تونس تسعى لحسم التأهل أمام تنزانيا.. والسنغال تحاول فك شفرة المجموعة المعقدة    بعد قليل جنايات الجيزة تحدد مصير اللاعب رمضان صبحي و3 متهمين في قضية التزوير    اليوم.. عزاء المخرج عمرو بيومى    وزير الصحة يعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد    أسعار الدولار اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2025    بعد قليل.. استكمال محاكمة 32 متهما بقضية خلية الهرم    التموين تعلن اعتزامها رفع قيمة الدعم التمويني: 50 جنيه لا تكفي    محمود العسيلي: "عمرو دياب بتعلم منه وهو رقم واحد"    مجانًا ودون اشتراك بث مباشر يلاكووووورة.. الأهلي والمقاولون العرب كأس عاصمة مصر    جراحة قلب دقيقة بالتدخل المحدود في مستشفيات جامعة بني سويف تُعيد مريضًا إلى حياته الطبيعية خلال أسبوعين    القبض على المتهمين بقتل شاب فى المقطم    طقس اليوم الثلاثاء| عودة الاستقرار الجوي.. ودرجات الحرارة في النازل    السيطرة على حريق داخل محل أسفل عقار بمدينة نصر.. صور    نتنياهو يوافق على طلب ترامب استئناف المحادثات مع سوريا وتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر    هدى رمزي: مبقتش أعرف فنانات دلوقتي بسبب عمليات التجميل والبوتوكوس والفيلر    القاهرة الإخبارية: خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول ملف الضفة الغربية    محمد منير في جلسة عمل مع أمير طعيمة لتحضير أغنية جديدة    نجما هوليوود إدريس إلبا وسينثيا إيريفو ضمن قائمة المكرمين الملكية    تراجع الأسهم الأمريكية في ختام تعاملات اليوم    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الثلاثاء 30 ديسمبر    زيلينسكي: لا يمكننا تحقيق النصر في الحرب بدون الدعم الأمريكي    "فوربس" تعلن انضمام المغنية الأمريكية بيونسيه إلى نادي المليارديرات    الإمارات تدين بشدة محاولة استهداف مقر إقامة الرئيس الروسي    وزارة الداخلية تكشف تفاصيل واقعة خطف طفل كفر الشيخ    تفاصيل مثيرة في واقعة محاولة سيدة التخلص من حياتها بالدقهلية    مندوب مصر بمجلس الأمن: أمن الصومال امتداد لأمننا القومي.. وسيادته غير قابلة للعبث    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    بعد نصف قرن من استخدامه اكتشفوا كارثة، أدلة علمية تكشف خطورة مسكن شائع للألم    أستاذ أمراض صدرية: استخدام «حقنة البرد» يعتبر جريمة طبية    حوافز وشراكات وكيانات جديدة | انطلاقة السيارات    نجم الأهلي السابق: زيزو لم يقدم أفضل مستوياته.. ومصطفى محمد يفتقد للثقة    ناقدة فنية تشيد بأداء محمود حميدة في «الملحد»: من أجمل أدواره    صندوق التنمية الحضارية: حديقة الفسطاط كانت جبال قمامة.. واليوم هي الأجمل في الشرق الأوسط    سموم وسلاح أبيض.. المؤبد لعامل بتهمة الاتجار في الحشيش    حسام عاشور: كان من الأفضل تجهيز إمام عاشور فى مباراة أنجولا    أزمة القيد تفتح باب عودة حسام أشرف للزمالك فى يناير    نيس يهدد عبدالمنعم بقائد ريال مدريد السابق    تحتوي على الكالسيوم والمعادن الضرورية للجسم.. فوائد تناول بذور الشيا    في ختام مؤتمر أدباء مصر بالعريش.. وزير الثقافة يعلن إطلاق "بيت السرد" والمنصة الرقمية لأندية الأدب    الكنيست الإسرائيلي يصادق نهائيًا على قانون قطع الكهرباء والمياه عن مكاتب «الأونروا»    الزراعة: نطرح العديد من السلع لتوفير المنتجات وإحداث توازن في السوق    مجلس الوزراء: نراجع التحديات التي تواجه الهيئات الاقتصادية كجزء من الإصلاح الشامل    ترامب يحذر إيران من إعادة ترميم برنامجها النووي مرة أخرى    أمم إفريقيا – خالد صبحي: التواجد في البطولة شرف كبير لي    وزير الخارجية يجتمع بأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي من الدرجات الحديثة والمتوسطة |صور    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي    توصيات «تطوير الإعلام» |صياغة التقرير النهائى قبل إحالته إلى رئيس الوزراء    الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة تؤكد: دمج حقيقي وتمكين ل11 مليون معاق    الإفتاء توضح مدة المسح على الشراب وكيفية التصرف عند انتهائها    نيافة الأنبا مينا سيّم القس مارك كاهنًا في مسيساجا كندا    «طفولة آمنة».. مجمع إعلام الفيوم ينظم لقاء توعوي لمناهضة التحرش ضد الأطفال    نقابة المهن التمثيلية تنعى والدة الفنان هاني رمزي    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : وزارة العدالة الاجتماعية !?    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نصر الله يتوعد الصهاينة ب"حرب مفتوحة" والمقاومة تدمر بارجة حربية
نشر في الشعب يوم 17 - 07 - 2006

في تصعيد صهيوني خطير للعدوان العسكري على الأراضي اللبنانية، قامت الطائرات الصهيونية يوم الجمعة 14 يوليو 2006م بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية لبيروت، فيما واصلت المقاومة اللبنانية قصفها للمناطق الشمالية في الكيان الصهيوني الأمر الذي أسفر عن مقتل اثنين من الصهاينة، وبينما يواصل وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم التحضيرية لاجتماعهم الطارئ غدًا بالقاهرة، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم لبحث الوضع الراهن.
فقد أشارت وكالات الأنباء إلى أن الطائرات الصهيونية قامت بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، ولم ترد أية أنباء عن سقوط ضحايا جراء القصف، فيما أشارت تقارير إعلامية لبنانية إلى أن الطائرات الصهيونية قصفت أيضًا منزل الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله الواقع بجوار مقر الأمانة العامة دون أن يتم استهداف الأمين العام نفسه.
وكانت معلومات قد أشارت إلى أن هناك اتصالات بين حزب الله اللبناني وبين الإدارة الأمريكية تتم من خلال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة تتضمن عدم قصف الحزب لمدينة حيفا، إلا أن الحزب طالب الصهاينة بوقف ضرب الضاحية الجنوبية وهو ما لم يتحقق للآن.
يأتي هذا فيما تواصلت الغارات الصهيونية ضد البنى التحتية اللبنانية؛ حيث واصلت سياسة قصف الجسور بالإضافة إلى ضرب خزانات الوقود؛ الأمر الذي أدى لإجراءات احترازية من جانب المواطنين اللبنانيين لمنع نفاد الوقود والمحروقات بصفة عامة، كما قامت الطائرات الصهيونية بضرب طريق شتورة الرابط بين بيروت والعاصمة السورية دمشق قرب بلدة صوفر في إطار حملتها لضرب الطرق والجسور والتي بدأتها منذ الساعات الأولى لبدء الاعتداء على لبنان.
كما أدت الغارات الصهيونية إلى ضرب مدرج مطار بيروت؛ حيث تعرض المطار إلى 3 صواريخ أصاب واحد منها مبنى المطار نفسه والذي يعد واحدًا من أكثر المباني ارتفاعًا في التكلفة بالشرق الأوسط، وقد أدت هذه الاعتداءات الصهيونية إلى تحويل السلطات اللبنانية لحركة الطيران إلى مطار عمان بالأردن.
وعلى مستوى الخسائر البشرية أدت الغارات الصهيونية إلى استشهاد 5 مواطنين لبنانيين اليوم ليرتفع بذلك عدد الشهداء اللبنانيين منذ بداية القصف الصهيوني للجنوب اللبناني إلى 66 شخصًا غالبيتهم من المدنيين، وفق إحصاءات الشرطة اللبنانية، بينما وصل عدد الجرحى إلى ما يزيد على ال200 جريح.
كذلك قام الصهاينة باستهداف محيط مبنى إذاعة "النور" التابعة لحزب الله اللبناني، في إطار المحاولات الصهيونية المحمومة لضرب الوسائل الإعلامية التابعة للحزب؛ حيث كان قد استهدف محيط مبنى تليفزيون "المنار" التابع للحزب أيضًا، إلا أن المحاولة لم تؤد إلى عرقلة بث القناة التي استمرت في بث الصور من التليفزيون الصهيوني، والتي توضح حجم المخاوف الصهيونية من العمليات التي يقوم بها حزب الله، ومدى تأثيرها على الرأي العام الصهيوني الذي قد يتحول إلى قوة ضاغطة على الحكومة الصهيونية لوقف الاعتداءات على اللبنانيين.
وتقوم حاليًّا البوارج الصهيونية بحصار ميناء طرابلس اللبناني؛ وذلك في إطار الحصار البري والبحري والجوي المفروض على لبنان والذي يستهدف بصورة خاصة وسائل النقل وجميع تسهيلات عمليات النقل من موانئ وطائرات.
وكانت تهديدات صهيونية قد انطلقت مؤخرًا بأن العملية العسكرية تهدف لتدمير حزب الله اللبناني، كما هددت شخصيات صهيونية بتصفية الأمين العام للحزب، إلا أن التهديدات لم تتحول إلى حقائق ملموسة؛ حيث استمرت عناصر الحزب في ممارسة عملياته ضد الكيان.
ففي هذا السياق، ذكرت الأنباء القادمة أن المقاومة الإسلامية في لبنان واصلت قصفها للأهداف المختلفة في شمال الكيان، وكان من بين الأهداف التي قصفتها المقاومة مقر القيادة العسكرية في شمال مدينة صفد، بالإضافة إلى مقر قيادة اللواء الغربي الصهيوني الواقع في مغتصبة الشومرة، كما أطلقت المقاومة اللبنانية صواريخها على مغتصبة كريات شمونا، وأصابت صواريخ حزب الله مجمعات الوقود في شمال مدينة نهاريا، فيما واصل الحزب تهديداته باستهداف مدينة حيفا.
وأعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أن المقاومة اللبنانية نجحت في إحراق بارجة صهيونية، ونقل عنه تليفزيون "المنار" تأكيده أن البارجة تحترق قرب السواحل اللبنانية أمام العاصمة بيروت، وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في مستوى الرد من جانب المقاومة الإسلامية اللبنانية.
وبعد دقائق قليلة من إعلان نصر الله عن احتراق بارجة حربية صهيونية راسية بالقرب من بيروت، اعترف العدو الصهيوني بغرق بارجة حربية تابعة له بعد استهدافها بصاروخين، وبفقدان أربعة من جنوده جرَّاء استهداف البارجة.
وأكد نصر الله في اتصال هاتفي بثه تلفزيون (المنار) أعلن عن توسيع نطاق المعركة مع الكيان الصهيوني, مضيفًا "إسرائيل هي التي اختارت أن تغير قواعد اللعبة، ونحن جاهزون لقلب الطاولة على رؤوس حكام العدو الغاصب، ونحن ذاهبون في الحرب إلى حيفا وما بعد حيفا".
وشدد نصر الله على أن العدوان على لبنان هدفه تصفية حساب مع لبنان وشعبها ومقاومتها وليس استهداف حزب الله فقط، وقال: "نحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها حربًا على كل صعيد، لن تدمر بيوتنا وحدنا، لن يقتل أطفالنا وحدنا، لن يشرد شعبنا وحده هذا الزمن انتهى، وعليكم أيضًا أن تتحملوا مسئولية ما قامت به حكومتكم".
وفي تطور جديد، ذكرت وكالة (رويترز) أن اثنين من الصهاينة قد قُتلا عندما سقط عدد من الصواريخ على مدينة ميرون الواقعة في جبل الجرمق والذي يسميه الصهاينة جبل ميرون شمال الكيان، فيما اعترف الصهاينة بمقتل الاثنين، وأكدوا أن حزب الله قد أطلق خلال ال48 ساعة الماضية حوالي 130 صاروخًا على الكيان مما خلف أيضًا حوالي 100 جريح.
يُذكر أن حزب الله يمتلك ترسانة من الصواريخ مختلفة المدى، وذكرت مجلة (جينز) البريطانية المتخصصة في الشئون العسكرية أن الحزب يمتلك صواريخ من نوع "زلزال 1" يمكنها أن تطول مدينة تل أبيب؛ وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في القدرات العسكرية للحزب، إلى جانب عدد آخر من الصواريخ التي تطال مناطق أخرى داخل الكيان، فيما كان الصهاينة قد أعلنوا أن الحزب يمتلك حوالي 13 ألفًا من رؤوس الكاتيوشا يتراوح مداها ما بين 20 إلى 70 كيلومترًا.
وفيما يتعلق بردود الأفعال الدولية حول الاعتداء على لبنان، جددت فرنسا رفضها للعدوان على البنى التحتية اللبنانية، وعاد الرئيس الفرنسي وأكد في تصريحات تليفزيونية بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي أن الاعتداءات الصهيونية تعتبر "مفرطة في القوة"، كما أدانت ألمانيا استهداف الكيان للبنى التحتية اللبنانية، فيما اعتبر الفاتيكان أن ما يحدث هو اعتداء على دولة ذات سيادة وعضو في المجتمع الدولي.
وبينما استمر الموقف الأمريكي على تشدده في التأكيد على ما أسماه "حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن النفس"، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جورج بوش أكد اليوم أنه من الضروري أن يعمل الصهاينة على منع وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين في لبنان خلال ما دعاه "الحملة العسكرية الصهيونية على لبنان"، ونفى البيت الأبيض أن يكون بوش سوف يضغط على الكيان لوقف الاعتداءات.
وفيما أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن بوش أكد له في اتصال هاتفي اليوم أنه يضغط على الكيان من أجل وقف الاعتداءات، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أن يكون الرئيس الأمريكي قد وعد بذلك.
ويعقد مجلس الأمن الدولي حاليًّا جلسةً طارئةً لبحث الملف اللبناني في ظل التصعيد الصهيوني الخطير واستهداف البنية التحتية اللبنانية، ونقلت وكالات الأنباء عن المندوب اللبناني نهاد محمود وصفه للعدوان الصهيوني على لبنان بأنه "عدوان همجي"، فيما استمر المندوب الصهيوني دان جيلرمان في دفاعه عن الاعتداءات على لبنان.
وكان مسئول بارز في الإدارة الأمريكية قد أكد أن بوش قد اتصل بكل من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقد التقى كل من مبارك وعبد الله الثاني اليوم في القاهرة، وأشارت الأنباء إلى الزعيمين طالبا "بوش" بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف الاعتداءات على لبنان.
اقتصاديًّا، انخفضت بورصة بيروت بمقدار 14 نقطة، فيما واصلت أسعار النفط ارتفاعها عالميًّا جرَّاء الحالة في لبنان حتى تجاوزت الأسعار 78 دولارًا للبرميل الواحد، كما ذكرت وكالة رويترز أن أسعار التأمين على السفن المتجهة لكل من الكيان الصهيوني ولبنان قد ارتفعت بصورة وصفتها الأوساط المعنية ب"الحادة".
نصر الله يتوعد الصهاينة ب"حرب مفتوحة" والمقاومة تدمر بارجة حربية
في تصعيد صهيوني خطير للعدوان العسكري على الأراضي اللبنانية، قامت الطائرات الصهيونية يوم الجمعة 14 يوليو 2006م بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية لبيروت، فيما واصلت المقاومة اللبنانية قصفها للمناطق الشمالية في الكيان الصهيوني الأمر الذي أسفر عن مقتل اثنين من الصهاينة، وبينما يواصل وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم التحضيرية لاجتماعهم الطارئ غدًا بالقاهرة، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم لبحث الوضع الراهن.
فقد أشارت وكالات الأنباء إلى أن الطائرات الصهيونية قامت بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، ولم ترد أية أنباء عن سقوط ضحايا جراء القصف، فيما أشارت تقارير إعلامية لبنانية إلى أن الطائرات الصهيونية قصفت أيضًا منزل الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله الواقع بجوار مقر الأمانة العامة دون أن يتم استهداف الأمين العام نفسه.
وكانت معلومات قد أشارت إلى أن هناك اتصالات بين حزب الله اللبناني وبين الإدارة الأمريكية تتم من خلال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة تتضمن عدم قصف الحزب لمدينة حيفا، إلا أن الحزب طالب الصهاينة بوقف ضرب الضاحية الجنوبية وهو ما لم يتحقق للآن.
يأتي هذا فيما تواصلت الغارات الصهيونية ضد البنى التحتية اللبنانية؛ حيث واصلت سياسة قصف الجسور بالإضافة إلى ضرب خزانات الوقود؛ الأمر الذي أدى لإجراءات احترازية من جانب المواطنين اللبنانيين لمنع نفاد الوقود والمحروقات بصفة عامة، كما قامت الطائرات الصهيونية بضرب طريق شتورة الرابط بين بيروت والعاصمة السورية دمشق قرب بلدة صوفر في إطار حملتها لضرب الطرق والجسور والتي بدأتها منذ الساعات الأولى لبدء الاعتداء على لبنان.
كما أدت الغارات الصهيونية إلى ضرب مدرج مطار بيروت؛ حيث تعرض المطار إلى 3 صواريخ أصاب واحد منها مبنى المطار نفسه والذي يعد واحدًا من أكثر المباني ارتفاعًا في التكلفة بالشرق الأوسط، وقد أدت هذه الاعتداءات الصهيونية إلى تحويل السلطات اللبنانية لحركة الطيران إلى مطار عمان بالأردن.
وعلى مستوى الخسائر البشرية أدت الغارات الصهيونية إلى استشهاد 5 مواطنين لبنانيين اليوم ليرتفع بذلك عدد الشهداء اللبنانيين منذ بداية القصف الصهيوني للجنوب اللبناني إلى 66 شخصًا غالبيتهم من المدنيين، وفق إحصاءات الشرطة اللبنانية، بينما وصل عدد الجرحى إلى ما يزيد على ال200 جريح.
كذلك قام الصهاينة باستهداف محيط مبنى إذاعة "النور" التابعة لحزب الله اللبناني، في إطار المحاولات الصهيونية المحمومة لضرب الوسائل الإعلامية التابعة للحزب؛ حيث كان قد استهدف محيط مبنى تليفزيون "المنار" التابع للحزب أيضًا، إلا أن المحاولة لم تؤد إلى عرقلة بث القناة التي استمرت في بث الصور من التليفزيون الصهيوني، والتي توضح حجم المخاوف الصهيونية من العمليات التي يقوم بها حزب الله، ومدى تأثيرها على الرأي العام الصهيوني الذي قد يتحول إلى قوة ضاغطة على الحكومة الصهيونية لوقف الاعتداءات على اللبنانيين.
وتقوم حاليًّا البوارج الصهيونية بحصار ميناء طرابلس اللبناني؛ وذلك في إطار الحصار البري والبحري والجوي المفروض على لبنان والذي يستهدف بصورة خاصة وسائل النقل وجميع تسهيلات عمليات النقل من موانئ وطائرات.
وكانت تهديدات صهيونية قد انطلقت مؤخرًا بأن العملية العسكرية تهدف لتدمير حزب الله اللبناني، كما هددت شخصيات صهيونية بتصفية الأمين العام للحزب، إلا أن التهديدات لم تتحول إلى حقائق ملموسة؛ حيث استمرت عناصر الحزب في ممارسة عملياته ضد الكيان.
ففي هذا السياق، ذكرت الأنباء القادمة أن المقاومة الإسلامية في لبنان واصلت قصفها للأهداف المختلفة في شمال الكيان، وكان من بين الأهداف التي قصفتها المقاومة مقر القيادة العسكرية في شمال مدينة صفد، بالإضافة إلى مقر قيادة اللواء الغربي الصهيوني الواقع في مغتصبة الشومرة، كما أطلقت المقاومة اللبنانية صواريخها على مغتصبة كريات شمونا، وأصابت صواريخ حزب الله مجمعات الوقود في شمال مدينة نهاريا، فيما واصل الحزب تهديداته باستهداف مدينة حيفا.
وأعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أن المقاومة اللبنانية نجحت في إحراق بارجة صهيونية، ونقل عنه تليفزيون "المنار" تأكيده أن البارجة تحترق قرب السواحل اللبنانية أمام العاصمة بيروت، وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في مستوى الرد من جانب المقاومة الإسلامية اللبنانية.
وبعد دقائق قليلة من إعلان نصر الله عن احتراق بارجة حربية صهيونية راسية بالقرب من بيروت، اعترف العدو الصهيوني بغرق بارجة حربية تابعة له بعد استهدافها بصاروخين، وبفقدان أربعة من جنوده جرَّاء استهداف البارجة.
وأكد نصر الله في اتصال هاتفي بثه تلفزيون (المنار) أعلن عن توسيع نطاق المعركة مع الكيان الصهيوني, مضيفًا "إسرائيل هي التي اختارت أن تغير قواعد اللعبة، ونحن جاهزون لقلب الطاولة على رؤوس حكام العدو الغاصب، ونحن ذاهبون في الحرب إلى حيفا وما بعد حيفا".
وشدد نصر الله على أن العدوان على لبنان هدفه تصفية حساب مع لبنان وشعبها ومقاومتها وليس استهداف حزب الله فقط، وقال: "نحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها حربًا على كل صعيد، لن تدمر بيوتنا وحدنا، لن يقتل أطفالنا وحدنا، لن يشرد شعبنا وحده هذا الزمن انتهى، وعليكم أيضًا أن تتحملوا مسئولية ما قامت به حكومتكم".
وفي تطور جديد، ذكرت وكالة (رويترز) أن اثنين من الصهاينة قد قُتلا عندما سقط عدد من الصواريخ على مدينة ميرون الواقعة في جبل الجرمق والذي يسميه الصهاينة جبل ميرون شمال الكيان، فيما اعترف الصهاينة بمقتل الاثنين، وأكدوا أن حزب الله قد أطلق خلال ال48 ساعة الماضية حوالي 130 صاروخًا على الكيان مما خلف أيضًا حوالي 100 جريح.
يُذكر أن حزب الله يمتلك ترسانة من الصواريخ مختلفة المدى، وذكرت مجلة (جينز) البريطانية المتخصصة في الشئون العسكرية أن الحزب يمتلك صواريخ من نوع "زلزال 1" يمكنها أن تطول مدينة تل أبيب؛ وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في القدرات العسكرية للحزب، إلى جانب عدد آخر من الصواريخ التي تطال مناطق أخرى داخل الكيان، فيما كان الصهاينة قد أعلنوا أن الحزب يمتلك حوالي 13 ألفًا من رؤوس الكاتيوشا يتراوح مداها ما بين 20 إلى 70 كيلومترًا.
وفيما يتعلق بردود الأفعال الدولية حول الاعتداء على لبنان، جددت فرنسا رفضها للعدوان على البنى التحتية اللبنانية، وعاد الرئيس الفرنسي وأكد في تصريحات تليفزيونية بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي أن الاعتداءات الصهيونية تعتبر "مفرطة في القوة"، كما أدانت ألمانيا استهداف الكيان للبنى التحتية اللبنانية، فيما اعتبر الفاتيكان أن ما يحدث هو اعتداء على دولة ذات سيادة وعضو في المجتمع الدولي.
وبينما استمر الموقف الأمريكي على تشدده في التأكيد على ما أسماه "حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن النفس"، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جورج بوش أكد اليوم أنه من الضروري أن يعمل الصهاينة على منع وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين في لبنان خلال ما دعاه "الحملة العسكرية الصهيونية على لبنان"، ونفى البيت الأبيض أن يكون بوش سوف يضغط على الكيان لوقف الاعتداءات.
وفيما أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن بوش أكد له في اتصال هاتفي اليوم أنه يضغط على الكيان من أجل وقف الاعتداءات، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أن يكون الرئيس الأمريكي قد وعد بذلك.
ويعقد مجلس الأمن الدولي حاليًّا جلسةً طارئةً لبحث الملف اللبناني في ظل التصعيد الصهيوني الخطير واستهداف البنية التحتية اللبنانية، ونقلت وكالات الأنباء عن المندوب اللبناني نهاد محمود وصفه للعدوان الصهيوني على لبنان بأنه "عدوان همجي"، فيما استمر المندوب الصهيوني دان جيلرمان في دفاعه عن الاعتداءات على لبنان.
وكان مسئول بارز في الإدارة الأمريكية قد أكد أن بوش قد اتصل بكل من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقد التقى كل من مبارك وعبد الله الثاني اليوم في القاهرة، وأشارت الأنباء إلى الزعيمين طالبا "بوش" بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف الاعتداءات على لبنان.
اقتصاديًّا، انخفضت بورصة بيروت بمقدار 14 نقطة، فيما واصلت أسعار النفط ارتفاعها عالميًّا جرَّاء الحالة في لبنان حتى تجاوزت الأسعار 78 دولارًا للبرميل الواحد، كما ذكرت وكالة رويترز أن أسعار التأمين على السفن المتجهة لكل من الكيان الصهيوني ولبنان قد ارتفعت بصورة وصفتها الأوساط المعنية ب"الحادة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.