القانون يحدد ضوابط العلاوة التشجيعية للموظفين.. إليك التفاصيل    تنسيق المرحلة الثالثة 2025 علمي علوم ورياضة.. كليات ومعاهد متاحة والحد الأدنى 2024    النيابة العامة تقرر إخلاء سبيل صاحب فيديو المتحف الكبير.. الشاب فى التحقيقات:"هدفى من صناعة المقطع ونشره الترويج للافتتاح".. وجدل السوشيال ميديا مستمر حول دعم الفكرة والتأكيد على الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية    سعر الموز والتفاح والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم السبت 16 أغسطس 2025    السيطرة على حريق محطة كهرباء بإدفو وعودة التيار    تعرف على حالتين يحق فيهما إخلاء السكن القديم.. وفقًا للقانون    زيلينسكي: روسيا قصفت عدة مناطق في يوم المفاوضات ويجب أن تنهي الحرب التي بدأت بها    ليفربول يدين الهتافات العنصرية ضد مهاجم بورنموث    فلسطين.. زوارق الاحتلال تستهدف بإطلاق النار بحر خان يونس جنوب قطاع غزة    ألاسكا تكشف الفرق الكبير بين استقبال بوتين وزيلينسكي    «زي النهارده».. وفاة الرئيس الأوغندي عيدي أمين 16 أغسطس 2003    قمة ألاسكا.. ماذا قال البيت الأبيض عن لقاء ترامب وبوتين؟    بعد تسجيله هدفًا.. تقييم محمد صلاح في مباراة ليفربول ضد بورنموث ب الدوري الإنجليزي    خوسيه ريبيرو: الأهلي على الطريق الصحيح .. وأمتلك ثلاثة حراس على مستوى عال    10 أهداف افتتاحية.. محمد صلاح يتربع على عرش البريميرليج    ماذا قال ريبيرو بعد فوز الأهلي على فاركو برباعية ؟    محمد شريف: تسجيل الأهداف عمل جماعى.. وتعلمنا من أخطاء مباراة مودرن    ضم عمرو ناصر واستبعاد المهدى سليمان وبانزا من قائمة الزمالك أمام المقاولون    النيابة العامة تقرر إخلاء سبيل صاحب فيديو المتحف المصري الكبير    بعد تصديق الرئيس.. القانون يمد خدمة المعلمين المتقاعدين لمدة 3 سنوات    إصابة 6 أشخاص باشتباه تسمم في إحدى قرى المنيا    هل يُعاقب القانون من أخطأ بنيّة سليمة؟.. واقعة فيديو المتحف المصرى تطرح السؤال    مروان بابلو يشعل مهرجان العلمين بأغاني "ديفا" و"ماتمشيش"    وزير الثقافة يعلن انطلاقة فعاليات الدورة ال33 من مهرجان القلعة ويُكرِّم 12 مبدعا.. رئيس الأوبرا: المهرجان رحلة وجدانية تجمع أصداء الماضى ونبض الحاضر.. وفريق وسط البلد يعبر عن أحلام الشباب بقصص حيوية    عبيدة عروسة فى حفل زفاف أسطورى بكليب "ضحكتك بالدنيا" بتوقيع بتول عرفة    «زي النهارده».. وفاة الفنانة علوية جميل 16 أغسطس 1994    3 أبراج «لا يُقهرون» اليوم: يهتمون بالأمور الصغيرة ويحققون إنجازات عظيمة    مراد مكرم: «القانون لا يُطبق على حسب لبس البنات.. ده شغل مصاطب»    «لو بتكح كتير».. تحذير قد يكشف إصابتك بمرض رئوي خطير    بعد ساعات.. غلق كلي ب كوبري الجلاء في الاتجاهين لمدة 3 ساعات    دول حوض النيل فى قلب مصر    رياضة ½ الليل| كارثة شوبير.. الأهلي يرتقي للوصافة.. زيزو بطل الليلة.. الحرس يتخطى البنك.. وبداية تهديفية لصلاح    قرار هام من التريبة والتعليم حول تظلمات الدفعة الثانية ل 30 ألف معلم    بمشاركة محافظ المنيا ونائب وزير الصحة.. اجتماع موسع لبحث تطوير المنظومة الطبية    تأثير كوب القهوة يختلف من شخص لآخر.. اعرف السبب    تليفزيون اليوم السابع يستعرض أبرز ما يميز النسخة المطورة من تطبيق مصر قرآن كريم.. فيديو    انسحاب منخفض الهند.. حالة الطقس اليوم السبت: «أغسطس يُصالح مُحبى الشتاء»    وكيل صحة المنوفية يوضح حقيقة سقوط أسانسير مستشفى بركة السبع    موعد صرف مرتبات أغسطس 2025 بعد زيادة الحد الأدنى للأجور    محافظ القليوبية يقدم واجب العزاء لأسر ضحايا حريق القناطر الخيرية    أسوشيتد برس: ترامب يستغل اجتماعه مع بوتين لجمع التبرعات    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الفوز على فاركو برباعية    أونروا: إسرائيل تتحمل المسئولية كاملة جراء الدمار والمعاناة فى غزة    محافظ الوادي الجديد يعتمد المرحلة الثانية للقبول بمدارس التعليم الفني    بضمان محل إقامته.. إخلاء سبيل عبد الرحمن خالد مصمم فيديو المتحف المصري الكبير    حفل افتتاح مهرجان القلعة.. سهرة طربية وتكريمات بحضور وزير الثقافة    وزير الأوقاف السابق: إذا سقطت مصر وقع الاستقرار.. وعلينا الدفاع عنها بأرواحنا (فيديو)    وزير الأوقاف يختتم زيارته لشمال سيناء بتكريم 23 شابا وفتاة من حفظة القرآن الكريم بقرية 6 أكتوبر بمركز رمانه (صور)    خطوات التظلم على قرار منع السفر وفق قانون الإجراءات الجنائية    أخبار 24 ساعة.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة "دور ثانى" غدا    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 16 أغسطس 2025    محافظ المنيا يفتتح مسجد العبور ويؤدي صلاة الجمعة بين الأهالي (صور)    خطيب المسجد الحرام: الحر من آيات الله والاعتراض عليه اعتراض على قضاء الله وقدره    خطيب الأزهر يحذر من فرقة المسلمين: الشريعة أتت لتجعل المؤمنين أمة واحدة في مبادئها وعقيدتها وعباداتها    مؤسسة شطا تنظم قافلة صحية شاملة وتكشف على الآلاف في شربين (صور)    حكم من مات في يوم الجمعة أو ليلتها.. هل يعد من علامات حسن الخاتمة؟ الإفتاء تجيب    بطعم لا يقاوم.. حضري زبادو المانجو في البيت بمكون سحري (الطريقة والخطوات)    الكنيسة الكاثوليكية والروم الأرثوذكس تختتمان صوم العذراء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نصر الله يتوعد الصهاينة ب"حرب مفتوحة" والمقاومة تدمر بارجة حربية
نشر في الشعب يوم 17 - 07 - 2006

في تصعيد صهيوني خطير للعدوان العسكري على الأراضي اللبنانية، قامت الطائرات الصهيونية يوم الجمعة 14 يوليو 2006م بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية لبيروت، فيما واصلت المقاومة اللبنانية قصفها للمناطق الشمالية في الكيان الصهيوني الأمر الذي أسفر عن مقتل اثنين من الصهاينة، وبينما يواصل وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم التحضيرية لاجتماعهم الطارئ غدًا بالقاهرة، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم لبحث الوضع الراهن.
فقد أشارت وكالات الأنباء إلى أن الطائرات الصهيونية قامت بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، ولم ترد أية أنباء عن سقوط ضحايا جراء القصف، فيما أشارت تقارير إعلامية لبنانية إلى أن الطائرات الصهيونية قصفت أيضًا منزل الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله الواقع بجوار مقر الأمانة العامة دون أن يتم استهداف الأمين العام نفسه.
وكانت معلومات قد أشارت إلى أن هناك اتصالات بين حزب الله اللبناني وبين الإدارة الأمريكية تتم من خلال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة تتضمن عدم قصف الحزب لمدينة حيفا، إلا أن الحزب طالب الصهاينة بوقف ضرب الضاحية الجنوبية وهو ما لم يتحقق للآن.
يأتي هذا فيما تواصلت الغارات الصهيونية ضد البنى التحتية اللبنانية؛ حيث واصلت سياسة قصف الجسور بالإضافة إلى ضرب خزانات الوقود؛ الأمر الذي أدى لإجراءات احترازية من جانب المواطنين اللبنانيين لمنع نفاد الوقود والمحروقات بصفة عامة، كما قامت الطائرات الصهيونية بضرب طريق شتورة الرابط بين بيروت والعاصمة السورية دمشق قرب بلدة صوفر في إطار حملتها لضرب الطرق والجسور والتي بدأتها منذ الساعات الأولى لبدء الاعتداء على لبنان.
كما أدت الغارات الصهيونية إلى ضرب مدرج مطار بيروت؛ حيث تعرض المطار إلى 3 صواريخ أصاب واحد منها مبنى المطار نفسه والذي يعد واحدًا من أكثر المباني ارتفاعًا في التكلفة بالشرق الأوسط، وقد أدت هذه الاعتداءات الصهيونية إلى تحويل السلطات اللبنانية لحركة الطيران إلى مطار عمان بالأردن.
وعلى مستوى الخسائر البشرية أدت الغارات الصهيونية إلى استشهاد 5 مواطنين لبنانيين اليوم ليرتفع بذلك عدد الشهداء اللبنانيين منذ بداية القصف الصهيوني للجنوب اللبناني إلى 66 شخصًا غالبيتهم من المدنيين، وفق إحصاءات الشرطة اللبنانية، بينما وصل عدد الجرحى إلى ما يزيد على ال200 جريح.
كذلك قام الصهاينة باستهداف محيط مبنى إذاعة "النور" التابعة لحزب الله اللبناني، في إطار المحاولات الصهيونية المحمومة لضرب الوسائل الإعلامية التابعة للحزب؛ حيث كان قد استهدف محيط مبنى تليفزيون "المنار" التابع للحزب أيضًا، إلا أن المحاولة لم تؤد إلى عرقلة بث القناة التي استمرت في بث الصور من التليفزيون الصهيوني، والتي توضح حجم المخاوف الصهيونية من العمليات التي يقوم بها حزب الله، ومدى تأثيرها على الرأي العام الصهيوني الذي قد يتحول إلى قوة ضاغطة على الحكومة الصهيونية لوقف الاعتداءات على اللبنانيين.
وتقوم حاليًّا البوارج الصهيونية بحصار ميناء طرابلس اللبناني؛ وذلك في إطار الحصار البري والبحري والجوي المفروض على لبنان والذي يستهدف بصورة خاصة وسائل النقل وجميع تسهيلات عمليات النقل من موانئ وطائرات.
وكانت تهديدات صهيونية قد انطلقت مؤخرًا بأن العملية العسكرية تهدف لتدمير حزب الله اللبناني، كما هددت شخصيات صهيونية بتصفية الأمين العام للحزب، إلا أن التهديدات لم تتحول إلى حقائق ملموسة؛ حيث استمرت عناصر الحزب في ممارسة عملياته ضد الكيان.
ففي هذا السياق، ذكرت الأنباء القادمة أن المقاومة الإسلامية في لبنان واصلت قصفها للأهداف المختلفة في شمال الكيان، وكان من بين الأهداف التي قصفتها المقاومة مقر القيادة العسكرية في شمال مدينة صفد، بالإضافة إلى مقر قيادة اللواء الغربي الصهيوني الواقع في مغتصبة الشومرة، كما أطلقت المقاومة اللبنانية صواريخها على مغتصبة كريات شمونا، وأصابت صواريخ حزب الله مجمعات الوقود في شمال مدينة نهاريا، فيما واصل الحزب تهديداته باستهداف مدينة حيفا.
وأعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أن المقاومة اللبنانية نجحت في إحراق بارجة صهيونية، ونقل عنه تليفزيون "المنار" تأكيده أن البارجة تحترق قرب السواحل اللبنانية أمام العاصمة بيروت، وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في مستوى الرد من جانب المقاومة الإسلامية اللبنانية.
وبعد دقائق قليلة من إعلان نصر الله عن احتراق بارجة حربية صهيونية راسية بالقرب من بيروت، اعترف العدو الصهيوني بغرق بارجة حربية تابعة له بعد استهدافها بصاروخين، وبفقدان أربعة من جنوده جرَّاء استهداف البارجة.
وأكد نصر الله في اتصال هاتفي بثه تلفزيون (المنار) أعلن عن توسيع نطاق المعركة مع الكيان الصهيوني, مضيفًا "إسرائيل هي التي اختارت أن تغير قواعد اللعبة، ونحن جاهزون لقلب الطاولة على رؤوس حكام العدو الغاصب، ونحن ذاهبون في الحرب إلى حيفا وما بعد حيفا".
وشدد نصر الله على أن العدوان على لبنان هدفه تصفية حساب مع لبنان وشعبها ومقاومتها وليس استهداف حزب الله فقط، وقال: "نحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها حربًا على كل صعيد، لن تدمر بيوتنا وحدنا، لن يقتل أطفالنا وحدنا، لن يشرد شعبنا وحده هذا الزمن انتهى، وعليكم أيضًا أن تتحملوا مسئولية ما قامت به حكومتكم".
وفي تطور جديد، ذكرت وكالة (رويترز) أن اثنين من الصهاينة قد قُتلا عندما سقط عدد من الصواريخ على مدينة ميرون الواقعة في جبل الجرمق والذي يسميه الصهاينة جبل ميرون شمال الكيان، فيما اعترف الصهاينة بمقتل الاثنين، وأكدوا أن حزب الله قد أطلق خلال ال48 ساعة الماضية حوالي 130 صاروخًا على الكيان مما خلف أيضًا حوالي 100 جريح.
يُذكر أن حزب الله يمتلك ترسانة من الصواريخ مختلفة المدى، وذكرت مجلة (جينز) البريطانية المتخصصة في الشئون العسكرية أن الحزب يمتلك صواريخ من نوع "زلزال 1" يمكنها أن تطول مدينة تل أبيب؛ وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في القدرات العسكرية للحزب، إلى جانب عدد آخر من الصواريخ التي تطال مناطق أخرى داخل الكيان، فيما كان الصهاينة قد أعلنوا أن الحزب يمتلك حوالي 13 ألفًا من رؤوس الكاتيوشا يتراوح مداها ما بين 20 إلى 70 كيلومترًا.
وفيما يتعلق بردود الأفعال الدولية حول الاعتداء على لبنان، جددت فرنسا رفضها للعدوان على البنى التحتية اللبنانية، وعاد الرئيس الفرنسي وأكد في تصريحات تليفزيونية بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي أن الاعتداءات الصهيونية تعتبر "مفرطة في القوة"، كما أدانت ألمانيا استهداف الكيان للبنى التحتية اللبنانية، فيما اعتبر الفاتيكان أن ما يحدث هو اعتداء على دولة ذات سيادة وعضو في المجتمع الدولي.
وبينما استمر الموقف الأمريكي على تشدده في التأكيد على ما أسماه "حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن النفس"، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جورج بوش أكد اليوم أنه من الضروري أن يعمل الصهاينة على منع وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين في لبنان خلال ما دعاه "الحملة العسكرية الصهيونية على لبنان"، ونفى البيت الأبيض أن يكون بوش سوف يضغط على الكيان لوقف الاعتداءات.
وفيما أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن بوش أكد له في اتصال هاتفي اليوم أنه يضغط على الكيان من أجل وقف الاعتداءات، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أن يكون الرئيس الأمريكي قد وعد بذلك.
ويعقد مجلس الأمن الدولي حاليًّا جلسةً طارئةً لبحث الملف اللبناني في ظل التصعيد الصهيوني الخطير واستهداف البنية التحتية اللبنانية، ونقلت وكالات الأنباء عن المندوب اللبناني نهاد محمود وصفه للعدوان الصهيوني على لبنان بأنه "عدوان همجي"، فيما استمر المندوب الصهيوني دان جيلرمان في دفاعه عن الاعتداءات على لبنان.
وكان مسئول بارز في الإدارة الأمريكية قد أكد أن بوش قد اتصل بكل من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقد التقى كل من مبارك وعبد الله الثاني اليوم في القاهرة، وأشارت الأنباء إلى الزعيمين طالبا "بوش" بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف الاعتداءات على لبنان.
اقتصاديًّا، انخفضت بورصة بيروت بمقدار 14 نقطة، فيما واصلت أسعار النفط ارتفاعها عالميًّا جرَّاء الحالة في لبنان حتى تجاوزت الأسعار 78 دولارًا للبرميل الواحد، كما ذكرت وكالة رويترز أن أسعار التأمين على السفن المتجهة لكل من الكيان الصهيوني ولبنان قد ارتفعت بصورة وصفتها الأوساط المعنية ب"الحادة".
نصر الله يتوعد الصهاينة ب"حرب مفتوحة" والمقاومة تدمر بارجة حربية
في تصعيد صهيوني خطير للعدوان العسكري على الأراضي اللبنانية، قامت الطائرات الصهيونية يوم الجمعة 14 يوليو 2006م بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية لبيروت، فيما واصلت المقاومة اللبنانية قصفها للمناطق الشمالية في الكيان الصهيوني الأمر الذي أسفر عن مقتل اثنين من الصهاينة، وبينما يواصل وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم التحضيرية لاجتماعهم الطارئ غدًا بالقاهرة، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم لبحث الوضع الراهن.
فقد أشارت وكالات الأنباء إلى أن الطائرات الصهيونية قامت بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، ولم ترد أية أنباء عن سقوط ضحايا جراء القصف، فيما أشارت تقارير إعلامية لبنانية إلى أن الطائرات الصهيونية قصفت أيضًا منزل الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله الواقع بجوار مقر الأمانة العامة دون أن يتم استهداف الأمين العام نفسه.
وكانت معلومات قد أشارت إلى أن هناك اتصالات بين حزب الله اللبناني وبين الإدارة الأمريكية تتم من خلال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة تتضمن عدم قصف الحزب لمدينة حيفا، إلا أن الحزب طالب الصهاينة بوقف ضرب الضاحية الجنوبية وهو ما لم يتحقق للآن.
يأتي هذا فيما تواصلت الغارات الصهيونية ضد البنى التحتية اللبنانية؛ حيث واصلت سياسة قصف الجسور بالإضافة إلى ضرب خزانات الوقود؛ الأمر الذي أدى لإجراءات احترازية من جانب المواطنين اللبنانيين لمنع نفاد الوقود والمحروقات بصفة عامة، كما قامت الطائرات الصهيونية بضرب طريق شتورة الرابط بين بيروت والعاصمة السورية دمشق قرب بلدة صوفر في إطار حملتها لضرب الطرق والجسور والتي بدأتها منذ الساعات الأولى لبدء الاعتداء على لبنان.
كما أدت الغارات الصهيونية إلى ضرب مدرج مطار بيروت؛ حيث تعرض المطار إلى 3 صواريخ أصاب واحد منها مبنى المطار نفسه والذي يعد واحدًا من أكثر المباني ارتفاعًا في التكلفة بالشرق الأوسط، وقد أدت هذه الاعتداءات الصهيونية إلى تحويل السلطات اللبنانية لحركة الطيران إلى مطار عمان بالأردن.
وعلى مستوى الخسائر البشرية أدت الغارات الصهيونية إلى استشهاد 5 مواطنين لبنانيين اليوم ليرتفع بذلك عدد الشهداء اللبنانيين منذ بداية القصف الصهيوني للجنوب اللبناني إلى 66 شخصًا غالبيتهم من المدنيين، وفق إحصاءات الشرطة اللبنانية، بينما وصل عدد الجرحى إلى ما يزيد على ال200 جريح.
كذلك قام الصهاينة باستهداف محيط مبنى إذاعة "النور" التابعة لحزب الله اللبناني، في إطار المحاولات الصهيونية المحمومة لضرب الوسائل الإعلامية التابعة للحزب؛ حيث كان قد استهدف محيط مبنى تليفزيون "المنار" التابع للحزب أيضًا، إلا أن المحاولة لم تؤد إلى عرقلة بث القناة التي استمرت في بث الصور من التليفزيون الصهيوني، والتي توضح حجم المخاوف الصهيونية من العمليات التي يقوم بها حزب الله، ومدى تأثيرها على الرأي العام الصهيوني الذي قد يتحول إلى قوة ضاغطة على الحكومة الصهيونية لوقف الاعتداءات على اللبنانيين.
وتقوم حاليًّا البوارج الصهيونية بحصار ميناء طرابلس اللبناني؛ وذلك في إطار الحصار البري والبحري والجوي المفروض على لبنان والذي يستهدف بصورة خاصة وسائل النقل وجميع تسهيلات عمليات النقل من موانئ وطائرات.
وكانت تهديدات صهيونية قد انطلقت مؤخرًا بأن العملية العسكرية تهدف لتدمير حزب الله اللبناني، كما هددت شخصيات صهيونية بتصفية الأمين العام للحزب، إلا أن التهديدات لم تتحول إلى حقائق ملموسة؛ حيث استمرت عناصر الحزب في ممارسة عملياته ضد الكيان.
ففي هذا السياق، ذكرت الأنباء القادمة أن المقاومة الإسلامية في لبنان واصلت قصفها للأهداف المختلفة في شمال الكيان، وكان من بين الأهداف التي قصفتها المقاومة مقر القيادة العسكرية في شمال مدينة صفد، بالإضافة إلى مقر قيادة اللواء الغربي الصهيوني الواقع في مغتصبة الشومرة، كما أطلقت المقاومة اللبنانية صواريخها على مغتصبة كريات شمونا، وأصابت صواريخ حزب الله مجمعات الوقود في شمال مدينة نهاريا، فيما واصل الحزب تهديداته باستهداف مدينة حيفا.
وأعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أن المقاومة اللبنانية نجحت في إحراق بارجة صهيونية، ونقل عنه تليفزيون "المنار" تأكيده أن البارجة تحترق قرب السواحل اللبنانية أمام العاصمة بيروت، وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في مستوى الرد من جانب المقاومة الإسلامية اللبنانية.
وبعد دقائق قليلة من إعلان نصر الله عن احتراق بارجة حربية صهيونية راسية بالقرب من بيروت، اعترف العدو الصهيوني بغرق بارجة حربية تابعة له بعد استهدافها بصاروخين، وبفقدان أربعة من جنوده جرَّاء استهداف البارجة.
وأكد نصر الله في اتصال هاتفي بثه تلفزيون (المنار) أعلن عن توسيع نطاق المعركة مع الكيان الصهيوني, مضيفًا "إسرائيل هي التي اختارت أن تغير قواعد اللعبة، ونحن جاهزون لقلب الطاولة على رؤوس حكام العدو الغاصب، ونحن ذاهبون في الحرب إلى حيفا وما بعد حيفا".
وشدد نصر الله على أن العدوان على لبنان هدفه تصفية حساب مع لبنان وشعبها ومقاومتها وليس استهداف حزب الله فقط، وقال: "نحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها حربًا على كل صعيد، لن تدمر بيوتنا وحدنا، لن يقتل أطفالنا وحدنا، لن يشرد شعبنا وحده هذا الزمن انتهى، وعليكم أيضًا أن تتحملوا مسئولية ما قامت به حكومتكم".
وفي تطور جديد، ذكرت وكالة (رويترز) أن اثنين من الصهاينة قد قُتلا عندما سقط عدد من الصواريخ على مدينة ميرون الواقعة في جبل الجرمق والذي يسميه الصهاينة جبل ميرون شمال الكيان، فيما اعترف الصهاينة بمقتل الاثنين، وأكدوا أن حزب الله قد أطلق خلال ال48 ساعة الماضية حوالي 130 صاروخًا على الكيان مما خلف أيضًا حوالي 100 جريح.
يُذكر أن حزب الله يمتلك ترسانة من الصواريخ مختلفة المدى، وذكرت مجلة (جينز) البريطانية المتخصصة في الشئون العسكرية أن الحزب يمتلك صواريخ من نوع "زلزال 1" يمكنها أن تطول مدينة تل أبيب؛ وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في القدرات العسكرية للحزب، إلى جانب عدد آخر من الصواريخ التي تطال مناطق أخرى داخل الكيان، فيما كان الصهاينة قد أعلنوا أن الحزب يمتلك حوالي 13 ألفًا من رؤوس الكاتيوشا يتراوح مداها ما بين 20 إلى 70 كيلومترًا.
وفيما يتعلق بردود الأفعال الدولية حول الاعتداء على لبنان، جددت فرنسا رفضها للعدوان على البنى التحتية اللبنانية، وعاد الرئيس الفرنسي وأكد في تصريحات تليفزيونية بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي أن الاعتداءات الصهيونية تعتبر "مفرطة في القوة"، كما أدانت ألمانيا استهداف الكيان للبنى التحتية اللبنانية، فيما اعتبر الفاتيكان أن ما يحدث هو اعتداء على دولة ذات سيادة وعضو في المجتمع الدولي.
وبينما استمر الموقف الأمريكي على تشدده في التأكيد على ما أسماه "حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن النفس"، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جورج بوش أكد اليوم أنه من الضروري أن يعمل الصهاينة على منع وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين في لبنان خلال ما دعاه "الحملة العسكرية الصهيونية على لبنان"، ونفى البيت الأبيض أن يكون بوش سوف يضغط على الكيان لوقف الاعتداءات.
وفيما أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن بوش أكد له في اتصال هاتفي اليوم أنه يضغط على الكيان من أجل وقف الاعتداءات، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أن يكون الرئيس الأمريكي قد وعد بذلك.
ويعقد مجلس الأمن الدولي حاليًّا جلسةً طارئةً لبحث الملف اللبناني في ظل التصعيد الصهيوني الخطير واستهداف البنية التحتية اللبنانية، ونقلت وكالات الأنباء عن المندوب اللبناني نهاد محمود وصفه للعدوان الصهيوني على لبنان بأنه "عدوان همجي"، فيما استمر المندوب الصهيوني دان جيلرمان في دفاعه عن الاعتداءات على لبنان.
وكان مسئول بارز في الإدارة الأمريكية قد أكد أن بوش قد اتصل بكل من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقد التقى كل من مبارك وعبد الله الثاني اليوم في القاهرة، وأشارت الأنباء إلى الزعيمين طالبا "بوش" بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف الاعتداءات على لبنان.
اقتصاديًّا، انخفضت بورصة بيروت بمقدار 14 نقطة، فيما واصلت أسعار النفط ارتفاعها عالميًّا جرَّاء الحالة في لبنان حتى تجاوزت الأسعار 78 دولارًا للبرميل الواحد، كما ذكرت وكالة رويترز أن أسعار التأمين على السفن المتجهة لكل من الكيان الصهيوني ولبنان قد ارتفعت بصورة وصفتها الأوساط المعنية ب"الحادة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.