نفت وزارة الخارجية السورية بشدة المزاعم الصهيونية التي قالت ان سورية زودت حزب الله اللبناني بصواريخ من طراز سكود. وقال بيان رسمي إن سورية "تنفي بقوة هذه المزاعم وترى أن إسرائيل تهدف من خلالها إلى المزيد من توتير الأجواء في المنطقة وخلق مناخ يهيئ لعدوان إسرائيلي محتمل وذلك للتهرب من تلبية متطلبات السلام العادل والشامل". ونقلت صحف صهيونية وغربية تقارير استخباراتية، زعمت بأن عناصر من حزب الله تدربت على استخدام صواريخ سكود، من بينها مجموعة يصل مداها إلى أبعد من ترسانة الحزب الحالية من الصواريخ بعيدة المدى، ويمكنها ضرب أي مدينة في الكيان الصهيونى، مما دفع البيت الأبيض الأربعاء (14-4)، للتعبير عن قلقه بخصوص تلك المزاعم وإثارة القضية مع القيادة السورية، فيما ذهبت وزارة الخارجية الأمريكية إلى القول ان نقل أسلحة من سورية إلى حزب الله يعرض لبنان لخطر جسيم. ولم يُشر البيان السوري للتهديدات الصهيونية الجديدة بتوجيه ضربات عسكرية لأهداف داخل الأراضي اللبنانية والسورية، كما لم يتطرق للموقف الأمريكي الذي حذر من مغبة تسليح حزب الله من قبل سورية. في هذه الأثناء أشارت مصادر سورية إلى أن دمشق وضعت في حسبانها ما سمتها المصادر ب"الحرب السياسية الساخنة" التي بدأتها تل أبيب وتوقعت أن تستمر فصولاً خلال الفترة المقبلة من خلال محاولة تشكيل ضغوط سياسية دولية مترافقة مع تهديدات عسكرية تنتج نوعاً من الأزمة في العلاقات بين النظام السوري وحزب الله تؤدي إلى كسر الاحتضان والدعم السوريين للحزب، وبالتالي دفعها، سورية، لاحتواء حزب الله، وبعد ذلك العمل على تحييده من وجه تل أبيب، لا سيما ، تضيف المصادر السورية، مع فقدان القدرة العسكرية والسياسية للكيان الصهيونى وحلفائه على تحقيق هذا الأمر، وقناعة تل أبيب بهذه الحقيقة. وتابعت المصادر في معرض تعليقها على اتهام سورية بتزويد حزب الله بالسلاح بالقول إن تل أبيب تعمل على تحويل علاقة حزب الله بسورية إلى عبء كبير لا تستطيع تحمّل تبعاته السياسية وربما العسكرية، وفق الترتيب الصهيوني، وبعد ذلك تقدم لدمشق سلة من الحوافز السياسية والاقتصادية بهدف خروجها عن موقعها كداعم أساسي ورئيسي لحزب الله. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن قلق المؤسستين العسكرية والسياسية في تل أبيب تعاظم خلال الفترة الأخيرة من "توطد" العلاقة الشخصية بين الرئيس السوري بشار الأسد وقادة الحركات المقاومة كحزب الله وحماس والجهاد والجبهة الشعبي. وختمت المصادر بأن التخمينات الصهيونية لن تتحقق. ويشدد محللون عسكريون على أن الترسانة العسكرية السورية لا سيما القوة الصاروخية منها قادرة على صد أي هجوم صهيوني محتمل على الأراضي السورية. وترجح معظم التقارير أن جميع المدن الصهيونية بما فيها الأهداف العسكرية والإستراتيجية باتت خلال السنوات الأخيرة في مرمى الصواريخ السورية بعيدة المدى والقادرة على حمل كميات كبيرة من المواد شديدة التفجير. ويعزز هذه المعطيات التصريح الذي صدر سابقاً عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم رداً على تهديدات أطلقها وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك حذر من إمكانية اندلاع حرب مفتوحة بين الكيان الصهيونى وسورية قد تتطور إلى حرب إقليمية واسعة إذا لم يتوصل البلدان إلى تسوية سياسية بينهما حين حذر المعلم من أن أية حرب سيقوم بها الصهاينة سوف تنتقل إلى المدن الصهيونية، وستكون شاملة سواء أصابت جنوب لبنان أم سورية، واصفاً قادة الكيان الصهيونى ب "الزعران". وكانت الزوارق العسكرية الصهيونية قد اعترضت في أكتوبر الماضى 2009، سفينة شحن ترفع علما لإحدى الجزر الواقعة في البحر الكاريبي ادعى الجيش الصهيوني أنها انطلقت من ميناء إيراني باتجاه ميناء اللاذقية السوري وتحمل على متنها 40 حاوية مليئة بالأسلحة لتُنقل بعدها إلى حزب الله في لبنان، الأمر الذي نفاه حينها وزير الخارجية السوري قائلاً إن هذه السفينة لا تحمل أسلحة إيرانية لسورية ولا تحوي مواد عسكرية لصنع أسلحة في سورية بل تحمل بضاعة مستوردة من إيران إلى سورية. وأثيرت في أغسطس من العام الماضي ضجة إعلامية تتعلق بمزاعم عن تجربة فاشلة أجرتها سورية على صاروخ من طراز سكود تسبب بمقتل عشرين مدنياً سورياً الأمر الذي نفته حينها وزارة الدفاع السورية وأكدت أنه عار عن الصحة. ولا يشك السوريون في وقوف إيران إلى جانبهم في حال تعرض بلادهم لعدوان صهيونى لا سيما بعد الاتصال الذي أجراه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بنظيره السوري بشار الأسد معلناً تضامنه مع سورية في وجه التهديدات الصهيونية، ومعتبراً أنه يجب التصدي للكيان الصهيونى والقضاء عليه إذا شن هجوماً في المنطقة. وأعلنت سورية وإيران وحزب الله مؤخراً ميزان قوىً جديدا تمثل بلقاء ثلاثي دمشقي جمع الزعماء الأسد ونجاد ونصر الله في قمة أجمع أغلب المراقبين على تسميتها قمة حرب في رسالة معلنة للكيان الصهيونى بأن معادلة جديدة قد تشكلت بعد عدواني يوليو 2006 وغزة 2009.