شهدت الجلسة التمهيدية لمؤتمر »أخبار اليوم» الاقتصادي الرابع مناقشات ساخنة بين رجال الأعمال والمستثمرين حول أبرز القضايا التي يجب أن تكون حاضرة خلال جلسات المؤتمر الرابع المزمع عقده منتصف نوفمبر المقبل. ودعا الحاضرون إلي تغليب قضايا التشغيل وكيفية تعزيز التصدير وتقليل الاعتماد علي الاستيراد وضرورة العمل علي إحداث تعديلات جذرية في التشريعات الحاكمة لبيئة الاستثمار من أجل تشجيع المستثمرين علي ضخ مزيد من الاستثمارات بالسوق المحلية. نجاح ملموس في البداية أكد الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، أن المؤتمر الاقتصادي حقق نجاحا ملموسا في نسخه الثلاث الماضية، وخاصة في كم المطالب الكبير الذي قدم من مجتمع الأعمال والخبراء والمستثمرين والصناع وبحضور ممثلي الحكومة سواء في الجلسات العامة أو القطاعية والتي تم الاستجابة لها، وكان أبرزها ما يخص قانون الاستثمار الجديد. وأوضح رزق أن موضوع المؤتمر هذا العام سيختص بالاستثمار والتصدير، ويستمر لمدة ثلاثة أيام تبدأ بكلمة افتتاحية لرئيس الوزراء لعرض رؤية الحكومة للفترة القادمة، وأشاد بجهود د.أشرف العربي وزير التخطيط السابق خلال رئاسته لجنة المتابعة الدائمة للمؤتمر في نسخه الماضية والتي تتكون من مجموعة من الاعضاء في مختلف التخصصات لمتابعة تنفيذ المقررات. وأضاف أنه سيتم بحث كل الرؤي والمطالب والتحديات ومشكلات مجتمع الأعمال مع ممثلي الحكومة مقرونة بأوراق عمل مدعومة بحلول مقترحة لمساعدة متخذي القرار في تحديد المشاكل ومواجهتها والعمل علي حلها. قانون الاستثمار من جانبه أكد الكاتب الصحفي خالد ميري رئيس تحرير »الأخبار»، أن أخبار اليوم حريصة علي تنظيم المؤتمر الاقتصادي في عامها الرابع علي التوالي وذلك لخلق اتصال مباشر بين الحكومة والمستثمرين في عرض مشاكل المستثمرين وطرح خطة الحكومة في القضاء عليها وإيجاد حلول سريعة للوصول إلي اصلاح اقتصادي. وأضاف أن عملية الإصلاح الاقتصادي والإداري في الدولة تسير في طريقها الصحيح حتي وإن كانت بطيئة نظرا للظروف الصعبة التي مرت بها البلاد، إضافة إلي أن جميع المستثمرين ورجال الاعمال في الخارج يشيدون بتلك الاصلاحات والثورة التشريعية التي تشهدها البلاد كقانون الاستثمار الجديد والحوافز التي يتضمنها القانون. بينما أشاد المهندس خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديري للكيماويات والأسمدة، بحسن تنظيم مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادي في نسخه الثلاث الماضية والكثير من النتائج الإيجابية التي تحققت رغم محاولة بعض المؤسسات تقليد دار أخبار اليوم في تنظيم مثل هذه المؤتمرات ولكن لم تكن بقوة ومستوي مؤتمر الأخبار، وأتوقع نجاحا أكبر وأقوي في دورته الرابعة. وأشار إلي أن المؤتمر سيستمد أهمية خاصة في الوقت الراهن بعد سلسلة الإجراءات الإصلاحية الأخيرة، وخاصة فيما يتعلق بالقوانين الهامة التي صدرت وعلي رأسها قانون الاستثمار الجديد والتراخيص وسجل المستوردين، والتي من المتوقع أن تشهد مناقشات جادة، فالمشكلة ليست في صدور القانون ولكن في اللائحة التنفيذية وآليات التنفيذ والتي تعد أمرا بالغ الأهمية إضافة إلي تدريب الموارد البشرية وتأهيلها، لتنفيذ القانون بطريقة أكثر سلاسة بعيدا عن التعقيدات. من جهته، تحدث معتصم راشد المستشار الاقتصادي لاتحاد المستثمرين، عن مشاكل المناطق الحرة الخاصة بسبب بعض الاجراءات، وحذر من إغلاق 212 مصنعا، وقال إن المشكلة ليست في التشريع ولكن في التطبيق واللائحة التنفيذية لأي قانون هي الأساس. قضايا محددة أما السفير ياسر النجار، رئيس الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، فأكد علي أهمية التركيز علي قضايا محددة خلال المؤتمر ليتم مناقشتها بعمق سواء في نقطة معينة بشأن الاستثمار أو الاتصالات أو أمر جديد مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مع أهمية التركيز علي موضوع بالغ الأهمية وهو التصنيع في مصر وإشكالية المصانع المتوقفة وهو ما يفتح المجال لكيفية تحقيق تنمية صناعية في مصر، سواء في التراخيص أو توفير الاراضي المرفقة أو استيراد مستلزمات الانتاج وقطع الغيار وغير ذلك. وأكد هاني قسيس، وكيل المجلس التصديري للكيماويات، أهمية إبراز قضية التشغيل لتتصدر كافة القضايا والتي يجب أن تكون علي رأس الأولويات، فبمجرد اعتمادها شعارا وأسلوبا في التفكير للمسئولين سيتضمن معها بالتوازي حل جميع المشاكل التي تواجه الصناع والمستثمرين وستضمن سلوكا جديدا يخدم استراتيجية بالغة الأهمية للقضاء علي البطالة ودفع عجلة النمو وتوفير المزيد من فرص العمل بزيادة المصانع وفرص التصدير وجذب العملة الأجنبية إلي الداخل. المشكلة الرئيسية وأكد فتح الله فوزي، رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال المصريين، أن المشكلة الرئيسية التي تؤثر في كل القطاعات هي البيروقراطية، واقترح عمل جلسة خاصة في المؤتمر حول كيفية تغيير ثقافة الموظف الحكومي أو تحديد وقت من كل جلسة لمناقشة هذا الأمر لأن هذا هو أكبر معوق أمام الاستثمار والصناعة. بينما أشار ماجد جورج، رئيس المجلس التصديري للصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل، أن المؤتمر يجب أن يتناول أمورا جديدة، فالدولة لو جادة في ملف التصدير يجب أن يكون هناك اتجاه حقيقي نحو أفريقيا لأنها الأساس لمصر، وأشار إلي وجود صعوبات من الدولة في التصدير إلي أفريقيا في الوقت الذي يجب أن تكون فيه مصر هي »دبي أفريقيا»، ومن هنا يجب أن نسمح بأن نلعب دور الوسيط في التصدير إلي أفريقيا. فيما قال المهندس علاء فهمي، وزير النقل الأسبق، إنه يجب تحديد الأولويات بالنسبة للقضايا الاقتصادية التي سيتم مناقشتها خلال المؤتمر، حيث إنه يجب تحديد التوجه الأساسي للمؤتمر، فالمشاركون بالمؤتمر ليسوا الحكومة لكنهم يضعون المشاكل والحلول أمام المسئولين، وأضاف أن الاستثمار والتصدير قضية أساسية يجب التركيز عليها، ودعا إلي تناول أمور جديدة وعدم التركيز علي المشكلات القديمة فقط. وأشار هشام شكري، الخبير العقاري، إلي أن البيروقراطية هي المشكلة الأساسية التي تعوق الاستثمار ورجال الأعمال عن القيام بدورهم، وأوضح أن كثيرا من المواطنين لا يشعروان بأي تحسن حقيقي، وأكد أن القطاع العقاري يواجه مخاطر حقيقية حاليا خاصة بعد تحرير سعر الصرف، وأشار إلي أن منافسة الحكومة للقطاع الخاص في طرح الوحدات السكنية مثل الفيلات وليس الإسكان الاجتماعي أمر غير محمود علي الإطلاق. وأشار د.هاني سري الدين، الخبير الاقتصادي ورئيس هيئة سوق المال السابق، إلي أن الهدف الرئيسي من الاستثمار أو التصنيع أو التصدير هو التشغيل والقضاء علي مشكلة البطالة التي تعاني منها البلد، موضحاً ان شعار وزارة الاستثمار السابق كان يحمل عنوان »الاستثمار من أجل التشغيل». السياسيات النقدية وأكد سري الدين أن هناك بعض السياسات الاقتصادية التي مازالت تُطبق بشكل خاطئ مثل السياسات الجمركية وغيرها، واستطرد قائلاً: »في هذه المرحلة يتحدث الجميع عن عناوين كثيرة مثل السياسات النقدية وتشجيع الاستثمار ودعم التصدير ولكن علي مدار السنوات الأخيرة لم نناقش بشكل تفصيلي المصادر الحقيقية التي تجلب تلك المشكلات حتي نتمكن من حلها، فعلي سبيل المثال لدينا مشكلة واقعية في السياسات الجمركية في مصر سواء بالتصدير او الاستيراد او التعريفة وسعر الدولار، ونعلم جميعاً أن هناك العديد من المعوقات الجمركية وهذا يتضح حين نجد أن الوقت المُستغرق في تفريغ حاوية وتسليمها للمستورد بميناء جبل علي بدبي يتراوح بين 7 إلي15 دقيقة، بينما قد يستغرق قرابة 3 أسابيع علي الأقل في مصر وأحياناً أشهر». وفي ذات السياق أعرب المهندس خالد الميقاتي، رئيس جمعية المصدرين المصريين عن استيائه من استمرار العديد من العقبات التي تواجه المصدرين حتي الآن والتي تأتي في مقدمتها مشكلة تمويل الصادرات إلي جانب مشكلات النقل، مشيراً إلي أن هناك مفاوضات بين الجمعية مع 4 بنوك تجارية، لتمويل أنشطة المصدرين المصريين للسوق الأفريقية. ومن جانبه قال المهندس هاني صقر، رئيس شعبة الرمل بغرفة مواد البناء باتحاد الصناعات: » إن ما تم إنجازه بشأن النقل هو إنشاء شبكة طرق فقط ولكن لابد من الاهتمام بالنقل البري لأنه في مأساة وحتي الآن لا يوجد لدينا سائق مؤهل للنقل خارج البلاد وقوانين المرور تعرقل الأمور أكثر ولا فائدة من تنظيم دورات تدريبية للسائقين، مؤكداً أن هناك مخالفات بالحمولات كما أن سيارات النقل متهالكة وحالتها الفنية سيئة». الحماية الاجتماعية بينما اكد اسامة صالح وزير الاستثمار السابق ضرورة ان يقوم وزير المالية بعرض خطة الدولة للاصلاح المالي والاقتصادي والاداري نظرا لغياب المعلومات الكافية عن تلك الخطة بالاضافة إلي ضرورة ان يناقش المؤتمر الحماية الاجتماعية للمواطن، خاصة وان الهدف الاول والاخير سواء للحكومة او لرجال المال والاعمال او الاعلام هو حماية المواطن خاصة في ظل الاجراءات القاسية التي اتخذتها الحكومة للاصلاح الاقتصادي.واكد سمير عارف رئيس جمعية المستثمرين بالعاشر من رمضان ان الحكومة تعرف جيدا جميع المشاكل التي تواجه رجال الاعمال والمستثمرين خاصة وان اخبار اليوم قامت بطرح تلك المشاكل في جميع مؤتمراتها السابقة بخلاف الاجتماعات واللقاءات مع القطاع الخاص الا ان المسئولين عاجزون عن ايجاد حلول لها.