بدلا من أن ينطلق الجميع من اعلان المجلس العسكري عن اعداد وثيقة حاكمة الدستور الجديد وتحديد قواعد اختيار الجمعية التأسيسية التي ستتولي اعداد هذا الدستور اذا بالبعض يحاول اجهاض هذا التحرك الهام!! وبدلا من التعامل مع هذا الاعلان الهام باعتباره مفتاحا لحل الازمة التي قسمت العنف الوطني وأربكت مسيرة الثورة، اذا بالبعض يستخرج اسلحته القديمة المستهلكة في محاول بائسة لاستعادة الاجواء التي حولت استفتاء مارس الي »غزوة صناديق« واذا بهم يعودون للعبة القديمة ويعتبرون ان اي حديث عن وثيقة حاكمة للدستور هو خروج علي صحيح الاسلام »!!« وان تحديد قواعد اختيار اعضاء الجمعية التأسيسية بما يطمئن الجميع ويستعيد التوافق بين كل القوي الوطنية هو عدوان علي الشريعة »!!« وبالتالي فلابد من مليونية عاجلة للدفاع عن الشريعة ولاعلان الجهاد ضد اي محاولة للتوافق الوطنية!! سبحان مغير الاحوال.. أليسوا هم انفسهم الذين اطلقوا احكام التكفير في عز الثورة علي كل من يخرج للميادين طالبا اسقاط النظام السابق؟ أليسوا هم من حرموا التظاهر يومها باعتباره خروجا علي الحاكم وعلي شرع الله؟ أليسوا هم الذين رفضوا المشاركة في كل »المليونيات« التي تمت لاستكمال اهداف الثورة لانهم كانوا مشغولين بحروبهم المقدسة لاشعال الفتنة وتحرير كاميليا وعبير؟ اللعبة مكشوفة وقد رفضتها القيادات الاسلامية المستنيرة التي تعرف مثلنا ان الذين اساءوا حقيقة للشريعة والاسلام هم الذين يرفضون مبدأ المساواة بين كل المواطنين، والذين يخشون من مبادئ حاكمة للدستور تعلي قيم الاسلام الحقيقية وتؤكد ان المصريين جميعا امام القانون سواء والذين يسيئون حقيقة للشريعة والاسلام هم الذين عقدوا الصفقات مع النظام البائد وهم الذين يعتبرون كل من يخالفهم الرأي كافرا وكل من يرفض العودة لظلام القرون الوسطي، كافرا وهم الذين ادانوا الثورة ثم حاولوا سرقتها واشعلوا الفتنة وما زالوا يهددوننا بها. والذين يسيئون حقيقة للشريعة وللاسلام هم الذين رفضوا ان يكون الازهر الشريف بكل تاريخه في الدفاع عن صحيح الاسلام هو مرجعيتهم انهم لا يتحركون فقط ضد اعلان المجلس العسكري عن الوثيقة الدستورية الحاكمة، ولكنهم يتحركون ايضا ضد وثيقة الازهر التاريخية التي اعلنها الامام الاكبر لبناء الدولة الوطنية الحديثة علي قواعد الديمقراطية والعدالة والمساواة بين المواطنين ليستكمل الطريق الذي بدأناه مع الافغاني ومحمد عبده ثم شلتوت وخالد محمد خالد وغيرهم من الائمة والعلماء والمجددين الذين انتصروا لصحيح الاسلام. اللعبة قديمة ومكشوفة ايها السادة ومصر ليست افغانستان ولن تكون فارحمونا وارحموا وطنكم من هذا العبث الصغير!