أعلنت مختلف القوي السياسية والحركات والائتلافات الثورية عن إدانتها كاملة لأحداث السفارة الإسرائيلية, ومحاولات اقتحامها من قبل بعض المتظاهرين, وكذلك محاولات اقتحام مديرية أمن الجيزة, وطالبت القوي السياسية المجلس الأعلي للقوات والحكومة بسرعة التحرك لصد ما يحاك ضد الثورة المصرية واتخاذ موقف حازم للتصدي لأعمال البلطجة. وقال الدكتور محمود غزلان, المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين, إن الجماعة ترفض أحداث الشغب التي حدثت ومحاولات اقتحام السفارة الإسرائيلية, والاعتداءات علي وزارة الداخلية وحرق مبني الأدلة الجنائية للمرة الثانية والعدوان علي مديرية أمن الجيزة والاصطدام بالجنود وحرق بعض المركبات, مؤكدا أنها أمور مرفوضة, وأن جماعة الإخوان تطالب بسرعة التحقيق العادل في الأحداث. وأضاف غزلان: التباطؤ والتساهل في حقوق شهدائنا من الجنود الذين قتلهم الصهاينة علي الحدود وعدم اتخاذ موقف حاسم والتردد في مسألة سحب السفير المصري, والغطرسة الصهيونية برفض مجرد الاعتذار, وكذلك إنشاء جدار خرساني كبير حماية للسفارة من أهم الأسباب التي أدت إلي انفجار الشعور الوطني في نفوس المصريين, وعلاج ذلك يكمن في استجابة السلطة سواء كانت السلطة المؤقتة الآن أو السلطة المدنية المقبلة لإرادة الشعب واحترام كرامته, مشيرا إلي أن الإخوان يطالبون بإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها بدون أي تغيير. وقال طارق الزمر, عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية, إن ما حدث فوضي منظمة من جهات داخلية تدار من الخارج للعبث بالأمن القومي المصري, مشيرا إلي أن الجماعة الإسلامية رفضت المشاركة في المظاهرة لأنها لم تكن محددة الأهداف, لذلك يجب أن يسأل من دعا إلي تنظيم المظاهرة وفشل في السيطرة عليها, وأنه لا يجوز مطلقا الاعتداء علي السفارات الأجنبية في مصر, طبقا للاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر. كما أكد حزب الحرية والعدالة, المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين, أمس ضرورة الفصل بين رفض وتجريم الاعتداء علي القوات والممتلكات, وبين الاحتجاج المشروع ضد إسرائيل وجرائمها, مشيرا إلي أن ما حدث أمام سفارتها دليل علي استمرار الرفض الشعبي المصري لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال. وأوضح الحزب أنه يتعين أن يتم فتح المجال أمام إعادة النظر في شكل العلاقات المصرية الإسرائيلية وطبيعتها, ويجب أن تكون رسالة الشعب قد وصلت إلي الاحتلال الإسرائيلي, ليدرك أن مصر تغيرت, وأن كل المنطقة سوف تتغير, وأنه لم يعد لغطرسته وعدوانه مكان في المنطقة العربية. وناشد أبناء الشعب المصري الثائر ألا يستدرجوا لأعمال خاطئة تضع مصر الثورة في مأزق أمام العالم, مؤكدا أن ما حدث من تجاوزات يعد استمرارا لمسلسل غياب الأمن عن دوره وواجبه وقت الحاجة إليه, وأدان الاعتداء علي قوات الشرطة والأمن, وكذا عمليات الحرق والتخريب. بينما أكد تحالف ثوار مصر رفضه أمس للتجاوزات التي حدثت خلال مسيرة هدم الجدار العازل أمام سفارة إسرائيل.. وقال: لم ندع لهذه المسيرة. ولفت المنسق العام والمتحدث باسم التحالف عامر الوكيل إلي ضرورة الفصل بين جمعة تصحيح المسار الناجحة, والتي دعت فقط إلي مسيرة لدار القضاء العالي للمطالبة بتطهير واستقلال القضاء, وبين ما حدث من تجاوزات لمجموعات غير منضبطة ضد بعض السيارات وسفارة إسرائيل.