بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها مصر على مدى اليومين الماضيين بعد أن تم اقتحام السفارة الإسرائيلية بالجيزة، ومحاولة الاعتداء على مبنى مديرية أمن الجيزة، وكذلك محاولة الاعتداء على مبنى وزارة الداخلية في لاظوغلي، أسرع البعض بإلصاق التهمة بالثوار الذين نظموا مليونية " تصحيح المسار" بهدف إعادة بعض من الألق للثورة التي خبى نزقها على مدى شهر رمضان الماضي. وفي هذا الصدد، قام الفنان الكبير عزت العلايلي بالدفاع عن شباب الثورة، مؤكدا أنه لا توجد علاقة لشباب الثورة والقوى الثورية التي دعت لتظاهرات "جمعة تصحيح المسار" بأحداث العنف المؤسفة التي شهدتها السفارة الإسرائيلية ووزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة مساء الجمعة الماضية. وذكر العلايلي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بأنه حذر عشية إنطلاق تظاهرات الجمعة من اندساس مأجورين ومثيري فوضى بين متظاهري ميدان التحرير، غير أن الميدان شهد تظاهرة راقية ومحترمة لم تخرج عن النص، رافضا الخوض في تحديد الجهة المسئولة عن إطلاق شرارة العنف أمام السفارة ومديرية الأمن. ولم يستبعد العلايلي وجود دور لفلول النظام السابق أو حتى أنصار الرئيس المخلوع حسني مبارك في الأحداث خاصة أنها تزامنت مع دخول محاكمة مبارك ونجليه ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومساعديه الستة مرحلة حاسمة، مطالبا القوى الثورية وشباب الثورة بالحذر من مخططات يعمل على تنفيذها أصحاب المصالح الخاصة. وأكد أن القوى والحركات والجماهير التي نزلت ميدان التحرير يوم الجمعة فى تظاهرة حضارية رفعت هتافات سلمية ومطالب توافقية والتزمت بإخلاء الميدان في السابعة مساء كما وعدت، وبالتالى لا يمكن تحميلها مسئولية انحراف المسار خلال التظاهرة أمام السفارة الإسرائيلية أو الاعتداء على مديرية أمن الجيزة. وقال العلايلي "بالتأكيد هناك قوى تضررت من الثورة، ولن تقف مكتوفة الأيدي وستحاول الانتقام أو تعطيل حسابها، لكنه شدد على أن وجود بعض مظاهر الفوضى والخروج عن النص هو سمة أساسية للمراحل الانتقالية التي تعقب الثورات الكبيرة كثورة 25 يناير. وأشار الفنان القدير إلى ضرورة الصبر وعدم الاستعجال وتفهم أن مصر تشهد حاليا تحولا كليا من النقيض إلى النقيض، من حكم الفرد إلى حكم الشعب ومن القهر والظلم إلى الحرية الحقيقية والمشاركة السياسية..وقال "ما يحدث الأن تغيير في عقيدة المجتمع وقناعاته، وهذا الأمر سيستغرق وقتا وسيمر بمراحل عدم استقرار أحيانا". وأعرب العلايلي عن تفاؤله بمستقبل مصر بعد ثورة 25 يناير، وناشد جميع الفاعلين على الساحة السياسية بدءا من المجلس العسكري وحكومة الدكتور عصام شرف والقوى والأحزاب والتيارات وشباب الثورة ووسائل الإعلام أن يتجاوزوا خلافاتهم والنظر إلى القواسم المشتركة العريضة التي تجمعهم رغم اختلاف مرجعياتهم..مؤكدا أن "الثورة قامت ونجحت وستستمر وقد تستجد أمور تعرقل وتبطئ مسيرتها لكن لن توقفها".