محمد عبدالمقصود الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء في بيانه أمام مجلس الشعب كشف عن حجم المؤامرة التي تتعرض لها مصر. والحصار الاقتصادي المفروض عليها سواء من »الاشقاء« العرب أو من دول الغرب لكي تركع. فلا الوعود الكثيرة التي انطلقت من الاشقاء لدعم الاقتصاد المصري بعد الثورة.. تحقق منها شيء.. ولا وعود الغرب بدعم الثورة المصرية في مرحلة الانتقال للديمقراطية تحققت.. بل ان مازاد الطين بلة ان هناك حصارا علي صادراتنا الزراعية والصناعية. وسحب المستثمرون 01 مليارات دولار من البلاد. معني هذا انه لا سبيل للخروج من هذا الحصار الا بسواعد المصريين انفسهم واعتمادهم علي مقدرات وثروات بلادهم والتوجه للعمل والانتاج.. والتخلي قليلا عن المطالب الفئوية لحين تخطي عنق الزجاجة. وللمصريين في ذلك سوابق يذكرها لهم التاريخ عندما رفض البنك الدولي تمويل بناء السد العالي وفرض حصارا علي التمويل الغربي بإيعاز من امريكا صمم الشعب المصري علي بناء السد لانه كان بالنسبة له مشروعا تنمويا ينقل البلاد نقله حضارية. وصبر الشعب وكافح حتي تم بناء السد ولم يركع تحت ضغوط البنك الدولي.. وبعد نكسة 7691 رفع عبدالناصر شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة لتوفير التمويل اللازم لتسليح الجيش لاستعادة الكرامة. وعشنا أياما عصيبة كان الحصول فيها علي قطعة صابون أو دجاجة أو زجاجة زيت من الجمعية يعتبر مغنما لمن يفوز بها.. وصبر الشعب وتحمل حتي استرد كرامته في حرب 3791.. وجاءت ثورة 52 يناير التي لم يتوقعها الغرب ولا كانت تدور في خلد الاشقاء لتبهر العالم كله.. ولكن المصالح في بعض الدول العربية الغنية ودول الغرب تحالفت ضد الشعب المصري الذي فجر ثورة عظيمة فخاف اصحاب المصالح من انطلاق المارد المصري فدبروا المؤامرات وضخوا أموالهم لإشاعة الفوضي ونسف الاستقرار وزرع الفتنة من أجل تقسيم مصر الي دويلات متناحرة علي اسس عرقية ودينية. وامام السخاء الكبير في دعم المؤامرات كان الشح في دعم الشعب الذي ثار. فقد اكتشفوا ان هذه الثورة لا تخدم مصالحهم ولهذا أرادوا لانتفاضة الشعب ان تخبو وتهدأ ثم تموت تحت وطأة حصار التجويع.. ولكن ظنهم سيخيب ومؤامراتهم لن يكتب لها النجاح وسيرتد كيدهم الي نحورهم لانهم فشلوا في تحديد »چين« الشعب المصري الذي يظهر معدنه عند الشدائد.. لن يهزمونا ولن نركع إلا لله وحده.. سنعود الي الارض نزرعها. والي ماكينات مصانعنا لادارتها وسيقضي الشعب علي كل مظاهر البلطجية والفوضي بتلاحمه.. وسيحارب الفقر بتراحمه سنحول القطن الذي رفضوا استيراده الي غزول ونسيج نصنع منه ملابسنا بدلا من خيوط الاكليريك التي اقنعونا انها افضل من القطن.. وسنستخرج من صحارينا المعادن التي نحولها الي منتجات تغنينا عن سؤال اللئيم.. ولن ننتظر منه معونة مغموسة بالذل.. فنحن شعب نرفض الهوان. وقد جربنا الاعتماد علي معوناتهم فزاد الفقر بيننا.. وسنعمل علي استعادة كل القيم التي تخلينا عنها وهي قيم أن نأكل مما نزرع.. ونلبس مما ننسج. وكما يقول المثل العربي.. تموت الحرة ولا تأكل بثدييها- ونحن خلقنا الله احرارا.. سيتكون ثورتنا القادمة ثورة إنتاج وعمل ولن نقبل معونة من الشرق العربي أو الغرب الأوروامريكي.. فالمصري هو الذي علم العالم فنون الزراعة وبني حضارة عظيمة في وقت كانت تغط فيه أوروبا في نوم عمق. ولم تكن امريكا قد ظهرت الي الوجود.. فقط نفيق من غفوتنا التي طالت.. ونتيقين أن مصر في احتياجنا.. وقتها سينطلق المارد من قمقمه ليعلم العالم كيف تكون ثورة الكرامة بعد ان علمه كيف تكون الثورة من أجل الحرية.