من المخطيء في الأحداث المؤسفة التي انتهت بها يوم جمعة تصحيح المسار؟ اتفق الجميع علي الطابع السلمي الراقي الذي التزم به عشرات الآلاف من المشاركين فيها من جميع القوي السياسية رغم عدم تفتيش الداخلين للميدان واتفاقهم علي مطالب موحدة مثل الغاء محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية وتأجيل الانتخابات، ولكن تأبي طيور الظلام الا أن تحول كل ما هو سلمي الي فوضي وعنف. ففي كل التجمعات الجماهيرية يندس البلطجية لإشاعة الفوضي والعنف للاساءة للثوار فقد تبرأت جميع الحركات الثورية من أحداث السفارة الاسرائيلية بدءا من هدم الجدار العازل الذي استفز مشاعر كل مصري بعد أن رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي الاعتذار عن قتلهم لستة من جنودنا في سيناء فكان الرد الشعبي أقوي من الرد الرسمي فتسلق أحد الشباب عشرين طابقا ليصل أعلي مبني السفارة وينزل العلم الاسرائيلي ويرفع العلم المصري بدلا منه ثم يتكرر نفس السيناريو مساء الجمعة الماضي ليتم انزال العلم الاسرائيلي للمرة الثانية ثم دخول احدي الشقق المخصصة لموظفي السفارة والقاء اوراقها من النوافذ في عملية سهلة جعلت الخبراء يشكون في أنه مصيدة اسرائيلية لتحويل دفة الميزان الي صالحها لتتحول الي ضحية مجني عليها وتستدر عطف المجتمع الدولي ويهب الرئيس الامريكي ووزيرة خارجيته لدعوة مصر لحماية السفارة الاسرائيلية متناسين حقوق الدم المصري المراق يأيديهم مرات عديدة ..ثم يعلن نتنياهو قرب عودة السفير للقا هرة التي غادرها علي عجل مع أكثر من 70 اسرائيليا علي متن طائرة حربية هربا من الغضب الشعبي ..بل يبحث أيضا كيف سيكون الرد الاسرائيلي علي اقتحام السفارة رغم تأكيد وكالات الانباء أن السفارة لم تقتحم ..إن ما أعقب سقوط الجدار العازل من أحداث عنيفة هو مسئولية الأمن الذي لم يضع قوات اضافية لحراسة المنشآت العامة التي حذر بيان المجلس العسكري من المساس بها خاصة السفارة الاسرائيلية التي تحاط بمشاعر عدائية منذ تم زرعها في هذا المكان الحيوي تماما مثلما تم زرع اسرائيل في فلسطين كشوكة في قلب العالم العربي..واعتقد أن الاحداث الأخيرة لابد أن تدفعهم لاعادة النظر في موقع السفارة الذي لم يعد آمنا خاصة وهم يعلمون مدي الكراهية الشعبية التي يشعر بها المصريون تجاههم لسلوكهم العدواني الدائم تجاه العرب .. هناك مساحات شاسعة من الاراضي الجديدة يمكن بناء سفارة عليها بعيدا عن المواقع الحيوية التي تستفزالشعب . كلما سمعت عن حوادث السرقة بالاكراه علي الطرق السريعة تمنيت أن تتواجد سيارات الأمن المركزي علي الطرق الحيوية لتامينها ضد قطاع الطرق ..لو حدث هذا لأحب الشعب جنوده وضباطه لأنهم سيضمنون له الأمن الضائع ! لم تتمكن قوات الامن المركزي التي تولت حراسة مباراة الاهلي وكيما من ضبط نفسها إزاء استفزازات ألتراس الاهلي وهتافها ضد مبارك والعادلي وضد الضباط ..لم يستطيعوا الانتظار لحين انتهاء المباراة لينصرف الشباب المعروف باندفاعه فقطعوا التيار الكهربائي عن الاستاد قبل نهاية المباراة بدقائق ليطاردوا الشباب بهراواتهم ليخرج الآلاف منهم لاهثين غاضبين ليقطعوا طريق صلاح سالم ويحطموا سيارات للشرطة وللمواطنين ولتدور معارك بين الجانبين امتدت لساعات وخلفت مصابين معظمهم من الشرطة كما احيل عدد من الشباب للمحاكمة ..لا ادافع عن السلوك الاستفزازي للشباب ولا أرضي عن اهانتهم لرجال الشرطة ولكن كان يجب التعامل مع الموقف بحكمة.