تحول الروتين الحكومي البغيض إلي كلمة واحدة اليوم، بدلا من كلمة »تعالي بكرة يا سيد»، الآن »السيستم واقع»، وهذا عيب في تركيبة الوظيفة الحكومية، وخلل في عقلية الموظف المصري، ونتيجته تطفيش الاستثمار قبل عذاب المواطن، ولكن كيف يقع السيستم ؟!، إما بانقطاع التيار الكهربائي أو بعيب في النظام الأصلي المرتبط به السيستم، أو بعدم تشغيل السيستم أصلا حتي ينتهي الموظفون من الإفطار وشرب الشاي، وطالما دخل السيستم في حوزة الموظف فإن حاله لن ينصلح، المطلوب أن يصبح الموظف في حوزة السيستم. لقد شبعنا كلاما كثيرا بثورة إدارية وإصلاح إداري وتطوير الخدمات الحكومية، دون أن يشعر المواطن بتحسن الخدمة، حتي أن آخر تصريحات الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري »الوزارة تعمل علي إنشاء نظام جديد لميكنة الخدمات، وهو يعد ملفا مهما وصعبا مع كبر حجم مصر وكبر عدد السكان بها»، وأضافت »أن هناك دولا كثيرة حققت طفرة في مجال ميكنة الخدمات، ولكن هذه الدول عدد سكانها يتراوح بين ال10 وال15 مليون فقط»، تصريح الوزيرة جاء في لقائها بالغرفة التجارية الفرنسية بالإسكندرية، وقالت »إنه جري بدء العمل بنظام ميكنة الخدمات في عدد من المحافظات، من بينهم مدن القناة، وكانت الإسماعيلية أولي المحافظات، وآخر يوليو الجاري سيتم الانتهاء من سيناء والبحر الأحمر والوادي الجديد بالكامل»، وأشارت إلي أن الوزارة اختارت ملف المحليات علي أن يكون الملف الأول لتشغيل نظام الميكنة به، نظرًا لتوسعه في مجالات مختلفة تهم قطاعا كبيرا من الناس، وبها قدر كبير من الفساد». ولتسمح لي الوزيرة المحترمة بأن أقول لها هذا الكلام مكرر منذ السبعينات من القرن الماضي وأكم سمعناه من وزراء كثر، وللأسف لم يتحقق منه شيء حتي الآن، بالرغم من زيادة تكاليف ورسوم الخدمات، ولم نسمع دورا للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ولا وزارة الإصلاح الإداري سوي التصريحات المعسولة، التي تخدر المواطن لحظيا ثم يفيق علي السيستم واقع.! دعاء : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، وَالْأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ.