التعليم تطلق دورات تدريبية لمعلمي الابتدائي على المناهج المطورة عبر منصة (CPD)    رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    نشرة التوك شو| موجة حارة جديدة.. وشعبة السيارات تكشف سبب انخفاض الأسعار    فلسطين.. مدفعية الاحتلال تكثف قصفها وسط جباليا بالتزامن مع نسف مباني سكنية شمالي غزة    طارق فهمي: الإعلان الأممي عن تفشي المجاعة في غزة يعكس حجم الكارثة الإنسانية    بوتين: واثق أن خبرة ترامب ستسهم في استعادة العلاقات الثنائية بين بلدينا    وزير الخارجية الأردني: على إسرائيل رفع حصارها عن قطاع غزة والسماح بإيصال المساعدات    الإنتاج الحربي يستهل مشواره بالفوز على راية الرياضي في دوري المحترفين    المستشار القانوني للزمالك يتحدث عن.. التظلم على سحب أرض أكتوبر.. وأنباء التحقيق مع إدارة النادي    بهدف رويز.. باريس سان جيرمان ينجو من فخ أنجيه في الدوري الفرنسي    مواعيد مباريات دوري المحترفين المصري اليوم السبت    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    ويجز يشعل حماس جمهور حفله في العلمين الجديدة بأغنيتي "الأيام" و"الدنيا إيه"    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه    مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة    ابنة سيد مكاوي عن شيرين عبدالوهاب: فقدت تعاطفي بسبب عدم مسؤوليتها    5 تصريحات جريئة ل محمد عطية: كشف تعرضه للضرب من حبيبة سابقة ويتمنى عقوبة «مؤلمة» للمتحرشين    تنسيق الشهادات المعادلة 2025، قواعد قبول طلاب الثانوية السعودية بالجامعات المصرية    وزير الري يشارك في جلسة "القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي بقطاع المياه"    في ظهوره الأول مع تشيلسي، إستيفاو ويليان يدخل التاريخ في الدوري الإنجليزي (فيديو)    تشيلسي يقسو على وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي (فيديو)    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    غزل المحلة يبدأ استعداداته لمواجهة الأهلي في الدوري.. صور    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    اليوم، دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا    سليم غنيم يحافظ على الصدارة للعام الثاني في سباقات الحمام الزاجل الدولية    في لحظات.. شقة تتحول إلى ساحة من اللهب والدخان    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    استقالة وزير الخارجية الهولندي بسبب موقف بلاده من إسرائيل    إسرائيل تشن هجومًا على مخازن تابعة لحزب الله في لبنان    قطع المياه عن بعض المناطق بأكتوبر الجديدة لمدة 6 ساعات    خطة عاجلة لتحديث مرافق المنطقة الصناعية بأبو رواش وتطوير بنيتها التحتية    تحت عنوان كامل العدد، مدحت صالح يفتتح حفله على مسرح المحكي ب "زي ما هي حبها"    3 أبراج على موعد مع التفاؤل اليوم: عالم جديد يفتح الباب أمامهم ويتلقون أخبارا مشجعة    خيرى حسن ينضم إلى برنامج صباح الخير يا مصر بفقرة أسبوعية على شاشة ماسبيرو    المنوفية تقدم أكثر من 2.6 مليون خدمة طبية ضمن حملة 100 يوم صحة    صحة المنوفية تواصل حملاتها بسرس الليان لضمان خدمات طبية آمنة وذات جودة    كتر ضحك وقلل قهوة.. طرق للتخلص من زيادة هرمون التوتر «الكورتيزول»    نجاح عملية جراحية دقيقة لاستئصال ورم ليفي بمستشفى القصاصين فى الإسماعيلية    نتيجة تنسيق رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي الأزهر الشريف 2025 خلال ساعات.. «رابط مباشر»    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 23 أغسطس 2025    قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا    ظهور مفاجئ ل «منخفض الهند».. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم: القاهرة تُسجل 40 مئوية    القضاء على بؤرة إجرامية خطرة بأشمون خلال تبادل النار مع قوات الشرطة    ضبط 1954 مخالفة ورفع كفاءة طريق «أم جعفر – الحلافي» ورصف شارع الجيش بكفر الشيخ    أخبار × 24 ساعة.. موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية    مقتل عنصر من الأمن السورى فى هجوم انتحارى نفذه "داعش" بدير الزور    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. الدفاع الروسية: سيطرنا على 9 بلدات فى أوكرانيا خلال أسبوع .. وزيرة خارجية سلوفينيا: المجاعة مرحلة جديدة من الجحيم فى غزة.. إسرائيل عطلت 60 محطة تحلية مياه فى غزة    منها الإقلاع عن التدخين.. 10 نصائح للحفاظ على صحة عينيك مع تقدمك فى العمر (تعرف عليها)    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    محافظ مطروح ورئيس جامعة الأزهر يفتتحان كلية البنات الأزهرية بالمحافظة    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. محمود شريف في أول حوار ل»الأخبار« بعد ترشحه للرئاسة
أخلصت لبلدي وليس لمبارك
نشر في الأخبار يوم 03 - 03 - 2012

د. محمود شرىف اثناء حواره مع » الأخبار « إنجازاتي في العهد السابق هي مقوماتي للرئاسة وتميزني عن الباقين
نعم.. شاركت لمدة 12 عاما في العمل كمحافظ ووزير في عهد النظام السابق، لكني اعتبر أن إنجازاتي في هذه السنوات هي اهم المقومات التي اقدمها لشعب مصر كمرشح للرئاسة فالمصريون الذين تعاملوا معي خير شاهد علي انني اديت واجبي علي اكمل وجه مخلصا لبلدي وليس لمبارك والنظام السابق.
هذه هي كلمات الدكتور محمود شريف المرشح المحتمل للرئاسة حاليا، ومحافظ الشرقية والقاهرة ووزير الادارة المحلية ووزير التنمية الريفية سابقا.
هو بلا شك مرشح مختلف، يحمل داخله اربعين عاما من الذكريات والخبرة والتجارب مع كل المصريين بدءا من الرئيس السابق وحتي ابسط مواطن في قري مصر التي زارها خلال عمله، ويحمل ايضا كثيرا من الهدوء والحكمة والرؤية بعيدة النظر التي اكتسبها من خبرة السنين.
قال لي: اسأليني عن مصر، فانا اعرف كل شئ عنها وعن اهلها، وقال ايضا ان النظام السابق استمر ثلاثين عاما وان مئات الآلاف من المصريين تعاونوا معه طوال هذه السنوات، واننا يجب ان نحاسب كل وزير او مسئول سابق عن اعماله، لأن بينهم شرفاء ادوا الامانة تجاه بلدهم.
لماذا تأخرت في اعلان ترشحك للرئاسة؟
الحقيقة انني فكرت منذ ستة شهور لكني كنت مترددا لأن مهام ومسئوليات رئيس مصر القادم تعد من أخطر واصعب ما يمكن، لأننا نعيش ظروفا ومشاكل غير طبيعية، ولذلك ظللت ثلاثة شهور افكر، ولم أتخذ القرار الا منذ ثلاثة شهور واعلنت وقتها علي نطاق محدود، لكن اسرتي انقسمت وخاصة ابني الاكبر الذي كان معارضا و اخيرا وافقوا جميعا وشجعوني.
وما المقومات التي تري انها تميزك عن غيرك من المرشحين؟
لدي اربعين سنة من الخبرة في مواقع مختلفة، بدأتها طبيبا ثم عميدا لمعهد الاورام وقد كنت آخرعميد منتخب، ثم اصبحت محافظا للشرقية، ثم محافظا للقاهرة، ثم وزيرا للادارة المحلية، واخيرا وزيرا للتنمية الريفية.
ووزير الادارة المحلية مهمته ان يعرف كل شئ عن مصر، ووزير التنمية الريفية يعرف كل شئ عن القري، ولا يوجد مكان او مركز في مصر لم ازره. باختصار انا اعلم كل شئ عن مصر وشعبها وتاريخها ومشاكلها وانجازاتها اكثر من اي مرشح آخر، بالاضافة لاخلاصي في العمل في كل موقع توليته بشهادة الجميع.
لكن البعض قد يري ان هذه المواقع التي توليتها تجعلك واحدا من رموز النظام السابق؟
بابتسامته الهادئة يقول: النظام السابق ظل يحكم ثلاثين عاما، واذا كان هناك من ظل بعيدا عن العمل العام ثلاثين عاما فانه بلا شك كان يعيش علي الهامش، الواقع يؤكد ان هناك اعدادا هائلة شاركت في العمل السياسي او العمل العام علي مدي ثلاثين عاما ولا يمكن ان نتهمها جميعا بالفساد، واذا كان البعض يطالب بتطهير المؤسسات من كل الذين تعاونوا مع النظام السابق فمعني ذلك ان نطهر المؤسسات من كل شعب مصر الذي تعاون مع النظام بكل اشكال التعاون، وهذا بالطبع لا يمكن ان يكون عدلا او منطقا صحيحا، لكن العدل والمنطق ان نحاسب كل انسان علي عمله وان نحلل جميع مواقفه، ونري ان كان قد سرق ام لا، حصل لنفسه او لاولاده علي منافع ام لا، توسط للغير لكي يتربح ام لا.
شرفاء النظام السابق
ويضيف قائلا: كلنا نعلم جيدا ان العهد السابق ساد فيه الفساد بعنف، ولكن هذا لا يمنع ان هناك شرفاء تقلدوا وزارات ومناصب كبري في عهد النظام السابق لكنهم ادوا واجبهم تجاه البلد بكل اخلاص وامانة.
هل يمكن ان تذكر لنا اسماء بعض الشرفاء من رموز النظام السابق؟
علي سبيل المثال انا عملت مع ثلاثة وزراء للري هم عصام راضي وعبد الهادي راضي ومحمود ابو زيد، واشهد ان الثلاثة علي اعلي مستوي ولم تمس ايديهم اي شبهة.
وماذا عن وزراء الزراعة؟
طوال فترة عملي كمحافظ ووزير كان وزير الزراعة هو يوسف والي.
وكيف تحكم علي يوسف والي؟
الخطأ الرئيسي ليوسف والي ان كثيرا ممن كانوا حوله لم يكونوا علي المستوي المطلوب من الكفاءة و النزاهة وانهم استغلوا ثقته بهم.أما هو فلا أشك في ذمته.
واحمد الليثي وامين اباظة؟
احمد الليثي كان " كويس جدا "، أما امين اباظة فلا استطيع أن اقول انه أدي واجبه.
وماذا عن وزراء الفساد؟
بدون ذكر اسماء هناك وزراء ساعدوا علي انتشار الفساد خاصة في العشر سنوات الاخيرة حتي وصل للصورة الصارخة التي كان لابد ان تؤدي الي الانفجار والثورة.
وماذا عن حسني مبارك نفسه؟
حسني مبارك كان رئيسا في الفترة الاولي من حكمه، كان حريصا علي مصلحة البلد، لكن في العشر سنوات الاخيرة لم يكن يدري شيئا، شلة البطانة نجحت للاسف في عمل حاجز بينه وبين المجتمع، ثم كان التوريث هو القشة القاصمة.
لماذا خرجت من الوزارة؟
دائما كان هناك بيني وبين هيئة المكتب بالحزب الوطني خلافات كثيرة، وحينما توليت امين مساعد الحزب الوطني عام 1992 بدأ صراع أكثر شراسة مع هيئة المكتب ممثلة في صفوت الشريف وكمال الشاذلي ويوسف والي، فتركت امانة الحزب ثم الامانة العامة ثم تركت الوزارة عام 1999م.
وما هي اهم نقاط الخلاف؟
كنت مثلا غير راض عن موضوع الخصخصة، وقبلها توقفت حملتي القومية للقمح.
وماذا عن علاقتك بالدكتور كمال الجنزوري؟
علاقة " هايلة "سابقا وحاليا.
هل عرض عليك اي منصب في وزارته الاخيرة؟
لا.
لست طبيب سوزان
قيل انك كنت الطبيب الخاص لسوزان مبارك وانك الذي اكتشفت مرضها بالسرطان وان هذا كان وراء اختيارك محافظا ثم وزيرا؟
قاطعني بسرعة: سمعت هذا الكلام كثيرا، ولكن هذا غير صحيح جملة وتفصيلا، فأنا لم اوقع الكشف الطبي اطلاقا علي سوزان مبارك، ولم اصف لها قرص اسبرين، ولم أر تقريرا طبيا واحدا لها، وحتي الآن انا لست علي يقين من مرضها !!، واعتقد ان طبيعة تخصصي فقط كانت هي الرابط وراء هذه الشائعات.
ولكنك ايضا كنت عضوا بالمجلس القومي للمرأة؟
اختياري لعضوية المجلس يرجع لسببين، الاول انني كنت وزيرا للادارة المحلية اي مسئول عن المحافظات، والمجلس القومي وقتها كان يريد انشاء فروع له بالمحافظات، فساهمت وقتها مع مرفت التلاوي في انشاء 26 فرعا للمجلس، بل وانشأنا ايضا فروعا بالمراكز.
اما السبب الثاني فهو الاستفادة بخلفيتي السياسية في عمل تأهيل سياسي للمرأة، وقد تم تكليفي بالفعل بهذه المهمة.
اذن كيف كانت علاقتك بالرئيس السابق وزوجته؟
لم تكن هناك علاقة قوية بيني وبينهم ولم اكن اقابل الرئيس كثيرا.
أديت واجبي
وماذا عن تقييمك لأدائك طوال الفترة التي شاركت فيها في العمل السياسي التنفيذي؟
كما قلت لك فانني اديت واجبي بكل اخلاص وامانة تجاه مصر، بل ان انجازاتي في عهد النظام السابق هي التي اتقدم بها للمصريين كمرشح للرئاسة واعتبرها مقومات نجاح تميزني عن غيري والكل يشهد بذلك حتي الآن، فلم اكن ابدا موظف مكتب بل كنت اعمل دائما في الشارع مع الناس فارتبطت بهم وارتبطوا بي ويشهد علي ذلك حتي الآن اهل الشرقية والقاهرة ,ففي الشرقية قمت بحملة ناجحة لزيادة انتاج القمح استعنت فيها بالخبرات العلمية ولايزال يذكرها الجميع، وفي القاهرة انجزنا مشروع الحفاظ علي الآثار الاسلامية بخفض منسوب المياه الجوفية، وانشأت حدائق الفسطاط وبستان النهر والزيتون ووقعت عقد انشاء حديقة الازهر لكنها لم تنفذ في عهدي، قمت ايضا بتطبيق تجربة ناجحة لفصل انتاج رغيف الخبز عن توزيعه ترتب عليها توفير فرص عمل ومنع تسريب الدقيق، وحينما توليت الوزارة عممت الحملة القومية للقمح علي محافظات مصر ونجحت عامين وكانت ستؤدي تدريجيا لتحقيق الكفاية من القمح لكنها للاسف توقفت.
لماذا؟
استقبلت زيارة من السفير الامريكي سألني فيها عن أهمية الحملة القومية للقمح، فقلت له اننا لا نتدخل في قرار الفلاح، وفوجئت في العام التالي بان اللجنة العليا لمشروع القمح لم يتم تشكيلها.
تنمية سيناء
كنت رئيسا للجنة الوزارية لتنمية سيناء فلماذا فشلت هذه التنمية؟
توليت هذه المسئولية عامين فقط، وهي الفترة التي تم خلالها استكمال ترعة السلام، وتمليك خمسين الف فدان جنوب القنطرة، وانشاء السكة الحديد التي توقفت فيما بعد وسرقت قضبانها.
والحقيقة ان عدم استكمال تنمية سيناء يرجع لوجود اضطراب اداري، فقد كان هناك مشروعا سيناء وتوشكي، فرأي البعض ان ننشئ شركة قابضة تدير المشروعين، ولكن الشركة فشلت، ثم صدر قرار بان وزارة الري مسئولة عن المجاري المائية، ووزارة الزراعة مسئولة عن الزراعة، ولكن نتيجة كل هذا الاضطراب توقف المشروع.
هل كانت هناك ضغوط لعدم تنمية سيناء؟
الحقيقة انني لم اشعر بأي ضغوط فانا مثلا ساهمت في انشاء جامعة سيناء ولم يقف في طريقنا احد و لكني اعتقد ان الفشل الاداري هو السبب. مشروع سيناء يحتاج الي اهتمام كبير لأن سيناء وحدها تستوعب ثلاثة ملايين نسمة.
ألا تخشي ألا تحوز علي رضا الشعب وخاصة في هذه المرحلة الصعبة التي تشهد تغيرا في صورة المجتمع المصري مع تعدد التيارات والاتجاهات والاحزاب؟
هناك فرق بين شعب تغير وشعب لديه ضيق من المشاكل المزمنة وعدم وجود مبادرات لحلها جذريا، الشعب المصري لم يتغير، وهو بطبيعته شعب ذكي، يشعر بقيمة الناس، ويحكم جيدا علي البشر، اما رضا الشعب فيأتي أساسا من الثقة بالمسئول، والثقة تأتي من برنامج شديد الوضوح، والبدء في تنفيذه من اليوم التالي لتوليه المسئولية، فكل هذا يعطي جرعات ثقة بالمسئول.
الزراعة أولا
وماذا يحمل برنامجك للمواطن المصري؟
ابتسم قائلا: اخيرا تركت الماضي وسألتيني عن المستقبل، برنامجي ينقسم لمحاور كثيرة، لكني ابدأه بالبحث عن حلول واقعية لاهم مشكلة وهي مشكلة البطالة التي خلقناها بأيدينا، وانا اضع الزراعة في مقدمة برنامجي للتنمية الاقتصادية باعتبارها المحور الاساسي لاعادة تأسيس الدولة علي اسس سليمة، فاهمال الزراعة جعلنا نستورد 93٪ من الزيوت، 05٪ من القمح، و50٪ من الذرة، وهو ما ترتب عليه عجز الموازنة والديون، وبرنامجي يقوم علي التوسع الافقي والرأسي في الزراعة ، وبالنسبة للتوسع الافقي فلدينا 3.4 مليون فدان في مصر صالحة للزراعة، بل ان اراضي مصر كلها صالحة للزراعة، ففي الصعيد زرعوا الظهير الصحراوي و وفي الجيزة زرعوا الجبل، وفي الصالحية زرعوا الصحراء، وبالنسبة لتوفير المياه، فأقول ان النيل به 55.5 مليار متر مكعب مياه، الزراعة تأخذ منها 85٪، لكننا لو حولنا اسلوب الري للتنقيط والرش بدلا من الغمر لوفرنا كثيرا.
لم يهتم أحد
وهل هذا الحل لم يخطر ببال المسئولين من قبل؟
ربما خطر ولكن لم يهتم احد بتطبيقه، وانا مثلا في عام 1997 عرضت اقتراحا علي مجلس الوزراء بالاعفاء من الضريبة العقارية لكل من يحول أرضه من ري غمر الي ري تنقيط ولكن لم يأخذ احد بالفكرة او يهتم بتطبيقها.
ومن وسائل توفير مياه الري ايضا اعادة استخدام مياه الصرف الزراعي واعادة استخدام مياه الصرف الصحي في الزراعات التي لا تؤكل كالأشجار. الري بالتنقيط ايضا سيوفر كميات هائلة من المياه الجوفية لزراعة ملايين الافدنة الجديدة و وكل هذه الافدنة تعني فرص عمل حقيقية، وكل هذه الاراضي ستنشأ عنها مجتمعات جديدة بمرافقها، بما يخلق فرص عمل اكثر، وبالنسبة للتوسع الرأسي فالبحث العلمي قدم لنا حلولا عديدة, مثل اكتشاف بذور وتقاوي تضاعف انتاج القمح والذرة واذا طبقناها سنتحول الي دولة مصدرة لهما خلال خمس سنوات، ونفس الشئ بالنسبة للحوم الحمراء التي نستوردها بكميات كبيرة، والقطن الذي لم يبع منه شيئا هذا العام بسبب تأرجح السياسات بين تشجيعه وعدم تشجيعه ونستطيع بالبحوث العلمية استعادة عرشه.
إهمال متعمد
وبالنسبة للتنمية الصناعية هناك ايضا مجالات كثيرة نهملها رغم امكانية تفوقنا فيها، فمصر غنية بالرخام والجرانيت لكننا نهملهما، ولدينا مثلا انقي انواع الرمل الابيض في العالم ونهمله ايضا رغم انه يمكن استغلاله في صناعة الخلايا الشمسية ورقائق الكمبيوتر والمحمول، ولدينا 35 نوعا من الموارد التعدينية لم يقربها احد مثل الزمرد والعقيق والنحاس ,ولم نفعل شيئا في مجال الطاقة البديلة رغم اننا مثلا لدينا رياح تصل لاقصي سرعة، وعلي سبيل المثال فقد عرضت اوربا مشروعا لاستخدام المساحات الصحراوية الشاسعة في توليد الطاقة ولم يهتم به احد رغم انه نفذ في الجزائر أيضا لم تفعل مصر شيئا في مجال صناعة المعلومات كالبرامج والاجهزة رغم انها توفر مئات الآلاف من الايدي العاملة.
تكوين عقول
والي جانب كل ذلك لابد من وجود التنمية البشرية للمواطن المصري واهم مجالاتها التعليم الجيد، والمقصود بتطوير التعليم ليس مجرد تطوير مناهج وبناء مدارس، ولكن التطوير يبدأ بتحديد هدف التعليم وهو تكوين عقل جديد قادر علي الملاحظة والرصد والتحليل والاستنتاج ثم الابداع و طبقا لهذا الهدف يتم وضع المناهج والادوات وهذه المناهج والادوات معروفة علي مستوي العالم ولسنا في حاجة الي التجريب والاجتهادات الفاشلة التي نشهدها من عام لآخر، ومع التعليم الجيد يأتي التدريب والتأهيل وفرصة العمل اللائقة. وهناك تفاصيل عديدة لبرنامجي في كافة المجالات مثل مجال البناء بالبحث عن اشكال جديدة من البناء قليل التكلفة مثل البناء التعاوني ومجالات السياحة وتطوير العشوائيات وغيرها.
الشعب يذكر انجازاتي
الي اي مدي تشعر انك قادر علي تحقيق برنامجك والفوز بثقة الشعب؟
انا دائما متفائل بالنجاح بنسبة 100٪ ولدي يقين اني سأكتسب ثقة الشعب وسأحقق الكثير من مطالبه لأني امتلك الرؤية والقدرة والاخلاص، وقد تعاملت من قبل مع الشعب المصري ولايزال يذكرني حتي الآن.
تركت العمل التنفيذي منذ 12 عاما، هل من السهل ان تعود اليه الآن؟
أنا اعشق العمل ولم اتوقف عن العمل ابدا، فبعد خروجي من الوزارة عرضوا علي منصب سفير فوق العادة في السودان لكني اعتذرت لرغبتي في الابتعاد عن العمل السياسي لبدء تفشي الفساد وعدم وجود تقييم لاداء المسئولين، لكني من ناحية اخري قبلت فورا عرض الدكتورة سعاد كفافي رحمها الله برئاسة جامعتها الخاصة. بعدها اصبحت رئيسا لجامعة سيناء، والآن اشارك في تأسيس جامعة ثالثة. وانا ليست لدي أطماع مالية فابنائي الثلاثة كبروا وكلهم في مراكز مرموقة، خالد دكتور مهندس في كلية الحاسباب والمعلومات وهو النائب الاول للمدير التنفيذي لشركة محمول سعودية، وغادة استاذة بمعهد الاورام، ووليد مستشار اقتصادي في الجامعة العربية، وانا راتبي من الجامعة الخاصة كان اربعين الف جنيه وهو ضعف مرتب رئيس الجمهورية.
لماذا اعلنت ترشيحك من محافظة الدقهلية؟
الدقهلية محافظتي وبها اهلي، وقد وجدت ان من حق اهلي ان اعلن ترشيحي من بينهم.
لم أتصل بأحد
هل قمت باي اتصالات مع التيارات السياسية المختلفة او حصلت علي تأييد بعضها؟
لم يحدث اتصال بيني وبين اي تيار، وسأسعي للحصول علي تأييد الجميع دون تفرقة بين تيار وآخر.
بصراحة.. هل كان المجلس العسكري وراء ترشيحك للرئاسة؟
لم يحدث ذلك اطلاقا، ولا علاقة للمجلس بهذا الامر.
هل هو راض عن ترشيحك؟
لا اعرف ان كان راضيا ام لا لأني لم اتصل بأحد من اعضائه، لكنه اعلن انه يقف علي مسافة واحدة من جميع المرشحين، وانا احترم هذا الرأي.
الإخوان والسلفيون
ما اتجاهك السياسي؟
يمكن ان تسميني ليبرالي ينتمي إلي فصيل يسار الوسط، أي أنني أقرب لليبرالية منه للمحافظين.
وكيف ستتعامل مع الإخوان والسلفيين في البرلمان مثلا؟
بالمناسبة.. بعض الإخوان اصدقائي وتلاميذي، وعلاقتي بهم جيدة، والبرلمان سلطاته تشريعية ورقابية، والتشريع ليس مجردا لكنه يعكس مصلحة المجتمع، واظن اننا سنتفق بسهولة علي هذه المصلحة، ولن نختلف علي الخطأ والصواب.
وما النظام الذي تفضله للرئاسة؟
أطالب بالنظام الفرنسي الذي يجمع بين الرئاسي والبرلماني ، فهو اقرب الينا من حيث الاختصاصات التي يعطيها لكل مؤسسة. واتمني ان ننتهي من وضع الدستور قبل انتخابات الرئاسة
ما توقعاتك لمحاكمة مبارك؟
تفاصيل المحاكمات ووقائعها واسرارها تضمها 72 الف صفحة لم يقرأها غير القضاة ومن الصعب جدا وضع اي توقعات.
عمري 40 عاما!!
قلت إن مهام الرئيس القادم صعبة وان العبء عليه ثقيل، فهل تري ان العمر الزمني يمكن ان يكون حائلا امام نجاحك كرئيس لمصر؟
يبتسم قائلا: هناك اربعة انواع من العمر: العمر الزمني الذي نعرفه من النتيجة وهو في رأيي لا يعني شيئا، بل يعني فقط ما مر بك من احداث، و العمر البيولوجي او الحيوي وهو يعكس اداء اعضاء الجسم ومدي اداء الاعضاء كالقلب والكبد وغيره لعملها، فاذا كانت الاعضاء تعمل بكفاءة فلا مجال لحساب السنوات والحمد لله صحتي جيدة، وهناك عمر الخبرة فقد تعيش ستين عاما ولا تكتسب خبرات او العكس، وهناك العمر الروحي الذي تشعر به انت.
ووفقا لشعورك الروحي، كم هو عمرك الآن؟
أجاب ضاحكا: 40 عاما فقط !.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.