أصيب عشرون مواطناً فلسطينياً من سكان مدينة القدسالمحتلة في مواجهات عنيفة وقعت مع قوات الاحتلال الصهيوني في محيط المسجد الأقصى المبارك، في أعقاب اقتحام مئات الصهاينة المسجد المبارك بحراسة قوات كبيرة من جيش الاحتلال. وقال مركز "القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية" إن قوات الاحتلال أصابت اليوم الاثنين (28-2) أكثر من 20 مقدسياً، واختطفت 11 آخرين في مناطق مختلفة بمحيط المسجد الأقصى، خلال الاشتباكات التي وقعت بين قوات الاحتلال والفلسطينيين بعد اقتحام المغتصبين الصهاينة باحات المسجد المبارك. وأوضح المركز، في بيانٍ له، أن ستة مواطنين على الأقل قد أصيبوا بالرصاص المطاطي في كل من حي باب حطة وباب الساهرة، و12 مصابا بالغاز المسيل للدموع، إضافة إلى إصابة واحدة بكسور نتيجة تعرضها للضرب خلال المواجهات بمحيط الأقصى.
وتابع "أصيبت فتاتين بالرصاص المطاطي في باب الساهرة أيضا، في حين أصيبت سيدة في الأربعين من عمرها وتدعى "فاطمة البرسي" في منطقة باب المجلس بكسر في إحدى رجليها لدى محاولتها الدخول إلى باحات الأقصى.
وأضاف مركز القدس أن "الاحتلال اختطف خمسة مواطنين في شارع الواد بعد مواجهات وقعت هناك، كما اختطف فتاة في الخامسة عشر من عمرها في باب الساهرة، إضافة إلى اختطاف خمسة فتية من حي رأس العمود والذي شهد هو الآخر مواجهات وأعمال رشق بالحجارة".
وبين المركز الحقوقي أن الأحداث بدأت بعد أن أغلق الاحتلال بوابات البلدة القديمة من القدس منذ ساعات الفجر، ومنعت المواطنين دون سن الخمسين من دخوله، في حين سمحت لمجموعات يهودية متطرفة بالتجوال في ساحات الأقصى تحت مسمى برنامج السياحة الأجنبية.
اقتحام وتطويق صهيونى اقتحمت قوات الاحتلال الصهيونى باحات المسجد الأقصى وطوقت مبناه؛ حيث يعتكف العشرات من المصلين منذ مساء السبت (27-2)، ويرفضون مغادرته؛ تحسبا لقيام مجموعات يهودية متطرفة باقتحامه.
وذكر شهود عيان أن أكثر من 200 شرطي صهيوني يطوقون مبنى المسجد منذ فجر اليوم الأحد (28-2)، ويطالبون المعتكفين بمغادرته، في حين تسمع تكبيرات من داخل المسجد تدعو المواطنين إلى التوجه إلى البلدة القديمة للدفاع عنه.
وأضاف الشهود أن 12 مواطنا أصيبوا بالاختناق عندما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز على المواطنين الذين حاولوا الوصول إلى المسجد الأقصى عبر باب المجلس، إحدى البوابات الرئيسية للمسجد الأقصى؛ من بينهم سيدة في الأربعين من عمرها نقلت إلى عيادة مجاورة.
كما شهدت عدة أحياء في البلدة القديمة مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال، فيما أعلنت قوات الاحتلال أنها اعتقلت أحد المتظاهرين الذين ألقَوا الحجارة على المغتصبين المتطرفين الذين تجمعوا أمام باب المغاربة، في محاولة لاقتحام ساحات المسجد الأقصى.
هذا وقد سمحت شرطة الاحتلال لأربعة من هؤلاء المتطرفين بدخول ساحات المسجد والتجول فيها بحماية الشرطة.
واشتكى المواطنون في الأحياء المجاورة لبوابات المسجد الأقصى من اعتداءات جنود الاحتلال عليهم وتخريب ممتلكاتهم، بعد أن استولوا على أسطح منازلهم وحولوها إلى نقاط مراقبة لتحركات المواطنين والمصلين داخل المسجد الأقصى.
ثكنة عسكرية واستنكرت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات" قيام قوات الاحتلال باقتحام ساحات الحرم القدسي الشريف في إطار سعيه المتواصل إلى تهويد المقدسات الفلسطينية.
وأفادت الهيئة، في بيانٍ لها اليوم الأحد (28-2)، بأن قوات من الجيش الصهيوني قامت بإغلاق بوابات المسجد الأقصى المبارك وبوابات البلدة القديمة، مُحولة بذلك مدينة القدسالمحتلة إلى "ثكنة عسكرية" مغلقة يمنع العرب من دخولها أو خروجها.
وقال حسن خاطر الأمين العام للهيئة "إن هذه الإجراءات الخطيرة والمكشوفة تأتي تمهيدا لاقتحام قطعان المتطرفين اليهود ساحات الأقصى اليوم وغدا بمناسبة ما يعرف ب"عيد بوريم" أو "المساخر"، مؤكدا نية الاحتلال "ربط المقدسات الفلسطينية بالأعياد اليهودية في أعقاب القرار "الإسرائيلي" القاضي بضم موقعين إسلاميين إلى (قائمة التراث اليهودي)".
وحذر خاطر من التحركات الصهيونية المتسارعة ضد المسجد الأقصى، معتبرا أنها "جزء أساسي من عمليات الحشد والتهييج التي تقوم بها الجهات الرسمية وغير الرسمية في "دولة" الاحتلال؛ تحضيرا وتمهيدا للعدوان الكبير في السابع عشر من شهر مارس القادم، والذي تقرع طبوله منذ شهور عديدة"، لافتا النظر إلى عزم الاحتلال افتتاح ما يسمى "كنيسة الخراب" في الحرم القدسي الشريف في مارس المقبل.
صيغة للخروج ومن جهته، قال السيد ناصر جوده وزير خارجية الاردن بان التحرك الدبلوماسي على كافة الصعد والاحتجاج على السلوك الاحادي للشرطة الصهيونية والرفض الكامل لهذا الاقتحام اسفر عن التوصل الى صيغة خروج الشرطة الصهيونية من الحرم القدسي وفتح الابواب امام المصلين والسماح بخروج المعتصمين من داخل المسجد وذلك بالترتيب ايضا مع مديرية الاوقاف بالقدس، حسب زعمه.
وقال جودة في تصريحات صحفية الأحد (28-2)، ان الاردن احتج ايضا لدى السلطات الصهيونية على استخدام القوة ضد المواطنين الفلسطينيين في البلدة القديمة خارج الحرم القدسي، حسب قوله.
لعب بالنار واعتبر البيان زعم الاحتلال أن اقتحامه القدسَ جاء نتيجة اعتداء المصلين الفلسطينيين على سائحين أجانب؛ أنه "كذب وتضليل للرأي العام الدولي"، مشيرا إلى خلو المنطقة من أي سائح أجنبي وقت الاقتحام.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال "صعَّدت كثيرًا في الأوان الأخير من عمليات استهداف الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية"، مبينًا أن تماديَ سلطات الاحتلال في هذا الاتجاه هو "لعب خطير بالنار، وإن سلطات الاحتلال ستجد نفسها في نهاية المطاف وجهًا لوجه أمام استحقاقات هذه الجرائم عاجلاً أو آجلاً".
حفريات صهيونية وفى شان متصل، أكد شهود عيان اليوم الأحد (28-2)، في القدسالمحتلة أن سلطات الاحتلال الصهيوني واصلت حفرياتها في منطقة باب العمود وبالقرب من مغارة سليمان.
وبين الشهود أن الحفريات يقصد منها فتح شارع مخصص للمغتصبين الصهاينة وأنه سيعوق حركة المقدسيين داخل البلدة القديمة.
وحذر عدد من المقدسيين من أن الاستيلاء على المنازل التي يقطنونها قد يتم في أي وقت من جراء هذه الحفريات المتواصلة.
وطالبوا ب"التدخل السريع في هذا الأمر لأخذ الإجراءات اللازمة في البلدة القديمة، ووقف هذه الأعمال التي سوف تضر القدس نفسها".
مشاريع استيطانية بالقدس وفى وقت سابق، صادقت لجنة التخطيط والبناء الصهيونية في منطقة القدس على مخطط لبناء 600 وحدة سكنية جديدة ومبان لمؤسسات عامة وشق شوارع في شمال القدس.
وذكرت صحيفة "هاآرتس" الجمعة (26-2)، أن المخطط الذي تمت المصادقة عليه سيقام بين قرية حزمة الفلسطينية ومستوطنة "بسغات زئيف" وأن الحي الجديد سيربط من الناحية الفعلية بين مستوطنتي "بسغات زئيف" و"نافيه يعقوب". وأضافت الصحيفة أن الحي الاستيطاني الجديد سيقام خارج حدود الخط الأخضر.
ووفقا للمعلومات التي تم الكشف عنها السبت (27-2)، فإنه قد تم تقديم المخطط للجنة التخطيط والبناء قبل بضع سنين وتم تجميده خلال السنتين الأخيرتين "بعد ظهور إشكالية تتعلق بملكية الأراضي" لكن "دائرة أراضي إسرائيل" قدمت مؤخرا المخطط إلى لجنة التنظيم والبناء في منطقة القدس مجددا بعد أن قلصت عدد الوحدات السكنية من 1100 إلى 600 لبنائها على "أراضى الدولة" وفقا للادعاء الصهيوني.
وقدمت "دائرة أراضي إسرائيل" المخطط "المعدل" الشهر الماضي وصادقت عليه لجنة التخطيط والبناء على الفور.
رفض تجميد الاستيطان وتوقعت "هاآرتس" أن يؤدي الإعلان على المخطط الاستيطاني الجديد إلى "غضب واحتجاج" من جانب الولاياتالمتحدة خصوصا وأن مخططا استيطانيا واسعا أقرته السلطات الصهيونية بالقرب من مستوطنة "جيلو" في جنوبالقدس قبل ثلاثة شهور أثار غضبا واحتجاجا أمريكيا.
ويأتي الكشف عن المخطط الجديد في ظل رفض الكيان الصهيونى المطلب الفلسطيني لتجميد الاستيطان ليتسنى استئناف المفاوضات بين الجانبين وفيما الأجواء متوترة في الضفة الغربية على خلفية قرار رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو يوم الأحد الماضي بضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم إلى قائمة "المواقع الأثرية والتاريخية اليهودية والصهيونية".
ورغم "الاحتجاجات" الأمريكية فإن السلطات الصهيونية تواصل المصادقة على مخططات استيطانية.
وأفادت "هاآرتس" أن جميع الأراضي المعدة للبناء في القدس تقع وراء الخط الأخضر وفي الأراضي المحتلة منذ العام 1967 ويتوقع أن يتم في المستقبل القريب المصادقة على بناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية.
ويذكر أن قرار الحكومة الصهيونية فى شهر نوفمبر الماضي بتعليق البدء بأعمال بناء جديدة لا يتعلق بمستوطنات القدسالشرقية وإنما فقط بمستوطنات الضفة الغربية، ورغم ذلك اعترفت وزارة الحرب الصهيونية مؤخرا بأنه لا يجري تطبيق القرار في أكثر من 30 مستوطنة تشكل ربع المستوطنات في الضفة.
وهاجمت منظمة "عير عاميم" المناهضة للاستيطان المصادقة على المخطط الاستيطاني الجديد وأكدت على أن "أية أعمال بناء إضافية في الأحياء الإسرائيلية في القدسالشرقية، قبل التوصل إلى اتفاق سياسي حول مستقبل المدينة، من شأنها أن تفسر كاستفزاز إسرائيلي". وأضافت المنظمة أن "الاتفاق السياسي هو الأداة الوحيدة للحصول على شرعية دولية لبناء أحياء استيطانية لا تقع في قلب المدى الفلسطيني".