إسرائيل تعلن اغتيال رئيس الأركان الإيراني الجديد    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 في كأس العالم للأندية    إصابة 8 مراقبين إثر تصادم سيارتين أثناء ذهابهم للجان امتحانات الثانوية العامة بقنا    بدء توافد طلاب الثانوية العامة لآداء امتحان اللغة الأجنبية الثانية    أسعار الخضروات والفاكهة اليوم 16 يونيو 2025    تشكيل الهلال المتوقع أمام ريال مدريد في كأس العالم للأندية    تراجع في 3 بنوك.. سعر الدولار اليوم ببداية تعاملات الثلاثاء    الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال رئيس هيئة أركان الحرب في إيران    «الأرصاد» تكشف حالة الطقس على القاهرة وجنوب الصعيد اليوم    الجد بدأ.. توافد طلاب الثانوية العامة بكفر الشيخ على اللجان لأداء امتحان اللغة الأجنبية الثانية    18 ألف طالب يؤدون امتحان اللغة الأجنبية الثانية للثانوية العامة بقنا    طلاب الأدبى بالثانوية الأزهرية فى الأقصر يؤدون امتحان الفقه اليوم.. فيديو    رغم حرارة الطقس.. أولياء الأمور يرافقون أبناءهم في ثاني أيام الثانوية العامة    تركي آل الشيخ يكشف كواليس زيارته لمنزل الزعيم عادل إمام    ابن النصابة، تعرف على تفاصيل شخصية كندة علوش في أحدث أعمالها    وزير دفاع أمريكا: نتبنى موقفا دفاعيا في المنطقة.. ونحافظ على يقظتنا واستعدادنا    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة| مواجهات نارية في كأس العالم للأندية 2025    "فقرات استشفائية".. الأهلي يواصل تدريباته استعداداته لمواجهة بالميراس    انقطاع واسع في خدمة الإنترنت في طهران    «سكاي أبوظبي»: 240 مليار جنيه مبيعات مشروع «رأس الحكمة»    بعد أزمة الاستبعاد.. جلسة صلح بين ريبيرو ونجم الأهلي في أمريكا (تفاصيل)    سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 17-6-2025 مع بداية التعاملات    طريقة عمل كيكة الجزر، مغذية ومذاقها مميز وسهلة التحضير    8 أطعمة تصبح أكثر صحة عند تبريدها، والسر في النشا المقاوم    5 تعليمات من وزارة الصحة للوقاية من الجلطات    ترجمات| «ساراماجو» أول أديب برتغالي يفوز بجائزة نوبل أدان إسرائيل: «ما يحدث في فلسطين جريمة»    سلوفاكيا تجلي مواطنيها ومواطنين أوروبيين من إسرائيل عبر الأردن وقبرص    إيران تشن هجوما جديدا الآن.. إسرائيل تتعرض لهجمات صاروخية متتالية    موعد مباراة الأهلي القادمة أمام بالميراس في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    بعد تصريحات نتنياهو.. هل يتم استهداف خامنئي الليلة؟ (مصادر تجيب)    3 أيام متتالية.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    إغلاق جميع منشآت التكرير في حيفا بعد ضربة إيرانية    سحر إمامي.. المذيعة الإيرانية التي تعرضت للقصف على الهواء    أشرف صبحي يكشف كواليس تدخلاته في أزمة زيزو.. ويؤكد دعمه الكامل للأهلي    وكالة إس إن إن: إيران تعتزم مهاجمة قاعدة جوية عسكرية إسرائيلية حساسة    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    بعد إنهاك إسرائيل.. عمرو أديب: «سؤال مرعب إيه اللي هيحصل لما إيران تستنفد صواريخها؟»    تفاصيل محاضرة ريبيرو للاعبي الأهلي    رئيس مدينة دمنهور يقود حملة مكبرة لإزالة الإشغالات بشوارع عاصمة البحيرة| صور    إلهام شاهين تروي ل"كلمة أخيرة" كواليس رحلتها في العراق وإغلاق المجال الجوي    حدث بالفن | عودة إلهام شاهين وهالة سرحان من العراق والعرض الخاص لفيلم "في عز الضهر"    بسبب إغلاق مطار بغداد.. إلهام شاهين تكشف تفاصيل عودتها لمصر قادمة من العراق    "سقوط حر" يكشف لغز جثة سوداني بفيصل    د.حماد عبدالله يكتب: وظائف خالية !!    "حقوق الإنسان" بحزب مستقبل وطن تعقد اجتماعًا تنظيميًا بحضور أمنائها في المحافظات    تراجع أسعار الذهب العالمي رغم استمرار الحرب بين إسرائيل وإيران    أمريكا: حالات الإصابة بمرض الحصبة تقترب من 1200 حالة    مستشارة الاتحاد الأوروبي: استمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران يمثل مصدر قلق    قطع أثرية بمتحف الغردقة توضح براعة المصريين القدماء فى صناعة مستحضرات التجميل    محافظ كفر الشيخ: إقبال كبير من المواطنين على حملة «من بدرى أمان»    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    إيبارشية قنا تستقبل أسقفها الجديد بحضور كنسي    اتحاد المرأة بتحالف الأحزاب يعلن الدفع بمجموعة من المرشحات بانتخابات مجلسي النواب والشيوخ    وزير العمل والأكاديمية الوطنية للتدريب يبحثان تعزيز التعاون في الملفات المشتركة    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    محافظ المنوفية: مليار و500 مليون جنيه حجم استثمارات قطاع التعليم خلال ال 6 سنوات الأخيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نصر الله يتوعد الصهاينة ب"حرب مفتوحة" والمقاومة تدمر بارجة حربية
نشر في الشعب يوم 17 - 07 - 2006

في تصعيد صهيوني خطير للعدوان العسكري على الأراضي اللبنانية، قامت الطائرات الصهيونية يوم الجمعة 14 يوليو 2006م بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية لبيروت، فيما واصلت المقاومة اللبنانية قصفها للمناطق الشمالية في الكيان الصهيوني الأمر الذي أسفر عن مقتل اثنين من الصهاينة، وبينما يواصل وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم التحضيرية لاجتماعهم الطارئ غدًا بالقاهرة، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم لبحث الوضع الراهن.
فقد أشارت وكالات الأنباء إلى أن الطائرات الصهيونية قامت بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، ولم ترد أية أنباء عن سقوط ضحايا جراء القصف، فيما أشارت تقارير إعلامية لبنانية إلى أن الطائرات الصهيونية قصفت أيضًا منزل الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله الواقع بجوار مقر الأمانة العامة دون أن يتم استهداف الأمين العام نفسه.
وكانت معلومات قد أشارت إلى أن هناك اتصالات بين حزب الله اللبناني وبين الإدارة الأمريكية تتم من خلال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة تتضمن عدم قصف الحزب لمدينة حيفا، إلا أن الحزب طالب الصهاينة بوقف ضرب الضاحية الجنوبية وهو ما لم يتحقق للآن.
يأتي هذا فيما تواصلت الغارات الصهيونية ضد البنى التحتية اللبنانية؛ حيث واصلت سياسة قصف الجسور بالإضافة إلى ضرب خزانات الوقود؛ الأمر الذي أدى لإجراءات احترازية من جانب المواطنين اللبنانيين لمنع نفاد الوقود والمحروقات بصفة عامة، كما قامت الطائرات الصهيونية بضرب طريق شتورة الرابط بين بيروت والعاصمة السورية دمشق قرب بلدة صوفر في إطار حملتها لضرب الطرق والجسور والتي بدأتها منذ الساعات الأولى لبدء الاعتداء على لبنان.
كما أدت الغارات الصهيونية إلى ضرب مدرج مطار بيروت؛ حيث تعرض المطار إلى 3 صواريخ أصاب واحد منها مبنى المطار نفسه والذي يعد واحدًا من أكثر المباني ارتفاعًا في التكلفة بالشرق الأوسط، وقد أدت هذه الاعتداءات الصهيونية إلى تحويل السلطات اللبنانية لحركة الطيران إلى مطار عمان بالأردن.
وعلى مستوى الخسائر البشرية أدت الغارات الصهيونية إلى استشهاد 5 مواطنين لبنانيين اليوم ليرتفع بذلك عدد الشهداء اللبنانيين منذ بداية القصف الصهيوني للجنوب اللبناني إلى 66 شخصًا غالبيتهم من المدنيين، وفق إحصاءات الشرطة اللبنانية، بينما وصل عدد الجرحى إلى ما يزيد على ال200 جريح.
كذلك قام الصهاينة باستهداف محيط مبنى إذاعة "النور" التابعة لحزب الله اللبناني، في إطار المحاولات الصهيونية المحمومة لضرب الوسائل الإعلامية التابعة للحزب؛ حيث كان قد استهدف محيط مبنى تليفزيون "المنار" التابع للحزب أيضًا، إلا أن المحاولة لم تؤد إلى عرقلة بث القناة التي استمرت في بث الصور من التليفزيون الصهيوني، والتي توضح حجم المخاوف الصهيونية من العمليات التي يقوم بها حزب الله، ومدى تأثيرها على الرأي العام الصهيوني الذي قد يتحول إلى قوة ضاغطة على الحكومة الصهيونية لوقف الاعتداءات على اللبنانيين.
وتقوم حاليًّا البوارج الصهيونية بحصار ميناء طرابلس اللبناني؛ وذلك في إطار الحصار البري والبحري والجوي المفروض على لبنان والذي يستهدف بصورة خاصة وسائل النقل وجميع تسهيلات عمليات النقل من موانئ وطائرات.
وكانت تهديدات صهيونية قد انطلقت مؤخرًا بأن العملية العسكرية تهدف لتدمير حزب الله اللبناني، كما هددت شخصيات صهيونية بتصفية الأمين العام للحزب، إلا أن التهديدات لم تتحول إلى حقائق ملموسة؛ حيث استمرت عناصر الحزب في ممارسة عملياته ضد الكيان.
ففي هذا السياق، ذكرت الأنباء القادمة أن المقاومة الإسلامية في لبنان واصلت قصفها للأهداف المختلفة في شمال الكيان، وكان من بين الأهداف التي قصفتها المقاومة مقر القيادة العسكرية في شمال مدينة صفد، بالإضافة إلى مقر قيادة اللواء الغربي الصهيوني الواقع في مغتصبة الشومرة، كما أطلقت المقاومة اللبنانية صواريخها على مغتصبة كريات شمونا، وأصابت صواريخ حزب الله مجمعات الوقود في شمال مدينة نهاريا، فيما واصل الحزب تهديداته باستهداف مدينة حيفا.
وأعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أن المقاومة اللبنانية نجحت في إحراق بارجة صهيونية، ونقل عنه تليفزيون "المنار" تأكيده أن البارجة تحترق قرب السواحل اللبنانية أمام العاصمة بيروت، وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في مستوى الرد من جانب المقاومة الإسلامية اللبنانية.
وبعد دقائق قليلة من إعلان نصر الله عن احتراق بارجة حربية صهيونية راسية بالقرب من بيروت، اعترف العدو الصهيوني بغرق بارجة حربية تابعة له بعد استهدافها بصاروخين، وبفقدان أربعة من جنوده جرَّاء استهداف البارجة.
وأكد نصر الله في اتصال هاتفي بثه تلفزيون (المنار) أعلن عن توسيع نطاق المعركة مع الكيان الصهيوني, مضيفًا "إسرائيل هي التي اختارت أن تغير قواعد اللعبة، ونحن جاهزون لقلب الطاولة على رؤوس حكام العدو الغاصب، ونحن ذاهبون في الحرب إلى حيفا وما بعد حيفا".
وشدد نصر الله على أن العدوان على لبنان هدفه تصفية حساب مع لبنان وشعبها ومقاومتها وليس استهداف حزب الله فقط، وقال: "نحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها حربًا على كل صعيد، لن تدمر بيوتنا وحدنا، لن يقتل أطفالنا وحدنا، لن يشرد شعبنا وحده هذا الزمن انتهى، وعليكم أيضًا أن تتحملوا مسئولية ما قامت به حكومتكم".
وفي تطور جديد، ذكرت وكالة (رويترز) أن اثنين من الصهاينة قد قُتلا عندما سقط عدد من الصواريخ على مدينة ميرون الواقعة في جبل الجرمق والذي يسميه الصهاينة جبل ميرون شمال الكيان، فيما اعترف الصهاينة بمقتل الاثنين، وأكدوا أن حزب الله قد أطلق خلال ال48 ساعة الماضية حوالي 130 صاروخًا على الكيان مما خلف أيضًا حوالي 100 جريح.
يُذكر أن حزب الله يمتلك ترسانة من الصواريخ مختلفة المدى، وذكرت مجلة (جينز) البريطانية المتخصصة في الشئون العسكرية أن الحزب يمتلك صواريخ من نوع "زلزال 1" يمكنها أن تطول مدينة تل أبيب؛ وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في القدرات العسكرية للحزب، إلى جانب عدد آخر من الصواريخ التي تطال مناطق أخرى داخل الكيان، فيما كان الصهاينة قد أعلنوا أن الحزب يمتلك حوالي 13 ألفًا من رؤوس الكاتيوشا يتراوح مداها ما بين 20 إلى 70 كيلومترًا.
وفيما يتعلق بردود الأفعال الدولية حول الاعتداء على لبنان، جددت فرنسا رفضها للعدوان على البنى التحتية اللبنانية، وعاد الرئيس الفرنسي وأكد في تصريحات تليفزيونية بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي أن الاعتداءات الصهيونية تعتبر "مفرطة في القوة"، كما أدانت ألمانيا استهداف الكيان للبنى التحتية اللبنانية، فيما اعتبر الفاتيكان أن ما يحدث هو اعتداء على دولة ذات سيادة وعضو في المجتمع الدولي.
وبينما استمر الموقف الأمريكي على تشدده في التأكيد على ما أسماه "حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن النفس"، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جورج بوش أكد اليوم أنه من الضروري أن يعمل الصهاينة على منع وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين في لبنان خلال ما دعاه "الحملة العسكرية الصهيونية على لبنان"، ونفى البيت الأبيض أن يكون بوش سوف يضغط على الكيان لوقف الاعتداءات.
وفيما أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن بوش أكد له في اتصال هاتفي اليوم أنه يضغط على الكيان من أجل وقف الاعتداءات، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أن يكون الرئيس الأمريكي قد وعد بذلك.
ويعقد مجلس الأمن الدولي حاليًّا جلسةً طارئةً لبحث الملف اللبناني في ظل التصعيد الصهيوني الخطير واستهداف البنية التحتية اللبنانية، ونقلت وكالات الأنباء عن المندوب اللبناني نهاد محمود وصفه للعدوان الصهيوني على لبنان بأنه "عدوان همجي"، فيما استمر المندوب الصهيوني دان جيلرمان في دفاعه عن الاعتداءات على لبنان.
وكان مسئول بارز في الإدارة الأمريكية قد أكد أن بوش قد اتصل بكل من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقد التقى كل من مبارك وعبد الله الثاني اليوم في القاهرة، وأشارت الأنباء إلى الزعيمين طالبا "بوش" بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف الاعتداءات على لبنان.
اقتصاديًّا، انخفضت بورصة بيروت بمقدار 14 نقطة، فيما واصلت أسعار النفط ارتفاعها عالميًّا جرَّاء الحالة في لبنان حتى تجاوزت الأسعار 78 دولارًا للبرميل الواحد، كما ذكرت وكالة رويترز أن أسعار التأمين على السفن المتجهة لكل من الكيان الصهيوني ولبنان قد ارتفعت بصورة وصفتها الأوساط المعنية ب"الحادة".
نصر الله يتوعد الصهاينة ب"حرب مفتوحة" والمقاومة تدمر بارجة حربية
في تصعيد صهيوني خطير للعدوان العسكري على الأراضي اللبنانية، قامت الطائرات الصهيونية يوم الجمعة 14 يوليو 2006م بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية لبيروت، فيما واصلت المقاومة اللبنانية قصفها للمناطق الشمالية في الكيان الصهيوني الأمر الذي أسفر عن مقتل اثنين من الصهاينة، وبينما يواصل وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم التحضيرية لاجتماعهم الطارئ غدًا بالقاهرة، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم لبحث الوضع الراهن.
فقد أشارت وكالات الأنباء إلى أن الطائرات الصهيونية قامت بقصف المبنى الذي يضم مقر الأمانة العامة لحزب الله اللبناني في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، ولم ترد أية أنباء عن سقوط ضحايا جراء القصف، فيما أشارت تقارير إعلامية لبنانية إلى أن الطائرات الصهيونية قصفت أيضًا منزل الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله الواقع بجوار مقر الأمانة العامة دون أن يتم استهداف الأمين العام نفسه.
وكانت معلومات قد أشارت إلى أن هناك اتصالات بين حزب الله اللبناني وبين الإدارة الأمريكية تتم من خلال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة تتضمن عدم قصف الحزب لمدينة حيفا، إلا أن الحزب طالب الصهاينة بوقف ضرب الضاحية الجنوبية وهو ما لم يتحقق للآن.
يأتي هذا فيما تواصلت الغارات الصهيونية ضد البنى التحتية اللبنانية؛ حيث واصلت سياسة قصف الجسور بالإضافة إلى ضرب خزانات الوقود؛ الأمر الذي أدى لإجراءات احترازية من جانب المواطنين اللبنانيين لمنع نفاد الوقود والمحروقات بصفة عامة، كما قامت الطائرات الصهيونية بضرب طريق شتورة الرابط بين بيروت والعاصمة السورية دمشق قرب بلدة صوفر في إطار حملتها لضرب الطرق والجسور والتي بدأتها منذ الساعات الأولى لبدء الاعتداء على لبنان.
كما أدت الغارات الصهيونية إلى ضرب مدرج مطار بيروت؛ حيث تعرض المطار إلى 3 صواريخ أصاب واحد منها مبنى المطار نفسه والذي يعد واحدًا من أكثر المباني ارتفاعًا في التكلفة بالشرق الأوسط، وقد أدت هذه الاعتداءات الصهيونية إلى تحويل السلطات اللبنانية لحركة الطيران إلى مطار عمان بالأردن.
وعلى مستوى الخسائر البشرية أدت الغارات الصهيونية إلى استشهاد 5 مواطنين لبنانيين اليوم ليرتفع بذلك عدد الشهداء اللبنانيين منذ بداية القصف الصهيوني للجنوب اللبناني إلى 66 شخصًا غالبيتهم من المدنيين، وفق إحصاءات الشرطة اللبنانية، بينما وصل عدد الجرحى إلى ما يزيد على ال200 جريح.
كذلك قام الصهاينة باستهداف محيط مبنى إذاعة "النور" التابعة لحزب الله اللبناني، في إطار المحاولات الصهيونية المحمومة لضرب الوسائل الإعلامية التابعة للحزب؛ حيث كان قد استهدف محيط مبنى تليفزيون "المنار" التابع للحزب أيضًا، إلا أن المحاولة لم تؤد إلى عرقلة بث القناة التي استمرت في بث الصور من التليفزيون الصهيوني، والتي توضح حجم المخاوف الصهيونية من العمليات التي يقوم بها حزب الله، ومدى تأثيرها على الرأي العام الصهيوني الذي قد يتحول إلى قوة ضاغطة على الحكومة الصهيونية لوقف الاعتداءات على اللبنانيين.
وتقوم حاليًّا البوارج الصهيونية بحصار ميناء طرابلس اللبناني؛ وذلك في إطار الحصار البري والبحري والجوي المفروض على لبنان والذي يستهدف بصورة خاصة وسائل النقل وجميع تسهيلات عمليات النقل من موانئ وطائرات.
وكانت تهديدات صهيونية قد انطلقت مؤخرًا بأن العملية العسكرية تهدف لتدمير حزب الله اللبناني، كما هددت شخصيات صهيونية بتصفية الأمين العام للحزب، إلا أن التهديدات لم تتحول إلى حقائق ملموسة؛ حيث استمرت عناصر الحزب في ممارسة عملياته ضد الكيان.
ففي هذا السياق، ذكرت الأنباء القادمة أن المقاومة الإسلامية في لبنان واصلت قصفها للأهداف المختلفة في شمال الكيان، وكان من بين الأهداف التي قصفتها المقاومة مقر القيادة العسكرية في شمال مدينة صفد، بالإضافة إلى مقر قيادة اللواء الغربي الصهيوني الواقع في مغتصبة الشومرة، كما أطلقت المقاومة اللبنانية صواريخها على مغتصبة كريات شمونا، وأصابت صواريخ حزب الله مجمعات الوقود في شمال مدينة نهاريا، فيما واصل الحزب تهديداته باستهداف مدينة حيفا.
وأعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أن المقاومة اللبنانية نجحت في إحراق بارجة صهيونية، ونقل عنه تليفزيون "المنار" تأكيده أن البارجة تحترق قرب السواحل اللبنانية أمام العاصمة بيروت، وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في مستوى الرد من جانب المقاومة الإسلامية اللبنانية.
وبعد دقائق قليلة من إعلان نصر الله عن احتراق بارجة حربية صهيونية راسية بالقرب من بيروت، اعترف العدو الصهيوني بغرق بارجة حربية تابعة له بعد استهدافها بصاروخين، وبفقدان أربعة من جنوده جرَّاء استهداف البارجة.
وأكد نصر الله في اتصال هاتفي بثه تلفزيون (المنار) أعلن عن توسيع نطاق المعركة مع الكيان الصهيوني, مضيفًا "إسرائيل هي التي اختارت أن تغير قواعد اللعبة، ونحن جاهزون لقلب الطاولة على رؤوس حكام العدو الغاصب، ونحن ذاهبون في الحرب إلى حيفا وما بعد حيفا".
وشدد نصر الله على أن العدوان على لبنان هدفه تصفية حساب مع لبنان وشعبها ومقاومتها وليس استهداف حزب الله فقط، وقال: "نحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها حربًا على كل صعيد، لن تدمر بيوتنا وحدنا، لن يقتل أطفالنا وحدنا، لن يشرد شعبنا وحده هذا الزمن انتهى، وعليكم أيضًا أن تتحملوا مسئولية ما قامت به حكومتكم".
وفي تطور جديد، ذكرت وكالة (رويترز) أن اثنين من الصهاينة قد قُتلا عندما سقط عدد من الصواريخ على مدينة ميرون الواقعة في جبل الجرمق والذي يسميه الصهاينة جبل ميرون شمال الكيان، فيما اعترف الصهاينة بمقتل الاثنين، وأكدوا أن حزب الله قد أطلق خلال ال48 ساعة الماضية حوالي 130 صاروخًا على الكيان مما خلف أيضًا حوالي 100 جريح.
يُذكر أن حزب الله يمتلك ترسانة من الصواريخ مختلفة المدى، وذكرت مجلة (جينز) البريطانية المتخصصة في الشئون العسكرية أن الحزب يمتلك صواريخ من نوع "زلزال 1" يمكنها أن تطول مدينة تل أبيب؛ وهو ما يعتبر تطورًا كبيرًا في القدرات العسكرية للحزب، إلى جانب عدد آخر من الصواريخ التي تطال مناطق أخرى داخل الكيان، فيما كان الصهاينة قد أعلنوا أن الحزب يمتلك حوالي 13 ألفًا من رؤوس الكاتيوشا يتراوح مداها ما بين 20 إلى 70 كيلومترًا.
وفيما يتعلق بردود الأفعال الدولية حول الاعتداء على لبنان، جددت فرنسا رفضها للعدوان على البنى التحتية اللبنانية، وعاد الرئيس الفرنسي وأكد في تصريحات تليفزيونية بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي أن الاعتداءات الصهيونية تعتبر "مفرطة في القوة"، كما أدانت ألمانيا استهداف الكيان للبنى التحتية اللبنانية، فيما اعتبر الفاتيكان أن ما يحدث هو اعتداء على دولة ذات سيادة وعضو في المجتمع الدولي.
وبينما استمر الموقف الأمريكي على تشدده في التأكيد على ما أسماه "حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن النفس"، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جورج بوش أكد اليوم أنه من الضروري أن يعمل الصهاينة على منع وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين في لبنان خلال ما دعاه "الحملة العسكرية الصهيونية على لبنان"، ونفى البيت الأبيض أن يكون بوش سوف يضغط على الكيان لوقف الاعتداءات.
وفيما أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن بوش أكد له في اتصال هاتفي اليوم أنه يضغط على الكيان من أجل وقف الاعتداءات، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أن يكون الرئيس الأمريكي قد وعد بذلك.
ويعقد مجلس الأمن الدولي حاليًّا جلسةً طارئةً لبحث الملف اللبناني في ظل التصعيد الصهيوني الخطير واستهداف البنية التحتية اللبنانية، ونقلت وكالات الأنباء عن المندوب اللبناني نهاد محمود وصفه للعدوان الصهيوني على لبنان بأنه "عدوان همجي"، فيما استمر المندوب الصهيوني دان جيلرمان في دفاعه عن الاعتداءات على لبنان.
وكان مسئول بارز في الإدارة الأمريكية قد أكد أن بوش قد اتصل بكل من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقد التقى كل من مبارك وعبد الله الثاني اليوم في القاهرة، وأشارت الأنباء إلى الزعيمين طالبا "بوش" بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف الاعتداءات على لبنان.
اقتصاديًّا، انخفضت بورصة بيروت بمقدار 14 نقطة، فيما واصلت أسعار النفط ارتفاعها عالميًّا جرَّاء الحالة في لبنان حتى تجاوزت الأسعار 78 دولارًا للبرميل الواحد، كما ذكرت وكالة رويترز أن أسعار التأمين على السفن المتجهة لكل من الكيان الصهيوني ولبنان قد ارتفعت بصورة وصفتها الأوساط المعنية ب"الحادة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.