كان هتاف 'الجيش والشعب' إيد وحدة تزلزل أركان ميدان التحرير .. وميادين مصر كافة .. وقد كان استقبال شباب الثورة لقوات الجيش المصري .. يوم نزولها إلي شوارع القاهرة والمحافظات .. استقبالاً اسطوريًا .. فقد كان شباب مصر تواقون لحماية الجيش لمسيرتهم الظافرة وثورتهم العظيمة .. خاصة بعد كل ما عانوه من قهر علي يد جهاز الشرطة .. وبعض المنحرفين من رجاله .. استقبل الشباب الجيش بالورود .. التي توقوا بها أعناق الجنود والضباط .. وراح الهتاف يتردد عاليًا في جنبات البلاد .. حتي ذاب الشعب في الجيش .. والجيش والشعب .. وتحول إلي كتلة واحدة تعزف باسم الشعب المصري العظيم .. ومطالبه المشروعة. وبقدر ما كان استقبال الشعب للجيش دليلاً علي الاحترام الكبير .. الذي يكنه أبناء الشعب المصري لجيشهم العظيم .. بقدر ما لقيت رسالة الشعب هوي داخل قيادة الجيش وضباطه وجنوده .. فكان البيان الأول الصادر في الأول من فبراير للعام 1102 تجسيدًا حيًا .. وأمينًا .. عن تقدير الجيش المصري لثورة الشعب المصري العظيم .. حيث أكد دعمه الكامل للمطالب المشروعة للشعب المصري العظيم .. وتعهده بعدم اطلاق رصاصة علي ثوار مصر .. تحت أي ظرف من الظروف. كانت السعادة هي النتيجة المؤكدة لبيان الجيش المصري .. والذي أثبت أنه جيش الشعب .. وليس جيش مبارك ونظامه .. كان انحيازه تحديًا للجبابرة في عروشهم .. وتأكيدًا للمنطلقات الصحيحة التي راهن عليها أبناء الشعب المصري .. والتي كانت تؤكد انحياز الجيش التام لكافة المطالب المصرية. أدرك الجميع أن أبناء الشعب المصري .. والذين هم عماد الجيش المصري .. يشعرون بمعاناة أهلهم .. وأبناء وطنهم .. فكانت تلك اللحظات التاريخية المجيدة التي لن يمحوها الزمان مهما طال. وبقدر الفرحة والبهجة التي عمت نفوس أبناء الشعب والجيش .. بقدر ما كانت الأحداث المتداعية بعد تنحي الرئيس السابق متعارضة مع المنهج الذي ساد علاقة الشعب والجيش بعد اندلاع الثورة. لقد حاولت بعض العناصر .. مستخدمة أسبابًا شتي .. وعوامل مختلفة .. خلق حالة من الصدام بين أبناء الشعب وأبناء الجيش .. وهو صدام مفتعل في معظمه .. وقائم علي منهج إذكاء الفتن والحساسيات .. وتصعيد اللغة العدائية .. كان الهدف في نهاية الأمر هو خلق حالة من الصراع المتعمد .. والانشقاق الكامل .. وهو هدف نجحت فيه بعض العناصر .. ولكن في حدود ضيقة .. فبقدر ما راحت بعض العناصر والفئات تحرض الجيش .. بقدر ما كانت الغالبية العظمة من المصريين تعبر عن ثقتها الكاملة في أبناء جيش مصر العظيم .. الذين ساندوا الثورة منذ لحظاتها الأولي. وإلي الغد..