الشهيد العميد أحمد عبدالنبي قضي 16 عاما من خدمته العسكرية منذ تخرجه في الكلية الحربية الدفعة 89 سلاح المشاة في شمال سيناء، وفي صباح 26 يناير، العام الماضي بعد عملية الاستنفار التي أعلنتها قوات الأمن تحسبا لعمليات إرهابية في ذكري الثورة، وكانت موجة برد شديدة تضرب شمال سيناء، خرج العقيد أحمد عبد النبي في مدرعة مع 4 من جنوده ليشرف بنفسه علي تبديل الخدمة من الجنود الذين قضوا ليلتهم ليطمئن عليهم،ليصيب المدرعة لغم غادر، زرعته الأيادي الآثمة علي الطريق الفرعي، الانفجار تسبب في استشهاد العقيد و4 من جنوده. وصدق وزير الدفاع علي إطلاق اسم الشهيد علي الكتيبة 101 بالعريش لتصبح معسكر الشهيد العميد أحمد عبد النبي.. كما صدر قرار بمنحة ترقية استثنائية لرتبة العميد، أحد أبطالنا في سيناء العميد أحمد عبد النبي ابن مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، والذي استشهد في 26 يناير العام الماضي في انفجار مدرعة بالعريش بشمال سيناء ،بدأت أرملته المهندسة مروة قنصوه حديثها معنا قائلة:» أحمد كان بني آدم لما تتأمل طريقه في الحياة، تجدها عبارة عن سكة يمشي فيها ليصل لمرحلة الشهادة، محطات في حياته يجب أن تنتهي بالشهادة، ربنا خلقه عشان ينال الشهادة في النهاية، أحمد مكنش بيخاف من حد مكنش بيهاب شيء غير ربنا، قلبه ميت، رغم إن جواه طيبة وحب وحنية ورحمة مش عند أي حد، لكن وقت الشدائد رجل بمعني الكلمة». وتضيف مروة أنه كان دائماً يقول الآية الكريمة »وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا»، ويؤكد دائماً لها أنه ترك لهم تقوي الله ،مشيراً إلي كان مخلصاً في عمله وحبه لبلده، وفي آخر إجازة له يوم 21 يناير قبل استشهاده ب 6 أيام فقط، طلبت منه أن يبقي يوماً آخر مع بناته، ليأتي رده حازماً، »وأسيب الأمانة اللي عندي في سيناء لمين، ولادي وأشقائي هناك أمانة في رقبتي.. انتوا مقفول عليكم باب، ولكن ولادي اللي ربنا مأمني عليهم أسيبهم لمين». وأشارت أرملة الشهيد إلي أن العميد أحمد قبل استشهاده ب 117 يوما كان في الحج وخلال تلك الفترة حضر إلي المنزل في 4 إجازات فقط، وكان طلبه عند رؤيته للكعبة للمرة الأولي في حياته هي الشهادة، ولم يخبرني بذلك بل أخبر زميله العقيد محمد فوزي، مؤكداً له أنه قام بالدعاء في جبل الرحمة بأن يحمي الله مصر، وأن ينال الشهادة. وتؤكد أنه كان ينعي نفسه، في الإجازة الأخيرة له، وكأنه يقوم بتجهيز من حوله لنبأ استشهاده، وأنه سوف يترك الدنيا وكان دائماً ما يتحدث مع أقاربنا ويضحك مع بناته قبل سفره الأخير، وتضيف أن زوجها في الجنة إن شاء الله، وأن الله يرشدنا لطريق باب رحمته، وعلي قدر صبرنا وتحملنا، سوف يكافئنا الله في النهاية. وتضيف مروة أن الشهيد ترك 4 بنات هن »جني» في الصف السادس الابتدائي و»ندي» في الصف الثالث الابتدائي، و»سما» في kg1 والأخيرة »لما» عام و3 أشهر. وتؤكد أن آخر »فسحة» للشهيد مع بناته كانت للاحتفال بحصول ندي علي المركز الأول في مدرستها، وتصر ندي علي أن تظل محافظة علي المركز الأول كهدية منها لأبيها الشهيد. وتستكمل أرملة الشهيد حديثها قائلة: » موبايل أحمد مفتوح لحد دلوقتي، وزملاؤه بيتصلوا من فترة لأخري، فضلاً عن عدد من شيوخ سيناء الشرفاء».