجعات الفكرية ويعودوا إلى أحضان آبائهم وأمهاتهم..؟» وتابع : «إن الذين أشعلوا حماستكم باسم حقوق الشهداء هربوا بعدما غنموا. وهربوا بعدما هبدوا، وأضاف: «والواقع يقول إن القوى هو من يفرض شروطه وأن القوى هو من يكتب التاريخ. وأن كل بلدان العالم التى حدثت فيها أكبر المجازر فى نهاية الأمر رضخوا للمصالحات.. ألم يتوقف عاقل فيكم ليسأل نفسه ماذا غنم؟.. اللهم إلا من يقولون حافظنا على هيكل الجماعة.. فكونوا أنتم أفطن واتركوهم وجماعتهم وحافظوا على هيكل الوطن ومستقبلكم الذى دُهس بفضل كبرهم وصلفهم وغبائهم»، وطالب «عبد الحي» أعضاء التنظيم اﻹخوانى الهاربين بالعودة إلى بلادهم وقال: «استحضروا نقاطا للاتفاق بينكم وابحثوا عن عاقل يجمعكم وعن وساطة تعيدكم إلى بلادكم» وأضاف: إن الذين ينفخون فى النار ويتاجرون بآلام الثكالى عبر أكشاكهم الفضائية منهم من يقبض بالدولار ومنهم من يقبض باليورو. ومنهم من يستفيد من هذا المولد ومن هذا الوضع..». واختتم «عبد الحي» رسالته بالقول: «كفانا شعارات جوفاء دفع أهالينا ثمنها. كفانا كبرًا وادعاء للصبر ونحن نرى المحنة قد استخرجت أسوأ ما فينا. بيننا من يتخابث على أخيه وبيننا من ينافق ويتملق لمصلحة.. وبيننا من ينقض العهد ويكذب وبيننا من يتحمل المذلة بداعى أنه مُجبر». اﻹخوانى اﻹرهابى «عبد التواب فرحات عبد الحي» من مواليد 20 أكتوبر 1983، هارب من حكم بالسجن المؤبد غيابيا فى القضية رقم 261 لسنة 2015 جنايات عسكرية، غرب القاهرة المعروفة إعلاميا بقضية أحداث مركز طامية بمحافظة الفيوم، وقد أسندت النيابة المُختصة للمتهمين فى القضية، وعددهم 137 من عناصر جماعة «الإخوان» اﻹرهابية، الاشتراك فى أعمال العنف التى اندلعت بمحافظة الفيوم واقتحام مركز شرطة طامية والاعتداء بالضرب والقتل على الضباط والأفراد صباح فض اعتصامى «رابعة والنهضة». هرب «عبد الحي» من مصر مع أعضاء الخلايا اﻹخوانية المسلحة، وظن أنه أصبح فى زمرة المجاهدين المهاجرين الذين يتم إعدادهم ليكونوا نواة لجيش الفتح اﻹخوانى المزعوم، وكانت صدمته كبيرة بعد أن دارت به الأيام وأصبح مريضا لا فائدة له فى صفوف الجناح العسكري، فتحول إلى رقم فى عداد المهمشين المقهورين الذين يشاهدون عن بعد حياة النعيم والرفاهية والثراء والثروة التى انتقل إليها أبناء القيادات وأهل الثقة فى التنظيم اﻹخوانى المصرى بالخارج. رفع عبد التواب عبد الحي، لسانه بالشكوى من واقع الظلم والمظالم، فأصبح متهما بالخيانة والعمالة، وقال بعضهم إنه يعمل لحساب جهاز أمنى مصرى وتم تجنيده لاختراق صفوف اﻹرهابيين الهاربين فى دول الملاذ اﻵمن!! تعرض اﻹرهابى عبد الحى، ﻷزمات صحية متكررة وتم اكتشاف إصابته بتليف فى الكبد، فحاول السفر إلى تركيا دون تنسيق مع أصحاب القرار فى التنظيم اﻹخوانى، فقامت السلطات التركية باحتجازه فى مطار إسطنبول خلال اﻷسبوع اﻷخير من أكتوبر من العام 2018، ومنعته من الدخول ونال نصيبه من الضرب والتنكيل وتم ترحيله مرة أخرى إلى محطة هروبه الأولى فى السودان، وأصبح من المغضوب عليهم بعد أن تناولنا فى مقال سابق قصة ترحيله من تركيا التى كانت سرًا من الأسرار التى يَحرُم على أعضاء التنظيم اﻹخوانى الاقتراب منها!!