حذر الملك عبد الله الثاني في حديث خاص مع عدد من النواب الامريكيين على هامش القمة النووية من حرب باتت محتومة بين الكيان الصهيونى وحزب الله. ووصفت تعليقات العاهل الاردني بانها رزينة وجاءت بعد زعم الكيان الصهيونى ان سورية قامت بتسليم صواريخ من نوع سكود لحزب الله اللبناني. ورغم النفى السورية الخميس (15-4)، الاتهامات التي وردت على لسان رئيس الدولة الصهيونية شمعون بيريس وذلك في حديث لراديو الجيش الصهيوني يوم الثلاثاء. وبحسب الزعم الصهيوني فالصواريخ هذه تمنح حزب الله القدرة على قصف المدن الصهيونية. واتهم وزير الخارجية السوري الكيان الصهيونى بانها ستستخدم هذه المزاعم كمبرر ومقدمة لأي عملية ضد حزب الله وجاء في تصريحات وزير الخارجية ان الدولة الصهيونية تقوم بحملة منذ مدة تزعم فيها قيام سورية بتزويد حزب الله بصواريخ سكود. وتزعم مصادر صحفية غربية ان تصريحات المسئولين السوريين لم تستبعد سيناريو اخر تتحدث عنه المصادر الدفاعية وهو قيام سورية بالسماح لحزب الله بالسيطرة او التدرب على صواريخ سكود التي بحوزة سورية اليوم. ونقلت صحيفة بريطانية عن نفس المصادر قولها ان الجيش السوري درب مقاتلي حزب الله لاستخدام بطاريات ضد الطائرات ذات طبيعة متقدمة، وذلك تحضيرا من حزب الله لمواجهة هجوم جوي صهيوني خاصة ان الدولة الصهيونية تتمتع بتفوق جوي. وعلى الرغم من تعبير ادارة اوباما عن قلقها من الاخبار الا انه لا يعرف ان تمت عملية التسليم الحقيقية ام لا. وجاء على لسان وزير الحرب الامريكي، روبرت جيتس قوله ان امريكا قلقة من المزاعم التي تتحدث عن نقل اسلحة متقدمة مشيرا الى ان الحكومة الامريكية نقلت مظاهر القلق الى الحكومات المعنية. وجاء تفجير موضوع صواريخ سكود في وقت تعاني منه العملية السلمية من شلل كامل واستمرارالتوتر في العلاقات بين الحكومة المتطرفة في الكيان الصهيونى والادارة الامريكية بسبب مواصلة الاستيطان وسياسات التهجير للفلسطينيين. وتخشى تل أبيب من حصول حزب الله على اسلحة متقدمة لانها ستؤدي الى حرف ميل التوازن العسكري وتقوية الجماعة التي قاتلت الكيان الصهيونى فى العام 2006. وكانت صحيفة "الرأي" الكويتية قد اشارت الى ان مصدرا من حزب الله أكد لها ان الصواريخ التي تم الحصول على اذن لاستخدامها قديمة وغير مستعملة. واكد المصدر ان تل أبيب استغلت القصة من اجل خلق زوبعة اعلامية. وسواء صحت الاتهامات ام لا فكلا الجانبين يعملان بجهد من اجل رفع وتيرة اللعبة بينهما مما يجعل من مخاطر الحرب وشيكة. وتشير تقارير غربية الى ان اهمية قصة صواريخ سكود هي رمزية اكثر من كونها تهديدا استراتيجيا على الرغم من طول مدى هذه الصواريخ التي تسمح للحزب استهداف اي مكان في الكيان الصهيونى اكثر من الصواريخ ذات المدى القصير التي بحوزته. ولكن لدى الكيان الصهيونى بحسب مجلة "تايم" ادلة فقط تشير لقيام سورية بتدريب مقاتلين على استخدام الصواريخ وليس اكثر وترى فيه دليلا على تحضيرات سورية وتصعيدا للحرب. وتقول ان احتفالات سورية هذا العام بعيد الاستقلال التي أقيمت السبت (17-4)، بالرحلات الى جبل الشيخ ستتم في ظل التهديد بسحابة الحرب التي ستغطي على اطباق الحمص. ومن هنا يمكن النظر الى ازمة صواريخ سكود المزعومة على انها محاولة لقتل محاولات ادارة الرئيس الامريكي لسحب سورية من تحالفها القوي مع ايران وحزب الله والذي يعود الى بداية الثورة الاسلامية عام 1979. فتحسن العلاقات الامريكية السورية وتسمية سفير لواشنطن بعد سحب السفير عام 2005 على خلفية اغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء الاسبق تمثل تقدما لان سورية تعتبر في منظور الادارة واحدة من المناطق التي اثمرت فيها الجهود الامريكية، خاصة بعد تعثر جهودها احياء العملية السلمية. فالمسئولون العسكريون الامريكيون في العراق يربطون بين تراجع نسبة عدد المقاتلين الاجانب المتدفقين نحو العراق وضعف القاعدة هناك وفاعلية ضبط الحدود بين سورية والعراق التي تقوم بها القوات السورية. كما اثنى المسئولون الامريكيون على الدور البناء الذي باتت تلعبه سورية في حل الخلافات السياسية اللبنانية. وحتى الآن لم يصل السفير الامريكي الجديد لدمشق، روبرت فورد بسبب ما تقول "تايم" انه قلق ادارة اوباما من استمرار تدفق السلاح لحزب الله اضافة لقضايا اخرى مثل دهشة المسئولين الامريكيين من استقبال الرئيس السوري بشار الاسد في فبراير الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وحسن نصر الله، زعيم حزب الله. وكل هذا جاء بعد تسمية السفير الذي قال في شهادته امام الكونجرس الذي صادق على تعيينه بانه قلق لعودة سورية لسلوكها القديم على الرغم من التزامها بسلام شامل. وفي محاولة لتفسير تصرف دمشق يرى محللون ان تسريع عمليات نقل السلاح يعبر عن احباط سوري من فشل ادارة اوباما جلب تل أبيب لطاولة المفاوضات التي ترفضها الحكومة اليمينية المتطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو، والاخير تعهد بعدم اعادة الجولان، ويرفض اعادة الارض مقابل السلام ويقول ان على سورية القبول بسلام مقابل سلام. ويفهم محللون ان سورية تحاول ارسال رسالة مفادها ان لها الحق باعادة اراضيها المحتلة بأي وسيلة مناسبة. او انها محاولة من النظام السوري تعزيز دوره في لبنان من خلال تسليح حزب الله كما يرى تحليل في "الجارديان". ومع ذلك فقد يؤدي التحرك السوري هذا الى آثار سلبية فعندما يتحدث عن السلام ويضاعف من نقل الاسلحة لحزب الله فلن يقنع هذا السلوك اسرائيل خاصة حكومة متطرفة. وترى المجلة ان انهيار محادثات السلام بين سورية والكيان الصهيونى يسهم في جو التشاؤم في المنطقة وان الحرب القادمة ستكون بين الدولة الصهيونية واعدائها سورية وايران ومعها حماس وحزب الله. ويخشى من تطور الحرب الى حرب اقليمية. وهناك الكثير من القضايا التي قد تشعل الحرب منها مواصلة حزب الله التسلح على الرغم من حظر الاممالمتحدة، والحزب اليوم اقوى عسكريا منه عام 2006. كما ان محاولة انتقام الحزب لمقتل زعيمه العسكري عماد مغنية قد تكون واحدا من العوامل، اضافة الى تنفيذ حماس انتقامها لمقتل مسئول عسكري فيها هو محمود المبحوح، وقيام تل أبيب بضرب المنشآت النووية، والان يضيف المراقبون الى قائمة المحفزات مرتفعات الجولان. ويبدو ان صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية مهتمة اكثر من غيرها بموضوع صواريخ سكود، حيث قالت وهي ذات الميول اليمينية ان التقارير عن صواريخ سكود تعتبر تطورا مثيرا للقلق. ونفي سورية لا يعني انها غير صحيحة لان المصادر الامنية اكدتها كما تقول. ولمحت الى تصريحات الملك عبدالله الثاني في واشنطن لمجموعة من نواب الكونجرس، قائلة ان صواريخ سكود ستجعل من كل سكان الكيان الصهيونى هدفا خاصة ان هذه الصواريخ يمكن تزويدها برؤوس كيماوية. وحذرت الصحيفة من ان سياسة الوجهين، حسب الصحيفة، التي تمارسها سورية مع امريكا وايران خطيرة وقد تؤدي الى زيادة مخاطر الحرب. ومن ناحية اخرى قالت ان الدولة الصهيونية نفسها تسير في طريق خطير فقد تتهم بانها تبالغ بتصوير خطر حزب الله من اجل حرف الانتباه عن سياساتها الاستيطانية في القدس والضفة الغربية، وحتى فتح الطريق امام ضربة على سورية وحزب الله من اجل تخفيف الضرر حالة قررت ضرب المنشآت النووية الايرانية. ودعت الصحيفة ادارة اوباما التي قالت انها تبعد مصالح امريكا عن الكيان الصهيونية لأن تركز على سورية واخراجها من طريقها الخطير مع التركيز على دفع الفلسطينيين والصهاينة للعودة لطاولة المفاوضات في اسرع وقت.