نعم للصوم درجات، فمن الناس من يصوم عن الطعام والشراب فحسب وهذه أقل درجات الصوم، ومن الناس من يصوم عن الطعام والشراب والأعمال السيئة والأقوال الرديئة، وتلك هى أعلى من السابقة، وهناك صفوة يصومون عن الطعام والشراب وسوء الأعمال ومنكرات الأقوال، وتصوم قلوبهم عن الأهواء وخواطرهم عما سوى ربهم، وتلك نهاية عليا فى الصوم، ونجد أن الإمام الغزالى قد جعل الصوم ثلاث درجات: 1 - صوم العموم: وهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة. 2 - صوم الخصوص: وهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام. 3 - صوم خصوص الخصوص: وهو صوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية. السؤال: هناك من الناس من يتحجج بأنه صائم للتلفظ بألفاظ خارجة ويقول (أنا صايم) وقد تنظر عيناه إلى المحرمات ويقول (إنه يتسلى) فهل هذا العمل جائز من الصائم؟ الجواب: إن شهر رمضان موسم عظيم للطاعات والعبادة والتطهير الحسى والنفسى وكان صلى الله عليه وسلم يكثر فيه من العبادة ويحث على فعل الخير والاجتهاد فى الطاعات وروى أن جبريل كان ينزل ليدارس رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن. والنبى صلى الله عليه وسلم قدوة للمسلمين فشأن المسلم فى رمضان أن يتلو القرآن ويصلى لربه ويذكره ويتحلى بالفضائل ويتجنب الرذائل لأنه يضيع وقته ويخدش صومه ويشوه أخلاقه، وقد علمنا النبى صلى الله عليه وسلم أن «الصوم جنة» أى وقاية فإذا كان أحدنا صائما وقاتله أحد أو شاتمه فليقل «إنى صائم إنى صائم». فالواجب على الصائم أن يمنع لسانه من الكذب وقول الزور والكلام البذىء السيئ لأن الحديث النبوى الشريف يقول «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه» ويقول صلى الله عليه وسلم «ليس الصيام من الطعام والشراب، وإنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جَهِلَ عليك فقل إنى صائم إنى صائم».