أكدت د. غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي موقف مصر الثابت بعدم إقامة معسكرات لاجئين أو مهاجرين علي أراضيها واستيعابهم داخل المجتمع المصري دون حواجز ، واشارت إلي أن مصر تعمل علي ضمان استفادة اللاجئين من الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية والاقتصادية دون تفرقة أو تمييز. وأضافت أن مصر تكفل حماية اللاجئين من المخاطر وتوفير حرية الحركة بأمان وضمان استفادتهم من إجراءات اللجوء العادلة والفعالة. جاء ذلك خلال جلسة »التجربة المصرية في استضافة اللاجئين» أمس ضمن فعاليات منتدي شباب العالم المقام بمدينة شرم الشيخ والتي تحدث خلالها ممثل مفوضية اللاجئين بالقاهرة كريم اتاسي ود. مني سالم مدير ادارة الاتفاقيات بإدارة التعاون الدولي بالمجلس القومي للمرأة وعدد من شباب اللاجئين وهم السوريون سامي الاحمد وخالد العظم ورفاء الرفاعي والعراقي محمد جاسم وحضرها كل نبيلة مكرم من وزيرة الدولة للهجرة وعدد من المحافظين أبرزهم البحر الأحمر وشمال سيناء . استعرضت وزيرة التضامن جهود الحكومة المصرية فيما يخص اللاجئين وأوضحت والي أن عدد اللاجئين حول العالم يبلغ حوالي 22 مليون لاجئ والاحصائيات العالمية تؤكد ان هناك 3 دول تتصدر خروج اللاجئين لدول العالم وهي سورياوجنوب السودان وأفغانستان حيث يخرج منها 55 % من اللاجئين حول العالم بسبب النزاعات المسلحة والحروب الاهلية . وأضافت أن هناك دولا عربية مثل الاردن ولبنان يمثل فيها اللاجئون ثلث عدد السكان المحليين ، وأشارت الي أن مصر تستضيف لاجئين منذ سنوات طويلة . وكشفت وزيرة التضامن الاجتماعي أن مصر يوجد علي اراضيها لاجئون من 59 دولة حول العالم وموزعون علي المحافظات المصرية. وأكدت وزير التضامن ان اللاجئين في مصر يستفيدون من الدعم الذي يحصل عليه الطلاب المصريون في المدارس والجامعات وقالت تسجل مصر أعلي معدلات التحاق لأطفال اللاجئين السوريين بالمدارس، حيث يبلغ عدد الطلاب المسجلين في المدارس 40 ألف طالب سوري ، كما يبلغ عدد الطلاب السوريين المسجلين في الجامعات المصرية نحو 14 ألف طالب بالجامعات والمفوضية السامية لشئون اللاجئين، 2017. وفيما يخص الجهود المصرية في استضافة اللاجئين أكدت ان مصر تتعاون مع وكالات الأممالمتحدة المختصة بشئون اللاجئين والهجرة ومكافحة الإتجار في البشر ( unodc unhcr iom)، وكذلك يتم التنسيق مع الأطراف الدولية الأخري فيما يتعلق بالتعامل مع أزمات اللاجئين في المنطقة. وحول دور المجتمع المدني في حماية ورعاية اللاجئين أوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي ان الهلال الأحمر المصري يوفر مساعدات نقدية ربع سنوية لعدد 100 ألف لاجئ سوري و3 آلاف لاجئ فلسطيني 10 آلاف لاجئ يمني بمبلغ 400 جنيه للفرد وصرف مواد الاعاشة وتوفير العلاج والتطعيمات اللازمة من خلال التعاقد مع المستشفيات وكذلك تحديد خريطة للمناطق التي يتواجد فيها اللاجئون في مصر وتوفير الإقامة والأوراق الثبوتية ، كما يتم عمل دورات تدريبية لقيادات اللاجئين من خلال وزارة التضامن الاجتماعي ومنظمة الهجرة الدولية والجمعيات الأهلية . وأضافت ان برنامج الغذاء العالمي في مصر يقوم بدعم 75 ألف لاجئ شهرياً من خلال كوبونات الطعام بمبلغ 400 جنيه للفرد الواحد ، وتقدر المبالغ المنصرفة من برنامج الغذاء العالمي للاجئين بحوالي 30 مليون جنيه مصري شهريا . وبشأن احتياجات تطوير آليات حماية اللاجئين في مصر أكدت غادة والي ضرورة التركيز علي المكون التنموي وإيجاد فرص عمل في بلدان المصدر والمعبر والاستثمار في تعليم اللاجئين لغة الدولة التي لجأوا إليها لمساعدتهم علي التواصل مع مجتمعهم الجديد وحماية النساء من جميع أشكال الاستغلال والإيذاء والعنف و الدعم المؤسسي وتطوير الموارد البشرية للجهات الفاعلة في خدمة قضايا اللاجئين وتوفير خدمات لهم وكذلك توعية المجتمعات المضيفة ودعم أنشطة التعاون والحوار بين المجتمعات المحلية واللاجئين. ومن جانبه قال كريم أتاسي ممثل مفوضية اللاجئين في مصر إن المفوضية تعمل علي مساندة الحكومة المصرية ومساعدتها في توفير الحماية الانسانية للاجئين ، وأشار الي أن مصر تمتلك المساحة من الحماية لكافة اللاجئين وهي ليست وليدة اليوم . وأوضح أن مصر عبر التاريخ دائماً ما كانت تحتضن مواطني الدول المجاورة ، وأشار الي أن العائلة المقدسة عندما هربت من فلسطين لجأت الي مصر وتطورت ظاهرة استقبال اللاجئين في تاريخ مصر. وأضاف أتاسي انه لا يوجد تشريع وطني أو قانوني يخص اللاجئين في مصر ولكنهم يتمتعون بالحماية والعناية من الحكومة والشعب المصري وقال: » لا فائدة من قوانين اذا كانت القلوب مغلقة» . وأشار إلي ان هناك دولا لديها وضع قانوني أفضل للاجئين ولكن يعانون فيها من المعيشة والمعاملة من سكان تلك الدول . وأكد أن عدم وجود قوانين في مصر للاجئين خطوة مرحلية وهناك مساع مع دول جنوب البحر المتوسط مثل المغرب وتونس والتي تدرس ايجاد تشريع قانوني للاجئين . وأضاف ان مصر مصر قوة اقليمية سواء في عدد السكان او حجم الاقتصاد والجانب الثقافي وقدرة القوات المسلحة. كما عرضت د. مني سالم مشروع المجلس القومي للمرأة لتوفير الدعم للمرأة الوافدة وتمكينها اقتصادياً وأكدت أن المشروع ينفذ في مصر والاردن ويركز علي عدد من المحاور وابرزها التدريب المهني إاكساب الوافدات المهارات اللازمة لفتح مشروع اقتصادي لهن والتوعية بقضايا مناهضة العنف ضد المرأة ومعرفة الحقوق والواجبات والتحذير من خطورة الزواج المبكر . وأضافت انه يوجد في مصر حملة »التاء المربوطة» لتعزيز القدرات والمهارات وهناك دورة تدريبية نعطيها للسيدات الوافدات لمدة 3 أسابيع واقامة مشروعات لهم . وخلال الجلسة تحدث عدد من شباب اللاجئين في مصر حيث قال العراقي محمد جاسم من محافظة الانبار بمدينة الفلوجة : تركت العراق بسبب الحرب وقررت السفر الي مصر بعد ان ساعدني زميل مقيم في القاهرة . وأضاف جاسم: مصر تعتبر مركز أمن واستقبلت الكثير من اللاجئين العرب ، وأشار إلي انه عاش في مصر لمدة 4 سنوات في أمان لم ينعم بها في العراق حيث أكمل تعليمه وقدم في جامعة الاسكندرية وحصل علي الماجستير. وأوضح أن المصريين دائماً يقولون له » أنتم في بلدكم وانتم أحسن ناس » .. وقدم جاسم الشكر لمفوضية اللاجئين في مصر ووزارة الخارجية ، ودعا الشباب العراقي الي نشر السلام ونبذ العنف والارهاب والتطرف والحرب الطائفية .. وأكد أن منتدي شباب العالم بشرم الشيخ فخر لمصر لأنها جمعت كل هؤلاء الشباب من العالم . ومن جانبها أكدت رفاء الرفاعي من سوريا انها جاءت إلي القاهرة لاستكمال تعليمها نظراً لخطورة الحياة في سوريا وقالت » اشتغلت في العمل التطوعي ومصر وفرت لي العلم ومكانا في بلدي لم أكن أحصل عليه .. نعم تجربتي كانت مليئة بالألم والوجع والمجتمع المصري وفر عليَّ الكثير والسيدات المصريات وقفن بجواري».. كما وفرت لنا الرعاية والحماية. وأوضح سامي الأحمد لاجئ سوري انه جاء الي مصر بسبب الظروف التي تمر بها أدلب في سوريا خاصة انه كان يريد استكمال تعليمه في طب الاسنان ووجد في مصر كل ما يناسبه. وأكد خالد العضم من سوريا أنه جاء الي مصر مع اسرته حيث كان والده يعمل بها وكانت افضل الخيارات للجوء السوريين ، وأضاف أنه يعمل في مجال التطوع بمنظمات ومؤسسات دولية تعمل مع اللاجئين .