شرعت إسرائيل في البدء بأعمال الحفر والبناء لشبكة مترو أنفاق أسفل المسجد الأقصي كي يربط بين شطري مدينة القدس «الشرقي والغربي» وقد كشفت قيادات فلسطينية عن شبكات «مترو أنفاق» أسفل أحياء القدسالشرقية، وهو ما يتقاطع مع ما كشفت عنه الحركة الإسلامية في فلسطينالمحتلة عام 48 مؤخرًا من قيام سلطات الاحتلال بإنشاء قطار خفيف أسفل المسجد الأقصي في سلسلة أعمال ومخططات إنشائية من المقرر أن ينتهي العمل فيها نهاية العام الجاري. ويتزامن ذلك مع أشكال العربدة التي تمارسها سلطات الاحتلال في أرض وسماء المدينة المقدسة، والتي كانت آخر مظاهرها قيام المروحيات الصهيونية بممارسات استفزازية في أجواء المسجد الأقصي المبارك بهدف إرسال رسائل واضحة ومكشوفة حول مصير المدينة المقدسة. ومن جانبه أكد الشيخ رائد صلاح - رئيس مؤسسة الأقصي لحماية المقدسات ورئيس الحركة الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينيالمحتلة عام 48 - أن الاحتلال الصهيوني يهدف للسيطرة الكاملة وبقوة السلاح علي مدينة القدسالمحتلة من فوق الأرض وعلي المدينة من تحت الأرض عن طريق شبكة الأنفاق التي يقوم بحفرها. وقال الشيخ صلاح في بيان له تلقت «الدستور» نسخة منه: لقد قامت 'المؤسسة الصهيونية' بحفر شبكة أنفاق هدفها الربط بين غربي مدينة القدسالمحتلة وشرقها وصولاً إلي المسجد الأقصي المبارك، منوهًا إلي أن هذه الأنفاق هي جزء من شبكة أنفاق تدميرية تحفر الآن تحت المسجد الأقصي المبارك. وأكد أن الاحتلال يستمر بحفر شبكة أنفاق انطلاقًا من حي سلوان بمدينة القدسالمحتلة مرورًا بالبلدة القديمة وصولاً إلي المسجد الأقصي المبارك، محذرًا من مغبة استمرار هذه الحفريات التي تضعف من أساسيات وأعمدة المسجد الأقصي. وأضاف:هذه الأنفاق لم تكن فارغة لمجرد الشكل فقط بل إن هناك من يقول إن الاحتلال يسعي لتسيير نفق أراضي يربط بين غربي القدس وصولاً إلي حائط البراق، مما سيوفر إمكانية اقتحام قوات الاحتلال بأعداد كبيرة للمسجد الأقصي المبارك. وأوضح أن مؤسسة الأقصي لحماية المقدسات قد كشفت عن مخطط «زامش» الذي يتحدث عن حفر أنفاق تحت المسجد الأقصي المبارك بهدف أن توفر اقتحام سريع لقوات الاحتلال من شأنها أن تضبط وتخمد الغضب الفلسطيني جراء الاقتحام. ومن جانبه قال أحمد بحر - النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي -: إن تدشين شبكات أنفاق أسفل المسجد الأقصي وأحياء مدينة القدس يؤشر إلي مخططات صهيونية خطيرة ينوي الصهاينة تنفيذها خلال المرحلة المقبلة. وأوضح أن بإمكان الصهاينة نقل المئات بل الآلاف منهم خلال دقائق معدودات إلي محيط المسجد الأقصي المبارك، مؤكدين أن هذه الخطوة تستهدف فرض وقائع خطيرة إضافية علي الأرض، والتعجيل باستهداف المسجد الأقصي وإضعاف الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة إلي أدني درجة ممكنة. ودعا بحر جميع قوي وشرائح شعبنا الفلسطيني إلي الاستنفار الفوري من أجل رسم منهجية خطة لمواجهة المخططات الصهيونية الجديدة وإنقاذ القدس والمسجد الأقصي. وأكد أن المساعدة في تحقيق المصالحة الوطنية والتوافق الفلسطيني الداخلي يشكل أول بنود خطة الإنقاذ المفترضة، وأن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد تضافرًا فلسطينيًا غير مسبوق لإحباط أهداف المخططات الصهيونية قبل فوات الأوان. كما دعا النائب بحر جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلي عقد جلسة طارئة لبحث التهديدات الصهيونية للقدس والمسجد الأقصي. ومن جانب آخر حذر أحمد أبو حلبية - رئيس مؤسسة القدس الدولية «فرع غزة» ومقرر لجنة القدس بالمجلس التشريعي - من خطورة المخططات الصهيونية لإنشاء شبكات أسفل المسجد الأقصي المبارك وأحياء المدينة المقدسة. وأوضح أبو حلبية في تصريح خاص ل «الدستور» أن هذا المخطط يسعي لتهويد المدينة المقدسة ومحيط المسجد الأقصي المبارك، مؤكداً أن خطورته تكمن في إتاحة التحرك بشكل حر للصهاينة داخل محيط المسجد الأقصي.