هناك ضجة مدوية في العديد من العواصم العالمية محلية، ودولية حول ما قيل عن وصول صواريخ »سكود« إلي أيدي »حزب الله« اللبناني عبر الحدود السورية. و سارعت دمشق بنفي الخبر، واتهام الإسرائيليين باختلاقه أملاً في سحب اليد الأمريكية الممدودة حالياً للنظام السوري. بداية الضجيج سمعت أولاً في القدسالمحتلة. جهاز مخابراتها العسكرية رفع تقريراً بذلك إلي حكام إسرائيل. الرئيس الإسرائيلي »شيمون بيريز« كشف السر متهماً سوريا بازدواجية المواقف. فهي تنادي بالسلام، وفي الوقت نفسه نراها تزوّد حزب الله بصواريخ »سكود« لتهديد إسرائيل باستخدامها ضدها. العاصمة الثالثة »واشنطون« لم تتأخر في إبداء رأيها. سمعناها تكشف عن تقرير »بالغ السرية« يؤكد معلومة المخابرات الإسرائيلية، ولا يعير النفي السوري أدني اهتمام! يوم الأربعاء الماضي.. صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية معرباً عن »قلق، وتخوف الولاياتالمتحدة علي لبنان الذي يتعرض شعبه لخطر بالغ نتيجة ما يتردد عن تلقي »حزب الله« صواريخ متطورة عبر الحدود السورية«. في العاصمة الفرنسية باريس.. وفي أعقاب اللقاء الذي تم بين الرئيسين، الفرنسي: »نيكولا ساركوزي« والإسرائيلي:» شيمون بيريز«، صدر عن وزارة الخارجية الفرنسية بيان مقتضب تركّز علي مدي انشغال فرنسا بمتابعة ما يتردد عن احتمال نقل صواريخ »سكود« لحزب الله اللبناني، وما يمثله هذا الاتجاه من خطورة في المنطقة. الصحيفة الكويتية »الرأي العام« أضافت إلي هذه المعلومات نص ما نسبته إلي الجنرال »ديفيد بيتريوس« المسئول عن القيادة المركزية للجيش الأمريكي محذراً من تدفق الصواريخ من إيران إلي »حزب الله« في لبنان، و»حركة حماس« في قطاع غزة. الحديث اليوم عن صواريخ »سكود« يذكرنا بالاحتلال العراقي للكويت عام 1991 حين استخدمها صدام حسين بكثرة ضد دول الخليج في حربها الأولي عام 1991، كما قذف ببعضها ضد إسرائيل رداً علي التحالف الدولي أكثر من 30دولة بقيادة الولاياتالمتحدة لطرد القوات العراقية من الأراضي الكويتية، ووقف زحفها علي جاراتها العربية الخليجية. ويعتقد العسكريون أن الصاروخ »سكود« في عام2010 يختلف عما كان عليه في بداية التسعينيات، ولابد أنهم أجروا عليه خبراء من كوريا الشمالية، أو روسيا تعديلات وتصميمات لتلافي نقطة الضعف الرئيسية آنذاك: »افتقاره إلي دقة التصويب في إصابة الهدف«. ويتفق العسكريون علي أن الصاروخ »سكود« يمثل سلاحاً قادراً علي ضرب مساحة متسعة، ومنتشرة، من الأهداف. فإلي جانب مداه البعيد يُحسب بمئات الكيلومترات فإنه يسهل حمله، ونقله إلي كل مكان، بواسطة عربات مزودة بمنصات إطلاق. وأضاف أحدهم مؤكداً أن وصول »سكود« إلي أيدي مسلحي »حزب الله« في جنوب لبنان، يمكنهم من توجيهه لقصف بلدة »إيلات« مثلاً.. وبالتالي تكون كل المدن الإسرائيلية الأقرب من إيلات تحت رحمة ال »سكود«. وقد لا نجد جديداً فيما يقال عن هذه القصة المتفاعلة، لكن يمكن العثور علي هذا »الجديد« في مقال للكاتب الإسرائيلي:(Guy Senbel) نشر أمس السبت يسخر فيه من »الضجة المدوية« التي تثار في هذه الأيام حول البحث عن إجابة لسؤال :( نعم)، أو (لا) .. قامت إيران عبر سوريا بنقل صواريخ »سكود« إلي حزب الله اللبناني، لاستخدامها ضد الدولة العبرية؟ فمن رأي الكاتب الإسرائيلي أن هذا السؤال كان يجب ألاّ يطرح أصلاً، لأن أي محلل، متابع، ومحايد، لما يجري في المنطقة يعلم جيداً أن »حزب الله« يملك حالياً، ومنذ فترة، مثل هذا السلاح. وبدلاً من حيرة الخبراء بين »وجود الصواريخ« و»عدم وجودها«.. كان عليهم الاعتراف بأن الحرب آتية لا محالة، ونقطة الخلاف الوحيدة يمكن حصرها في: »متي ستنشب تلك الحرب؟!«.