هل صحيح أنه من السُنَّة أن ينام الصائم نهاراً خاصة في زماننا تجنباً للاحتكاك بالآخرين ولضمان سلامة الصوم من اللغو؟ هذا غير صحيح وليس من السُنَّة في شيء فأهداف عبادة الصوم لا تتحقق إلا بوضع الصائم موضع الاختبار وتتحقق المثوبة له برد فعله لما يعتريه خلال اليوم إيجاباً وسلباً بما يؤديه من أعمال يحقق فيها ما جاء في الحديث: »كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» ويحقق ما جاء في الحديث الشريف: »الصوم جُنة» أي وقاية فكيف تكون الوقاية من الآثام والتي يقوم الصوم جلد الإنسان وعزمه وهو نائم يتجنب المواجهة لضعف إرادته واهتزاز ثقته في مواجهة الناس. وكيف يختبر بالتجربة التي وضعه الشرع فيها لقوله »صلي الله عليه وسلم»: »فإن قاتله أو سبه أو شاتمه أحد فليقل إني صائم إني صائم» فهل يجرب قوة يقينه وقدرته علي المجابهة وهو نائم؟!! كما ان الدعوة للنوم نهاراً تسيء إلي الصائم وتجعل الصوم يؤدي إلي تقاعس الصائم عن العمل فيقل انتاج المسلم ويهمل العمل بجميع صوره، فمن يقوم علي البيع والشراء والتدريس والمحافظة علي النظام لو كانت هذه سُنَّة كما ذكرت خطأ.. وقد حثنا النبي »صلي الله عليه وسلم» علي العمل وكل الأحاديث تدل علي ذلك فقول النبي »صلي الله عليه وسلم: »رب صائم لم ينله من صومه إلا الجوع والعطش» لأنه كما يستفاد من الحديث لم يكن نائماً وإنما كان متحركا وارتكب من الرفث واللغو والنميمة ما أفسد عليه صيامه، ولو كان النوم حلا لوجهه النبي »صلي الله عليه وسلم» إليه. كما أن الصوم هدفه الأسمي تفعيل آلية التقوي كما ورد في قوله تعالي في ختمه للأمر بالصيام بقوله: »يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَي الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» »البقرة: 183»، فالتقوي وهي الخوف من الله لحث المسلم بأنه مراقب من الله في هذه العبادة الذاتية فكيف يتأتي ذلك من الهارب بالنوم، فعليك بالعمل والمواجهة للمزيد من الثواب في موسم الخيرات.