قدمت عيادة هيئة الهلال الأحمر الاماراتي داخل المسجد الأقصي خدماتها الطبية والعلاجية لمئات الأشخاص المصابين من الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصي ومحيط مدينة القدس ووفرت الرعاية الصحية اللازمة للمتأثرين نتيجة المواجهات التي اندلعت شمالي شرقي القدسالمحتلة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي حيث تعرض الكثيرون لإصابات مختلفة . وتحركت الفرق الطبية التابعة لعيادة الهلال الأحمر داخل المسجد الأقصي وفي الأحياء المجاورة رغم المخاطر التي واجهتها نتيجة انهمار الرصاص المطاطي خلال المواجهات بساحات المسجد حيث عملت علي مدار الساعة لإسعاف المصابين وإنقاذ حياتهم . وتعد عيادة الهلال الأحمر الجهة الصحية الوحيدة التي يلجأ إليها خلال اشتداد الأزمات واندلاع المواجهات دخل الحرم القدسي حيث تمنع قوات الاحتلال دخول الفرق الطبية والكوادر الإسعافية إلي المسجد الأقصي في مثل هذه الأزمات والطوارئ . وتضطلع عيادة الهلال الأحمر منذ انشائها في عام 2000 داخل المسجد الأقصي بدور كبير في توفير الرعاية الطبية اللازمة للمصلين وزوار الأقصي والمنطقة المحيطة في البلدة القديمة خاصة أن أقرب مركز طبي خارج أسوار المسجد يبعد نحوثلاثة كيلو مترات وفي أحايين كثيرة يتعذر الوصول إليه نتيجة العراقيل التي تضعها قوات الاحتلال الاسرائيلي . كما تقدم العيادة في الأحوال العادية خدماتها الطبية لأكثر من 400 مراجع شهريا حيث يرتفع العدد في شهر رمضان الكريم لنحو ألف مراجع مع تكاثر حالات الإغماء التي تحدث خلال احتشاد المصلين أيام الجمع والأعياد وخلال صلاة القيام خاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم . وفي هذا السياق قال الدكتور صالح الطائي نائب الأمين العام لشؤون الإغاثة والمشاريع في الهلال الأحمر إن إنشاء عيادة الهلال الأحمر داخل المسجد الأقصي المبارك جاء ضمن البرامج والمشاريع التي تنفذها الهيئة للحد من معاناة الفلسطينيين بتوجيهات كريمة ومتابعة حثيثة من الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس الهلال الأحمر .. مؤكدا أنه يولي اهتماما خاصا لتحركات الهيئة علي الساحة الفلسطينية ويأمر دائما بتقديم أفضل الخدمات الإنسانية والإغاثية للأشقاء الفلسطينيين الذين تتفاقم معاناتهم باستمرار . وأشار الطائي في هذا الاطار إلي العديد من مبادرات الشيخ حمدان بن زايد التي ساهمت بقوة في تحسين الحياة وصون الكرامة الإنسانية علي الساحة الفلسطينية .. موضحا ان للهيئة برامج دائمة طوال العام في الخليل والقدس تنفذها بمبادرات وتوجيهاته . وأكد الطائي أن الهيئة تهتم كثيرا بتحسين الأوضاع الصحية في فلسطين وأفردت مساحة كبيرة من تحركاتها ومساعداتها لهذا الجانب الحيوي والهام .. مشيرا إلي أن عيادة الأقصي تم إنشاؤها منذ عقد من الزمان في هذه البقعة الطاهرة وفقا للحاجة الماسة لها وتلبية للمتطلبات الصحية التي يحتاجها زوار المسجد الأقصي في أثناء التوترات وفي الحالات العادية حيث يشهد الأقصي باستمرار إقبالا كبيرا من المصلين والرواد مما يستوجب وجود محطة طبية توفر الرعاية الصحية لمحتاجيها في هذه المنطقة المكتظة بالسكان والزوار في آن واحد .