هل تدركون أن الفئة التي تسعون لمحو أميتها هي أكبر أرض خصبة تثير أزمات مجتمعية ؟ بالفعل ندرك ذلك، فأي تعليم يعتمد علي 3 جوانب رئيسية أولا جانب معرفي ثانيا وجداني بمعني اعتناقها وثالثا سلوكي يتم فيه ترجمة مايؤمن به من أفكار لأفعال، والأشخاص غير المتعلمين، يعدون أرضا خصبة للمشاكل المجتمعية ويجب أن نقضي عليها، ومن هنا يأتي دورنا فمحو الأمية ليس تعليم قراءة وكتابة فقط، ويجب أن تكون الفكرة أشمل ونعلمهم معني الوطن وأنه ليس مجرد تلبية احتياجاتك حتي تحبه أو ترتفع الأسعار فتكون ناقما عليه، فمعني الوطن أكبر من ذلك بكثير، ويجب أن نتمسك به. ماالذي تنتظر تحقيقه من اطلاق الهيئة لمشروع ربط الصناعات الصغيرة بمحو الأمية ؟ هذا المشروع هو أكبر انجازاتنا خلال الفترة الماضية، لأنه يواجه أهم أزمة وهي منح الأميين حوافز إقتصادية لجذبهم إلي محو أميتهم، عن طريق توفير المستلزمات لصناعات يدوية وحرفية وتنظيم معارض لبيعها، بمايساعدهم علي تحسين وضعهم الإقتصادي، خاصة للنساء في الريف والصعيد الذين يمثلون نسبة كبيرة من الأمية. دائما توجه سهام الإتهامات للهيئة بسبب تزايد عدد الأميين وعدم القضاء علي هذه المشكلة حتي الآن؟ للأسف كثيرون لايعرفون قانون تأسيس هيئة محو الأمية وتعليم الكبار الذي يحدد مهام هذه المسئولية الكبيرة، وتنص المادة الأولي أن محو الأمية واجب وطني ومسئولية قومية تلتزم بتنفيذه الوزارات ووحدات الإدارة المحلية والشركات والأحزاب السياسية والتنظيمات الشعبية والنقابات والجمعيات وفقا للخطة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، وليس الهيئة فقط، وبالتالي المسئولية علي كافة مكونات المجتمع. كيف تواجهون الأزمات المجتمعية والفكر الإرهابي ضمن مناهجكم؟ نقوم بترجمة قيم الولاء والإنتماء والمواطنة والأخلاق والمعاملات بين الناس، إلي دروس عملية في المناهج، فنخصصا دروس لحب مصر، وجغرافيا الوطن وتاريخنا وقاماتنا العلمية والفكرية، وأهم المشاكل المجتمعية ومنها الآثار السلبية للزواج المبكر، وأهمية التعلم، ومن هنا نبدأ غرس القيم والمبادئ الصحيحة، حتي نصنع حائط صد عقليا وجدانيا ضد الأفكار الهدامة والمشاكل المجتمعية. ماهو مشروعك المستقبلي لتطوير الهيئة ؟ لدي مخطط أعده حاليا لمنظومة جديدة تعالج الكثير من الأخطاء الموجودة حاليا وترتقي بمستوي الدارس، وأولها الاهتمام بالكيف وليس الكم، فليس مهما عدد من قمنا بمحو أميتهم ولكن الأهم مانقدمه لهم ونساعدهم علي تعلمه، فلا نريد دارسا نعطيه شهادة لمجرد أنه يكتب اسمه بصعوبة، ولكن يجب أن يكون لديه القدرة علي الاستمرار في العملية التعليمية، ونراجع المناهج حاليا لنقف علي طريقة التطوير المناسبة للعصر ونرتقي بسلوكه وأخلاقه، ونسعي لاستصدار تشريع بمساواة شهادة محو الأمية في شكلها الجديد لتعادل الشهادة الإبتدائية.