تزايدت حدة المعارك بين القوات الصهيونية والمقاومة الإسلامية في مختلف المحاور في الجنوب وبخاصة بعد أن بدأ الصهاينة في محاولة القيام بعمليات إنزال قالوا إنها وصلت بهم إلى حدودِ نهر الليطاني، إلا أن شهود عيان نفوا تلك الأنباء، كما أن حزب الله لم يؤكد حدوثها، ما يوضح أنها جزءٌ من الحرب النفسية الصهيونية في الحرب الحالية. وكانت المعارك التي دارت بين الجانبين أمس السبت قد أسفرت عن مصرع 16 من الجنود الصهاينة وإصابة أكثر من 100 آخرين، وقد اعترف الجيش الصهيوني بهذه الخسائر، وأشار تليفزيون صهيوني إلى أن اثنين منهم قُتلا سحقًا تحت دبابة "إسرائيلية"، فيما قتل الباقون خلال الاشتباكات، وأكدت جريدة (يديعوت أحرونوت) الصهيونية أن 11 من المصابين في حالة خطيرة جدًّا، وقد أكدت المقاومة أنها دمرت 30 دبابة خلال معاركها يوم السبت، وأوقعت طواقمها بين قتيل وجريح عندما شنَّت عناصر حزب الله حملةً على رتل دبابات في وادي الحجير جنوبي بلدة مرجعيون، وأكدت مصادر الحزب أن المنطقة تحولت إلى "مقبرة للدبابات". كما أسقطت المقاومة اللبنانية مروحية عسكرية في قرية ياطر بالجنوب اللبناني، ومصرع طاقمها المكون من أربعة بين ضابط وجندي، وهو ما اعترف به الجيش الصهيوني، إلا انه أشار إلي أن مصير طاقم الطائرة مازال مجهولا. كما واصلت المقاومة الإسلامية إطلاق الصواريخ على المناطق المختلفة في الكيان الصهيوني، وذكرت وسائل الإعلام الصهيونية أن عددًا من الإصابات قد وقع جرَّاء سقوط تلك الصواريخ التي أصابت مغتصبات معالوت وكريات شمونا التي أخلاها الصهاينة من سكانها تمامًا وكابري إلى جانب مدن صفد وحيفا وطبريا. الغارات الصهيونية على الأراضي اللبنانية لم تتوقَّفْ طوال أمس، وأدت إلى العديد من المجازر والخسائر في البنية التحتية والمرافق اللبنانية، حيث أسفرت الغارات عن تهدم جسري الزهراني الجديد والقديم بالقرب من صور، إلى جانب تدمير محطة الكهرباء الواقعة في صيدا، والتي تغذِّي مناطقَ واسعةً في الجنوب اللبناني، وكان 15 شخصًا قد استُشهدوا في بلدة رشاف بالجنوب اللبناني.
من ناحية أخرى أعلنت الحكومة اللبنانية موافقتها بالإجماع على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بعد عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية مساء أمس السبت 12/8/2006م ناقش خلالها الأوضاع السياسية والعامة قبل قرار مجلس الأمن وبعده، مع تسجيل بعض التحفظات والملاحظات على بعض بنود القرار، وطالبت الحكومة المجتمع الدولي بوضع حدٍّ للجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في الجنوب اللبناني. ورفض وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي الإفصاح عن التحفظات التي أبداها المجلس الوزاري، وقال إنها طويلة ومتعددة ولا يستطيع إيجازها الآن، مؤكدًا أن هذه الملاحظات لم تأتِ من فريق واحد من مجلس الوزراء وليس ثمة انقسامات داخلية على هذا القرار. وأضاف في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب انتهاء الجلسة أن مجلس الوزراء اللبناني سيعقد اجتماعًا في الساعة الثالثة من مساء اليوم الأحد 13/8/2006م. وفيما يعد تراجعًا صهيونيًّا على المستوى الميداني، أعلنت وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني- في حديث للتليفزيون الصهيوني- أن "إسرائيل" سوف توقف العمليات العسكرية في لبنان يوم الاثنين القادم، إلا أنها لم تحدد موعدًا، لكنَّ مصادرَ صهيونية أخرى أشارت إلى أن الموعد في السابعة من صباح الإثنين بتوقيت "إسرائيل". ويجد الصهاينة في نص القرار الدولي 1701 على وقف ما دعاها "العمليات العسكرية" في لبنان مخرجًا من الهزيمة العسكرية التي لحقت بهم أمام عناصر حزب الله في الجنوب اللبناني، والتي أكدها جميع المراقبين.