انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف مناطق حيوية في تل أبيب وبئر السبع بإسرائيل | فيديو    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    عيار 21 بعد الانخفاض.. سعر الذهب بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    أسعار اللحوم اليوم 3-5-2024 للمستهلكين في المنافذ ومحلات الجزارة    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    طائرات الاحتلال تستهدف محيط مسجد "أبو شمالة" في تل السلطان غرب رفح الفلسطينية    ملف يلا كورة.. قرعة كأس مصر.. موعد مباراتي المنتخب.. فوز الزمالك.. وطلب الأهلي    جمال علام: أناشد جماهير الأندية بدعم منتخب مصر.. والاتحاد نجح في حل 70% من المشكلات    خالد الغندور: محمد صلاح «مش فوق النقد» ويؤدي مع ليفربول أفضل من منتخب مصر    إبراهيم سعيد: مصطفى شوبير لا بد أن يكون أساسي فى تشكيل الأهلي علي حساب الشناوي وإذا حدث عكس ذلك سيكون " ظلم "    أحمد الكأس: سعيد بالتتويج ببطولة شمال إفريقيا.. وأتمنى احتراف لاعبي منتخب 2008    «تغير مفاجئ في الحرارة».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر والظواهر الجوية المتوقعة    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    «دفاع الشيوخ»: اتحاد القبائل العربية توحيد للصف خلف الرئيس السيسي    «زي النهارده».. اليوم العالمي لحرية الصحافة 3 مايو 1991    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    تحذير شديد اللهجة حول علامات اختراق الواتساب    ميزة جديدة تقدمها شركة سامسونج لسلسلة Galaxy S24 فما هي ؟    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    ماما دهب ل ياسمين الخطيب: قولي لي ماما.. انتِ محتاجة تقوليها أكتر ما أنا محتاجة أسمعها    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    حسام موافي يكشف سبب الهجوم عليه: أنا حزين    بسعر 829 جنيها، فاكسيرا توفر تطعيم مرض الجديري المائي    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    سفير الكويت بالقاهرة: رؤانا متطابقة مع مصر تجاه الأزمات والأحداث الإقليمية والدولية    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الإنارة جنوب مدينة غزة    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    أمين «حماة الوطن»: تدشين اتحاد القبائل يعكس حجم الدعم الشعبي للرئيس السيسي    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    خطوات الاستعلام عن معاشات شهر مايو بالزيادة الجديدة    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    د.حماد عبدالله يكتب: حلمنا... قانون عادل للاستشارات الهندسية    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بسبب ماس كهربائي.. إخماد حريق في سيارة ميكروباص ب بني سويف (صور)    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتقديم التهنئة بمناسبة عيد القيامة    تركيا تفرض حظرًا تجاريًا على إسرائيل وتعلن وقف حركة الصادرات والواردات    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    أمين الفتوى ب«الإفتاء»: من أسس الحياء بين الزوجين الحفاظ على أسرار البيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جاء نصر الله والفتح
نشر في الشعب يوم 22 - 08 - 2006


v أثبتنا أننا أمة قادرة على الانتصار
v إسرائيل لم تحقق هدفًا واحدًا من الحرب وهذا معنى الهزيمة
v الجيش الإسرائيلي تعرض لعملية إذلال غير مسبوقة وهذا أكبر مكسب للأمة
v تدفق عودة النازحين اللبنانيين بأعلام حزب الله كان أروع ختام لهذه الجولة والضربة الأخيرة للقوة الغازية
v القرار 1701 لصالح حزب الله في أغلب نقاطه والمهم ما يجري على أرض الواقع
v بدأ الزلزال السياسي في الكيان الصهيوني وتوابعه لن تتوقف

[email protected]
وأخيرًا جاء نصر الله.. ويحق لنا بل يتوجب علينا أن نتلو في هذه اللحظة السورة الكريمة:
{إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا * فسبح بحمد ربك واستغفره * إنه كان توابًا}...
في الأيام الأولى للحرب كتبت مقالاً بعنوان: "الأمة تنتصر ولكن بعض الناس لا يصدق"، وكنت أوجه الحديث لحسني النية من شرفاء الأمة الذين تحطمت معنوياتهم من كثرة الهزائم، ولعل معظمهم اليوم أو جميعهم قد صدقوا ما حاولنا أن نقنعهم به على مدار سنوات من أن الأحوال تتحسن، وأن ميزان القوى يتعدل لصالح الأمة، وأننا أمة قادرة على الانتصار في هذا الجيل، لا في جيل الأبناء والأحفاد. والحقيقة أنه لا يوجد نصر حاسم واحد، فالمعركة طويلة وممتدة إلى يوم الدين، ولكننا نجاهد حتى لا تكون أمتنا هي الطرف الأضعف دائمًا - في المعادلة – والطرف المهزوم دومًا!!
والنصر في (لبنان) ليس هو النصر الذي نقل الأمة بصورة نهائية لكي تكون الطرف الأقوى (بالمعنى الشامل للقوة) في الصراع ضد الحلف الصهيوني – الأمريكي.
ولكن هذه المعركة دخلت التاريخ من أوسع الأبواب باعتبارها العلامة الفارقة على بداية مرحلة جديدة في صراعنا مع الحلف الشرير.
إنها المعركة الأولى التي بدأت وانتهت بهزيمة صريحة وواضحة للعدو.
لقد انتصر لبنان من قبل بانسحاب الاحتلال الصهيوني عام 2000 ولكن جاء ذلك بعد 18 عامًا من الاحتلال.. ولم تثمن الأمة حقيقة ووزن هذا الانتصار، ولم تعطه حقه الذي لم ينقص منه استمرار مزارع شبعا تحت الاحتلال أو بعض الأسرى اللبنانيين.
انتصرت انتفاضة الشعب الفلسطيني على الكيان الصهيوني، وأجبرته على التراجع الاستراتيجي والأيديولوجي، بالتخلي عن فكرة إسرائيل الكبرى، وبدأت الهزيمة واضحة بالجدار العازل الذي يعني التخلي المستقبلي عن باقي الضفة، ثم الانسحاب الصريح من قطاع غزة، وكان هذا تحريرًا لقرابة مليون وثلث مليون فلسطيني من الاحتلال المباشر.
والحقيقة أن مسلسل التراجع بدأ بمعركة العبور في حرب أكتوبر، ولكن الثغرة أفسدت النصر العسكري، ثم جاءت كامب ديفيد لتضيع كل ثمار النصر.
إن معركة العبور كانت المسمار الأول في نعش ما يسمى "هيبة الجيش الصهيوني" ثم جاءت الضربات اللبنانية – الفلسطينية المشار إليها.
أما الجناح الأمريكي فقد تعرض لضربات مميتة في العراق وأفغانستان ولكنه لم يرفع الراية البيضاء بعد ويراهن على التعتيم الإعلامي لإخفاء هزائمه، كما أن المسرحية لم تنته فصولها بعد، والستار لم يسدل، والناس – بسبب التعتيم الإعلامي – لا تشعر ببهجة الانتصارات المتوالية في العراق وأفغانستان لأنها لم تتوج بعد بالنصر النهائي الذي لا يمكن اخفاؤه عندما يحدث، عندما ينسحب الأمريكيون من هذين البلدين.
أما هذه المرة فقد تابعت الأمة المعركة من الألف إلى الياء في لبنان، وكان التعتيم الإعلامي مستحيلاً فقد كانت توجد فضائيات لبنانية وعلى رأسها (المنار) المجاهدة، وكانت (العالم) الإيرانية موجودة، وإلى الآن فإن قوانين التعتيم الإعلامي صعبة في فلسطين ولبنان. فلم تكن هناك وسيلة لاخفاء اندحار العدو، وعندما حاول أن يعتم على آثار صواريخ حزب الله في الداخل فقد عجز تمامًا عن إخفاء إبادة الدبابات على أرض لبنان، وقتلاه الذين تجاوزوا الثلاثمائة من العسكريين (وهذا هو الرقم الحقيقي التقريبي لمن قتلوا على أرض لبنان) وأن اعتراف العدو حتى الآن ب120 فقط و700 جريح وكذلك عمليات الانزال الفاشلة الأقرب لمسلسلات الكوميدي (رغم دمويتها) كاختطاف البقال/ حسن نصر الله في بعلبك، أومحاولة الدخول لشقة في صور!!
هذه المرة تابعت الأمة المعركة من الألف للياء، وهذا مهم لمعنويات ووعي الأمة، ورأينا اعتراف إعلام العدو الأمريكي الصهيوني، وبالتبعية الإعلام العربي العميل بمآثر المقاومة الإسلامية وألوان خيبة الجيش الصهيوني.
ولا نقصد أن هذه المعركة حسمت جبهة لبنان/ الكيان الصهيوني، ولكننا يمكن أن نسميها معركة أساسية أو جولة متكاملة، ستترك آثارها لوقت طويل على هذه الجبهة، وستحمي لبنان من أي مغامرات إسرائيلية، وكما قلت من قبل إن أي حكومة إسرائيلية قادمة لن تستطيع أن تتخذ قرارًا – بسهولة – بضرب لبنان لأن تكلفة هذا القرار ثبت أنها ستكون عالية.
هذه المعركة أو الجولة بدأت وانتهت (والنهاية هنا هي انسحاب إسرائيل إلى الخطوط السابقة للعدوان وبأسرع وقت ممكن) وبالتالي نحن أمام حلقة متكاملة استمرت لمدة 33 يومًا، وهذا ما يجعلها أقوى من انتصار عام 2000 الذي جاء بعد 18 عامًا من الاحتلال. الدائرة هذه المرة استمرت 33 يومًا، ولم يحقق الكيان الصهيوني أي هدف من الأهداف المعلنة والمبطنة للحرب، وانسحب إلى خطوط ما قبل العدوان يعاني من ويلات الصراع الداخلي حول التقصير أو النكسة أو الهزيمة التي مني بها الجيش الصهيوني.
1- لقد ادعى العدوان أن هدفه استعادة الأسيرين اليهوديين، وقد فشل بطبيعة الحال في ذلك وسيضطر للتفاوض حولهما.
2- الهدف الحقيقى هو القضاء على حزب الله ونزع سلاحه وهو لم يتقدم قيد أنملة في هذا الطريق، فهذا الحزب كبده خسائر فادحة، وظل يطلق الصواريخ على الكيان الصهيوني حتى اللحظة الأخيرة لوقف إطلاق النار (300 صاروخ في اليوم الأخير)، وكبده خسائر فادحة في المعارك البرية، ودمر هيبة سلاح البحرية، ولم تسلم طائرات العدو من ضرباته. (وأتوقع في الجولات القادمة أن يزيد وزن تسليح حزب الله المضاد للطيران: أي الدفاع الجوي بصواريخ محمولة بالكتف).
ولم يتمكن الجيش الإسرائيلي من الوصول إلى الليطاني بل ظلت قوات حزب الله على الحدود مباشرة في كفر كلا وبنت جبيل ومارون الراس.
ويمكن القول أن قوة حزب الله العسكرية لم تتأثر بأي شيء، فوفقًا لإعلاناته فهناك ستين شهيدًا من قواته، ونحن نثق في صدق بياناته، ومن حقه أن يخفي بعض الخسائر ولكن ليس إلى حد رقم 500 الذي يدعيه العدو الكذاب. وإذا قلنا أن الخسائر الحقيقية على سبيل الجدل تقع في المنتصف بين التقديرين فستكون 250 شهيدًا، وهذا رقم زهيد بالنسبة لحجم القوات التي تقدر بالحد الأدنى ب5 آلاف وتصل إلى 18 ألف، وهو رقم زهيد بالنسبة لحجم الانجاز الاستراتيجي التاريخي. فإذا أنت قرأت قبل 12 يوليو تقريرًا في الصحف عن قوات يمكنها أن تهزم إسرائيل وتمرغ أنفها بالتراب مقابل 250 شهيدًا فحسب فإنك ستتصور أن هذه صفحة للتسلية تنشر الطرائف والأكاذيب المقصودة.
وسنظل نتعامل مع هذا الرقم المبالغ فيه (250 شهيدًا) ونحن نعلم أن كل شهيد لدينا يساوي ألف رجل أو يساوي أمة، لذلك اعتذر عن استخدام كلمة (رقم زهيد) ولكنني أتحدث بشكل عسكري استراتيجي، وإن كان هذا يؤكد بالفعل أن كل شهيد منهم بأمة، وإلا لما حققنا هذا الانجاز الكبير بشهادتهم.
ومع ذلك فإن هؤلاء الأبطال سيتم استعواضهم خلال 6 شهور على الأكثر، برفع مستوى أفراد أقل كفاءة في المقاومة الإسلامية من خلال دورات مكثفة. أما الصواريخ والمعدات فسيتم استعواضها بسهولة، خلال أيام وأسابيع قليلة بعد وقف إطلاق النار، وربما تكون قد استعوضت لحظة كتابة هذه السطور. وقد لاحظنا أن قوات حزب الله لم تشكو لحظة واحدة من نقص الذخائر أو الصواريخ.
إذن من الناحية العسكرية لم يخسر حزب الله، أي خسائر تذكر، بل إن حديث قادة الجيش الصهيوني عن ضرب 50 أو 80% من منصات الصوارسخ لحزب الله، أشبه بحديث أبولمعة (وهو أكبر كذاب في مصر لمن لا يعرفه من العرب) لأن الكاتيوشا ليس لها منصة بالمعنى المفهوم فهو جهاز مبسط يحمله فردان ربما على دراجة بخارية، أو سيارة نقل صغيرة، أما الصواريخ الأكبر فإن منصاتها إذا كانت قد ضربت بعضها فإن استعواضها أسهل وأسرع من عملية إعمار بيت لبناني واحد متهدم.
والحقيقة أن حزب الله حقق مكاسب عسكرية لا توصف فقد تأكد من حسن تدريب كوادره وحسن استخدامهم لأسلحة متطورة، وتأكد من استعدادهم للشهادة في سبيل الله والوطن، إن حربًا مظفرة لمدة 33 يومًا ضد رابع أقوى جيش في العالم أمر يتجاوز عشرات ومئات وآلاف الدورات التدريبية، بالإضافة لكسر حاجز الرهبة ضد هذا العدو (وإن كان حزب الله كسر هذه الرهبة من 1982 – 2000).
وكسب حزب الله معنويات وثقة لا تقدر بثمن....
الأمر الذي سعا إليه العدو لضرب حزب الله، هو تأليب المجتمع اللبناني السياسي والمدني على حزب الله باعتباره سبب الخراب الذي أصاب البنية التحتية والمدنية، وهذا السعي للعدو الصهيوني تم بمشاركة النظام الرسمي العربي الذي مايزال يتحدث بهذه النغمة بدرجات مختلفة من الخجل أو الصفاقة. وحتى الآن – على الأقل – حتى نكون صادقين، فقد فشل العدوان الصهيوني ووقف اللبنانيون صفًا واحدًا خلف المقاومة وتوارى العملاء أو نافقوا حتى أن كونداليزا عندما جاءت إلى بيروت جمعتهم في السفارة الأمريكية وسبخت لهم وأهانتهم على خذلانهم لإسرائيل!!
والآن وبعد وقف إطلاق النار بعدة أيام ما يزال الوضع مستقرًا رغم بعض التصريحات الخائبة لجنبلاط والحريري. ومن ضمن الأشياء التي تضعف موقفهم أن جنون القصف الإسرائيلي تركز بنسبة 95% على المناطق الشيعية. والشيعة ازدادوا التفافًا حول حزب الله وحسن نصر الله!!
وقد أصبح وزن حزب الله كبيرًا في لبنان (أكبر مما كان) وأصبح محترمًا ومحبوبًا أكثر بين قواعد مختلف الطوائف الأخرى، كما أصبح وزنه العربي والإسلامي أكبر بكثير بل أصبح له وزن عالمي، وكل هذه بمنزلة دروع تشكل حماية سياسية إضافية لما كان له من رصيد قبل 12 يوليو/ تموز. والكل يعرف أن حزب الله لم يستخدم سلاحه أو نفوذه السياسي ضد أي طائفة أو حزب في لبنان. وأن نفوذه وقوته وسلاحه مكرس لحماية لبنان ضد أطماع إسرائيل.
ولا أقول أنه لن تحدث مشكلات، ولكن المشكلات كانت موجودة قبل 12 يوليو، والآن فإن حزب الله أقوى سياسيًا وعسكريًا وأدبيًا، وبالتالي فإنه في المدى المباشر فإن إسرائيل لم تحقق شيئًا من أهداف هذه الحرب، وما سعت إليه من تدمير وحشي لدق اسفين بين حزب الله والشعب اللبناني، تحول إلى ممارسة عملية جديدة على جرائم إسرائيل كي تراها أجيال جديدة، ولتتأكد الأجيال السابقة أن إسرائيل لم تتغير ولن تتغير إلا بجدع أنفها، وأنها لا تعرف إلا لغة القوة، وأن السلام معها شعار لا يرفعه إلا أهل الدعارة.. وأن إسرائيل يجب أن تزول.. ولقد رأينا بروفة مصغرة لنهاية إسرائيل بما جرى في شمال فلسطين المحتلة حتى حيفا والخضيرة والعفولة.
وما دمنا نتحدث عن دق الأسفين بين حزب الله والشعب، وهذا هو المجال الذي يمكن أن نقول أن إسرائيل حققت فيه انجازًا، أي التدمير الواسع، وهذه هي النغمة التي يرددها العملاء في لبنان ومصر وغيرهما.
جاء الرد من جموع المهاجرين اللبنانيين، بهذه العودة السريعة في اللحظة المحددة لوقف اطلاق النار: 8 صباح الاثنين، رغم أن الجميع يعلم أن وقف اطلاق النار هش ولا يوجد أي شيء مضمون أو آمن. ولكن المهاجرين قاموا بجهاد مدني مكمل للجهاد العسكري، لقد انطلقوا فورًا من سوريا ومن وسط وشمال لبنان إلى الجنوب، رغم أنهم يعلمون أن بيوتهم غالبًا قد دمرت، فكانت مظاهرة شعبية كبرى، لشعب لا يخشى الألغام أو القنابل العنقودية، أو القوات الإسرائيلية التي بدأت تهرول في انسحابها على خلاف التاريخ الإسرائيلي معنا، ليس خوفًا من هذا التدفق الشعبي فحسب، ولكن أيضًا خوفًا من أي احتكاك مع مقاتلي حزب الله الذين أذاقوهم المر والعلقم . من الواضح أن إسرائيل اتخذت قرارًا بعدم التلكؤ في الانسحاب تحت شعار "كفاية فضائح"، فهذه القوات أصبحت مهزومة نفسيًا، وإن كانوا يريدون الاحتكاك العسكري مرة أخرى بحزب الله، فإن الأمر يحتاج لدراسة وترميم وإعادة رسم للخطط وتغيير للقيادات. من وجهة نظرنا إنهم سيفشلون في ذلك، لأن الأمر لا يتعلق بمشكلة فنية، ولكن بوضع كيان أصبح خاويًا من داخله وعاجزًا عن مواصلة مشروعه. (وهذا ما فصلناه في دراسة سابقة بعنوان: تفاقم أزمة الكيان الصهيوني - في موقع العمل قبل التحديث) وبينما كان اليهود المهاجرون لجنوب فلسطين رافضين العودة لمساكنهم في الشمال حتى يطمئنوا لثبات وقف اطلاق النار، كان المهاجرون اللبنانيون يتدفقون بعشرات ومئات الآلاف حاملين أعلام حزب الله وصور حسن نصر الله، لتكون اللطمة الأخيرة على وجه الصهاينة واللحظة الختامية لهذه الجولة التي تتواكب مع هرولة الانسحاب الصهيوني التي ستنتهي خلال أسبوع من الآن إن شاء الله.
هذا المشهد دفن آخر أمل لنجاح هذه الغزوة الصهيونية فالاسفين تحول لمزيد من الانصهار بين الشعب وحزب الله!! وهذا أروع ختام لهذه الجولة من الصراع.

وماذا عن القرار 1701؟

كثير من الناس في مصر وغالبا هذا هو الحال في بلاد العرب والمسلمين يشعرون الآن بالضيق، لقد كانوا يستيقظون كل يوم على أنباء ضرب إسرائيل بالصواريخ وخسائر إسرائيل في جنوب لبنان، وهم الآن يشعرون بالضيق لأنهم لا يتصورون كيف سيستمتعون بالحياة بدون هذه الأنباء المشرقة التي تستعيد كرامتهم المهدورة على يد حكام خونة، والتي تشعرهم بالأمل، وتأخذ بثأر كثير من دماء العرب والمسلمين على يد مجرمي بني صهيون.
وقلت لبعض هؤلاء إن حزب الله لن يقاتل وحده ومعه لبنان حتى الخلاص من الكيان الصهيوني، وعمومًا فإن الحرب لا تكون دائمًا معارك متصلة فبينها وقفات لإطلاق النار لحاجة الجانبين لذلك. ولكنني أضفت أن حزب الله أحدث بصواريخه زلزالاً داخل إسرائيل ويكفيه أن يتوقف عن إطلاق الصواريخ لعام أو عامين أو أكثر لأن الزلزال سيظل يتفاعل داخل الكيان الصهيوني محدثًا هزات ارتدادية، وتوابع ستحدث مزيدًا من الشروخ لا حد لها، على عكس ما يتصور الأستاذ هيكل الذي فاجأ الجميع حتى أقرب محبيه بهذه القراءة المهزومة للانتصار، وقد تكون من آثار هذه الحرب أنها نهاية "أسطورة" هيكل بالمرة وهو أسطورة لدى أناس ظلوا ينعتونه بالأستاذ رغم تدني مستوى تحليلاته بشكل مطرد، والتي يمكن أن نلخص سببه في أنه يستبعد الإسلام والصحوة الإسلامية، ومن يستبعد الصحوة الإسلامية ويتصور أنها مجرد رد فعل للضياع أي أنها مرحلة مؤقتة، وعارضة، فلابد أن يكون متشائمًا ولذلك عندما يقول أن الأمة تفتقد الفكرة وتفتقد القيادة فهو يلخص حالته النفسية، ويؤكد أن قرار اعتزاله كان قرارًا صائبًا ولكنه مايزال عاجزًا عن مقاومة الأضواء.
لماذا أقول ان تداعيات الزلزال ستتواصل؟ لأنني أرى أن الهزيمة الإسرائيلية كانت حتمية (راجع دراستي المشار إليها سابقًا وهى مكتوبة حتى قبل فوز حماس في الانتخابات)، ولذلك أعلنت انتصار حزب الله بعد أيام من بداية الحرب لماذا؟!
كما قلت فإن حزب الله هو الذي طرد إسرائيل من لبنان عام 2000 بعد سلسلة من الانتصارات والمحطات دامت 18 عامًا. إن حزب الله من عام 2000 حتى الآن قام بعمليات نوعية عديدة وكان ظاهرًا أنه لا يتوقف عن تطوير تدريبه وتسليحه، أيضًا فإن المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية كانت منشورة حول امتلاك حزب الله ل17 ألف صاروخ، وأن صواريخه تصل إلى حيفا، بل إلى بئر سبع في الجنوب!! وكانت الخيبة أن الاستخبارات الإسرائيلية لم تعرف أماكن تخزينها.
وإسرائيل انسحبت من لبنان لأنها كانت عاجزة عن تحمل الخسائر البشرية العسكرية والمدنية. فما الجديد؟! الجديد أن حزب الله أصبح أقوى، والحقيقة فإن حزب الله لم يذهلني – كمفاجأة – إلا في معارك الصمود والمواجهة البرية.
وكل هذه المعلومات العامة معروفة ومنشورة في إسرائيل، وهذا هو سبب تردد إسرائيل في دخول الحرب، وليست شخصية أولمرت أو عمير أو حالوتس. وكان التردد مثير للسخرية في كل مرحلة وفي كل يوم وفي كل أسبوع. لم يكن هناك تقدير مطمئن للحملة البرية. وكما هو واضح فإن أمريكا هي التي دفعت إسرائيل لدخول الحرب عمومًا، وللحملة البرية خصوصًا، كجزء من خطتها لمكافحة "الإسلام" – الذي تسمية إرهابًا – ولضرب كل مواقع الصمود والاستقلال وبناء شرق أوسط جديد، فوفقًا لتقسيم العمل فإن لبنان من مهمة إسرائيل، ويكفي ما تقوم به أمريكا في العراق وأفغانستان. وربما هذه أول حرب تخوضها إسرائيل بضغط أمريكي، وليست حربًا بقرار أسرائيل، مع أخذ الموافقة الأمريكية.
الدخول الأمريكي على الخط زاد في عملية الارباك والتردد بين مستوى الحرب الجوية ومستوى الحرب البرية والعلاقة بينهما.
لقد كان مذهلاً اتجاه إسرائيل لحرب برية، لأنها هزمت في الاحتلال البري من 82- 2000، فكيف تكررها بعد أن أصبح حزب الله أقوى عسكريًا، وإذا دخلت وانسحبت فورًا كما حدث فلن تحقق شيئًا.. الاحتلال البري يعني البقاء لعدة سنوات، وهذا يعني أن تتطور حركة المقاومة ضد الاحتلال. ولكن الأمر الصاعق أن قوات حزب الله لم تسمح لهذه القوات بمجرد الاستقرار في أي موقع من المواقع، وهذا هو النجاح منقطع النظير.
نعود مرة أخرى للقول أن التداعيات الزلزالية محتمة داخل هذا الكيان بعد هذه الهزيمة لأنها وقعت لأسباب بنيوية وليست طارئة أو عابرة أو فنية. خذ على سبيل المثال أن إسرائيل تفتقد للقيادة، وهذا هو سبب تمسكها بشارون حتى موته السريري. أما الآن فإذا تمت الإطاحة بأولمرت وعمير فبمن يجيئون؟!
لاحظ أن حزب كاديما يحكم ب29 مقعدًا فحسب. يرى إيتان هابر مدير مكتب اسحاق رابين سابقًا أن الأزمة الكبيرة التي تجد إسرائيل نفسها في مواجهتها الآن هي أزمة القيادة: فلقد انتهى القادة في إسرائيل. وإذا ما تم تبديل المبتدئين إيهود أولمرت وعمير بيرتس وتسيبي لفيني فبمن سيتم استبدالهم وأضاف: "ذات مرة كان هناك على الرف منتخب من الشخصيات الجيدة أو الأقل جودة لكن لم يعترض أحد على قيادتها مثل جولدا مائير، وبنحاس سابير، موشيه دايان، يجئال آلون، مناحيم بيجن واسحق شامير. أما اليوم فليس هناك شخص واحد من الساسة أو من قادة الجيش أو من الأكاديميين يحلم به مواطنوا إسرائيل ويتطلعون لزعامته عليهم (انتهى الاقتباس).
وأرى أن هذه ليست مشكلة غياب القائد الفرد، ولكن مشكلة غياب الحزب أو الجماعة القائدة، نظرًا لأزمة الكيان الصهيوني العميقة، فقد انهار الحزبان الشهيران: (الليكود 12مقعد) (العمل 19 مقعد). وهما الحزبان اللذان أسسا إسرائيل، واليوم سينهار حزب كاديما الملفق من الحزبين. أما المؤسسة العسكرية التي هي أم الكيان فعلاً فقد سفت تراب جنوب لبنان وأصبحت مسخرة للعالمين. وعلامات الترهل بادية على هذه المؤسسة منذ أكثر من عقدين. ولكن هذا الجيش يقاتل المدنيين العزل في نابلس وطولكرم فيتصور البعض أنه جيش شديد!! وقد هرب من غزة رغم انخفاض المستوى التسليحي للفلسطينيين بالمقارنة مع مستوى حزب الله.
سنهتم بأوضاع الكيان الصهيوني من الداخل إن شاء الله في الفترة القادمة، دعونا نعود الآن إلى القرار1701 لأن البعض – عن حق إلى حد ما – يرى فيه الترمومتر الذي يمكن أن نقيس به: من انتصر حقًا؟!
معروف أن قرارات الأمم المتحدة خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي تأتي بنسبة 99% ضد العرب، وبالتالي عندما يصدر قرار يبدو فيه التوازن بين الجانب العربي والجانب الإسرائيلي فهذا يؤكد أن المقاومة العنيدة على الأرض فرضت وجودها في مجلس الأمن.
وعلى خلاف ما يقوله هيكل أن الجانبين رحبا بالقرار، فإن إسرائيل كانت منزعجة من القرار، وأبلغت كونداليزا أولمرت أنها لم تستطع أن تفعل أكثر من هذا وفقًا للمعطيات على الأرض، وأن الأزمة الداخلية تفجرت في إسرائيل بسبب هذا القرارالذي أكد أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من خلال الحرب، ثم من خلال الدبلوماسية!! رغم أن أمريكا معها بالباع والدراع في الحالين ولكن إسرائيل لم تستر الموقف من الناحية العسكرية!
وصحيح أيضًا أن حزب الله لم يرحب بالقرار، ولكنه وافق عليه مع تحفظات ولكن القرار كان لصالح حزب الله ولبنان أكثر منه لصالح إسرائيل، رغم الخيانة الرسمية العربية وهذا بفضل صمود وبطولة المقاومة.
باختصار شديد: القرار 1701 لم يعط لإسرائيل الأمر الأساسي الذي تريده هي وأمريكا: نص صريح على نزع سلاح حزب الله، وإرسال قوات دولية للقيام بذلك تحت البند السابع.
ولكن القرار نص على انسحاب إسرائيلي عاجل دون تحقيق هدف الحرب، والتزمت إسرائيل المهزومة لأول مرة وتنسحب بسرعة شديدة من أراضي لبنان في المقابل تحدث القرار عن اخلاء المنطقة من الليطاني إلى الحدود من أي مسلحين. وحتى إذا نفذ هذا البند فإنه لا يقضي على حزب الله ولكنه يرجعه عدة كيلومترات للخلف وحيث يظل يمتلك صواريخه التي يضرب بها إسرائيل في حالة أي اعتداء بل باستطاعته ضرب الوجود الصهيوني في مزارع شبعا.
ومع ذلك فإن القرار لن ينفذ بهذا المعنى، ولكن بمعنى عدم وجود سلاح ظاهر لحزب الله. وهذا هو الأسلوب المعتاد لحزب الله في أيام السلم. وبالتالي فلن يعيق الجيش اللبناني وجود حزب الله، ولن تعيق القوات الدولية حزب الله فهي تطوير للقوة الموجودة حاليًا وليس لها مهمات قتالية.
وهذا هو البند السلبي الأساسي بالقرار وسيتم الالتفاف عليه على الأرض، ولا شك أن الأمريكان سيسعون في مرحلة تالية لتحويل هذا البند إلى واقع صلب. ولكن كيف؟ وبأي قوة؟!
وعلى أي حال فالصراع مفتوح وللقوى الشعبية العربية دور مهم في محاصرة هذه المؤامرات المتوقعة. ولكن يقينًا فإن حزب الله لن يترك المنطقة ما بين الليطاني والحدود، ولكنه لن يبادر بأي عمليات ضد إسرائيل كما كان الحال ما بين 2000- 2006، وسيظل يتخذ موقفًا دفاعيًا. وهذا منطقي في ظل مجمل الأوضاع على الجبهات الأخرى باستثناء مزارع شبعا، وقد كانت خطة السنيورة رئيس وزراء لبنان حل مشكلة مزارع شبعا، حتى تنتهي حجة المقاومة. ولكن أمريكا وإسرائيل لم توافقا فورًا حتى لا يخرج حزب الله منتصرًا بصورة صريحة في هذه الحرب.
ومع ذلك فقد أشار القرار 1701 إليها وإلى أن المنظمة ستبحث اقتراح السنيورة بوضع مزارع شبعا تحت وصاية الأمم المتحدة حتى يحسم وضعها، وانسحاب القوات الإسرائيلية منها (وسيقدم الاقتراح خلال شهر!!) وإذا حدث تقدم في مزارع شبعا فإن ذلك سيكون نصرًا إضافيًا لحزب الله.
وفي المقابل ينص على انسحاب إسرائيل وهو ما حدث أو كاد (في ظاهرة غير مسبوقة). وهذا انتصار صريح للمقاومة لأنه يتم بدون نزع سلاحها.
وينص القرار على الإفراج غير المشروط عن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين، وهذا البند لن ينفذه حزب الله!! لقد جاء الوقت الذي تطالب فيه إسرائيل بتطبيق قرار مجلس الأمن والطرف العربي يرفض!!
سيصر حزب الله على التفاوض، والقرار نفسه يساعد على ذلك لأنه أشار في موضع آخر إلى (تسوية مسألة الأسرى اللبنانيين المعتقلين لدى إسرائيل بشكل عاجل).
كذلك تضمن القرار مطلبًا لبنانيًا قديمًا: تسلم خرائط الألغام البرية التي زرعت في لبنان أثناء الاحتلال، وكانت إسرائيل ترفض الاستجابة له.
أما أهم شيء حصلت عليه لبنان من القرار فهو وقف إطلاق النار مع انسحاب إسرائيل لأن ذلك حمى لبنان وشعبها من مزيد من التدمير، وما كان ذلك ليحدث لولا تعاظم قوة الردع لحزب الله بالصواريخ والمقاومة البرية. وهذا كما قلنا سيحمي لبنان من أي مغامرة إسرائيلية جديدة.
فنحن في جبهتنا: اللبنانية – العربية – الإسلامية، كنا نريد وقف إطلاق النارلأن ما تحقق في هذه الجولة كان أكثر من كاف، لأنها جولة لحزب الله وحده وللبنان وحده. ضد الحلف الصهيوني – الأمريكي، ونعني بذلك القتال المباشر، ولكن لاشك أن العمق السوري – الإيراني كان أساسيًا في هذه المعركة، وهذا يشرف حزب الله كما يشرف سوريا وإيران، وأيضًا فإن الشعوب العربية والإسلامية ساهمت بقدر ما يمكنها بالتظاهر والدعم المعنوي والمادي، ومقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية، مع إعلان استعدادها للتطوع.
إن رفع أعلام حزب الله وصور حسن نصر الله، في مختلف العواصم العربية والإسلامية كان حصارًا للأنظمة الخائنة، وكان إعلانًا للانتماء لخط المقاومة.
******
هل مايزال هناك من يشك أو يتشكك أو يشكك في هزيمة إسرائيل في هذه الموقعة؟!
لذلك، أرجو أن أواصل الملحق الذي أقدمه من خلال نصوص الصحف ومحطات التلفزة للعدو الصهيوني.
كذلك في المقال القادم إن شاء الله نعود فنلقي صورة عامة حول لوحة الصراع العربي الإسلامي ضد الحلف الصهيوني – الأمريكي في مرحلة ما بعد هزيمة إسرائيل في لبنان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.