يوم الأربعاء الماضي أصدر الرئيس مبارك قراراجمهوريا باجراء تعديل وزاري محدود للغاية تضمن تعيين الدكتور محمد نصر الدين وزيرا للموارد المائية والري خلفا للدكتور محمود أبو زيد وشمل القرار أيضاً تعيين السفيرة مشيرة خطاب وزيرة للأسرة والسكان وتنوعت الأراء وتنوعت فهناك من قال أنه حدثت إقالة لوزير الري وهناك من ردد بأنه قدم استقالته ! وبصراحة وبعيدا عن البجاحة والشماتة ومع تقديري واحترامي للدكتور «أبو زيد» ولأن الله هو الحي ولكونه كان وزيرا للري وفي خلال الاعوام الماضية مهما كانت هناك من مشاريع فإن الري وللأسف قد ذهب مع الريح والدلائل عديدة ومتنوعة فلم نحسن استخدام مواردنا المائية وسمحنا للعدو الصهيوني أن يمد الجسور ويقوي العلاقات مع بعض دول حوض النيل وزادت الأقاويل بأن اسرائيل تريد «حصة» من ماء النيل ! وتوقفت مشروعات قناة «جونجلي» بجنوب السودان من زمان بل وكان التباطؤ والتلكؤفي إجراء عمليات الصيانة للسد العالي وتم الاستعانة بخبراء من الامريكان ولم تتجه الي من ساهموا وشاركوا معنا في بناء السد العالي وكان من اعظم مشروعات الري بفضل العقول المصرية الواعية وقرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأننا سنبني «السد العالي» الذي كان الانشودة بل والأعجوبة بفضل همة ونشاط وسواعد رجال لم يكونوا من الأطفال والعيال وغني عبد الحليم حافظ للسد العالي وأصبحت سمعة مهندس الري في مصر في العلالي وكانت لمصر الريادة ولم تجرؤ أي دولة من دول حوض النيل أن تقول كلمة اعتراض أو تقدم احتجاجا ضد مشروع قومي مصري .. وبعد هذا الفخار بإنجاز اعظم مشروع علي النيل والذي وصفه الراحل «جمال حمدان» بأنه أدق جراحة طبيعية أجراها الانسان علي وجه الأرض فاجأنا الزميل الصحفي جمال أبو الفتوح الصحفي بجريدة الوفد بانفراد بالصورة والمستندات عن التخريب المتعمد للسد العالي في تحقيق كان يجب أن تهتز له وزارة الري ولكن فوجئنا ومنذ شهور برد روتيني عقيم مفاده أن السد العالي بخير وبأنه في أمان ولا يهمنا نعيق البوم والغربان والسد العالي في التمام لأننا استعنا بخبراء من الأمريكان ! الأمريكان الذين امتنعوا عن منحنا الأموال وحرضوا البنك الدولي ليوقف عمليات التمويل ولكن الجميل أن المارد القومي انطلق وقرر البناء رغم ألاعيب الأمريكان والله يرحم ايام زمان ويرحم المهندس الوطني محمد صدقي سليمان والمهندس إبراهيم زكي قناوي والمهندس عبد العظيم أبو العطا وكل من شارك في بناء السد العالي لأنه كما علمت بأنه كانت توجد مؤامرة ليكون السد هو السد « الواطي» ! هذه واحدة ولكن الخطورة في أن الألاف من الأفدنة حرمت من المياه التي لم تستغل استغلالا فعليا في الثورة الزراعية التي نتطلع اليها ويتطلع لها الرئيس مبارك وعليه من سمح بالتباطؤ في مشروعات «توشكي» لأن بعض من هيمن علي اراضيها اكتفي بالاستصلاح الوقتي والمظهري وفوجئنا بمجموعة من رجال الاعمال تهيمن علي المساحات الهائلة والمتلتلة وبرخص التراب وأعطي الرئيس مبارك توجيهاته ورفلوا في نعيم تقديم التسهيلات والخدمات ولكن ماذا كانت المحصلة ؟ حرمونا من طعام وزراعات ارض «توشكي» الغير مسرطنة وفضل البعض تصدير المنتج للخارج وهناك من استهوته عمليات تربية وتسمين « النعام» رغم الكلام !!وأصبحت الأمور علي غرار سمك ولبن وتمر هندي وتم تدبير مؤامرة «الازاحة» لشخصية وطنية مصرية لم تكن عميلة للغرب ولكن كانت تعمل في صمت واخلاص وبسبب عميل «هجاص» تم استبعاد الدكتور الجنزوري وبدعوي ان خروجه كان ضروريا وفقالأسافين كل حنجوري !! ولأن دوام الحال لا يمكن أن يكون علي الدوام نأمل في عودة « الري» الي عصره الذهبي ليس بالتصريحات والتمنيات ولكن بأعمال التجليات والانجازات الفعلية وليس بالكلمات والتوجيهات الروتينية والشكلية وبشرط أن لايكون هناك « الضلالية» ومجموعات الانكشارية