الصيام سنة الله على الأرض لمخلوقاته من إنسان وحيوان.. ففى كل الأديان سن الله الصيام للبشر حتى إن الحيوانات والحشرات تصوم أيضا وإن كان صيامها اجباريا وليس اختياريا بناء على عمليات حيوية تحدث لأجسامها أو نتيجة لإصابتها ببعض الأمراض. ولكن لا يطلق على عزوفها عن الطعام والشراب صفة الصيام ولكن يأخذ اسما آخر وهو البيات الشتوى. ويختلف صيام الحيوانات عن صيام الإنسان فى أنه يمتد لشهور طويلة يخلد فيها الحيوان للسكون التام ويمتنع أيضا عن الحركة. وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الصيام لمدة أسبوع على الأقل سنويا يقلل من احتمالات الإصابة بالأمراض السرطانية، ففى أثناء أيام الصيام يتخلص الجسم من كل سمومه. صيام الأسود: تصوم الأسود يوما واحدا كل أسبوع بناء على أوامر الأطباء البيطريين وذلك حتى يتخلص جسمه من حمض البوليك السام المضر به والذى يسبب له مرض النقرس بسبب كمية اللحوم الكبيرة التى تتناولها الأسود يوميا. السنجاب: تتناول السناجب طعامها بنهم خلال فصل الخريف مما يجعلها أكثر سمنة وعندما يحل الشتاء تبدأ السناجب فى الصيام فلا تتمكن من الحركة والنشاط. تكمن السناجب داخل الكهوف لتنام نوما عميقا عندما تقل درجة الحرارة ولا يوقظها شىء، كما يقل معدل تنفسها وتستريح معدتها تماما وبعد أن يمر الشتاء تكون قد استنفدت كامل مخزونها من الدهون وعندها تدب فيها الحرارة فتستيقظ من رقادها وتسعى للرزق فى نشاط. الكلب: يصوم الكلب عندما يصاب بأى كسر فى عظامه وقد يمتد صومه لمدة عشرين يوما. كما يصوم حزنا على فراق صاحبه تعبيرا عن الأسى. الحصان: عندما يمرض الحصان يمتنع تماما عن تناول الطعام مثله مثل الانسان ولا يبدأ فى تناول طعامه من جديد إلا عندما يبدأ فى الشفاء فيكون تناوله للطعام دليلا على تعافيه. الحيوانات البرية: تصوم الحيوانات البرية عندما تحزن خاصة عند وقوعها فى الأسر فتشعر بالمرارة من فقد الحرية وتمتنع عن تناول الطعام. الفئران: عندما تنخفض درجة حرارة الجو مع بداية الشتاء تنوى الفئران الصوم ويعتريها الخمول والكسل فتدخل فى شبه غيبوبة بسبب زيادة كمية الدهون المختزنة فى اجسامها. ثم تستهلك هذه الدهون طول فترة الشتاء وعندما يأتى الربيع تستيقظ وتبدأ فى النشاط والحركة. دودة القز: تصوم دودة القز حين تدخل الشرنقة ويمتد صومها لمدة أسبوعين. العنكبوت: يصوم اثناء فترة وضع البيض وحضانته له، وفى هذه الفترة لا يمارس أى عمل محتميا فى الخيمة التى يصنعها من خيوطه الحريرية والتى لا يغادرها طول فترة الصيام. وعندما يفقس البيض تكون الأم العنكبوت هزيلة لأنها تفقد السوائل التى يحتاجها الصغار للتغذية. سمك السلمون: يصوم سمك السلمون لفترة طويلة تستغرقها رحلته إلى موطنه الأصلى ليبيض هناك والتى تمتد لمسافة 1600 كم، ويحتاج السلمون للصيام طوال الرحلة حتى يكون أكثر رشاقة ويسهل عليه الفرار من الأعداء المتربصين به طول الرحلة. طيور الزينة: عندما تنتقل طيور الزينة من قفص لقفص جديد تصوم لتغير المكان حتى تعتاده. الضفادع: تختزن الضفادع طوال فترة الحركة كمية كبيرة من الطعام مما يجعل وزنها يزيد ثلاثة أضعاف حجمها الطبيعى، وعندما يأتى الشتاء يمكنها تحمل فترة الصيام الطويلة وتبقى فى حالة سكون تام لدرجة التجمد. وعندما ينتهى الشتاء يسرى الدم فى أجسامها وتعود لتخرج للحياة من جديد. الطيور المهاجرة: تدخر كمية كبيرة من مصادر الطاقة فى أكبادها مما يسمح لها بالطيران صائمة لمسافات طويلة دون حدوث أى تغيرات فى اجسامها تعوق طيرانها. كلب البحر: يتغذى كلب البحر على اللحوم ويقضى الشتاء سابحا، وعند حلول شهر أغسطس تهرع كلاب البحر للشاطئ استعدادا لموسم التزاوج فتعسكر عدة أشهر. كما يصوم من جديد عندما يختار أنثاه ويدخل فى نوع آخر من الصيام وهو صيام التزاوج الذى يمتد لعدة أسابيع تظل فيها الذكور صائمة وتسهر لحراسة الإناث. كما ينسلخ الحيوان الصغير عن جلده القديم عندما ينفصل عن أمه ويدخل فى مرحلة من الصيام لا يشرب فيها الماء ولا الطعام ويبقى مستلقيا على الشاطئ لعدة أسابيع تنتهى بحلول شهر يناير فينزل للماء من جديد.