واصلت المقاومة اللبنانية انتصارتها اليوم ومع دخولها الشهر الثاني حيث أكدت المقاومةُ اللبنانيةُ اليوم السبت 12 أغسطس 2006م أنها قتلت سبعة جنود صهاينة وأصابت 23 آخرين، كما دمرت 21 دبابة للعدو وتصدَّت لقوات صهيونية حاولت التقدم باتجاه بعض القرى اللبنانية. فعلى صعيد المواجهات البرية بالجنوب اللبناني أعلنت المقاومة الإسلامية أن عناصرَها نجحوا في تدمير جرافة ودبابة ميركافا تقدمتا باتجاه بلدة بيت ياحون، كما أكدت أن مقاتليها دمروا دبابتين للصهاينة حاولَتا التقدمَ إلى منطقة صف الهوا، وبالإضافة إلى ذلك فقد أشارت المقاومةُ إلى أنها شنَّت هجومًا على قوةٍ صهيونيةٍ عند محور القنطرة- عدشيت القصير، ونجحت خلاله في تدمير دبابة رابعة، كما تم تدمير 17 دبابة أخرى في معارك متفرقة بجنوب لبنان. وأعلنت المقاومة أنها تتصدى اليوم لقوة صهيونية حاولت التقدم لبلدة عيتا الشعب التي تُعتبر واحدةً من أهم المحاور في الجنوب اللبناني، كما أكد حزبُ الله أنه هاجم قوةً صهيونيةً توغلت في الغندورية قرب صور وأوقع عددًا من القتلى والجرحى في صفوفها، بينما أفرجت قواتُ الاحتلال عن 3 مدنيين كانت قد اختطفتهم الثلاثاء الماضي من الحدود اللبنانية خلال تلك المواجهات البرية. وذكرت مصادر حزب الله أن المواجهات في الجنوب قد أسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من الجنود الصهاينة وخاصةً في عمليات تدمير الدبابات والجرافات التي باتت مصدرَ قلقٍ كبير للقوات الصهيونية، والتي أشارت الأنباء إلى أنها تسعى لتطوير دروع كهرومغناطيسية لحماية دباباتها من قذائف حزب الله المضادة للدروع، إلا أن تلك التكنولوجيا المتطورة لا تزال قَيدَ التجريب، الأمر الذي يخشى معه الصهاينةُ أن تؤدي إلى المزيد من التدمير في دباباتهم. وتوضح المواجهاتُ البرية استمرارَ فاعلية مقاتلي حزب الله وتماسك هيكلية إدارته، على الرغم من عنف المواجهات بما يكذب المزاعم الصهيونية بالنجاح في القضاء على قدرات الحزب بصورة كبيرة، كما تشير نتائج تلك المواجهات البرية إلى أن الخسائر التي تنتظر الصهاينة بعد قرارهم توسيع العمليات البرية سوف تكون فادحةً، وقد تؤدي في النهاية إلى الإطاحة برئيس الوزراء إيهود أولمرت لعدم احتمال الرأي العام الصهيوني المزيد من الخسائر وفق استطلاعات الرأي.
من جانبه أكد رئيسَ الأركان الصهيوني دان حلوتس ان الصهاينة سيزيدون من عدد قواتهم التي تعمل في الجنوب اللبناني بمقدار 3 أمثال، مؤكدًا أنهم يستطيعون مواصلة العمليات البرية لمدة أسبوع إضافي، ويعبر التضارب في المواقف الصهيونية عن الارتباك السياسي والعسكري الصهيوني، إلى جانب ما قد تشير له هذه التصريحاتُ من محاولة الصهاينة الإيحاءَ بأنهم لم يخسروا في لبنان ولكنهم أوقفوا عملياتهم امتثالاً للقرار الدولي. إلى ذلك أعلن حزبُ الله اللبناني أنه أطلق 20 صاروخًا على شمال الكيان الصهيوني في دلالةٍ على استمرار قدرات حزب الله الصاروخية بما يتناقض مع الدعاوَى الصهيونية بتدمير منصَّات إطلاق الصواريخ التابعة للحزب، بالإضافة إلى أن بعضَ التقارير تقول إن بعض الصواريخ تنطلق من أقصى الجنوب اللبناني؛ ما يعني أن الصهاينة لم يُحكموا سيطرتَهم على المناطق الجنوبية كما يحاولون الإيحاء. الغارات الصهيونية تواصلت على الأراضي اللبنانية المختلفة، وذلك على الرغم من القرار الدولي بوقف العمليات العسكرية، وأدَّت الغارات إلى تدمير حوالي 25 منزلاً في قصف جوي ومدفعي على بلدة شقرا جنوب لبنان وفق قناة (العالم) الإيرانية، كما أدت الغارات أيضًا إلى انهيار الجسرَين القديم والجديد في الزهراني قرب صور بالجنوب اللبناني، وهو ما يعني انعزال تلك المنطقة عن باقي الأراضي اللبنانية، كما دمَّرت الطائراتُ الصهيونيةُ محطةَ كهرباء قرب صيدا تُعتبر المحطة المسئولة عن تزويد العديد من المناطق الجنوبية بالكهرباء. وفي الشمال شنَّت الطائراتُ غارةً على مناطق واقعة بالقرب من طرابلس، استهدف خلالها صاروخٌ معبرًا على الحدود بين سوريا ولبنان؛ ما أدى إلى إغلاقه، ويُعتبر هذا المعبر آخِر منافذ لبنان على العالم بعد تدمير جميع المنافذ، وفي هذا السياق أيضًا شنَّت الطائراتُ الصهيونيةُ غاراتٍ على نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا في البقاع؛ ما ألحق دمارًا شديدًا بالمنطقة. وأدت الغاراتُ اليوم إلى سقوط عدد من المدنيين بين شهداء وجرحى وخاصةً في المناطق الجنوبية التي تشهد تكثيفًا للغارات؛ بسبب تأمين الصهاينة غطاءً جويًّا لقواتهم التي تحاول التقدم عبر الجنوب باتجاه نهر الليطاني، وكان من بين الضحايا 15 شهيدًا سقطوا في بلدة رشاف الجنوبية. وفيما يتعلق بالقرار الدولي 1701 الصادر حول لبنان أكد مبعوث الأممالمتحدة للسلام بالشرق الأوسط ألفارو دي سوتو أن القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة سوف تنتشر في الجنوب خلال أسبوع، بينما أكد منسق الشئون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا- خلال مؤتمر صحفي في بيروت- أن الأولوية حاليًا لتنفيذ بنود القرار. وصهيونيًّا نقلت إذاعة الكيان الصهيوني عن النائب الأول لرئيس الوزراء شيمون بيريز قوله إن القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن الدولي قد حقَّق لهم كلَّ ما يريدون؛ حيث إنه "يبرِّئ ساحة إسرائيل" ويقول "إن حزب الله هو المعتدي" وإنه "يجب أن يعيد الأسيرَين"، وتوضح تلك التصريحاتُ أن القرارَ الدوليَّ يأتي ليحقق المصالح الصهيونية ويمنح الكيان الصهيوني ما عجز عن الحصول عليه على المستوى الميداني. وتشير الأنباء إلى أن الحكومة الصهيونية سوف تجتمع غدًا لبحث المشروع، إلا أن بعض الدبلوماسيين الصهاينة أكدوا للإذاعة أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت أعلن أنه موافقٌ على القرار 1701.