عندما أصدرت رباب المهدي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية كتابها "مصر أوان التغيير" في 2006 نالت قدرا من السخرية من الوسط الاكاديمي حيث توقعت رباب ان تفرز الحركات الاحتجاجية التي كانت تحدث ساعتها تغييرا كبيرا يطيح بالنظام الحاكم في مصر، لكن بدا هذا أمرا بعيد المنال وسط الحالة القمعية التي كانت تسيطر علي مصر. لكن العملية السياسية بالنسبة لرباب ليست معادلة كميائية يتم اجراؤها داخل معمل مغلق، فهي بالاساس ايمان بقدرة الناس العادية علي التغيير وايضا قدرة علي قراءة اللحظة السياسية وتوقعات تحركها. لهذا لا تنظر رباب المهدي الي 25 يناير علي انه حدث ولد من العدم ولكنه حلقة في سلسلة مراحل ولدت قبل عشر سنوات، واتخذت في كل مرحلة شكلا معينا، وتحاول رباب طوال الوقت عبر ابحاثها ومقالاتها ان تقرأ هذا الترابط بين مراحل عملية الحراك السياسي والاجتماعي. تفرق رباب في حوارها معنا بين الجوانب الاجرائية للتحول الديموقراطي المتمثلة في الاستفتاء والانتخابات البرلمانية والرئاسية وبين الجوانب الاجتماعية والمدنية لهذا التحول والتي تشكل القلب منه، والمحدد لمدي تجذر هذا التحول. قراءة رباب للحالة الراهنة لا تركز علي الجانب "الاجرائي" فقط للديموقراطية ولكنها تري في التحركات العمالية التي تسميها النخبة "فئوية" العامل الاكثر أهمية في رسم خريطة مجتمعية جديدة لمصر بعد 25 يناير. بداية كيف يمكن أن نربط 25 يناير بما كان يحدث في مصر خلال الاعوام الماضية؟؟ بالنسبة لي 25 يناير مرحلة من عملية تراكمية بدأت منذ عشر سنوات وأخذت عدة أشكال ومراحل. فبعد غياب تام لوجود السياسة علي مستوي الشارع، بدأت عودة السياسة مرة أخري مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في خريف 2000 وحدثت عملية حراك، لم تكن تتخذها من قبل، خصوصا خلال فترة التسعينات حيث اختفت الرؤية السياسية تماما من الشارع المصري الانتفاضة كسرت هذه الحالة، عبر المظاهرات وبعد ذلك عبر أنشطة أنخرطت فيها قطاعات لم تكن منخرطة بالسياسة من قبل، تلا ذلك مرحلة أخري بدأت مع الحرب الامريكية علي العراق في 2003 وعادت المظاهرات الضخمة، التي كانت أكبرمظاهرات تشهدها مصر منذ 1977 ونتج عن هذه المرحلة وجود حركات سياسية خارج أحزاب المعارضة لاول مرة، فبدأت حركة 20 مارس، ثم "أجيج حركة مناهضة العولمة" وغيرها، ومن رحم هذه الحركات تخرج حركة "كفاية"، وتستمر هذه المرحلة مع "كفاية" ثم حركة القضاة حتي 2006 وعندما تبدأ هذه الحركات في الضعف، يبدأ زخم الحركة العمالية من 2006 وحتي الان. ومع هذه الحركة العمالية بدأت اشكال احتجاجية جديدة تفرض نفسها علي المشهد السياسي، وبالطبع كان هناك قصور في رؤية هذه التحركات العمالية، واتهم العمال بانهم غير مسيسين وكنت دائما ما اقول ان هذه التحركات هي السياسة. ولأول مرة نشهد تحركات عمالية ضمت حتي 25 يناير ما يقرب من مليوني شخص حول مطالب اقتصادية. من القومي إلي الاجتماعي برأيك متي حدث التحول من تحركات ذات بعد قومي مثل مظاهرات الانتفاضة او حرب العراق الي تحركات ذات بعد اجتماعي مع التحركات العمالية؟؟ لعبت حركة "كفاية" و"الحركة الشعبية" دور الجسر بين المعركتين، فاذا رجعت الي البيان التأسيسي لحركة "كفاية" ستجد حديثا عن انتهاء شرعية نظام مبارك بسبب مواقفه من الانتفاضة ومن الحرب علي العراق، وانا لا افصل النضالات علي عادة المحللين السياسيين بين نضال قومي، ونضال ديموقراطي، ونضال عمالي وكأن كل هذه جزر منفصلة تماما، وهذه الرؤية ثبت تماما خطأها بعد 25 يناير. فهذه النضالات ليست جزرا منفصلة، ولكنها أشبه بالدوائر المركبة فوق بعضها البعض، فالتحرك القومي الذي لفت نظر الجماهير الي "عمالة" النظام هو ما جعلهم يلتفتون الي ان نفس النظام العميل هو من يحرمهم من ممارسة حقوقهم الديموقراطية، وايضا يجعلهم يعيشون في مستوي اقتصادي منحط يتقاتلون فيه علي الخبز بالمعني الحرفي كما رأينا خلال الاعوام القليلة الماضية. فدخلت التحركات العمالية الي الساحة، ووصفت تحركاتهم بانها غير مسيسة، وكأن السياسة هي فقط اسقاط مبارك وغير ذلك لا يعد "سياسة"، مع أن اي نظام سياسي له بنية اقتصادية واجتماعية، وشرعية لها علاقة بالبعد القومي والسياسة الخارجية بشكل عام، وبالتالي اي تآكل علي مستوي هذه الاعمدة هو تآكل للنظام ككل، وايضا اي نضال علي اي من هذه المستويات هو في سبيل تغيير كل هذا النظام. وبالتالي في 25 يناير كان النظام قد فقد شرعيته تماما علي مستوي الوضع السياسي الداخلي، والحالة الاقتصادية وعلي مستوي السياسة الخارجية.. الشيء الرائع في هذه الحلقات انها استفادت من خبرات بعضها البعض، فبدأ سلوك التظاهر مع "كفاية" لتتلقفه الحركة العمالية وتطوره الي اضراب ثم اعتصام يتطور مع 25 يناير الي اعتصام ضخم في قلب القاهرة. لكن في السنوات الاخيرة ألم يكن النظام يستعمل هذه التحركات من ناحية للتنفيس عن حالة الغضب الجماهيري ومن ناحية أخري للظهور بمظهر ديموقراطي؟ بداية تصور ان عملية "التنفيس" يمكن ان تستمر الي مالا نهاية هو منتهي السذاجة السياسية، فكي تضمن ان هذا سيستمر تنفيسا يجب ان يكون له مردود، اي تستجيب لجزء من المطالب التي خرجت بسببها الاحتجاجات. مسألة اخري وهي ان تصور العملية السياسية كعملية كيميائية داخل معمل مغلق، هو تصور أخر في منتهي السذاجة، فلم يكن يتخيل أحد ان يحصل التونسيون علي ما حصلوا عليه، لا يوجد في علم السياسة ما يشير الي ذلك، ولكن يوجد بعد أخر في حال اغفاله يستحيل رؤية ما حدث وهو الايمان بقدرة الناس علي التحرك والتغيير. فأدبيات العلوم السياسية تخبرنا ان القمع يهبط بالحركة الجماهيرية الي ادني حدودها، ولكننا رأينا أن القمع عندما يصل الي مستوي معين ينقلب الي النتيجة العكسية. وبالتالي لم تكن هذه التحركات تنفيسا حقيقيا، لان النظام خلق حالة احتقان سياسي وهذا لا يؤدي الي التنفيس، ولكنه يؤدي الي احباط، ليس فقط للقائمين بالاحتجاج ولكن ايضا لكل من رأهم في حال احتجاجهم، فكانت النتيجة الحقيقية هي توسيع دائرة الاحتجاج والاحباط. الي ان جاءت اللحظة المناسبة للانفجار، وهذا مرتبط بشكل وثيق بالحالة التونسية، التي اظهرت ان التغيير ممكن، وان هناك حالا اخر غير البقاء محبطين. هناك نقطة أخري وهي ما نسميها "الفرصة السياسية" فكل الحركات الاجتماعية تتحرك بناء علي هذه الفرصة السياسية، فليس من قبيل الصدفة ان تولد حركة كفاية في اعقاب الحرب علي العراق، وايضا في نفس الفترة التي ستشهد انتخابات برلمانية ورئاسية. وفي كل كتاباتي كنت أشير الي ان 2011 سيكون عاما حاسما، ربما لم اكن استطيع توقع شكل الحسم لكني كنت أشعر به، فاذا كانت حركة "كفاية" التي ظهرت علي خلفية حراك أقل بكثير من الحراك العمالي قد صنعت هذا الزخم في 2005 و2006فما بالك ونتيجة الانتخابات الاخيرة قد سدت كل المنافذ أمام الجميع..والنظام في السنوات الاخيرة كان وحيدا لا يقف معه سوي مجموعة من رجال الاعمال أيضا غير معبرة عن الطبقة الحاكمة بل هي مجموعة ضيقة، فقبل 2004 كانت الطبقة الحاكمة تتكون من أصحاب المصالح التي يتم خدمتها، بداية من جنرالات الجيش، والبيروقراطية الكبيرة، والحزب الوطني بعائلاته، ومجموعة من رجال الاعمال. لكن بداية من 2004 قام نظام مبارك بتحييد كل هؤلاء، بل واستباعدهم وتم التركيز فقط علي مجموعة محدودة من رجال الاعمال، وهذا جعل الجزء الاكبرمن رجال الاعمال والطبقة الحاكمة يشعر بالضرر. حيث تم تكثيف دائرة المنتفعين من النظام، فلم يعد من الممكن استمرار النظام. التنظيم الغائب يعاني المجتمع المصري تقريبا منذ 1952 من غياب التنظيمات السياسية...كيف ترين تأثير ذلك في مرحلة ما بعد 25 يناير؟؟ بداية الثورة أكبر بكثير من أحزاب المعارضة المصرية الغير منظمة والمفتقدة للقواعد الجماهيرية، والتي لم تتعلم خلال فترة الحراك السياسي في السنوات السابقة الا الانتهازية والدفاع عن مصالحها الضيقة، وغير القادرة علي استشراف المستقبل، او لعب اي دور ملهم للجماهير يمكن ام تلعبه احزاب معارضة في لحظة ثورية مثل هذه. وهذا الوضع له ميزة انه يفتح الافق أمام معارضة من نوع جديد، خارجة من رحم الثورة. ولكن عيبه في بلد مثل مصر ، ان تراث النظام القديم ذ الذي لا يعلم أحد مداه- يضعنا في وضع سيء علي المستوي القريب، فلدينا معارضةغير قادرة حتي علي الاتفاق علي الجوانب الاجرائية للتحول الديموقراطي للثورة.. فالثورة لها عدة جوانب، واحد منها الجانب الاجرائي للتحول الديموقراطي من نظام قمعي الي نظام أخر بديل. وكل حزب يري الوضع من زاوية مصالحه الضيقة، فتجد الاخوان يريدون اجراء انتخابات لان الوضع الحالي جيد بالنسبة لهم. مشكلة هذا الوضع وهذا ما سيحدث غالبا انه يحد من المكاسب الممكنة في لحظة مثل هذه.. العمال والثورة كيف ترين "الاحتجاجات الفئوية" وامكانية تحولها من حركات مطلبية اقتصادية الي حركات ذات مطالب سياسية؟؟ ما حسم معركة التنحي خلال الايام السابقة علي اعلانه هي مجموعة من الاضرابات دفعت الجيش الي الضغط علي مبارك من أجل التنحي. والسياسية ليست فقط في مطالب اجرائية سياسية، حرية التنظيم سياسة، الاشكال الاحتجاجية التي تولدها الحركات الاجتماعية سياسة، تجذر الحراك بحيث يتم كسر حاجز الخوف، وتنظم الجماهير نفسها في مظاهرة، واعتصام، واضراب كل هذا سياسة. واذا كانت الثورة هي تغير في هيكلة النظام اجتماعيا واقتصاديا فأنت تحتاج الي هذه الاحتجاجات حتي تساهم في عملية مواجهة الاحتكارات واعادة توزيع الثروة. لكن هذا يمكن ان يتم في حالة المطالب الاقتصادية ام عندما تتحول الي مطالب سياسية؟؟ لكي تستجيب الي مطالب هذه الاحتجاجات، يجب ان تغير شكل الاقتصاد. فالحديث عن حد أدني للاجور سيقود للحديث عن هيكلة جديدة لاقتصاديات المجتمع، وبالتالي الخصخصة، كل هذا سياسيا يندرج تحت بند الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنة. فالمواطنة ليست فقط حقوقا سياسية لها علاقة بشروط الترشح والانتخاب، وحقوق مدنية لها علاقة بحرية التنظيم والتظاهر والاضراب، وحقوق اقتصادية واجتماعية لها علاقة بحد أدني للاجور ومظلة تأمين صحي واجتماعي. هذه المطالب" الفئوية" حتي وان لم ترفع حقوق المواطنة فهي تجذر عملية الثورة في جانبه الاقتصادي والمدني والاجتماعي. الجماهير لم تشارك في هذه الثورة لانه تمت دعوتها عبر "الفيس بوك" هذه أكذوبة. الجماهير شاركت لأن شعارات هذه الثورة التي هي "تغيير حرية ذ عدالة اجتماعية" او "عيش حرية عدالة اجتماعية" مهما اختلفت التنوعات لكن تبقي العدالة الاجتماعية في كل الاحتجاجات من اسوان الي الاسكندرية. ولم تطرح هذه النخبة في اي وقت علي الجماهير برنامج للعدالة الاجتماعية، وبالتالي الجماهير تتحرك من تلقاء نفسها لوضع مطالب العدالة الاجتماعية علي الاجندة السياسية، تماما كما قامت الثورة، فعندما لم تستطع الجماهير التغيير عبر الانتخابات لجأوا الي الشارع. تركيز الحديث الاعلامي علي مسميات من قبيل "ثورة الفيس بوك" او "ثورة الشباب" كيف ترين الدور الذي تلعبه تلك المسميات في الوعي الجمعي الان؟ هذا تصور ضحل، ويتم تصديره اعلاميا لاسباب كثيرة منها ان هذا امر جاذب اعلاميا ان تصنع من مجموعة من الافراد وجه للثورة، ويتم الحديث عنهم طوال الوقت وهكذا تبدو الاعلام كما لو كان قد فهم الثورة بدون اي مجهود المجلس العسكري ايضا من مصلحته ان يدفع في هذا الاتجاه حتي لا يضطر الي ان يدخل في مطالب اوسع، فالنخبة السياسية سواء لاسباب انتهازية او بسبب سذاجة سياسية تريد المطالب الاجرائية، التي لا تهدد الوضع الاقتصادي للمؤسسة العسكرية أو النخبة الحاكمة بشكل واسع اي المستفدين من النظام الاقتصادي. وبالتالي كان هناك توافق غير مكتوب علي تصدير هذه الصورة المتلائمة مع التصور النخبوي للسياسة فالانترنت موجود في مصر منذ التسعينات، وتم استخدامه بشكل سياسي مع حركة "كفاية"، والشباب المسيس الذي يستخدم الانترنت، ويشارك في المظاهرات موجود منذ ظهور "شباب من أجل التغيير" مع حركة "كفاية". "6 ابريل" موجودة منذ 2008 مع اضراب عمال المحلة. فلماذا لم نر هذه النوعية من الحراك الا مع 25 يناير 2011. وهكذا اذا كان لديك هذه العوامل منذ فترة فيحب ان يكون المحرك لما حدث امرا مختلفا عن "الفيس بوك" وعن شباب الطبقة الوسطي. الموقف من المطالب الفئوية لا يختلف عن تصور الثورة وكيف جرت احداثها فالاثنان خارجان من التصور الطبقي عن ما هي السياسة ومن هم الفاعلون فيها، وبالتالي اذا كان شباب الفيس بوك هم الذين قاموا بالثورة فسيكونون هم المتحدثين باسمها ويرسمون خريطة طريقها كشباب طبقة وسطي، وبالتالي تصبح التحركات العمالية ذات مطالب فئوية ونسبية. بعد مرور أكثر من شهر علي تنحي مبارك...ما هي ابرز ملامح الثورة المضادة؟؟ أخطر شيء ان تحارب أشباحا في غرفة مظلمة وسبب ذلك غياب المعلومات الكافية عن النظام فنحن لا نمتلك معلومات كافية عن حجم الجهاز الامني ومدي تشعبه، وايضا عن الخريطة الاقتصادية للنظام ومن هم اللاعبون الاساسيون فيه. لدينا فقط معلومات متناثرة، ولكن لا توجد معلومات متكاملة لا عند الناشطين السياسيين ولا بشكل اوسع عند جموع الشعب، ولا اعتقد ان حتي المجلس العسكري لديه هذا التصور الشامل. الجزء الثاني هو ارتباط مصالح الامن بالحفاظ علي الثروة، تجلي ذلك في استخدام بلطجية ممولين من رجال اعمال لا نعرف مدي وجودهم وتأثيرهم. احداث مثل كنيسة اطفيح، وعودة السلفيين القوية وغيرها من ظواهر تحدث الان كيف يمكن فهمها؟؟ هذا جزء من التوغل الامني الذي لا نعرف عنه شيئا، فالسلفيون هم جزء من مجموعات الاسلام غير السياسي تم تربيتهم علي يد أمن الدولة، وليس هذا ادعاء ولكن هم قالوه عند اغلاق قناة الرحمة "ده احنا ولاد أمن الدولة..هما عايزنا نبقي زي الاخوان" وهذا كلام موثق. وتم الدفع بهم من أجل تحجيم دور الاخوان المسلمين، وتنمية بديل للاسلام السياسي المسلح الذي كان متواجدا في التسعينات. وبالتالي لا استطيع تخيل ان هناك تضارب مصالح بين هذه الفئات، فهل هي من قبيل الصدفة انه بعد اقل من اربعة وعشرين ساعة من أحداث أطفيح، ان نجد بلطجية يعتدون علي المعتصمين في ميدان التحرير، بتوجيهات من ضباط في أمن الدولة وجوههم معروفة للنشطاء، وقبلها بايام قليلة نجد مسيرات مخيفة للسلفيين، ويتم السماح لمحمد حسان ان يخطب الجمعة في مسجد النور بالعباسية علي بعد مائتي متر من الكاتدرائية، ويتم الهجوم علي مظاهرة صغيرة للسيدات في التحرير، ويتم السماح باقتحام مقرات أمن الدولة التي بقي فيها فقط ما له علاقة باجواء النميمة والعلاقات الجنسية، ولم توجد وثيقة واحدة عن رجال الحزب الوطني، او تركيب جهاز أمن الدولة ومدي تغلغله. هل كل هذا من قبيل الصدفة!