«رحيل المدفعجي».. وفاة محمد صبري لاعب الزمالك السابق تهز قلوب الجماهير    ترامب: سنجري اختبارات على أسلحة نووية مثل دول أخرى    ترامب: أشعر بالحزن لرؤية ما حدث في أوروبا بسبب الهجرة    فلسطين.. جيش الاحتلال يعتقل 3 فلسطينيين من مخيم عسكر القديم    العنف المدرسى    أحمد سعد يتعرض لحادث سير ويخضع لفحوصات عاجلة بالمستشفى    انفراد ل«آخرساعة» من قلب وادي السيليكون بأمريكا.. قناع ذكي يتحكم في أحلامك!    مناقشة رسالة دكتوراه بجامعة حلوان حول دور الرياضة في تعزيز الأمن القومي المصري    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    عضو جمهوري: الإغلاق الحكومي يُعد الأطول في تاريخ الولايات المتحدة    قتلى ومصابون باقتحام حافلة لمحطة ركاب في إستكهولم بالسويد (فيديو)    تفاصيل مشروعات السكنية والخدمية بحدائق أكتوبر    التفاصيل الكاملة لحادث أحمد سعد على طريق العين السخنة    مقتل 7 أشخاص وإصابة 27 إثر انفجار مركز شرطة جامو وكشمير    7 قتلى و27 مصابا في انفجار بمركز شرطة بالهند    مناوشات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    طقس غير مستقر وشبورة كثيفة.. الأرصاد تكشف توقعات السبت 15 نوفمبر 2025    استقرار سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري خلال تعاملات السبت 15 نوفمبر 2025    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    أموال المصريين غنيمة للعسكر .. غرق مطروح بالأمطار الموسمية يفضح إهدار 2.4 مليار جنيه في كورنيش 2 كم!    مستشار الرئيس الفلسطيني: الطريق نحو السلام الحقيقي يمر عبر إقامة الدولة الفلسطينية    باحث في شؤون الأسرة يكشف مخاطر الصداقات غير المنضبطة بين الولد والبنت    جوائز برنامج دولة التلاوة.. 3.5 مليون جنيه الإجمالي (إنفوجراف)    عمرو عرفة يحتفل بزفاف ابنته بحضور ليلى علوي ومحمد ورامي إمام وحفيد الزعيم    "رقم واحد يا أنصاص" تضع محمد رمضان في ورطة.. تفاصيل    نانسي عجرم: شائعات الطلاق لا تتوقف منذ زواجي.. ولا أقبل أن أعيش غير سعيدة    هولندا تضع قدما في المونديال بالتعادل مع بولندا    فرنسا: 5 منصات تجارية تبيع منتجات غير مشروعة    سفير السودان بالاتحاد الأوروبي يشيد بالدور المصري ويشدد على وحدة السودان واستقراره    شتيجن يطرق باب الرحيل.. ضغوط ألمانية تدفع حارس برشلونة نحو الرحيل في يناير    صدمة في ريال مدريد.. فلورنتينو بيريز يتجه للتنحي    إلى موقعة الحسم.. ألمانيا تهزم لوكسمبورج قبل مواجهة سلوفاكيا على بطاقة التأهل    سيارة طائشة تدهس 3 طلاب أعلى طريق المقطم    عصام صفي الدين: السلوكيات السلبية بالمتاحف نتاج عقود من غياب التربية المتحفية    إبراهيم صلاح ل في الجول: أفضل اللعب أمام الأهلي عن الزمالك.. ونريد الوصول بعيدا في كأس مصر    مصر تبيع أذون خزانة محلية ب99 مليار جنيه في عطاء الخميس.. أعلى من المستهدف بنحو 24%    اليوم.. انقطاع الكهرباء عن 31 قرية وتوابعها بكفر الشيخ لصيانة 19 مغذيا    رئيس قناة السويس: تحسن ملحوظ في حركة الملاحة بالقناة    حسام حسن: هناك بعض الإيجابيات من الهزيمة أمام أوزبكستان    زعيم الثغر يحسم تأهله لنهائي دوري المرتبط لكرة السلة    إخماد حريق في مخبز وسوبر ماركت بالسويس    اليوم.. أولى جلسات استئناف المتهمين في حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية    قائد الجيش الثالث: الدور التنموي يكمن في توفير البيئة الآمنة لتنفيذ المشروعات القومية    بيان من مستشفى الحسينية المركزي بالشرقية للرد على مزاعم حالات الوفيات الجماعية    رئيس الطب الوقائى: نوفر جميع التطعيمات حتى للاجئين فى منافذ الدخول لمصر    آخر تطورات الحالة الصحية لطبيب قنا المصاب بطلق ناري طائش    الباز: العزوف تحت شعار "القايمة واحدة" عوار يتحمله الجميع    تربية عين شمس تحتفي بالطلاب الوافدين    «الصحة» تنظم جلسة حول تمكين الشباب في صحة المجتمع    انطلاق برنامج دولة التلاوة عبر الفضائيات بالتعاون بين الأوقاف والمتحدة في تمام التاسعة    أذكار المساء: حصن يومي يحفظ القلب ويطمئن الروح    الائتلاف المصري لحقوق الإنسان: صعود المستقلين وتراجع المرأة في المرحلة الأولى لانتخابات النواب    تكافؤ الفرص بالشرقية تنفذ 9 ندوات توعوية لمناهضة العنف ضد المرأة    مؤتمر السكان والتنمية.. «الصحة» تناقش النظام الغذائي ونمط الحياة الصحي    صندوق "قادرون باختلاف" يشارك في مؤتمر السياحة الميسرة للأشخاص ذوي الإعاقة    الثلاثاء.. إعلان نتائج المرحلة الأولى وبدء الدعاية الامنخابية لجولة الإعادة    سنن التطيب وأثرها على تطهير النفس    سنن الاستماع لخطبة الجمعة وآداب المسجد – دليلك للخشوع والفائدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نصر الله يتوعد الصهاينة ب"حرب مفتوحة" والمقاومة تدمر بارجة حربية
نشر في الشعب يوم 17 - 07 - 2006

في تصعيد صهيوني خطير للعدوان العسكري على الأراضي اللبنانية، قامت الطائرات الصهيونية يوم الجمعة 14 يوليو 2006م بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية لبيروت، فيما واصلت المقاومة اللبنانية قصفها للمناطق الشمالية في الكيان الصهيوني الأمر الذي أسفر عن مقتل اثنين من الصهاينة، وبينما يواصل وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم التحضيرية لاجتماعهم الطارئ غدًا بالقاهرة، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم لبحث الوضع الراهن.
فقد أشارت وكالات الأنباء إلى أن الطائرات الصهيونية قامت بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، ولم ترد أية أنباء عن سقوط ضحايا جراء القصف، فيما أشارت تقارير إعلامية لبنانية إلى أن الطائرات الصهيونية قصفت أيضًا منزل الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله الواقع بجوار مقر الأمانة العامة دون أن يتم استهداف الأمين العام نفسه.
وكانت معلومات قد أشارت إلى أن هناك اتصالات بين حزب الله اللبناني وبين الإدارة الأمريكية تتم من خلال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة تتضمن عدم قصف الحزب لمدينة حيفا، إلا أن الحزب طالب الصهاينة بوقف ضرب الضاحية الجنوبية وهو ما لم يتحقق للآن.
يأتي هذا فيما تواصلت الغارات الصهيونية ضد البنى التحتية اللبنانية؛ حيث واصلت سياسة قصف الجسور بالإضافة إلى ضرب خزانات الوقود؛ الأمر الذي أدى لإجراءات احترازية من جانب المواطنين اللبنانيين لمنع نفاد الوقود والمحروقات بصفة عامة، كما قامت الطائرات الصهيونية بضرب طريق شتورة الرابط بين بيروت والعاصمة السورية دمشق قرب بلدة صوفر في إطار حملتها لضرب الطرق والجسور والتي بدأتها منذ الساعات الأولى لبدء الاعتداء على لبنان.
كما أدت الغارات الصهيونية إلى ضرب مدرج مطار بيروت؛ حيث تعرض المطار إلى 3 صواريخ أصاب واحد منها مبنى المطار نفسه والذي يعد واحدًا من أكثر المباني ارتفاعًا في التكلفة بالشرق الأوسط، وقد أدت هذه الاعتداءات الصهيونية إلى تحويل السلطات اللبنانية لحركة الطيران إلى مطار عمان بالأردن.
وعلى مستوى الخسائر البشرية أدت الغارات الصهيونية إلى استشهاد 5 مواطنين لبنانيين اليوم ليرتفع بذلك عدد الشهداء اللبنانيين منذ بداية القصف الصهيوني للجنوب اللبناني إلى 66 شخصًا غالبيتهم من المدنيين، وفق إحصاءات الشرطة اللبنانية، بينما وصل عدد الجرحى إلى ما يزيد على ال200 جريح.
كذلك قام الصهاينة باستهداف محيط مبنى إذاعة "النور" التابعة لحزب الله اللبناني، في إطار المحاولات الصهيونية المحمومة لضرب الوسائل الإعلامية التابعة للحزب؛ حيث كان قد استهدف محيط مبنى تليفزيون "المنار" التابع للحزب أيضًا، إلا أن المحاولة لم تؤد إلى عرقلة بث القناة التي استمرت في بث الصور من التليفزيون الصهيوني، والتي توضح حجم المخاوف الصهيونية من العمليات التي يقوم بها حزب الله، ومدى تأثيرها على الرأي العام الصهيوني الذي قد يتحول إلى قوة ضاغطة على الحكومة الصهيونية لوقف الاعتداءات على اللبنانيين.
وتقوم حاليًّا البوارج الصهيونية بحصار ميناء طرابلس اللبناني؛ وذلك في إطار الحصار البري والبحري والجوي المفروض على لبنان والذي يستهدف بصورة خاصة وسائل النقل وجميع تسهيلات عمليات النقل من موانئ وطائرات.
وكانت تهديدات صهيونية قد انطلقت مؤخرًا بأن العملية العسكرية تهدف لتدمير حزب الله اللبناني، كما هددت شخصيات صهيونية بتصفية الأمين العام للحزب، إلا أن التهديدات لم تتحول إلى حقائق ملموسة؛ حيث استمرت عناصر الحزب في ممارسة عملياته ضد الكيان.
ففي هذا السياق، ذكرت الأنباء القادمة أن المقاومة الإسلامية في لبنان واصلت قصفها للأهداف المختلفة في شمال الكيان، وكان من بين الأهداف التي قصفتها المقاومة مقر القيادة العسكرية في شمال مدينة صفد، بالإضافة إلى مقر قيادة اللواء الغربي الصهيوني الواقع في مغتصبة الشومرة، كما أطلقت المقاومة اللبنانية صواريخها على مغتصبة كريات شمونا، وأصابت صواريخ حزب الله مجمعات الوقود في شمال مدينة نهاريا، فيما واصل الحزب تهديداته باستهداف مدينة حيفا.
وأعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أن المقاومة اللبنانية نجحت في إحراق بارجة صهيونية، ونقل عنه تليفزيون "المنار" تأكيده أن البارجة تحترق قرب السواحل اللبنانية أمام العاصمة بيروت، وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في مستوى الرد من جانب المقاومة الإسلامية اللبنانية.
وبعد دقائق قليلة من إعلان نصر الله عن احتراق بارجة حربية صهيونية راسية بالقرب من بيروت، اعترف العدو الصهيوني بغرق بارجة حربية تابعة له بعد استهدافها بصاروخين، وبفقدان أربعة من جنوده جرَّاء استهداف البارجة.
وأكد نصر الله في اتصال هاتفي بثه تلفزيون (المنار) أعلن عن توسيع نطاق المعركة مع الكيان الصهيوني, مضيفًا "إسرائيل هي التي اختارت أن تغير قواعد اللعبة، ونحن جاهزون لقلب الطاولة على رؤوس حكام العدو الغاصب، ونحن ذاهبون في الحرب إلى حيفا وما بعد حيفا".
وشدد نصر الله على أن العدوان على لبنان هدفه تصفية حساب مع لبنان وشعبها ومقاومتها وليس استهداف حزب الله فقط، وقال: "نحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها حربًا على كل صعيد، لن تدمر بيوتنا وحدنا، لن يقتل أطفالنا وحدنا، لن يشرد شعبنا وحده هذا الزمن انتهى، وعليكم أيضًا أن تتحملوا مسئولية ما قامت به حكومتكم".
وفي تطور جديد، ذكرت وكالة (رويترز) أن اثنين من الصهاينة قد قُتلا عندما سقط عدد من الصواريخ على مدينة ميرون الواقعة في جبل الجرمق والذي يسميه الصهاينة جبل ميرون شمال الكيان، فيما اعترف الصهاينة بمقتل الاثنين، وأكدوا أن حزب الله قد أطلق خلال ال48 ساعة الماضية حوالي 130 صاروخًا على الكيان مما خلف أيضًا حوالي 100 جريح.
يُذكر أن حزب الله يمتلك ترسانة من الصواريخ مختلفة المدى، وذكرت مجلة (جينز) البريطانية المتخصصة في الشئون العسكرية أن الحزب يمتلك صواريخ من نوع "زلزال 1" يمكنها أن تطول مدينة تل أبيب؛ وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في القدرات العسكرية للحزب، إلى جانب عدد آخر من الصواريخ التي تطال مناطق أخرى داخل الكيان، فيما كان الصهاينة قد أعلنوا أن الحزب يمتلك حوالي 13 ألفًا من رؤوس الكاتيوشا يتراوح مداها ما بين 20 إلى 70 كيلومترًا.
وفيما يتعلق بردود الأفعال الدولية حول الاعتداء على لبنان، جددت فرنسا رفضها للعدوان على البنى التحتية اللبنانية، وعاد الرئيس الفرنسي وأكد في تصريحات تليفزيونية بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي أن الاعتداءات الصهيونية تعتبر "مفرطة في القوة"، كما أدانت ألمانيا استهداف الكيان للبنى التحتية اللبنانية، فيما اعتبر الفاتيكان أن ما يحدث هو اعتداء على دولة ذات سيادة وعضو في المجتمع الدولي.
وبينما استمر الموقف الأمريكي على تشدده في التأكيد على ما أسماه "حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن النفس"، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جورج بوش أكد اليوم أنه من الضروري أن يعمل الصهاينة على منع وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين في لبنان خلال ما دعاه "الحملة العسكرية الصهيونية على لبنان"، ونفى البيت الأبيض أن يكون بوش سوف يضغط على الكيان لوقف الاعتداءات.
وفيما أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن بوش أكد له في اتصال هاتفي اليوم أنه يضغط على الكيان من أجل وقف الاعتداءات، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أن يكون الرئيس الأمريكي قد وعد بذلك.
ويعقد مجلس الأمن الدولي حاليًّا جلسةً طارئةً لبحث الملف اللبناني في ظل التصعيد الصهيوني الخطير واستهداف البنية التحتية اللبنانية، ونقلت وكالات الأنباء عن المندوب اللبناني نهاد محمود وصفه للعدوان الصهيوني على لبنان بأنه "عدوان همجي"، فيما استمر المندوب الصهيوني دان جيلرمان في دفاعه عن الاعتداءات على لبنان.
وكان مسئول بارز في الإدارة الأمريكية قد أكد أن بوش قد اتصل بكل من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقد التقى كل من مبارك وعبد الله الثاني اليوم في القاهرة، وأشارت الأنباء إلى الزعيمين طالبا "بوش" بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف الاعتداءات على لبنان.
اقتصاديًّا، انخفضت بورصة بيروت بمقدار 14 نقطة، فيما واصلت أسعار النفط ارتفاعها عالميًّا جرَّاء الحالة في لبنان حتى تجاوزت الأسعار 78 دولارًا للبرميل الواحد، كما ذكرت وكالة رويترز أن أسعار التأمين على السفن المتجهة لكل من الكيان الصهيوني ولبنان قد ارتفعت بصورة وصفتها الأوساط المعنية ب"الحادة".
نصر الله يتوعد الصهاينة ب"حرب مفتوحة" والمقاومة تدمر بارجة حربية
في تصعيد صهيوني خطير للعدوان العسكري على الأراضي اللبنانية، قامت الطائرات الصهيونية يوم الجمعة 14 يوليو 2006م بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية لبيروت، فيما واصلت المقاومة اللبنانية قصفها للمناطق الشمالية في الكيان الصهيوني الأمر الذي أسفر عن مقتل اثنين من الصهاينة، وبينما يواصل وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم التحضيرية لاجتماعهم الطارئ غدًا بالقاهرة، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم لبحث الوضع الراهن.
فقد أشارت وكالات الأنباء إلى أن الطائرات الصهيونية قامت بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، ولم ترد أية أنباء عن سقوط ضحايا جراء القصف، فيما أشارت تقارير إعلامية لبنانية إلى أن الطائرات الصهيونية قصفت أيضًا منزل الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله الواقع بجوار مقر الأمانة العامة دون أن يتم استهداف الأمين العام نفسه.
وكانت معلومات قد أشارت إلى أن هناك اتصالات بين حزب الله اللبناني وبين الإدارة الأمريكية تتم من خلال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة تتضمن عدم قصف الحزب لمدينة حيفا، إلا أن الحزب طالب الصهاينة بوقف ضرب الضاحية الجنوبية وهو ما لم يتحقق للآن.
يأتي هذا فيما تواصلت الغارات الصهيونية ضد البنى التحتية اللبنانية؛ حيث واصلت سياسة قصف الجسور بالإضافة إلى ضرب خزانات الوقود؛ الأمر الذي أدى لإجراءات احترازية من جانب المواطنين اللبنانيين لمنع نفاد الوقود والمحروقات بصفة عامة، كما قامت الطائرات الصهيونية بضرب طريق شتورة الرابط بين بيروت والعاصمة السورية دمشق قرب بلدة صوفر في إطار حملتها لضرب الطرق والجسور والتي بدأتها منذ الساعات الأولى لبدء الاعتداء على لبنان.
كما أدت الغارات الصهيونية إلى ضرب مدرج مطار بيروت؛ حيث تعرض المطار إلى 3 صواريخ أصاب واحد منها مبنى المطار نفسه والذي يعد واحدًا من أكثر المباني ارتفاعًا في التكلفة بالشرق الأوسط، وقد أدت هذه الاعتداءات الصهيونية إلى تحويل السلطات اللبنانية لحركة الطيران إلى مطار عمان بالأردن.
وعلى مستوى الخسائر البشرية أدت الغارات الصهيونية إلى استشهاد 5 مواطنين لبنانيين اليوم ليرتفع بذلك عدد الشهداء اللبنانيين منذ بداية القصف الصهيوني للجنوب اللبناني إلى 66 شخصًا غالبيتهم من المدنيين، وفق إحصاءات الشرطة اللبنانية، بينما وصل عدد الجرحى إلى ما يزيد على ال200 جريح.
كذلك قام الصهاينة باستهداف محيط مبنى إذاعة "النور" التابعة لحزب الله اللبناني، في إطار المحاولات الصهيونية المحمومة لضرب الوسائل الإعلامية التابعة للحزب؛ حيث كان قد استهدف محيط مبنى تليفزيون "المنار" التابع للحزب أيضًا، إلا أن المحاولة لم تؤد إلى عرقلة بث القناة التي استمرت في بث الصور من التليفزيون الصهيوني، والتي توضح حجم المخاوف الصهيونية من العمليات التي يقوم بها حزب الله، ومدى تأثيرها على الرأي العام الصهيوني الذي قد يتحول إلى قوة ضاغطة على الحكومة الصهيونية لوقف الاعتداءات على اللبنانيين.
وتقوم حاليًّا البوارج الصهيونية بحصار ميناء طرابلس اللبناني؛ وذلك في إطار الحصار البري والبحري والجوي المفروض على لبنان والذي يستهدف بصورة خاصة وسائل النقل وجميع تسهيلات عمليات النقل من موانئ وطائرات.
وكانت تهديدات صهيونية قد انطلقت مؤخرًا بأن العملية العسكرية تهدف لتدمير حزب الله اللبناني، كما هددت شخصيات صهيونية بتصفية الأمين العام للحزب، إلا أن التهديدات لم تتحول إلى حقائق ملموسة؛ حيث استمرت عناصر الحزب في ممارسة عملياته ضد الكيان.
ففي هذا السياق، ذكرت الأنباء القادمة أن المقاومة الإسلامية في لبنان واصلت قصفها للأهداف المختلفة في شمال الكيان، وكان من بين الأهداف التي قصفتها المقاومة مقر القيادة العسكرية في شمال مدينة صفد، بالإضافة إلى مقر قيادة اللواء الغربي الصهيوني الواقع في مغتصبة الشومرة، كما أطلقت المقاومة اللبنانية صواريخها على مغتصبة كريات شمونا، وأصابت صواريخ حزب الله مجمعات الوقود في شمال مدينة نهاريا، فيما واصل الحزب تهديداته باستهداف مدينة حيفا.
وأعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أن المقاومة اللبنانية نجحت في إحراق بارجة صهيونية، ونقل عنه تليفزيون "المنار" تأكيده أن البارجة تحترق قرب السواحل اللبنانية أمام العاصمة بيروت، وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في مستوى الرد من جانب المقاومة الإسلامية اللبنانية.
وبعد دقائق قليلة من إعلان نصر الله عن احتراق بارجة حربية صهيونية راسية بالقرب من بيروت، اعترف العدو الصهيوني بغرق بارجة حربية تابعة له بعد استهدافها بصاروخين، وبفقدان أربعة من جنوده جرَّاء استهداف البارجة.
وأكد نصر الله في اتصال هاتفي بثه تلفزيون (المنار) أعلن عن توسيع نطاق المعركة مع الكيان الصهيوني, مضيفًا "إسرائيل هي التي اختارت أن تغير قواعد اللعبة، ونحن جاهزون لقلب الطاولة على رؤوس حكام العدو الغاصب، ونحن ذاهبون في الحرب إلى حيفا وما بعد حيفا".
وشدد نصر الله على أن العدوان على لبنان هدفه تصفية حساب مع لبنان وشعبها ومقاومتها وليس استهداف حزب الله فقط، وقال: "نحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها حربًا على كل صعيد، لن تدمر بيوتنا وحدنا، لن يقتل أطفالنا وحدنا، لن يشرد شعبنا وحده هذا الزمن انتهى، وعليكم أيضًا أن تتحملوا مسئولية ما قامت به حكومتكم".
وفي تطور جديد، ذكرت وكالة (رويترز) أن اثنين من الصهاينة قد قُتلا عندما سقط عدد من الصواريخ على مدينة ميرون الواقعة في جبل الجرمق والذي يسميه الصهاينة جبل ميرون شمال الكيان، فيما اعترف الصهاينة بمقتل الاثنين، وأكدوا أن حزب الله قد أطلق خلال ال48 ساعة الماضية حوالي 130 صاروخًا على الكيان مما خلف أيضًا حوالي 100 جريح.
يُذكر أن حزب الله يمتلك ترسانة من الصواريخ مختلفة المدى، وذكرت مجلة (جينز) البريطانية المتخصصة في الشئون العسكرية أن الحزب يمتلك صواريخ من نوع "زلزال 1" يمكنها أن تطول مدينة تل أبيب؛ وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في القدرات العسكرية للحزب، إلى جانب عدد آخر من الصواريخ التي تطال مناطق أخرى داخل الكيان، فيما كان الصهاينة قد أعلنوا أن الحزب يمتلك حوالي 13 ألفًا من رؤوس الكاتيوشا يتراوح مداها ما بين 20 إلى 70 كيلومترًا.
وفيما يتعلق بردود الأفعال الدولية حول الاعتداء على لبنان، جددت فرنسا رفضها للعدوان على البنى التحتية اللبنانية، وعاد الرئيس الفرنسي وأكد في تصريحات تليفزيونية بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي أن الاعتداءات الصهيونية تعتبر "مفرطة في القوة"، كما أدانت ألمانيا استهداف الكيان للبنى التحتية اللبنانية، فيما اعتبر الفاتيكان أن ما يحدث هو اعتداء على دولة ذات سيادة وعضو في المجتمع الدولي.
وبينما استمر الموقف الأمريكي على تشدده في التأكيد على ما أسماه "حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن النفس"، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جورج بوش أكد اليوم أنه من الضروري أن يعمل الصهاينة على منع وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين في لبنان خلال ما دعاه "الحملة العسكرية الصهيونية على لبنان"، ونفى البيت الأبيض أن يكون بوش سوف يضغط على الكيان لوقف الاعتداءات.
وفيما أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن بوش أكد له في اتصال هاتفي اليوم أنه يضغط على الكيان من أجل وقف الاعتداءات، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أن يكون الرئيس الأمريكي قد وعد بذلك.
ويعقد مجلس الأمن الدولي حاليًّا جلسةً طارئةً لبحث الملف اللبناني في ظل التصعيد الصهيوني الخطير واستهداف البنية التحتية اللبنانية، ونقلت وكالات الأنباء عن المندوب اللبناني نهاد محمود وصفه للعدوان الصهيوني على لبنان بأنه "عدوان همجي"، فيما استمر المندوب الصهيوني دان جيلرمان في دفاعه عن الاعتداءات على لبنان.
وكان مسئول بارز في الإدارة الأمريكية قد أكد أن بوش قد اتصل بكل من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقد التقى كل من مبارك وعبد الله الثاني اليوم في القاهرة، وأشارت الأنباء إلى الزعيمين طالبا "بوش" بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف الاعتداءات على لبنان.
اقتصاديًّا، انخفضت بورصة بيروت بمقدار 14 نقطة، فيما واصلت أسعار النفط ارتفاعها عالميًّا جرَّاء الحالة في لبنان حتى تجاوزت الأسعار 78 دولارًا للبرميل الواحد، كما ذكرت وكالة رويترز أن أسعار التأمين على السفن المتجهة لكل من الكيان الصهيوني ولبنان قد ارتفعت بصورة وصفتها الأوساط المعنية ب"الحادة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.