نظم حزب العمل مظاهرة حاشدة بالجامع الأزهر ظهرالجمعة (5-3)، وندد المتظاهرون بتخاذل الحكام العرب وهروبهم من تحمل مسئولياتهم تجاه المسجد الأقصى الشريف الذى يتعرض للهجوم ومؤامرات التهويد من قبل الاحتلال الصهيونى. وقد رفع المتظاهرون الافتات لنصرة الأقصى واتهموا حكام العرب بالعمالة. وردد المتظاهرون "الجهاد هو الحل أمر الله عز وجل" وأنهى المصلون مظاهرتهم بالدعاء على اليهود والأمريكان مؤكدين أنهم سيعودن للمظاهرة مرة أخرى يوم الجمعة المقبل، إذا استمر الصمت العربى نحو الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المقدسات الإسلامية. وكان حزب العمل قد دعا من خلال "اللجنة المصرية لفك الحصار عن غزة" القوى السياسية في مصر؛ لمظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة (5-3)، بالجامع الأزهر الشريف؛ احتجاجًا على عمليات التهويد المتواصلة بحق المسجد الأقصى، وإعلانا لرفض القوى السياسية المصرية لقرار الحكومة الصهيونية ضم الحرم الإبراهيمي، ومسجد بلال بن رباح لقائمة ما يسمى "التراث الصهيوني اليهودي".
وطالبت اللجنة في بيانٍ لها القوى السياسية، والشعبية إلى انتفاضة شعبية للضغط على الكيان الصهيوني للتراجع عن مخططاته التهويدية، وللدفاع عن أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين. إدانة فلسطينية وفى غزة، أدانت الحكومة الفلسطينية ما سمتها "مجزرة" يرتكبها الكيان الصهيونى بحق المقدسات، داعية العرب الى التحرك العاجل لانقاذ المسجد الاقصى.
وقال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة في تصريح صحفي ان "ما يقوم به الاحتلال في الاقصى مجزرة بحق المقدسات"، داعيا "الجماهير الى النفير لحماية المقدسات والامة العربية الى التحرك العاجل لانقاذ الاقصى".
واستمرت التظاهرات المنددة بهذا القرار الجمعة في الضفة الغربية حيث خرج المصلون في مدينة الخليل بعد صلاة الظهر حاملين علما فلسطينيا كبيرا وهتفوا "الله اكبر"، و"الابراهيمي مسجدنا"، واشتبكوا مع حرس الحدود وافراد من الجيش الصهيوني الذين قاموا بتفريقهم بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، كما افاد شهود.
عشرات الجرحى واقتحمت قوات الاحتلال الصهيونية (5-3)، باحات المسجد الأقصى للأسبوع الثانى على التوالى ووقعت مواجهات دامية مع المصلين الفلسطينيين وسط نذر انتفاضة فى القدسالمحتلة مع امتداد المصادمات إلى أحياء ومدن القدسالمحتلة ومنطقة الحرم الإبراهيمى فى الخليل.. أسفرت جميعها عن سقوط 62 جريحا، فيما استمرت المظاهرات فى مصر للتنديد بالإجراءات الصهيونية والموقف العربى.
وذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية والمركز الفلسطينى للإعلام على الإنترنت، أن قوات الاحتلال اقتحمت باحات المسجد الأقصى بشكل مفاجئ بعد صلاة الجمعة وبدأت فى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت باتجاه المصلين بشكل استفزازى مما أدى إلى إصابة العشرات، بينهم قاضى قضاة فلسطين تيسير التميمى.
وأغلقت شرطة الاحتلال جميع مداخل المسجد الأقصى وحاصرت المصلين بداخله، ومنعت طواقم الإسعاف الفلسطينى من الوصول للمسجد لإسعاف المصابين، قبل أن تنسحب لاحقا بعد استبسال المصلين فى الدفاع عن الأقصى.
وفى الخليل، قمعت قوات الاحتلال مسيرة خارجة من الحرم الإبراهيمى بالخليل مما زاد الوضع اشتعالا فى محيط الحرم وانتقل لاحقا إلى مناطق العيسوية ورأس العامود وشعفاط وأحياء البلدية القديمة بالقدسالمحتلة مما أدى إلى إصابة 12 فلسطينيا، كما خرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين فى غزة تلبية لدعوة الحكومة الفلسطينية المقالة بالنفير دفاعًا عن المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمى.
مظاهرات فى مصر وفى مصر استجاب المصلون لدعوة حزب العمل وتظاهروا داخل ساحة الجامع الأزهر، عقب صلاة الجمعة (5-3)، احتجاجا على ضم الحرم الإبراهيمى إلى التراث اليهودى.
وحدثت مشادات واحتكاكات محدودة بين المتظاهرين والأجهزة الأمنية، بعد أن حاولت الأخيرة فض المظاهرة داخل المسجد، على الرغم من السماح بتنظيمها مسبقا، مما أثار المتظاهرين، ووقعت مصادمات احتجزت الشرطة على أثرها 4 أشخاص لحين انتهاء المظاهرة، مما دفع المحتجين إلى الإسراع بإنهاء المظاهرة، وندد المتظاهرون باجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الأخير، واعتبروه تنازلا عربيا عن المقدسات الإسلامية.
وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت الجمعة (5-3)، بين الشرطة الصهيونية والمتظاهرين في البلدة القديمة للقدس الشرقية وباحة المسجد الاقصى، اوقعت عشرات الجرحى، بعد اقل من اسبوع من مواجهات مماثلة، في ما اعتبرته السلطة الفلسطينية "تصعيدا خطيرا" يهدد الجهود الرامية لاستئناف مفاوضات "السلام".
مسيرات واشتباكات واندلعت الاشتباكات بعد صلاة الجمعة عندما انطلقت مسيرة فلسطينية في باحة الاقصى تدخلت الشرطة الصهيونية لتفريقها مستخدمة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، بحسب شهود عيان.
وهتف المشاركون في المسيرة "بالروح بالدم نفديك يا اقصى، في سبيل الله قمنا"، وحمل بعضهم صورة لجرافة عند باب الاقصى كتب عليها "الاقصى يهدم".
كما رفع المتظاهرون اعلاما خضراء كتب عليها "الله اكبر"، ورفعت النسوة المصاحف وهن يهتفن "نفديك يا اقصى".
كما اندلعت مواجهات بين قوات الشرطة الصهيونية ومتظاهرين فلسطينيين داخل البلدة القديمة في الشوارع المؤدية الى المسجد الاقصى وفي حيي رأس العامود وسلوان وبلدة العيسوية خارج اسوار المدينة.
واصيب نحو ثلاثين فلسطينيا باصابات في المواجهات بينهم 15 بالرصاص المطاطي و15 اخرون بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
كما اصيب 15 شرطيا بجروح نقل تسعة منهم الى المستشفى وعولج ستة آخرون في المكان بحسب الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفلد. واعتقلت الشرطة الصهيونية ثمانية فلسطينيين.
واعرب مدير الاوقاف الشيخ عزام الخطيب عن استيائه وقلقه من تدخل الشرطة وقال ان "هذا التصعيد من قبل الشرطة يعتبر مؤشرا خطيرا، ففي كل احتجاج او ضرب حجر تدخل قوة معززة من الشرطة ووحدات خاصة وحرس الحدود الباحة".
وتابع "هذه مصيبة.. بات الاقصى مستباحا للشرطة الاسرائيلية".
تقسيم الأقصى ومن جانبها، أكدت مؤسسة القدس الدولية أنّ تواجد شرطة الاحتلال المتعمّد في مواجهات اليوم تأكيد على أنّ الاحتلال ماضٍ في تقسيم المسجد الأقصى خلال هذا العام، مشدّدة على أنّ واجب النصرة الأول ملقى على الشعوب العربية والإسلامية في الوقت الذي كبّلت فيه يد المقاومة.
وقالت مؤسسة القدس الدولية في بيان لها صدر الجمعة (5-3): "إن تعمد شرطة الاحتلال أن تكون في واجهة الاقتحامات والمواجهات في الأقصى، يؤكد أنها ماضيةٌ في تنفيذ القرارٍ السياسي الصادر عن حكومة الاحتلال، بتأمين كل المستلزمات لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود خلال سنة 2010".
وأوضح البيان أن "الاقتحامات المتتالية ووقائعها تدل على أن شرطة الاحتلال تبني تجربةً تراكمية في السيطرة على الأقصى بكامل ساحاته"، وأضاف "في اقتحام 3/10/2009 حاصرت قوات الاحتلال المسجد بساحاته من الخارج لمدة ثمانية أيام، وفي اقتحام 25/10/2009 دخلت الساحات وأغلقت أبواب المسجد القبلي على المصلين فيه وسيطرت على الساحات وقطعت أسلاك السماعات لمنع تواصل المسجد مع محيطه، وفي اقتحام 28/2/2010 دخلت الساحات وسيطرت عليها بالكامل وسمحت للمستوطنين اليهود بالتجول فيها بحرية وأداء الطقوس فيها، واليوم تتعمد هذه القوات اقتحام المسجد عقب صلاة جمعة لتختبر قدرتها على السيطرة على الساحات بوجود عددٍ كبيرٍ من المصلين".
اختبار قوة كما حذّرت المؤسسة أن تقوم قوات الاحتلال في المرة القادمة ب "إدخال المستوطنين وحمايتهم في يوم جمعة لتختبر قدرتها على حماية المتطرفين اليهود داخل الساحات بوجود عددٍ كبيرٍ من المصلين".
وأضاف البيان "إننا نؤكد في هذا الظرف التاريخي الذي كبلت فيه يد المقاومة التي لطالما كانت الحامي الأول للمسجد، بأن الشعوب العربية والإسلامية عليها واجب النصرة الأول من الناحية الفعلية، وإننا نخاطب الحركات والأحزاب والهيئات الشعبية بأن تخرج عن صمتها"، لافتاً إلى أنّ الصمت "يعطي المحتلّ الإشارات الإيجابية اللازمة ليمضي قدُماً في مخطّطه، ويكرّس غياب أي رادع له في عدوانه المنهجي على الأقصى".
كما حمّلت المؤسسة الحكومات العربية والإسلامية المسئولية الأولى في الدفاع عن الأقصى والمقدسات من الناحية النظرية، داعية الحكومات لأن "تنظر بتمعّن إلى الرسائل السلبية التي ترسلها المبادرات التفاوضية المباشرة وغير المباشرة إلى المحتل في غمرة حربه على الأقصى والقدس والمقدسات".
القادم أخطر دعا الشيخ رائد صلاح؛ رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 48، الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى القيام بدورهم في التواصل مع المسجد الأقصى المبارك، محذّراً في الوقت ذاته من أن الخطوات الصهيونية القادمة، وهي الأخطر بالنسبة للأقصى والمقدّسات الإسلامية في فلسطين.
وقال صلاح في تصريحات صحفية له اليوم الجمعة (5-3) "نحن مطالبون في الداخل الفلسطيني أن نواصل تسيير حشودنا إلى المسجد الأقصى حتى تكون بمثابة حماية بشرية، وأقدم هنا اقتراحاً أخوياً لأهلنا في الضفة الغربية، أن يكون لهم دور لتجسيد دورهم وتواصلهم مع المسجد المبارك، فرغم كل معاناتهم أؤكد أن هناك إمكانية للتواصل مع الأقصى من قبل الضفة الغربية، خصوصاً إذا أعطت السلطة الفلسطينية الضوء الأخضر على ذلك".
كما حذّر "شيخ الأقصى" من أن القادم أخطر على المسجد الأقصى المبارك؛ حيث قال "رغم خطورة ما نراه وما يحدث الآن في المسجد الأقصى، إلاّ أنّ الاحتلال الصهيوني يستعدّ إلى مشهد أخطر منه، وهو ما بدأ الاحتلال يدعو إليه في تاريخ (16-3) القادم؛ حيث بدأوا يعدون لنشاط عالمي، ثم نشاط على مستوى القدسالمحتلة، لبناء ما يسمونه الهيكل الثالث المزعوم".
كنيس الخراب وأكّد صلاح أنّ "ما نشاهده الآن من مشاهد مؤلمة ومشاهد لا تفسّر إلاّ أنها سلوك متوحش من قبل الاحتلال الصهيوني، هو تأكيد لكل العالم الإسلامي والعربي أنّ الاحتلال مصمم على اعتبار أن العام 2010م عاماً مصيرياً بالنسبة للقدس والمسجد الأقصى المحتلّين".
وشدّد صلاح على أنّ "ما حدث اليوم في المسجد الأقصى هو تجربة لما سيقوم به الاحتلال الصهيوني من مصائب"، وأشار إلى أنّهم "في (153) القادم سيعلنون افتتاح يسمونه " كنيس الخراب" الذي يقع على بعد أمتار من الحائط الغربي للمسجد الأقصى، وهذا الكنيس يعني أنه بداية فعلية لما يسمّونه الهيكل الثالث المزعوم، وأعلنوا أنّ الظروف باتت مهيأة، وكل ما هو مطلوب موجود من أجل فرض احتلالي لتقسيم باطل للمسجد الأقصى، كما فرضوا هذا التقسيم على هذا المسجد الإبراهيمي بالخليل".
وحول التحرك المطلوب عربياً وإسلامياً وفلسطينياً؛ قال الشيخ رائد صلاح "نحن نعلم أنه عما قريب سيكون اجتماع قمة عربية، وأطمع من خلال هذا الاجتماع بموقف، وبيان يقولون فيه أنّ قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلّين هي قضية إسلامية عربية من الصفّ الأول، وأنّ مواصلة الاعتداء عليهما هو إعلان حرب على كل الأمة الإسلامية والعالم العربي، ومن حق العالم الإسلامي والعربي أن يدافع عن نفسه بهذه الحرب".